سيد الصباح،
،
كيف أنت!
أنا الباكية على نوافذ الوقت المتعاقب ضوؤها، وظلمتها..
أسألك بكل ما في الوجدان من روح،
وبكل ما في الروح من وجد:
كيف أنت!
،
هذا المطر الذي ينقر زجاج نوافذي، وبلور روحي ما يزال يحرضني على البكاء!
ما يزال يعيّرُني بغيابك..
ويقهقه كشيطانٍ مؤثّم، لا يبالي بجرائم غواياته..
ما زلت أتابع شرائط الأخبار على الشاشات وفي الصفحات،
أبحث عن بارقة ضوء،
أو إشارة تهديني إليك..
أعرف جيدا أين أنت،
ولا أعرف أبدا عنك شيئا!
إنها معضلتي التي لا تنتهي..
ولهذا تذكرت العرافة القديمة، حين كنت طفلة..
هل تذكر!
كلما أزهرت مواسم غيابك الصبارية،
ترددت في أذن روحي همساتها القديمة،
وذاك الخوف الذي كان يسعى في فحيح صوتها..
ترى،
ما الذي كان يخيف العرافة!
،
ليتك تجد سبيلا إلى أذني كي يستريح خوفي قليلا
،
ولا أعرف أن أردد شيئا سوى:
كيف أنت!