العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰

⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-04-2021, 10:09 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحيم لمساقي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
المغرب

الصورة الرمزية عبدالرحيم لمساقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبدالرحيم لمساقي غير متواجد حالياً


افتراضي حنين

كان لي شيء ثم فقدته، لا أدرى متى و لا اين و لا كيف فقدته، كان شيئا لم أختبر ما يشبهه لأصفه أو أقارنه به، هل كان عصفورا يغرد أو زهرة تفوح عطرا أو فراشة فقد العالم وزنه برحيلها، لا أدري ، أحيانا أقول ربما كان وزنا زائدا، صخرة على تلة و تدحرجت، قطرة ندى معلقة على خد وردة تبخرت، قمرا ربما و انطفأ او شمسا غرقت في بحر أعمق منها، شيء لا يمكنني القبض عليه فقدت معه كينونتي اهتمامي و شغف العيش، ربما حلم أو مشاعر ما أو طيف أو وهم عدت منه، إن كان هذا هو الواقع فإنه رهيب لا قلب له، لا يرق و لا يحن، لا يرأف و لا يرحم، أو ربما هذا ما فقدته، لكن إن كان هذا ما فقدته فمن أين يأتي هذا الشعور بالفقد أم أنه الضياع في أعلى مراميه متوج بالفقد المطلق حيث الهوة الموحشة بلا بداية ولا نهاية يزيد في اتساعها اولئك الذين حاولوا ملأها و صدورهم مسكونة بالضيق، كان لي شيء ثم فقدته شيء أضاعني حين أضعته، كيف أستعيده و أنا لا أتذكره، كيف نسيته إن كنت أذكره، كنت كالصاري أمسك زمام الأشرعة لتبحر سفينة العابرين الى مرفأ مدن الأحلام حيث الأشياء تبدو باهتة و قديمة و لا تخص الصاري و لا يخصها، كان حلمي أن أبقى شجرة تقف وسط الركام يحج الناس الى ظلها حتى إذا حان الموعد قطعها الحطاب قطعا تليق بالموقد، لتولد الأشياء من دفء نار احتراقها عامرة بحلاوة الحياة لا من أنين معاناتها مملحة بالدموع، الأحداث الثقيلة و العميقة حد الغرق هي نفسها الأحداث العقيمة التي لا يتناسل منها إلا الضياع في الفكرة، تجعل منا معاتيه فوضويون يحترفون العبث، يسافرون عبر الظلال و يحطون الرحال في الشمس، نخدع أنفسنا فقط لتبقى مثقلة بأحمال تنوء بعصبة أولي بأس و قوة، إلى أي مدى ستبقى تلك النفوس تربت على كتفها، كالأشجار ستموت واقفة دون أن تسند الرأس على كتف أو حضن أو في حجر دون أن يختبر القلب معنى تزامن النبض, في عالم النحل حين تضايق نحلة تلسعك و تموت مضحية بنفسها من أجل شيء تدركه النحلة وحدها ثم يتبعك عدد من المنتحرات المستعدات للتضحية أيضا و لا تدري أمن أجل النحلة الأولى أم الشيء نفسه الذي ضحت لأجله، شيء مفقود في المعنى و الجوهر و المرامي, ليس القهر ما يحول بين المرء و قلبه لكنه الموت في معانيه العميقة، ليس بيدنا نخرج قلوبنا من صدورنا لنعيش معها لكنه تقدير القدير و ارادته يقلب القلب بين أصابعه و له المثل الاعلى ليس كمثله شيء و هو السميع العليم، من معاني الموت ان تتوسل اهتماما و تتسول عشقا ثم ترطد من باب تؤمن به حد البداهة، كأن تخرج من بيتك و حين تريد ان تعود لا تجده، تبحث عنه و لا تستطيع الاستراحة خارجا فلا احد يستريح خارج بيته بعيدا عن وليفه و كبده، تبحث حد الإختناق دون أن تفقد كل انفاسك دون أن يتيه عنك ايمانك، آمالك، سنين عمرك و ذكرياتك تلك التي أملتها النور وسط الظلام، تريد فقط أن تعود لبيتك لتضع رأسك و تنزع عنك رداء السعي و التعب لتنام، تريد فقط أن تعود الى قطع الروح التي تركتها خلفك و حلقت ناقصا تسعى في ارض الله على رزقك، الذين يخرجون بالنقصان يتعبون سريعا و يعودون الى قطع الروح التي تركوها خلفهم، يعودون إلى قلوبهم التي أخرجت من صدورهم، يعودون الى ذكرياتهم و ذلك العش الذي أملوه وجودهم و كينونتهم، أي السبل ستوصلني حين أتيه عن طريق العودة حين تهتز الأرض التي اتخذتها وطنا و تجعل قلبي و قطع روحي و اشيائي التي أمنتها و سنين العمر و الوعود هباء منثور
يا صاحبي المفقود، أيها العدم الذي لا يشبهني، لو كنت قديما مثلي لأدركت ما أبوح لك به، ما أفضفض لك به و ما يثقل صدري، لو كنت عتيقا كعكازتي متآكلا كعظام صدري لوجدت كلمة تجمع معاني التيه الذي تشعبت مساربه حولي، كلمة أزفر فيها كل تلك الآلام المدسوسة في حلقي أعبر بها عن هذا السواد المتناسل في أفقي، أبوح بها لأعطي وصفا لتخمة الحزن التي تملأ انشقاقات الروح، كلمة و لو وهما أضمد بها صمتي و سوء بوحي، كلمة مملوءة بالعطف تكشف التهاب جرحي، يا صاحبي المفقود إذا رأيتني في سراديب الظلام فانتشلني، بأنيابك إن استطعت و لا تنتظر أن ألوح بيدي، لا تنتظر قهر دمعي و توسل لساني و ارتجاف يدي، يا صاحبي المفقود ...






حين تهضمنا الأيام ينزل ما تبقى عصارة يواريها التراب
  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط