العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-06-2012, 06:21 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
آمال محمد
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل لقب عنقاء العام 2012
تحمل وسام الاكاديمية للابداع الادبي والعطاء
تحمل ميدالية الأكاديمية للتميز 2011
عضوة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية آمال محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


آمال محمد غير متواجد حالياً


افتراضي قراءة في عزلة الكائن/شكري بوترعة ..





خوض في معنى الكائن

عزلة الكائن
عنوان هجين يفتح السؤال على المعنى
من يكون هذا الكائن

أيكون

الكائن الجوهر
المؤجل إلى ما بعد اللغة
حامل النفس العليا

قريب النهاية التجسدية
ينعزل هذا الكائن في تجربة صوفية
تتحضر للعبور إلى الجانب الآخر من العقل ما بعد الوعي
حيث تلاقي الأصل ...الكائن قبل الطين

الشكل الهلامي الأول حامل النفحة البذرة المغلقة على معنى الوجود
حين تصحو هذه البذرة
يتشكل الكائن الطيف يلامس الكائن الموجود بحرارة إلهيه
توقظ بذرة الكيان الأول والذي هو نفسه الكيان الآخير
في دائرة وجودية مغلقة

بمعنى أن الكائن هو شكل من الوجود معزول عن الكائن الأنا الذي نعرفه
في لحظة جينية موقوتة يتحضر هذا الكائن للصعود ويبدأ في الخروج من حيز المجاز إلى حيز العقل الواضح


يتفتح عندها العقل البسيط على العقل الفيضي الأول
ويظهر غالبا هذا التفتح بشكل لغوي

هذه اللغة التي استولت على تجربة شكري الشعرية
لتقدم لنا مستوى أدبي رفيع
أراه من أعلى التجارب الشعرية النثرية والذي يعد مدرسة قائمة بذاتها


منذ العبارة


أفق واسع يفتح جوع اللغة على ردهة مليئة بالتساؤلات
أراها تناص مع أول الإنجيل ...في البدء كانت الكلمة
كم تحمل هذه الكلمة من معاني يختصرها الشعر بمنذ هذه الكلمة الساحرة التي تفيد الوقت والمكان

منذ انزواء الماء
وقد أفادت نفس المعنى بمحرك لغوي آخر
يؤكد ويثبت كينونة العبارة الأولى

في جسد الكائن

هنا يتمحور عنوان النص ويبدأ بالإنحلال مع قوام النص
ويقدم لنا الكائن
هذا الكائن
اللغوي الذي يسري بين العقل الأول وبين أجنته المدمجة مع اللغة
وقد انحصر الماء عنه وثبت في السكون
خلف الوعي
وقد قدمت كلمة انزاء هذا المعنى بمقدرة

منذ استراحة الله
بعد الأيام الست

وقد وقع الكون في شراهة الوجود
وتفتحت بيضة الحياة
آن للكائن الأعلى أن يستريح
يسلم الخلق إلى الشهوات تفتح نارها
آكلة بعضها حتى ينظر فيها
ما بعد الإستراحة

يستمر النص في استعراض تاريخي
يختصر بجمل مكثفة واعية
كل نقاط الإنسانية

قبل الملوك قبل الشرطي قبل الخمر

قبل حوار الانسان مع ذاته وقبل سؤاله عن الله

بين قوسين كانت الأرض تنام


هنا تأتي الجملة الإعتراضية الأولى
التي تقرر وتحمل كل أسئلة شكري الأولى
وقد اختصرها بذكاء شعري لغوي لافت

وضع الأرض بين قوسين
كما نضع الجملة الهجينة
والتي تشرح وتبسط المعنى ...فاتحة مداركه على الغاية

لا يكتفي شكري بإستعراض أسئلته الجوهرية الأولى
بل يتعداها ليعود إلى أول النص

منذ العبارة
كانت الأرض بين قوسين تنام


وقد أفادت منذ هنا الحرف الزماني قبل
ليعطي الناتج ذخيرته بجمل بسيطة
تعود بالعقل إلى ما قبل العبارة

قالت: أرتق خطاك بخيط الندى ....
قالت: أحرسك في المرآة..
قالت: الموسيقى صوت الجسد
في قاع الشهوة او في سطح الناي


يعود شكري ويخاطب الكائن الجوهر وهنا هي أنثى
تحثه على العبور إلى الجهة الأخرى من عقله
حيث الغابة المستدامة...خيط النهاية الزمانية
وبداية نوع آخر من الوجود
تطمئنه أنها ستحرسه

قالت: هنا وهي تشير الى صوتها ينهض من النوم
قالت: أخرج من المجاز وادخل جسدي ...
ترى اللهاث مؤذن و نهديّ صومعتان..


وقد تقوى صوتها
وتيقظ في نفس الشاعر وكأنما ينهض من نوم
استطاع الشاعر هنا وضع وصف غاية في الجمال
ليقوي دال الصحوة الذي تيقظ فيه

هذه الصحوة الغارقة في مجازاتنا

شفة واحدة لا تكفي .. كي أنام

يركز هنا الشاعر بجملة تقريرية قد تبدو بلا معنى
إلى سر علوي
فالشفة هنا هي الشفتان الجسديتان
يقرر ويؤكد أنهما لا تكفيان حتى يعبر الانسان إلى الجانب الآخر

لا بد من الكائن أذن
هذا الكائن المصر عليه الشاعر في كل عباراته التي يوردها بمنتهى الجمال والكتثيف

كنت في العزلة وحدي

يصف لنا الشاعر طورا صوفيا
حيث ينعزل الجسد بعد مرور الكائن اللغوي
ويعبر إلى الداخل محاولا استكشاف الحقائق التي وضعها في بداية النص

ليعود ويقرر في نهاية رائعة كل تساؤلاته واضعا البرهان
على النتيجة التي توصل اليها في كل مدارج النص

يد واحدة لا تكفي للذهاب إلى الآخرة


أذن لا بد من اللغة
هذا ما يقرره شكري بمنتهى الشاعرية

يد الانسان الواحدة كناية عن الانسان البدائي الخالي من اللغة
والذي من المستحيل ان يعبر إلى الآخرة ...الجهة الأخرى من الروح
الصعود العامودي إلى ما وراء الحياة
إلا بمساعدة اللغة
التي تفتح لنا الغاية
وتقرر هدف الجسد


لا شك ان الصور الشعرية في تجربة شكري
غاية في الجمال والإتقان


يقدم لنا جمل بسيطة
تحمل في أعماقها أشد انواع الفلسفة تطورا


لا تكتف القصيدة هنا بتقديم الشعر
بل تتعداه إلى وظيفة اللغة الأولى
الرقي بالإنسان فتح مداركه على غاية الخلق
واستلهام الكلمة في التعبير عن تساؤلات الأنسان

الكائن هنا كان روحا لغوية
تشكل الكف الأخرى للعقل
من غيره لا ذهاب للآخرة ولا قيام



النص
منذ العبارة ..
منذ انزواء الماء
في جسد الكائن ...

منذ استراحة الله ..

منذ البشر
يحملون حقائبهم و ينزلون الى الأرض

منذ اليأس ... و ليل المفهوم ..

منذ الجريمة الأولى ...
و اكتشاف لون الدم ..
منذ الحكمة .. و الخوف ..

الحجر في قلب الحيوان ..
قبل الملوك ..

والحبل المستدير ...
قبل البحر و الذريعة..
قبل القتل و الشرطي و الزرقة

والسجن و العزلة و المنفى و الخمر ..
قبل البيت من حجر و قبل الرب من حجر ...

وشعرية الدم في نصوص الحرب...
قبل انزلاق السماء بين يديها..

بين قوسين كانت الأرض تنام ..

قالت: أرتق خطاك بخيط الندى ....
قالت: أحرسك في المرآة..
قالت: الموسيقى صوت الجسد
في قاع الشهوة او في سطح الناي
قالت: هنا وهي تشير الى صوتها ينهض من النوم
قالت: أخرج من المجاز وادخل جسدي ...
ترى اللهاث مؤذن و نهديّ صومعتان..

كنت في الحانة وحدي
والندامى فوانيس على وشك البكاء....

شفة واحدة لا تكفي .. كي أنام
كنت في العزلة وحدي
والعشب يخلع النافذة ....
يد واحدة لا تكفي للذهاب الى الآخرة ....






  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط