كثير من الريش / قليل من الحبر ..

[راحيل الأيسر]

أتخفف مني
حتى أغدو كضوء
يعبر الغيم
أمضي
كعنفوان قصيدة
سلكت معارج الشطط
فوق سرج الأخيلة ..

ما أن أغمس حرفي في حبر المداد
إلا وينبت ريش الخيال على ظهر خيول الكلام الجامحة ..

كثير من ريش الخيال هنا
وقليل من الحبر
فيما أكتب ..

[راحيل الأيسر]

ما أنا إلا ابنة الخيال .. يركض بي بعيدا ينتشلني من براثن المنطق ..
أجمع الرؤى في طريق فراري ، أذرها في سلال الحلم
( نوبات هذيان ) ..

ما أنا إلا حفنة رؤى
رؤيا تحملني على غيمة تطوف بي مدائن الدهشة ..
تجعلني أراقص حبات المطر عند حدود السحاب ..
ورؤيا تلقي بي في غياهب جب تنتظر قافلة العزيز ..!

[راحيل الأيسر]

ثم

ما أنا إلا ابنة الليل أومض مع النجوم ..
كالقمر أسير مع من أدلجوا حتى دلفوا إلى ثكنات صمتهم ..
أزرع في أصص الليل
قصصا
تلقى على شهريار الحنين
كي لا ينحر نصل الأشواق أعناق القلوب ..

[راحيل الأيسر]

لي ذاكرة فوتوغرافية
وناي حنين ..
لي حكاياتي مع الأبجدية
في صوتي لي بحة اللهفة
وفي صمتي خشوع القلب في محراب أمنية
ولي بساط من الحلم سحري إذا ما اعتراني فتور ..

لا تنفك المتعة أن تتجسد فيّ
ولا تبرح الدهشة تجوب بي أفلاكها الشاسعة ومجراتها المترامية ، ترميني في مرسم بحجم الكون ، تلون خيالي بريشتها ..
فأمتزج كعازفة على قيثارة الحرف أغمضت عينيها لتفتح نوافذ الإحساس ؛ فانبثق اللحن من نبعة القلب و تدفق سيالا حتى أطراف الأصابع ..!

[راحيل الأيسر]

أرواحنا التي تعتقت في خابية الحرف عطراً ، وانسكبت على الورق لحناً ..
لا يعتريها الذبول
لا يرتديها الجدب ..
مع كل خفقة ينبت بين جوانحها وردة
حتى غدت فهرسا لمعانيها
يقرؤها من تفتحت فيهم تلك المعاني كمخطوطة لعطر الياسمين والنسرين .
قلوبنا التي تغفو في تعب
يضوع منها شذا النرجس
تتصفد طيبا
في نبضاتها لحون الموج
ونداوة الفجر
تروي عطش
من ينوي الارتواء ..!

[راحيل الأيسر]

لا ،
لن نشيخ ..
نحن الذين امتزجنا بخمر الحروف
أسكرَنا عنب ( أبجد )
وثملنا بتوت ( هوز )
لن نشيخ ولنا في خريفنا زهور ربيعية تتفتح في مجاز (بيان)نا
ولنا في الشتاءات عربات تجرها غزلان ( البديع ) ..
، لنا في الصيف رذاذ ( المعاني )
وسنبقى ما بقيت ورودنا الثمان والعشرون فواحة داخل أرواحنا
يتدلى في أروقتها النسرين والياسمين
والنرجس ، يزهر البنفسج فواحا ويعبق الخشخاش ..
هكذا نفتأ نقلب أفئدتنا بين فهارس الورد
نتمرغ في مرج أخضر ..
نتدحرج بل نأوي إلى ربوة ذات قرار ومعين ..
ولا نشيخ ..!

[راحيل الأيسر]

( زنجران )

من نشأة العجم حتى مدارج الحجاز
أُعجَن بلواعج النشيج
أقتسم مع الليل مواويله
في مرابع الحنين
أسمع شواظ النحيب
يلسع صوت المحب ..
في خباء الهوى تعصر همسات اللوعة القلب المكلوم .

أجمعهم في بوارق الأمل
وأنغمس في ترنيمة منغمة
على مقام ( الزنجران )
نصفي عجم
ونصفي حجاز
هكذا على ضفاف الشجن
أحط كمراكب شوق
أرفرف في آفاق الدهشة
رتما ساحرا يوقظ في الحنايا
لواعج الألم والأمل
تباريح النوح والاغتراب

نصفٌ أنا
ونصفي ( صنع بسحرك ) ..

[أحلام المصري]

يا صباح الجمال
يا صباح الإبداع..
صدقيني غاليتي،
كنت اليوم تحديدا سأطلب منك فتح نافذتك الخاصة في العناقيد
وها أنت..
أزحت الستار عن أيك وريف الشجر، كثيرا الظل،
لذيذ الثمر
،
سأعود هنا من جديد
لمحاورة هذه الموشحات المتفردة
على أوتار الجمال الموسوم بخاتم راحيل المبدعة

مباركة عناقيدك يا غالية

صباحك بهجة وتألق
ورضا وسكينة وفرح لقلبك الجميل

[د.عايده بدر]

في حضرة النداء الخفي
كثير أجنحة تحلق بها الروح مع الروح
كثير سماوات نتخطاها في التحليق
وآفاق بعيدة عبرناها معاً
ما بعد ثقوب العتمة
ارتقينا حتى خط النور السرمدي
إلى دائرة اليقين

ما أجمل التحليق بروح متمردة على قيود الأرض
فنصل إلى حرفك المورق بالنور راحيل الغالية
مباركة ساحة الحرف المتميز
مباركة روحك الراقية
تقبلي محبتي وخالص تقديري
عايده

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

يا صباح الجمال
يا صباح الإبداع..
صدقيني غاليتي،
كنت اليوم تحديدا سأطلب منك فتح نافذتك الخاصة في العناقيد
وها أنت..
أزحت الستار عن أيك وريف الشجر، كثيرا الظل،
لذيذ الثمر
،
سأعود هنا من جديد
لمحاورة هذه الموشحات المتفردة
على أوتار الجمال الموسوم بخاتم راحيل المبدعة

مباركة عناقيدك يا غالية

صباحك بهجة وتألق
ورضا وسكينة وفرح لقلبك الجميل

أهلا العزيزة / أحلام

كم رقيقة أنت غاليتي حين تلقين على مسامعي عذب الكلام
وتحيطينني بكل هذه العناية ..
انتظرت ثلاثة أيام بعد إدراجي نص ( يترصدني ) وفتحت هذه الزاوية عملا بالنظام والقوانين الداخلية لمنتداكم الراقي ..

منذ يومين وحتى هذا اليوم ..
لا يفتح متصفحي على منتداكم إلا بعد جهد جهيد ..
ظننت المشكلة عامة
وفوجئت بزخم المشاركات هنا ..
عندها علمت أنها مشكلة خاصة بمتصفحي فقط ..
سأعمل على حلها إن شاء الله..


لك محبتي يا راقية وكامل الود

طبت وطابت أيامك وهنؤ بالك ..

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عايده بدر

في حضرة النداء الخفي
كثير أجنحة تحلق بها الروح مع الروح
كثير سماوات نتخطاها في التحليق
وآفاق بعيدة عبرناها معاً
ما بعد ثقوب العتمة
ارتقينا حتى خط النور السرمدي
إلى دائرة اليقين

ما أجمل التحليق بروح متمردة على قيود الأرض
فنصل إلى حرفك المورق بالنور راحيل الغالية
مباركة ساحة الحرف المتميز
مباركة روحك الراقية
تقبلي محبتي وخالص تقديري
عايده

أختي الغالية / عايدة بدر

نعم هو ما قلتِ ، دائما ما أقول أن أجمل الحروف هي
التي تقتلعننا من جاذبية الأرض وترمي بنا في مجرات بعيدة حيث الشموس والأقمار والنجوم ..
تلك التي تجعلنا نطفو فوق الأزمنة ..
ونعرج حيث البرازخ وفسحة المجاز وعوالمه الساحرة ..!
يخدر حواسنا ويغيبنا عما حولنا ..
تلك التي تمنحنا بداية الدهشة وخاتمة الأسرار
نتمدد خشوعا هناك ، فينحسر حضورنا هنا ..
نتجذر هناك ، فيتجزر بعضنا هنا ..

تلك التي تفتح شهوة القراءة
وتعطينا لذة المتعة ..



سعيدة بقربك من حرفي بروحك الأجمل
أنت وكل الأخوات هنا ..

سماوات شكر لا تنتهي لكن جميعا ..

[راحيل الأيسر]

وإذ أفتح نوافذ النور المنبعث من روحي
لا يضرني من ضل سبيله إليّ
لا يضرني من تشتت بالتآويل دربه ..
لا يضرني من ضل إذ اهتديت إلى نفسي ..
وأنفقت من سعة الياسمين النابت في أعماقي عطرا ..
وصرت أحاكي وردة فواحة في بستان لم يسوره الحذر ..
عشبا من البيان مبللا بالصدق ..
كلما دكت حوافر الأمس صدر الذاكرة
انبعث أريجي من مرقده
كلما أضرمت الأشواق نارها
فاح من شجر العود ضوعي ..
كلما اتسع حقل المعاني
أنصتُّ لبوح الساقية
فتحتُ لها الروح لترتوي
رصفتُ نغمها حرفا
وإذ بالنور يدور في دولابها
هكذا أتشبع بنورها
ثُمتَ أفتح نوافذي وينتشر الضياء ..
لا يضرني من ضل إذ اهتديت إلى نفسي ، ونثرت لآلئ ظلت غافية - زمنا - في أصدافها ..

[راحيل الأيسر]

لا ، لست عاشقة
لكني هكذا

يُضرم في نبضي الإيقاع حيناً من الشجن ..
تستيقظ ترنيمة على غصن صوتي
لا تنفك تصدح إلى أن تتراقص في الأفق سنابل النور ..
عندها فقط ، تفسح الساحة للنوارس
لخفقات الأجنحة
و تنصهر مع حلم خلق من ضلع الليل .. يؤذيه ضجيج الشعاع ..

[راحيل الأيسر]

في المدى نشيد للشمس يغزل بخيوط من نور ..
والندى دمع الخشوع ..
الأرض امرأة الدهشة ترتدي الضياء
تحيط خصرها بأقحوانة
تتمايل حقولها بأنسام الصباح ..
تتراقص منها البيادر كشعر فاتنة شقراء ..
في خفقات رقصها ترنيمة من جملتين تطل من عينيها
تأخذك إلى حيث عوالم الصخب والانتعاش ..
نبضها خلية نحل ..
من خفقاتها يمتلئ فم الورود بالرحيق .. وتطوف الفراشات ..
هذا الصباح الصاخب بين هدوئين
الساطع بين ظلمتين
يخبئ بين اللام والميم
الكثير من ضجيجه المفتعل
ولا يبوح بسره ..
فقليل السر جميل
يصلبك على جذع علامة تعجب ! تقديره ( إعجاب )

[راحيل الأيسر]

للشمس ابتسامة تقطف التفاتة الكون ..
تُلهِم العصافير الغناء ، تمنح النوارس نايا فيتبعها قطيع السحب البيضاء ..!
تخرج كائنات النهار من أكمام الليل
تتمايل مع عزف الهواء ، تنفض عنها خمول رقدتها ..
يلمعها السنا بمسحة ضوئه ..
فتشرق كما هذه الشمس كما هذا الوجود في حضرة النور ..

[راحيل الأيسر]

لليل نبض
يتدلى كنوح حمام في باحة منزل عتيق
تسرد كل نبضة له
التفاصيل الدافئة
الغافية على صدره ..
ثم يغرق في صمت المدى
يدخل في أكمام السر
إلى أن يتمايل في الأفق سنابل النور
فتهتدي صوبها تغاريد الطيور ..

[راحيل الأيسر]

هذا المساء حزين
كلون البنفسج على الشرفات
يغترف الحنين
من آنية الغياب ..


وهناك في أقصى ضفاف الصمت
يجلس أحدهم متقرفصا على شط التمني
لم يلق بالا لعرجون الشوق المتدلي فوقه ..
كان منشغلا بتقسيم لحن شفيف
يترنمه ؛ ليوقظ ليله ..
ليطعم وجده .. !!

[راحيل الأيسر]

(. طقوس خاصة )

أدس في جيب المساء بضع دندنات
كي أنشل منه - بخفة - حقيبة الأسرار ..
أحاديث العشاق
توهج الحرف على شفاه قصيدة
نثار الصمت على أرصفة الغموض ..
أعيد تجميعها ( دندنة )
رتمها الحميم يتلسق بحة الصوت
ضميرها واحد منفصل يعود لي وحدي .. !

ووحدي أدندن لي ..

[راحيل الأيسر]

الترانيم نافذة إلى الروح
أو قد تكون اغترافا منها
والأنثى روحها تطغى على الجسد ..
تلوذ بها ، وفيها تتوغل ..
كجزيرة ساحرة تحمي اخضرارها بالماء من جهات أربع ..
صوتها الناي قد تبلغ به حدود من أسمته وطنا ..
أو قد يعلقها في المدى بين السماء والبحر ..
إلا أنها به تظل مخضوضرة
به تتصل بالروح
تصنع من صفائها لحنا
وتترنم ..
تترنم ..

[راحيل الأيسر]

في الليل يُطفأ كل ذي وهج ويستكين ..
ثُمَّتَ يشتعل فيَّ الصخب ..
قلبي طاحونة ضوضاء
( دورته ) ساقية تنوح ..

[راحيل الأيسر]

قلب الليل مبلل بالحب
مشتعل بالشوق
ندي بدمع المبتهلين ..
قلب الليل
مضيء
بأتون الوجد
يشعل فتيل النداءات
يذيب حنايا الفؤاد
آناء الأنين
وأطراف الوجع ..

[راحيل الأيسر]

اللاتي تعلمن الحب من آبائهن لهن فيه فرع باسق وجذر ثابت ممتد لسنوات عمر آبائهن ، بل جداتهن اللاتي غرسن بذرته الأولى في الآباء ..
فهو عنصر عطري في دمائهن
تماما
كالمسك في دم الغزال ..
يخرجنه في تمام نضجه
واكتمال طيبه .. ثمينا لا يقاس بغيره ..!

[راحيل الأيسر]

للقمر عطر يجوش في صدر المساء
تحوم النوارس في حدائق الشفق
ترتل العصافير وصايا شمس سقطت في حضن الغروب بعد استقامة نهار ..
وأنا من لحظتي هذه أبدأ في غرس ابتهالاتي في أصص الليل ، أرويها بدمع السحر ، فتشرق لي كل يوم مرتدية ثوب ضياء ..

[راحيل الأيسر]

تشرق الشمس تغسل بشلال نورها
كونا تمرغ في سواد الليل ..
تتلو العصافير حكايات كتبها الندى على بتلات الورد ورياحين الشرفات ..
يحتضر نعاس البحر تتفلت أمواجه من أذرع السكينة ..
ترتطم كعربيد على صخرة مناوئة .

الآمال عناقيد تتفتح على جانبي النهار ..
بيد أن الحلم ينكمش وحيدا
يبقط متاعه الليلي ويغيب كنبض موجوع خافت .. أو كدمعة أخذت سواد كحل الليل وانحدرت ما أن أغمض الليل جفن الرحيل ؛ ليفسح للنهار ..!

[راحيل الأيسر]

مالذاكرة إلا توليفة عطرية تنبعث بحميمية من ردهات الزمن ، من محطات العمر ..
تبدأ برائحة قميص الأم
، تمر برائحة حلوى الطفولة
، رحيق زهر الشباب
، نفحات الصندل في منتصف العمر ..
عطر الرنود المعتقة في الشيخوخة ..
وكافور آخر العمر عند محطتنا الأخيرة
قبل أن تتسلمنا يد الملائكة
و نحن نتلفع البياض .

الذاكرة عمر داخل عمر
ذبذبات أصوات
ومضات صور
ورائحة تنبعث من نقطة البداية حتى مسك الختام ..