۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أخي (رافاييل نوبوا)
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2021, 02:53 PM رقم المشاركة : 183
معلومات العضو
نبيل النصر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
يحمل ميدالية التميز 2012
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين
افتراضي رد: أخي (رافاييل نوبوا)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة





حيّاك الله أخي وأستاذي الفاضل نبيل النصر

يتشرّف المتصفح وصاحبه بمرورك الكريم وبمشاركاتك الكريمة

وأرجو أن يتسّع صدر أخي ، فكلّ ما في الأمر أنّني تعاطيت مع مشاركاتك كما مشاركات الزملاء بمسؤوليّة وجديّة مع ما يليق بها من احترام وتقدير
سواء بقراءتها باهتمام شديد أو ببذل الوقت والجهد الّلذين يليقان بها حين الردّ عليها

أمّا وصفي لقولك بالتهكّم ، فلم أقصد به الإساءة لأخي نبيل بقدر ما كان وصفاً للكلام الّذي تفضّلت به ، وأذكر أنّني تفاعلت معه بكل مسؤوليّة وموضوعيّة وجديّة

أمّا إن كنت ترى بأنّني أسات التقدير والحكم على ما تفضّلت به ، فإنّني اعتذر من شخصك الكريم وأرجو صادقاً أن تتقبّل اعتذاري


وباب المتصفّح وقلب صاحبه مفتوحان دائماً لأخي الفاضل نبيل


تحيّاتي وتقديري

أسعد الله صباحك أخي ياسر وأسعد الله صباح كل من مرَّ ويمرُّ من هنا
لا داعي للإعتذار , لم يصدر عنك اي خطأ لا سمح الله
أسلوبك يشي بما تتمتع به من خلق كريم
يشرفني دائما التواجد في متصفحك , هذا لا ريب فيه
لا يمكنني المرور على اعتذارك مرور الكرام دون ان اقول لك
أحيي فيك قوة الشخصية , فالشخص القوي هو من يقول اعتذر إذا احس ان هناك ما يستدعي الإعتذار
فما بالك بشخص لم يخطا في حق أحد وقالها لمجرد الشك , قهر النفس والتحكم بها ليس بالامر السهل
عودة إلى النص :
قد لا أوافقك الراي في ان النص يحتمل المزيد من البحث والتحليل وسبر الاغوار , هذا رأي متلق عادي لا يعرف عن القصة القصيرة جدا سوى المصطلح الذي اطلق عليها وقد يصيب وقد يخطئ , إلا أنه في المحصلة يبقى رايا نظرت إليه باحترام واهتمام فشكرا لك ,لا أخفي عليك بمدى إعجابي بقدرتك على جذب الجميع للتفاعل مع النص بهذا الحماس وهذا دليل على حسٍٍّ قيادي .

قرأت تعقيبك وإليك الرد عليه دون تحديد لرقم المشاركة لعلمك بها
تقول في تعقيبك :
وهنا أسأل أخي نبيل سؤالاً على سبيل المزاح لا التهكّم
ألا تعتقد أنّ ما جعلك تصدّق أو تتخيل أنّ الموت يمكن أن يجلس بجانب إنسان ويتبادل معه أطراف الحديث كما حدث في القصّة الّتي نقلتها ، يجعلك تصدّق الكثير من الأمور الممكنة والواقعيّة الّتي تحدثت عنها قصّة "أخي" ؟

الجواب :
ألا تعتقد أن ما جعلك تصدق ان التوأم رافاييل وهو جنين مازال في رحم امه قد بلغ من الفهم والإدراك ما جعله يلاحظ أن أخيه بابلو قد سبقه بالخروج ما سبب عنده عقدة السبق , يجعلك ان تصدق بان الموت يجالس البشر قبل اخذ أرواحهم . طبعا لم اصدق أن الموت يتكلم مع أحد وأنت لم تصدق ان الجنين يرى ويفكر ويدرك وهو في رحم امه رغم إشارتك ضمنيا ( رغم استحالتها إلا بإرادة من الله وخارج رحم الام كما حصل مع سيدنا عيسى عليه السلام الذي تكلم بالمهد ) إلى ان قدرة رافاييل على الفهم والتفكير والإدراك وهو في بطن أمه من الامور الممكنة والواقعية . المفروض أن يتبادر إلى ذهن المتلقي اسئلة كثيرة عن الهدف الذي جعل الكاتب ان يروي حدثا لا يمكن تصديقه وما قصده من وراء ذلك , في جميع المشاركات التي قرأتها كما أذكر لم أجد أحدا تطرق إلى هذه الجزئية في مشاركته رغم اهميتها كونها تصنف في خانة اللامعقول والمستحيل . وأرى فيها عقدة من عقد النص أو معضلة كما تسميها .

وتقول أيضا في تعقيبك :

تقول متهكّماً أن الكاتب أحدث الدهشة وسردت ثلاث ملاحظات تشرح لنا كيف أحدث الدهشة
وأنا هنا لا أدافع عن الكاتب فهذه ليست وظيفتي ، ولكن وكوني صاحب المتصفّح لن أردّ على التهكّم ولكنّي سأدافع عن النصّ من داخله

1. هات دليلاً واحداً من النصّ يقول أنّ الأمّ لا تستطيع التمييز بين ولديها

الجواب :
الكاتب نفسه اشار بوضوح إلى هذا الأمر عندما قال انها مرت من امامه تصيح باسمه مادة ذراعيها , فلو كانت الام مدركة لادركت للوهلة الأولى أن الإبن الذي مرت من أمامه هو رافاييل وليس بابلو ولنادت باسم بابلو . ومن هنا أرى أن الكاتب تعمد الضحك على المتلقي واستغفاله أيضا بسرده للواقعة على هذا النحو إلا في حالة إيعازه عدم إدراكها وعدم تمييزها له ناتج عن تعرضها لصدمة عصبية جعلتها لا تستطيع التمييز بينهما و/ أو هو رسوخ فكرة عادة رافاييل الخروج قبل بابلو في عقلها الباطن كونه تعود ان يفعل ذلك فتوهمت أن يكون هو من مات , وهذان السببان يقودان المتلقي إلى ضرورة التحليل النفسي للحالة النفسية للكاتب وللأم وقت حصول الحادث .
إذا كان رايك لا يتفق مع هذا الطرح ( وإني لاظنه كذلك ) أرجو تفسير ما جاء على لسان الراوي المذكور اعلاه شرط أن ياتي مستندا على أسس منطقية تتوافق مع الإدراك الذهني للمتلقي لأبني عليها قناعتي بناء على ما تطرحه من تفسير .
2. هات دليلاً واحد من النصّ يقول أنّ الأم لم تتعرف على جثّة ابنها البكر ، فكلّ ما قاله النصّ أنّ الأمّ وبعد سماعها صوت الحادث وتحت وقع الصدمة صاحت بإسم ابنها الأصغر لأنّها افترضت أنّه هو الّذي تعرّض للحادث لأنّه كان دائماً يسبق أخيه في الخروج من المنزل ، وقد صاحت باسمه وهي تتجّه نحو الجثّة

سبق وان أوردته في البند رقم ( 1 ) بكل وضوح .

3.هات لي أين وكيف أهان الكاتب الأمّ في النصّ ووصفها بأنها فاقدة للإدراك وللوعي والحس
كلّ ما قاله الراوي في ختام النصّ "أنّه لم يصحح لها خطأها إبداً" ، وهذه هي معضلة النصّ والتّي أعتقد أنّنا اقتربنا كثيراً من حلّها كما جاء في المشاركة رقم 196 والّتي كانت اشتباكاً مع الملاحظة الّتي تفضّل بها الأخ زياد ، وحبّذا لو تبدي رأيك وتعليقك بخصوصها


الإجابة على هذا السؤال وردت على لسانك في المشاركة رقم 213 حيث تقول :

أتّفق معك في كون الأخ الأصغر هو الضحيّة الرئيسيّة في النصّ
وأنا أتراجع عن وصفي له بأنّه الضحيّة الوحيدة ، لأنّه كان وصفاً غبيّاً منّي هههه


في هذه الجزئية لا أوافقك الرأي في اعتبارك رافاييل ضحية , وهنا أتسائل بشدة , إذا كان رافاييل ضحية فلا بدَّ من وجود فاعل جعل منه ضحية ما وفي تحليلي للنص لم أجد جريمة ولم أجد عناصر لجريمة قد تكون وفعت و تتوافر في هذا النص . ربما ستقول لي انه ضحية الاخ الاكبر الذي زاحمه على الخروج اولا وجعل منه مريضا نفسيا يعاني من عقدة السبق وعقدة محبة والدته وتفضيلها له على رافاييل , و / أو ستقول أنه ضحية والدته التي عرفت ان بابلو هو الذي مات وأخفت ذلك عنه لتبقيه على ظنه بانها متيقنة من ان الميت هو رافاييل . وفي هذه الحالة تكون قد وجهت اصابع الإتهام إلى الجاني ألا وهي الام . في هذه الحالة توجد جريمة مكونة من الإبن رافاييل وصفته الضحية , والأم وصفتها المجرم , ولكن كيف ستثبت عناصر واركان الجريمة وكيف ستقدم الدليل على إمكانية الام تمييز أحد أبناءها على الآخر حتى في حالة وفاته .

ولكنّني أعتبر أيضاً أنّ الأمّ ضحية ، ضحية فقدها لابنها الأكبر ، وضحيّة انسياقها وراء ادّعاء الأخ الأصغر وتصديقه بأنّه "بابلو" ، لأنّها لا تريد أن تصدّق أنّ ابنها الأكبر هو من توفي
أمّا بابلو فأتّفق معك بأنّه ضحية عقدة السبق

الضحية صفة تطلق على من وقع عليه الفعل مباشرة , أي بابلو الذي صدمته السيارة هو الضحية سائق طائش ولا تطلق على الأم التي تاثرت وحزنت عليه حد فقدانها الإدراك , ولكن مجازا قد نطلق على الجاني انه ضحية فعله و/ أو ضحية جنونه و / أو ضحية مرض نفسي أو تطلق على سائق السيارة الذي صدم بابلو فيقال انه ضحية تهوره أدى إلى وقوع الحادث أو هو ضحية سوء تربية والدية مثلا . وأوافقك الرأي في قولك انها ضحية رافاييل الذي ادعى انه بابلو ولم يقل لها الحقيقة بغض النظر عن هدفه من وراء إخفاء الحقيقة . واراك ضمنيا توافقني في هذه الفقرة على رأي أنكرته علي في مداخلاتك السابقة من أن رافاييل قد أساء بطريقة أو بأخرى لأمه وللامومة حين قلت أن الأم ضحية انسياقها وراء ادعاء الأخ الأصغر وتصديقه بأنه بابلو رغم أنه لم يدعي بالنص أنه بابلو بل قال ( ومنذ ذلك الحين لم اصحح خطأها أبدا ) يعني أنه تركها على اعتقادها وتوهمها وهذا دليل قاطع على أن الام عانت صدمة عصبية لازمتها مدى الحياة مما يقطع الطريق على صحة جميع التوقعات و التحليلات للنص ) . وانه جعل من نفسه بطلا مضحيا بإنكاره لذاته لأجل إسعاد أمه الذي هو نفسه متأكدا تماما من إدراكها للحقيقة . لاحظ الإشكالية التي خلقها القراء وليس رافاييل الذي ترك الباب مواربا لآرائهم وتحليلاتهم رغم إشارته بوضوح تام إلى حقيقة تكوين الإنسان وإلى الهدف من القصة .
[COLOR="Red"]
لأمّ تحتضن الجثّة وأنا على يقين أنّها اكتشفت أنّها جثّة "بابلو" المفضّل لديّها وهذه هي الصدمة الكبيرة بالنسبة لها
هنا اراك تعنرف ان الأم في حالة طبيعية بحيث تمكنت من تمييز أن الجثة لبابلو , ولكنك انحزت إلى تجريمك لها بسكوتها وإخفاءها معرفتها بهوية القتيل بتبرير جانبه الصواب في قولك أنها أصيبت بصدمة كبيرة عندما رات أن الجثة لبابلو وليست لرافائيل , وهنا أود أن أوجه لك سؤالا بصفتك اب , هل تعتقد أن صدمة فقد الامهات أو الآباء لأحد أولادهم تتفاوت من ولد إلى آخر وأن مدى الحزن يعتمد على درجة محبتهم له , إذا كان كذلك فهذا مخالف لغريزة الامومة والابوة , إذ المنطق يقول تساوي الأبناء في محبة الابوين لهم .
الصدمة , نتيجة عادية محتملة الحدوث بقوة ولكنها حالة عابرة كما سابينها لاحقا .

الأخ الأصغر يقرّر ألا يخبر أمّه بالحقيقة ، ويقرر أن يعيش بقيّة حياته باسم أخيه ، ومدّعيّاً أنّه "بابلو"
هل هذا الأمر ممكن ؟
ممكن بحالة واحدة وهي معاونة الأمّ له
[
ها أنت هنا في تحليلك للقصة توافقني الراي في ان رافاييل قد جعل من نفسه بطلا حين قرر ان يعيش في ثياب أخيه , وفي نفس الوقت فقد أهان والدته واهان الأمومة بتصرفه هذا رغم علمه بإدراك أمه حقيقة الموقف . ( طبعا هذا على سبيل الفرض الساقط إذ لا يوجد في النص ما يدعم صحة هذه الفرضية ) وخاصة في قولك أن هذا ممكن في حالة معاونة الام له . أرى أن هناك إشكالية في منطق الامور , عندما تبتعد التحليلات عن منطق الامور تتولد إشكالية النص , إذ كيف لأم أن تضحك على نفسها وعلى ابنها حين تبقى على وهمها بإرادتها الحرة على ان الميت رافاييل رغم يقينها بانه بابلو وتبقيه على وهمه بأنها غير مدركة للواقع . لا يمكن تخيل ذلك ابدا .

لماذا قد تعاون الأمّ ابنها الأصغر لتسويق هذا الإدّعاء عليها ؟
لأنّها لا تريد أن تصدّق أنّ ابنها المفضّل قد مات ، فقام الصغير بعرض وتسويق صفقة الوهم عليها
الأمّ اختارت وتحت تأثير الصدمة أن تعيش هذا الوهم القاسي لأنّها لم تجد في نفسها استعداداً لتقبل حقيقة أن أبنها الأكبر مات ، ولم يكن لديها أي استعداد للتعايش مع هذه الحقيقة


أوافقك الراي في جزئية تختص في تعرض الام لصدمة أثرت عليها في البداية جعلتها تظن أن الإبن المتوفى هو رافاييل , وأعارضك الرأي في قولك انها اختارت تحت تأثير الصدمة أن تعيش الوهم القاسي بأن بابلو هو الذي على قيد الحياة ورفضها تصديق عكس ذلك , والجا في تبرير رأيي إلى ما قدمته في تحليلك من رأي مخالف لطبيعة الام بالذات التي تحب جميع ابناءها على نفس الدرجة وإلى كونها بطبيعتها كأم ترضخ إلى الواقع وتتعامل مع النتائج كما هي , إضافة إلى كونها كأم تحب رافاييل كرفاييل وتحب بابلو كبابلو ولا يمكنها محبة أحدهما في ثياب الآخر , وهذا يلغي فكرة أنها ترفض التصديق بأن بابلو مازال على قيد الحياة . قد يحصل هذا في حالة واحدة وهي أن يكون للأم ولد واحد ويتعرض هذا الإبن للموت لأي سبب كان فتحزن الام حزنا شديدا يقودها إلى التفكير في تبني طفلا يتيما على سبيل المثال فتقوم بتربيته والإعتناء به وقد تسميه باسم ولدها المتوفى وتتعامل معه على أنه ولدها لدرجة انها ترفض التصديق بأن ولدها قد مات وهذا يحصل في حالات قليلة جدا . وذات السلوك تمارسه الأم الحيوان في حالة فقدانها وليدها فتلجأ إلى تبني طفلا من أم أخرى وتعتبره بديلا لإبنها .
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن تعرض الأم للصدمة كان مؤقتا وقد عادت إلى طبيعتها وهذا يعزز الراي القائل بان الام لم تتوهم ولم تقبل من رافاييل تسويق أنه بابلو كونها عادت إلى وعيها وإدراكها الكاملين . وسند ذلك رأي الطب النفسي في مثل هذه الحالات , القائل ان تعرض الإنسان للصدمة وعدم قبوله بالحقيقة والواقع يكون وقتيا ما يلبث الإنسان أن يعود إلى رشده ويبدأ بالتحول تدريجيا للقبول بالواقع والتعايش معه وتعود له الرغبة تدريجيا في العيش والحياة الطبيعية . وهذا ما يسمى بحالة الإضطراب النفسي ما بعد الصدمة كما حدث مع أم رافاييل , إذ تركت الصدمة أثر نفسي بليغ عليها ولكنها ما لبثت أن عادت إلى طبيعتها بعد فترة طالت أو قصرت . ( كل ذلك مجاراة لتحليلك وتحليل الأخوة المشاركين ) وإنما قناعتي تختلف و تجدها في هذا التعقيب بين السطور ) .
من هذا المنطلق , أرى ان يتخلص القارئ من تفكيره التقليدي ويحلق في تحليله في عوالم أخرى خارج الصندوق .
أطلت عليك
كل الاحترام والمحبة لكم






  رد مع اقتباس
/