۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أخي (رافاييل نوبوا)
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2021, 10:44 PM رقم المشاركة : 184
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: أخي (رافاييل نوبوا)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم شحدة مشاهدة المشاركة
مرحبا اخي ياسر ..
اسمح لي ان أقدم قراءتي الحرة للقصة كما كتبها رافاييل لا كما نريد لمعناها ان يكون !

أخي
......................
"رافاييل نوبوا"


لم أسامح أخي التوأم أبداً لأنه سبقني في الخروج وتركني لسبع دقائق في رحم أمّي وحيداً ، مذعوراً ، أطفو كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج ، وأسمع على الجانب الآخر أصوات القبلات تنهمر عليه ، كانت تلك أطول سبع دقائق في حياتي والّتي حدّدت أنّه قد أصبح الأخ الأكبر (البكر) والمفضّل لدى أمّي . هذا هو المقطع الأول من القصة . والذي استطيع اعتباره ناجزا ومتكاملا "حكائيا " ، ومستغن عن ما سيليه من تفاصيل ، التفاصيل التي أظن أن رافاييل قام بتصميمها فيما بعد ، خدمة للتشويق والامتاع الحكائي اولا ، وتمهيدا لقفلته الصادمة تاليا ، منسجما تماما مع ما قد بدأه في الجزء الأول / القرص الصلب للحكاية . الحكاية التي بناها باسلوب شعري فانتازي / لا معقول والتي جاءت على لسان الاخ الاصغر / السارد / البطل المطلق / والضحيةالمعذبة بالتمييز . المقطع يقول بوضوح عقدة الحكاية بلا مواربة / انا المدعو " سانشيز الاخ الاصغر لبابلو أعاني من الاهمال الشديد من امي التي تهتم ببابلو كثيرا فتمنحه الحب والقبلات والسعادة ، والراحة ، وساندويشات الشاورما بالمايونيز ، فيما انا محروم ، اراقب كل ذلك وأعض على اصابعي قهرا ، و على سندويشة الفلاقل ! .. ويتساءل المنكود سانشيز ، لماذا تفعل امي بي كل هذا .. معقول انها تريد مصلحتي ددون ان اشعر.. ؟ ولكنني ...
لا لا هذا كلام غير معقول بالمرة ، فانا اعرف انها تحبني ، ولكنها تريد بذلك معاقبتي و تاديبي لانني تاخرت في النزول من رحمها لسبع دقائق كاملة !!!! .. ولكنني اعدك يا امي ، من الان فطالع ، سأغير من أسلوبي ، وسأتخلص من الكسل ..؟ سترين كيف اني اسبق بابلو/ السريع في كل الامور .. سأثبت لك ذلك واكثر ، فقط انتظريني ؟

منذ ذلك الحين كنت أحرص دائماً على أن أسبق أخي "بابلو" في الخروج من جميع الأماكن ، من الغرفة ، من المنزل ، من المدرسة ، من قدّاس الكنيسة ، وحتّى من السينما مع أنّ ذلك كان يكلّفني عدم مشاهدة نهاية الفيلم
. هذا هو المقطع الثاني من الحكاية ، والذي صاغه رافاييل باسلوب كوميدي اسود .. فبالله هل سمع احدنا عن عقدة اسمها عقدة السبق / الركض ؟ ، الا ان تكون عقدة ، تشبه عقدة توم هانكس ، في فيلمه الجميل forest gamp ؟ ، السباق هنا يساوي المنافسة ، التي لا تعني الركض بالضرورة قدر ما تعني المدافعة .. والمزاحمة على قلب الام ، وهي مزاحمة تدور في ذهن سانشيز فقط بعيدا عن بابلو اللهيان ، الغارق في العسل فهو غير منتبه لها اساسا . . فائدة هذا المقطع تكمن في تسليطه الضوء على اضطرار سانشيز الدائم لمنافسة بابلو / المستحوذ على قلب امه ، بداع أو بغير داع ، في كل شيء تقريبا ، حتى في اتفه الامور كان مضطرا للمنافسة ؟ هذا المقطع المصوغ بلغة شعرية ايضا يطرح سؤالا مهما .، ما الذي اضطر سانشيز للمنافسة أساسا .. الجواب / بكل بساطة هوالام الغافلة المستغنية ببابلو عمن سواه ؟
ذات يوم كنت مشتّت الذهن وملتهياً ، فإذ بأخي يسبقني ويخرج من المنزل قبلي وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ، وأذكر أنّ والدتي عندما سمعت صوت الضربة مرّت بجانبي مسرعة وركضت إلى خارج المنزل وكانت تصرخ وتصيح بإسمي وهي تمدّ ذراعيها نحو جثّة أخي.
منذ ذلك الحين وحتّى الآن لم أصحّح لها خطأها أبداً


هذا هو المقطع الثالث والاخير ، والذي يحمل قفلة صادمة وغارقة في السواد .. لقد تخلى سانشيز عن المنافسة اخيرا ، بعد ان فشلت كل محاولاته السابقة ، في لفت انتباه الام اليه .. كان هذا قبل الحادث بالطبع ، بفترة اظن شخصيا / أنها طويلة جدا . ولعل رافاييل اشار الى ذلك حين وصف سانشيز ، بالمشتت الذهن وبالملتهي / الملتهي عن ماذا بالضبط ؟ .
الام التي مرت بجانبه ولم تره تعرفه جيدا ، و تعرف ان بابلو هو المدهوس .. وتحت الصدمة نادت باسم الاخ الاصغر ، بائحة بحبها لبابلو ، ولسان حالها يقول : على اواه .. عشرة من شكلك يا سانشيز ولا كندرتك يا بابلو ههه ، واذ كان لا بد لأحد النسختين ان تعيش فلتكن بابلو وليمت سانشيز ؟ ... هنا بالضبط تبدو حكمة سانشيز المكلوم جلية ، بسكوته على قسوة الام حتى اللحظة الاخيرة ، فلم يجادلها او يعاتبها ، بعد ان كان اتخذ قراره بالخروج من المنافسة الى الابد معترفا بهزيمته امام بابلو صاحب الابتسامة الساحرة .. لم يصحح لها خطأها ؟.. لبس الخطا في التعرف على احد ابنائها اكيد ، انما الخطا الذي ارتكبته من اول الدنيا ، حين وشوشت لبابلو .. بابلو هيي بابلو انزل بسرعة .. ، ولا تدع سانشيز يشعر بك ، دعه غارقا كرائد فضاء يسبح في الفراغ بلا معنى او نتيجة !
واخيرا سالت نفسي / لماذا اختار رافاييل ان يكون الاخوان توامين متشابهين ، وليسا اخوين عاديين ، مفصولين عن بعضهما بسنة مثلا .. أو أكثر ... اعتقد انه فعل ذلك بذكاء ، ارادهما متطابقين ، ليجري خدعته ، فلا يدري القارئ مع ايهما يذهب مع الام ام مع سانشيز ؟



* هناك من الامهات من هن ابشع من هذه بكثير .. اولئك اللائي ضغطن ابنائهن كثيرا ، حتى وصل بهم الامر للتفكير باقصائهن او حتى قتلهن ! ، كما ان هناك من الامهات من قتلت ابناءها فعلا ، فقط لتهرب مع عشيقها .. ! وهناك الكثير مما لا يحصى من صور عقوق الامهات ، فلماذا الاصرار على قراءة تقدس الام هنا وتتعاطف معها علما انها مجرمة ، وهذا لا يمنع طبعا ، انها قد تكون ضحية لزوج فاجر مثلا ، او مجتمع قاهر . ؟



مرحبا أخي ابراهيم

تعليقاً على السطر الأوّل في مداخلتك
أعتقد أنّك قدّمت قراءتك كما تريد أنت لمعناها أن يكون لا كما كتبها مؤلّفها
بعكس ما فعل الكثير من الزملاء والزميلات الّذين اعتمدوا القصّة المنشورة في هذا المتصّفح مرجعاً لقراءاتهم (أقصد القصّة الّتي كتبها رافاييل نوبوا بعنوان "أخي") دون أي زيادة أو نقصان ، ولا أذكر أنّ أيّاً منهم قد قام بإضافة تفاصيل وأحداث من عنده ، أو قوّل النصّ ما لم يقل كما فعلت حضرتك بافتراض وإضافة تفاصيل وأحداث وقمت لاحقاً ببناء تقييمك وخلاصة قراءتك على ما افترضت وعلى تقويلك للنصّ ما لم يقل


نعم تستطيع أخي ابراهيم أن تقرأ النصّ كما تشاء ، وأستطيع أنا (كقارئ) أنّ أتّفق أو أختلف معك ، ولكنّني لا أستطيع مناقشة قراءتك إلا في حال كان النصّ المنشور هنا هو مرجعنا الوحيد بدون أيّ زيادة او نقصان

نعم تستطيع أن تجتهد في التأويل وهذا ما نريده هنا ولكن بدون أيّ افتراضات تبنى على مجرّد تخمين بأن الكاتب كان يريد أن يقول كذا ولكنّه قال كذا ..

وتستطيع أن تطلق الحكم الّذي تريده على الأمّ
ولكنّني وجدت أنّ وصفها بالبشاعة والقسوة كان قاسياً جدّاً ، ومبنيّاً على أفعال مفترضة من قبلك قامت بها تجاه ابنها الأصغر



من هو سانشيز ؟؟؟؟



شكراّ جزيلاً أخي ابراهيم لتفاعلك الجميل مع النصّ ، وقراءتك الّتي أرجو ان تلقى صدى لدى الزملاء


تحيّاتي






  رد مع اقتباس
/