العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-2023, 03:50 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني غير متواجد حالياً


افتراضي خارج سطوة العنوان - رأفت أبو زنيمة

قراءة

قبل أن يخلِّص النصوص من سطوة العنوان، كان لا بد لهذا المتعِبْ المتعَبْ ان يتخلص هو من سطوة العنوان اولا ولعله أفلح وإلا لما كنت أخربش هذا الكلام كتوطئة لما اقترفه ابو زنيمة خارج سطوة العنوان نصا وداخل سطوة النصوص مجموعة.

ثلج الرافت كان فوق احتمالات الحريق وحريق الرافت كان تحت احتمالات الثلج ومن هنا كانت الدوامة سيدة الموقف ورحى الكلام الذي انتج قمح الرؤى بعد ان تشابه علينا الرغيف.

انطلق الرافت يحبر ارهاصات الذات دراماتيكيا دون ان يلتفت للتجنيس وربما سيستطيع ان يشرك المتلقي في هذه التداعيات المشهدية المشغولة بفوضى لم ترتب شيئا بقدر ما كانت بمثابة حجر اقلق هدأة الماء،والماء لا لون لا طعم ولا رائحة، الأمر الذي جعله في أكثر من نص يسعى لإيجاد معنى للاجدوى التي لا معنى لها.

لم يغلق النصوص على وجدانياته، بل أطلقها لتكون قابلة للإشتباك مع الوجدان الجمعي متيحا النصوص لسطوة التأويل.
اللغة أتت بمعجم بسيط حداثوي بعض الشيء لكن المعاني أتت مركبة مشهديا محفوفة بالصور التقليدية المسحوبة او المبتكرة.

ثمة ابجدية خاصة باتت لصيقة لمنتج ابو زنيمة، هي من وفي المعجم .. لكن النسق التكراري لبعض المفردات اسهم في تشكيل تلك الابجدية الخاصة.

على سبيل المثال لا الحصر وردت مفردة (أنا) في ما يقارب (125) موضع ولم تكن الأنا النرجسية بل كانت القلقة الكاوية الباحثة، و مفردة الحقيقة فيما يقارب (55) موضع والروح في ما يقارب (35) موضع، والصمت في (30) موضع، ولست بصدد ممارسة الاحصاء الا ان هذا النسق التكراري وضعنا امام الابجدية الخاصة التي اشرت اليها .

قبل وبعد .. شهادتي مجروحة في صاحب هذا المنجز ناهيك اني لي سطوة على اعماله السابقة وربما اللاحقة .

لا انصح أحدا بالاقتراب من هذا الجمر وان بدا جمرا باردا
الا انه احرق الـ رأفت فانبثقت النصوص من رماده .

زياد السعودي

إهداء

الى كل نفس تستطيع أن تتنفسني رغم فوضى الكلمات والى كل روح تستطيع التحليق بروحي عاليًا ووضعها في أحضان نقاء الغيمات.

الى الوقت والمكان والتاريخ الذين استطاعوا التهامي بفم من ملل في وعاء من حزن، على طاولة من انتظار، طاولة تراقب مشهدًا يبعدُ عنها مسافة رمشتين لحدث كفرت بنبوئته عيون اللقاء.

لتلك الفكرة التي خرجت من فوهة بركان الواقع ثم نثرت رمادها فوق جسدي الميت جدًا ليستيقظ منهُ فينيقي وهو يحمل بين يدهِ حلم عنقاء أحبتهُ منذ بداية كل شيء ولا زالت حتى الان رغم فضاضته تحاول الثبات على طريق حبه الى ما بعد نهاية كل شيء!...

الى تلك المشاعر النائمة في سرير الصمت بصمت والتي تعلم يقينًا أنها إذا استيقظت وجلست في صالة البوح سيرهقها كثيرًا احتساء المرار من فنجان التجريح فوق الجرح.

لي.. أنا الموجود هناك.

توطئة

رجل من الظل أنتَ
لا تعريف يُعرفكَ
ولا تعترفُ بك الأشياء
حبركَ من دمك
ودمك مخاض قصيدة
كتبت على وجه النهر
كي تجري بحرية
لكنها لم تدرك
أن نهاية النهر
ستكون انتحارا في جوف البحر!
بهذا الشكل تموت القصيدة..
هكذا قالت

سوادكَ..
يكاد يشبهُ رسمًا جداريًا بابليًّا
يروي قصة ماضٍ
أضاع حاضرهُ رغمًا عنه قبل أن يناديهِ
وحاضرًا زورَ برغبته المشبعة بشهوة الكذب ماضيه
هكذا قالوا
بعد ساعة من منتصف اللحظة
فقدت شعورك بالزمان
خرجت وأنتَ تجرُ قدميكَ على تراتيل اللاعودة
وتحمل في يدكَ مصباحا يخفي وراء ضوءه روحًا
لا تملك شيئا من تفاصيل العنوان
على وجه الجليد يسير الصباح خجلا
وهو يسحب خيوط الشمس خلفه
دون أن يملك قدرة ليهب دفئهُ لجسد المكان
هكذا قال

الصمت هو القاتل..هو الجاني..
هو حقيقة الخوف الساكن في رغبة الواقع
الذي يتشهّى الرقص أمام عيون الأمنيات
على أنغامِ أحلام ترفعها يد الأمل
كي تستفيق لتنثر شعرها الفوضويّ
في مهب ريح النقاء
فيتنفس الشعور وتستيقظ المشاعر
وهي تنفض رمادها في عيون الصعاب
وتهتف بإسم اللقاء
هكذا قلتُ ..ولا زلتُ















لستُ نيِّفًا في حقيقةِ الأرضِ
لستُ الربيع الذي لا ينتهي عند وداعِ الألوان
لستُ الأَبلقَ في لوحات السماء
لستُ بنفسج الإبداع الذي ترسمهُ خيالات الوجدان
لستُ تعريف العلم والمعرفةِ واكتِمالهما
ولستُ الرسالةَ التي تمتلكُ كل حروف العنوان
أنا.. مجاز مقيد يجيدُ الانزياح نحو خصوبةِ الالتقاط
جالسٌ على أبواب وسواس من الماضي
يلازمُ شيطان الحاضر الذي يكوّن من قيح الزمان
نقطه سوداء سَخيمةٌ تكبرُ تحت ظفر المستقبل
أنا هُنا..أسألُ المسافة والرصيف والرحلة عني
وكيف تأخذني ارتعاشات صوت قطاري المجهول
نحو محطات أحاديث المعنى
فيصمتُ كل شيٍء أمام انكسار تكوّن مني
أنا هُنا..والريحُ تُعاندُ رغبةَ الشراع
في حملِ خشب سفيني
نحو ميناءٍ لا تسكن فيه أشباحُ الكساد
لأَرمي مَرساتي في طين الحقيقة فتخرج مني أَرتالي
أنا هُنا..وقيظُ اشتباك أمزجة النقد
مع مجازِ قصيدةٍ تولَدُ من اللا إدراك
لتدركَ أنها ستحرقُ بنيرانٍ من وهج الجاهلية
لتصبحَ هوسَ رمادٍ تنثره يدُ اللاّ معنى
فوق ديجور الكلمات
أنا هُنا..في انزياحٍ... أُحاول أن أُدركَ "أناواتي"
ربما أنا عربيٌ مستحدثٌ
لهذا أختنقُ بين أقواس الهويةٍ
لا ترابَ ليْ .. لا تراثَ يلبسني
ولا سنابلَ تنبتُ فوق كفي
حتى جذور الزيتونةِ الخضراء
تعفنت ذلًا داخلَ شراييني
فلا حياةً تسقيني من كأسها الطموح
ولا موتًا يمنحني الرحيل
بما تبقى لي من كرامة وكبرياء
لستُ الصورة..لستُ الحديث
لستُ التأويل ..ولستُ النتيجة
أنا صوتٌ في داخلكم
يبحث عن حقيقة لونها أسود
يحاصرني أحساس الخسارة بأسوار من فقدان الذات
أشعرُ أن الأبواب لا تعرفني
والنوافذ على مرايا وجهها
لا تعكس لي صورة ولا حتى زيف ظل
لســتُ جيدًا لأكون مزهرية زهوركِ
التي تزين قاعة حياتكِ العصـــرية
ولســـتُ جيدًا لأكون حقيبتكِ المزركشة
التي تفتحين فمها متى تشائين وتغلقيهُ متى تشائين
أنا لســـتُ جيدًا حتى لــو وضعتني بديـلًا للقــمر
لأن صفاء وهدوء ليلك البرجوازي
ستقلقهُ انزياحات الفلك ولعبة الغيوم
ولسـتُ جيدًا حتى لو نثرتني مكان النجوم
أنا لســت جيدًا في تغيير اشيائي
فلماذا تلحين عليّ بالمكوث؟!..
أمن أجلِ أن يقتلني صمتكِ الشكاك؟
أمن أجل أن أُشنقٓ بحبل لغة العيون؟
أم هي شهوةٌ ورغبةٌ في الامتلاك؟
أنا لستُ جيدًا يا صاحبة المقام العالي
ولن أكون
أنا كأسٌ جعته ثورة تميلُ على طريق ٍ هوجاء
أنا مسواك وتقواي مدرسةٌ أستاذها ملاك
أنا نورٌ يحجبه الضباب
الظلام حولي أعمى
يغلقُ عينَ المفتاح في وجه الباب
أنا روايةُ كذبٍ لا تنتهي
مضمونها فراغ لا يحتمل السطور
نهايتها أعدادٌ لا تعترفُ بقسمة الكسور
أنا رجلٌ وأمي امرأة تشبه الخنساء
صنديدٌ أنا لا أخاف ولا أهاب
لكني حينما أُظلم أبكي كما النساء
أنا سلامٌ يقول ما فيّ مِن احتراب
ويموت السؤال
على مرأى من عين الجواب
أنا لا استطيعُ أن أنحني أمام رغباتي وأصلي لها
ولا اريدُ أيضًا أن أموت صامتًا
أنا لا اشبهُ أحدا
لكنني استطيع أن أصنع أحدا
يشبه الأحد الذي صنعه أحدٌ غيري
لستُ مجردُ فكرة تجلس على أبواب الخاطر
تتوسلُ منك رشفة تأمل او بعضا من فتات التدبر
بل أنا التحول الجذري في بنية الاحساس
والابتكار الناجح في بيئة المشاعر




ماذا يحاكُ في الداخل والخارج؟!
داخل النص قلق
جمهوره أحياء أو هكذا بدوا!!!
الخوف يجمعهم على تأويل الطاولة
تلك التي أرهقتها الكلمات
الحبر جفّ بئره الوحيد
قبل أن تُكتَب نهاية المشهد
داخل المسرح
تناغمٌ موسيقي مع نهاية نصٍ حزين
متصنعاً كانَ يمرَح خارج النص
حُبِكت النهاية ..
ارتفع الستار
مراسمُ الشنقِ باذخة
حبالٌ زُرِعت في الهواء
تبعثر الداخل
مشاعرٌ مدانةٌ تنزف الهم
تعبير تحت سطوة قانون
كلامٌ يغرقُ في بحورٍ زائفةٍ
وسطور لا تُجيدُ فنَ الإنقاذ
مشاعرٌ قُيّد تعبيرها
ماتت كثيرا
وكثيرا هو خارج النص مات
وسيبقى يموت
المجازُ سيدُ الاسهاب
وفي الصمت يعيشُ عاشقٌ محترف
السفينة من ورق
البحر لا يحبذُ تعرج العبور
الموج لا يعترف باستقامة السطور
تغرق مدينة أحلام الحروف
لا مرسى في الهواء يثبت جسد الكلمات
السفينة من ورق
الليل ينهش ذاتها والصفر يمحق مئاتها
وبشهوة ريح ماجنة تبتدئ الرحلة
يتلبّسها غروب من رحم العتمة
تستعبدها المسافة بين فوهة الحزن وانفجار وهم الفرح
تغتالها الجهات التي قد أرجحتها هبات المساء
ربما هي لم تمت !!
لكنها نهاية فوق العادة !!
حين تنام الورقة في قارورة القصة وتكون هي السدادة
فتنةٌ من رحمِ غوايةٍ
تارةً تجمع أشلائي
تشكل مني دمية مسرح تحركني ..بوهم حياة
لأموت قبل أن أحيا
والجماهير على منصات العهر تهتف :
مقرف .. مقرف
وتارة ترميني فوق خيوط الضلالة
أنسج من زيفها نفسي الجديدة
وأجلس خلف باب الليل مرتجفا أبكي
أراقب اختفاء ضوء التوبة
وأسمع نحيب صومعتي ينعاني ويرثيني













ترهقني أوجاعُ الحقيقةُ الكاذبة وهي في الحقيقة حقيقة
التفّت حولها ملايين الأكاذيب
في داخلي حقيقةٌ ما زالت تبحث عن عــدل ميزان
الدهشةُ في عينيكِ تشـــبهُ البرق
عندمـــا يخــرجُ من بين السحب
ويلفت انتباه الجميع!..
ضعي يدكِ على ســطح المــاء
كي لا ينعكس القمر في داخله
لا طـــاقة لــلجمــهور على فهــم محتوى الرســالة
التي يحتضنها المشهد
على مسرح يعانق اتساع الفضاء
النجوم تخفي أسرارها عن بعضها البعض
رغم أنها واضــحة وتضيء
لكنها تعلم أن سترها محـفوظ في فم النهار!..
والنهار مزاجهُ مثل مروحة طاحونةٍ
لا تعتمد فقط على جريان الماء
بل تحبذ الاستسـلام في أحيان كثيرة لمزاجية الهواء!..
الليل ستر الاغبياء
والضوء خـاتم في يد الاشقياء
,عيناكِ مثل النــجوم تخفي أسرارها في ظلام الســماء
ولا تتحكم في إخفاءِ ضوء الدهشة.. عند اللقــاء
لست أنا ذاك الموجود هنا
على قاربي المتجهُ نحو اللامعروف لدي
أُشعلُ شمعة طريقي وأنا على علم
بأن الريح القادمة من الظلال
ستُحارب شعلتها من كل الاتجاهات
لست أنا ذاك الموجود هنا
في غابة الصنوبر اراني خائفًا
أجلس على قدم وساق
أُراقبُ كيف تنام شعلة المصباح
في أحضان كوخنا البري
وكيف تبدأ مراسم الفراق
نعم أنا لست ذاك الموجود هنا
على أوراق الخريف
يُكتبُ مستقبل الشتاء
ساقول لكِ باني ساكتبكِ تحت حبات المطر
وعندما لا أفعل ذلك ساقول لكِ
بأن قاموس أبجديتي لا طاقة له اليوم بي!..
ولاني أملك الحقيقة جيدًا
فلن أملك يومًا خارطة الإتجاهات!!..


قالت: على هامش الحزن ثمة قصة حزنٍ
لا نهايه لها على ذراع زنبقة الجمال
الليل يخفي صورة الربيع عنوة أمام عيون النهار كي ينهار
لكن النهار مسافر عنيد تحمله فراشات الامل نحو ما أحب
كي يعود إلى ضحكته من جديد
على بداية طريق يكره فضول الخريطة
ويشجب استهتارها في محو الكثير من معالم الماضي
ثمة حمامة ترتدي قناع بومةٍ وتنادي في خراب روحٍ مدمورةٍ
على هامش الحزن ثمة عيون
تبكي بلا دموع كي لا تجرح وجه فرحة
تكونت على قلبٍ ارهقته أحزان الشجون
قال:
على هامش الحب ثمة قصه حب
أعلمُ يقينًا أنها ستنتهي بين اشواك الكذب الكريه
النهار ينكر وجود طعم السكر في حقيقتةِ
وينسبُ الوهم المعسول فيه إلى حنكة الليل
وقدرته في تشكيل تمثال من الجمال على يد الكذب
على ابواب الوحدة يقف متربصًا
ويبحث عن مفتاح يعطيه بداية الطريق
ليضع خريطتهُ على رصيف المشاعر ويبدأ بالغناء
ثمة شيطان يرتدي جسدَ بشر
وينادي بصوت الحق
ويطلب من الأوجاع
أن تتذوق من على لسانه طعم العسل
على هامش الحب ثمة قلوب
يقتلها الصمت كي لا تتعذب طويلا على يد البوح الكاذب.
قالت ..
على هامش الظلم ثمة قصةظلم ستخفيها ألايام
تحت جناحها المظلم
لكنه سيبقى في الذاكره يتعذب بين شك وظن
في أزدحام الكلمات تكشف بعض الحروف الغطاء
عن عيون جُملٍ لم تعد ترى أمامها
ألا طريق الشك المرسومة بعشوائية
على خريطة أخفت كل مساحات الاحتمال
وأبقت نقاط الظن
ثمة إنسان يرتدي عباءة ملاك ويبررُ للواقع إثمهُ المغرور ويرفض متكبرًا السجود أمام كيان الاعتذار
على هامش الظلم ثمه أرواح تتعصرُ وجعًا
تنتظر عدالة من السماء
بين الظلم والظلم أرواحٌ
تمزقها وحشية الظلمات!!!
قلت يومًا للصوت الذي يحدثني دومًا "من أنا"؟
ومنذ ذلك الحين لم أعد أسمعُ إلا صوتي المبحوح
سألت الليل وبلاط الغرفة ونافذة الصباح "من أنا" ؟
وما من جواب!..
حينها سمعتُ ظلي الغائر بين شقوق أوجاعي القديمة
يسألني من أنت ؟
سمعتُ صوتي المبحوح على رصيف الغربة
يسألني من أنت ؟
سمعتُ صمتي المخنوق تحت اقدام البوح الكاذب
يسألني من أنت ؟
لم أُجب!..
فتحدثت الأرض من تحتي وهي تقول لي:
لا شيء لك فوقي
حتى أسمكَ ليس لكَ!!
فقل وأفعل ما تشاء
لكن أعلم أيها المسكين أنكَ
في النهاية ستكون كل شي إلا انت
بين النار والجليد ثمةَ مدينةٌ تلامس السحاب
نصف سكانها من رماد ونصف من ماء
يحكمهم شيطانٌ يتجسد حسب المكان
في يدهِ أوتادٌ يدق بها رؤوسا تطمحُ نحو العلى!..
وفي الأخرى صولجان يُعمدُبه وجه عبيدهِ
لتغمرهم نشوة أنهم أحرار
وسدود تقيدُ الماء بشدة فتمنعهُ من الجريان
فتأخذهُ مسامات الحرية الضيقةُ
نحو رحمة اتساع البخار
وصخرة تسد فم الرماد بقوة لتبعدهُ عن الثوران
فتحملهُ هباتُ الألم نحو هدوء الانجماد
فوق النار والجليد سوف تحرق كفيِ الشيطان
وتصهرُ السنةُ القهرِ حديدَ ألاوتاد والصولجان
وتدرك السدود والصخور أن وقت تفتتها قد حان
بعد أن ترفع أسماءُ الأحرار نحو علو المكان..
فلا تحزن أيها البشري
اذا أستبدل الكثير منا
رحمة إنسانيتهُ بوحشية الشيطان!!!..
لا تحزن ..
لأن كل شيئ له نهاية ولكل نهايةِ آن



في مساحات الحقيقة الواسعة جدًا
التي لم أشغل منها مترًا!!..
كنت أجري واهمًا وراء الوهم!!..
اغمس نفسي في الكذب حتى اصدقهُ!!..
ليتني لم اكذب عّلي ... ليتني لم اصدقني
آه يا سيدة الماء.. والهواء.. والحزن الناطق
لو تعلمين كم أتمنى أن أملكَ كل كرامتي
وكم أنا أيضًا اليوم صادق
في جيب معطفي القديم
ساعة معطلة
ومفتاح .. وقلم
الوقت قاسٍ جدًا ولا رحمة فيه
حتى أنهُ تخلى عن نبضه الذي أسكنهُ
جسدي مشبع بصقيعٍ لا حدود لهُ
يغرق في سماء ليلٍ لا فجر لهُ..
لكن العيون لا زالت مرسومة على النافذة
و تراني اتحرك دفئًا في معطفي القديم!!..
آه يا سيدة العرش.. والكرسي.. والحق الغارق
لو تعلمين كم في زوايا سجون الروح
أموت قهرًا وأنا أبحث عن ثقبٍ يرسلني نحو الحرية
وكم أنا أيضًا اليوم صادق
صوتي ضائعٌ في متاهات السمع
ينتظر طوفانا يحملهُ نحو مستقر له
أعلمُ أن لا معجزات على أرض الورق
لا شيء سوى رسم الحروف بيد ارعبها القلق
في ذاكرتي الحزينة ترقدُ بسلام سيدة المدينة
لا شيء معها سوى عصفور أضاع جناحهُ
قبل بداية أول موسم هجرة لهُ
وزهرة نبتت على شعاع الشمس
تغيب عندما تحضر الغيمات
وتعود بعد اختفاء ملامح القطرات
وفراشة عرفت حقيقة الضوء وما يحمل لها من ويلات
فاتخذت في زقاق العتمة مكانا
تراقب منهُ ضوء نافذة تكتم وراءها اصوات الاهات
تسافر نحو عاصمة الجن







لعلي احملني نحو المستحيل
لارضي ما في داخلي من غرور
وأحاول أخذ الفلسفة على محمل جدي
وجدي مسحَ على وجه أبي يوم ولد بغصن الزيتون
ذلك الغصن الذي انجبته أمي وهي تحمل
في يدها ترابا لونهُ من لون وجهي
على شجرة الليمون زهرةٌ يُعمد
رحيقها وجه حروفي كي تستفيق
هي لم تنم... لكن خُيل لها أنها تموتُ
وفي عيونها ينام الحلم
حلم جدتي وهي جالسة على آخر الطريق وفي يدها المفتاح
تسأل العابرين بلغه العيون
كيف استطاعوا مثلها ان يتركوا وراءهم غصن الزيتون!!..
الألم دمي.. يجري في عروقي يحاول كسر الأصفاد عن معصمي
لكن الحديد قوي جدًا لأنه من صنع أخي!!!..
آه.. يا سيدة المقابر.. والسجون.. وفوهات البنادق
لو تعلمين كم أنا ضعيف أمام ضعفي
وكم أنا اليوم أيضًا صادق..
كنت اتوقع مني الكثير!.. لم أكن أعرف كيف
لكنني منذ كنت على أول درجةٍ في سلم الحياة
اكتشفتُ أن لا يد لي ولا قدم
حينها نظرت حولي ووجدت أن الجميع على سلم الحياة
لا أيدٍ لهم ولا أقدام!..حينها انتابني شعور اليأس.. والأمل!!
اليأس.. كيف ساصعد.. والأمل.. لأنهم صعدوا..
من هناك بدأ يسكنني السؤال.. كيف؟ وكيف؟
وفجأة أجابني صوت هوى من أعلى السلم
وقال لي:
أبقى مكانكَ واستسلم ولا تسأل
فأنت تحت رحمة الجاذبية
متى تشاء تجعلك ترتفع ومتى تشاء تجعلك مثلي











لماذا هذه الكشرة؟
لماذا هذا العبوس؟
ابتسم أرجوك
ربما أن هناك شيء بداخلك يستحق الابتسامة
هكذا قالت لي أمي عندما كنت جالسا على شرفة أحزاني
احتسي من فنجان الأوجاع أوجاعي
نظرتُ إلى عينيها الجميلتين المليئتين بالحب الصادق
ثم ابتسمتُ ... ثم ابتسمتُ بشدة
ضمتني نحو صدرها
ثم بكت ... ثم بكت بشدة
سألتها بصوت الطفل الصغير
سألتها بصوت الشاب الكبير
أمي ..
لماذا تطلبين مني أن ابتسم وأنت الآن تبكين؟
اجابتني وكانت دموعها تواسي الجراح في قلبي
بُني ...
أفرح عندما أرى على وجهك ابتسامات الصباح
وبقلب صادق أتمنى أن تدوم إلى الابد
ومن أجل هذا طلبت منك أن تبتسم
لكن حقيقة ما في داخلك أبكتني
وهي دائمًا تبكيني لأن وجعك من وجعي
أنا وأنت من تراب والتراب ينتمي إلى قدسية أرضهِ
والأرض تعيش في داخلنا
تريد منا أن نعيش عليها بأنفاس الكبرياء
والانفاس لم يعد يكفيها حجم اكسجين الحرية
والحرية قيدت بنار وحديد
وقتلت أمجاد كرامتنا بحد سيف صنع من ظلم وذل
ضاع الحلم .. ضاع المستقبل
بكت الأرض علينا كثيرًا
ونحن لا زلنا نحاول أن نبتسم
كفى
تعال بُني على ذكرى عزتنا
نبكي معا.. نعم نبكي معا
في كل لحظة وفي كل دقيقة
فقد حان وقت الحقيقة




فقط هو يريد أن يقول لها
أن تصبر قليلًا ولا تسرف في قتلهِ
لأن عدالة الموت قادمة لا محال
قولي لي ..
كيف لي أن أُخفي خيباتي وأنا تكونت مني كل الخيبات؟
قولي لي ..
لعل قولكِ يجدُ في روحي مكانا لم تمزقه سكين الاهات
قولي لي ..
فربما قولكِ يفتح أبواب الحاضر ويوقف نزيف الذكريات
قولي لي ..
واسرعي في قولكِ قبل ان يأتي عفريتُ تعسي فتهرب الكلمات
قولي لي ..
ثم اجيبيني لماذا تهمس السماء في أذني وهي خائفة مني!!
وأنا ابن الارض والأرض بنت السماء
وأمي بنت الأرض والسماء ؟
قولي لي ..
وقبل ان تُجيبيني.. تمهلي
واضبطي اتجاهات بوصلتكِ جيدا نحوي
فمحرابي انهكتهُ دائرية الحركة
وهو يبحث عن وجهي الضائع في صومعة غربتي

قولي لي ..
ولا تخافي ولا تترددي قولي
كم أنا مقيدٌ بالليل أُجرُ على اشواك
قناعاتي ولا أعرف شكلًا للصباح
قولي لي ..
كم أنا متعجرف وكم أنا مغرور
قولي لي ..
كم انا ضعيف.. وكم أنا شاحب
كم انا صادق.. وكم انا كاذب!..
قولي لي ..
فأنا منذ ان اشرقت أول شمس
زادت عّلي سلطة ظلمتي
ومن دونِ ان تتقلصي او تتمددي
قولي لي بأني لا شيء
فقط قولي ولا تترددي




جَلستُ على رصيفٍ في طريق نحو القمر ص12
أراقب الانفعالات في صمت البحر
سمعتُ ..
صوتًا كونياً يخرج من فمِ السماء
على لسان مشاعرٍ تتوجها جواهر الصدق والنقاء
صوتا يغلفهُ حزنٌ بنكهة مرار الأوجاع
صوتًا تحن لهُ القلوب وتصغي لهُ الأسماع
بعد الاه يقول:
كنتُ أُسامر الليل في شعركِ لأرافق النهار في وجهكِ
كنتُ أنثرُ الغروب أمام عيونكِ
فأجدُ شروقي على جبينكِ
كنتُ أنسى وتذكرين ..كنتُ اقسو وترحمين
كنتُ أُجالس الصمت والأسى امامكِ
لأجدني بوحًا ووصالًا في واقعكِ وفي احلامكِ
عودي وأحمليني بين يديكِ
ثم ارفعيني لأشربَ الشوق من مقلتيكِ
ثم اتركيني لأنساب على جسدكِ الدافئُ
لعلي أُقبل الجنان تحت قدميكِ
عودي فهذا رجائي في خيال الكلمات
مع أني أعلمُ أن رجائي لا يقبلهُ واقع الموت
ولا قوة الاحتمالات
اسمعيني فأنتِ تسمعيني رغم المسافات
رغم الرحيل من دون وداع
رغم صمت الوصال
رغم عصف الذكريات
فأنا سنبلةٌ تنحني نحو حضن ترابكِ
تشربُ ماء القُرب من حنان طينكِ
تناديكِ ..أمـــــاه
رغم غياب خضرتك عن عروقي
اعلمي ان جذوري لازالت تحت الارض تحيا فيكِ
أمي.. أمي.. أمي..
ثم صمتتُّ فارعدَ صوتي
ابرقت عيناي..بكت السماء









قدّمتُ اعترافي لسحابةٍ
تكونت من البخار الصاعد من رئتي
عطشي أكبر من عطش الصحراء
ناري يزيد اشتعالها
مائي المنفي بعيد عن فمي
يرسمُ على وجهِ كفهِ واحة ربيعٍ
يسقيها من ماء دمعي
بعد أن يمتص طين الذكريات ملح الأقدار
تختنق في ساحات داخلي كلمات
تبحث عن ثورة
تعطيها بداية حياةٍ
أو ما شابه ذلك
أسيرٌ في سجون الوحدة
ولا يشعر بوجعي
غير سواري الذي غادر يدي
إلى يد الباب
عله يقنع القفل
أن يسمح لنا بتقبيل يد الفرار
الجدار ملَّ انحنائاتي
التي شوهت شكل استقامتي في عيون الانتظار
ثمة عصفور يقف على نافذتي الصغيرة
يغرد محاولًا أن يواسي الدموع في عيوني
عندما أنظر إليهِ
وعندما يلدغهُ عقرب الملل
يصمت ويبقى واقفًا
إلى أن تغادرهُ عيوني ثم يرحل بهدوء
كي لا يوقظ طفل الحريه في قلبي
وفراشة تحمل على ظهرها المكسور من ألوان الزهور
وتلقيها على جسدي الشاحب
فتحرقها نار عطشي







أيها القديس دع اجراسكَ واذهب نحوكَ
فأنتَ تفوق الخيال جمالًا
عندما تسير وبجانبكَ الأحزان!..
أيها السلطان المزروع على جانب وادي الذكريات..
تلطّف بخطاكَ القديمة
التي أدمى مسيرها صمت البكاء
على النسيم الذي لم يفارق اغصانكَ يومًا
وهو ينشدُ نشيدَ التراب والماء
على الشمس التي تتنزل على أوراقكَ صباحًا وتبدأُ الغناء
على قطرات المطر التي تمتص من جذورك معنى الصفاء
على الحلول الايلولية التي تنثر حلولها في الهواء
هل سمعتَ الغناء؟
هل أدركتَ الصفاء؟
في ظلالكَ تستقر الفراشات وترتاح أجنحة العصافير
تُنصتُ لحزنكَ المتغلغل في سر البقاء
وتراقب رحيلكِ عن الطرقات
والمعابد والحانات وشيطنة المساء
أيها السلطان..
هل تتذكرني قديمًا؟
وهل تعرف من أنا الآن؟
أنا ذلك الصوت المبحوح في حنجرة جدتنا
أنا تلك الدموع التي لم تجف يومًا
من عيون أمي وأمك وأُمتنا!..
أنا ذلك الغبار الذي لم يفارق
وجه صابر وهو يحمل على شفتيه عبء النداء
انا السور.. وسيجارة الخوف
وطيش المراهقين على شبابيك الغرام والغواء
يا قديس النقاء
أنا في نبوءة احزانكَ حزنٌ كبير
فدع اجراسكَ لي
وأجب صوت النداء







طلبتُ منهُ أن يوضح دقة الصورة أمام ملامحي الغامضة
وضياعي في متاهات اللاجدوى
فقال بنبرةٍ مزقت وجه الوهم الساكن في جسد اللحظة:
الحياة طويلة لكنها ليست أبدية
وحياتكَ قصيرة .. لذلك أنتَ لا تنتمي إليها
بل يجب أن يكون انتماءك إلى حقيقة نفسكَ
حينها ..
كن أنتَ الحياة ولا تكن لها
كن أنتَ الواقع ولا تكن فيه
كن أنتَ الحقيقة ولا تكن معها
امنح حبك واهتمامك لمن هم دائمًا معكَ وبجانبك
ولا تجعل لشيء أهمية أكثر من ذلك
البس ثوب طبيعتكَ بالمقاس
الذي يناسب حدود كرامتكَ وكبريائك
ولا تلهث كثيرًا وراء الغايات
لأن كل الاشياء لها ثمن
والثمن تقدرهُ الغاية
أرسم وجه حزنكَ على رأس صفحتكَ القديمة
ثم اقلبها في أحضان الماضي تداعبُ ما تشاء من الذكريات
ثم أنثر قمح الرضا على وجه صفحتكَ الجديدة
وأسقها بماء الأمل
وانتظر لتجني ما يتكرم به الموسم
واشكر ولا تقنت..
وأبني لك عليها بيت قناعة يحميكَ صقيع المستقبل
وتوكل ولا تخنع..
ثم صمت
ثم قام ونظر نحو الرحيل
وقبل أن يرحل أشار إلى القلم
وقال:
لا تهجر من كان لك في كل الأوقات صديقًا
ثم رحل








الداخل متفردٌ بكِ وأنتِ تجلسين على شرفة النهار
تجدلين الليل في شعركِ القديم
ومن بين أصابعكِ تسيلُ قطرات الأمل
فتغوص قدميكِ في خضاب المستقبل الجميل
لكن ظهر الصخرة لازال ينام في عينيكِ
ويؤرق الأحلام في وجدان الواقع
على جبينكِ وشمُ الساميين
وفي كفكِ تخضب حناء جدتي
فلا تخافي .. أني قادمٌ نحوكِ
القلب الأبيض الطيب لا عيب فيه
بل العيب في الأسود إذا غطى القلوب
الصمتُ اغتال البوح
الخوفُ من الصوت المجروح
يأخذني بعيدًا عن عين القصة
ويقتلني بسكين الظلام
أنا لست وحدي من ينزف الدمع دمًا ويغمرُ القاع
أنا لست سراج الليل المنزوعُ من كبد الشمس
أو ذاك الضوءُ
الذي لا يحتمل القسمة على كسور الاوجاع
آه من وجعٍ يتكرر
لا يعرفُ تحريرًا ولا تحرر
ليت البوح يسعفني ..
يحكيني
لمسامع قلوبٍ تفهمني تعرفني تقويني
أعطيها الصدقُ أطنانا
تعطيني قولًا وافعالًا
وفي فراش التراب ترثيني وتبكيني
في موطن الحزن يصبح
الوجع أكبر من حجم الكلمات











عندما تكــون جزءًا من قطار الخطيئة السوداء
ستبدأ نفسـكَ الرمادية بتوزيع تذاكر النســيان
حينهـــــا ستدور عجلات الرذيلة على سـكة العصيان!..
أنتَ لا شيء لك خارج المألوف
ولا شيء لك داخل حدود المكان
سوى ذلك الســـؤال الملصـــق فوق أذن الكلمات
وذلك الجواب المنثور تحت أقدام المتاهات
لا شيء لك عندما تسـافر بعيدًا عن فطرتك البيضاء
لا متاع لك وحقيبتكَ تغلقُ وجهها
وظــهرها مفتــوح للعراء
لا تخشى لسان البلل
أكثر من خشـــــيتك بطش يـد الصحراء
أنتَ لست سوى كرســـــي
فراغهُ من عدم وامتلائهُ من نقاء
عندما يختلي الدفتر بقلم الرصاص
يرتفع صوت بكائهما وهما يشــــكوان من بطش يد الذكــاء
وكيف صنعت غربتهما عن الأشجار
عندما تغادرُ ستتصنم كل الأشياء
وستحملني في حقيبة ذكرياتك
مثل أغنيه بلهاء قد فات عليها الزمان
عندما تغادرُ سيدرك الليل كم هو صغير أمام ظلمة فراقك
سيبكي الرصيف وسيشرب الطريق من دموعهِ
حتى تثمل في داخلهِ ذكرى خطواتكَ
النص سيكتبهُ القدر والمشهد مخيف
عندما تغادرُ ظهرك المرسوم على آخر ذكرياتي
سيبقى فّيَ جرحا ينزفُ كلما لامستهُ نسائم ذكراكَ
اه ما أصعب الوجع عندما تغادرُ
ويبقى وراءك كل شيء يذكرني فيكَ!!














لمـ أنا ـــــاذا...؟
بجانب قصتي جلست
قرأت منها ما تيسر مني واعترفت:
أني إنسان لا أعرف كيف أسرقُ كلماتي من فم الأفعى... لأسعى
وأني ألقي عنواني في فوهة الماضي... لأنسى
وأبقى أرددُ اني ميت لكني أبدًا لن أفنى
وأني أشبهُ أشيائي ... وأشيائي لا تشبهُ شيئًا
وأني قمرٌ بلا لون وعند اكتمالي أختبئُ...لأبقى
وأني مغرورٌ جدًا لكني لا أتقن فن التحقير
في رأسي يسكن شيطان طيب
وفي جسدي عفريت يجيد لعبة التقدير
وأني أنثرُ من بساتين وجهي زهور فعلي
فتتراكم في حقول قلبي رمال اقوال من حولي
لكن صمتَ فعلي قنديلٌ يضيء البوح في قولي
وأن رحلتي نحو الصواب طويلة و ستقتلني
وإن غوصي في بحر الصدق عميقٌ و سيغرقني
وان الفرح يجافيني وأرفض أن أُلاقيه
وأني حزينٌ جدًا وحزني لا رحمة فيه
وأني أبحثُ عن صوت يقرأ السرد في صمتي
او صمتٌ ينطوي خجلًا أمام الحبكة في صوتي
وأن دمعتي ترافقني دومًا لكنها تدعي أنها مني ثكلى
وأن إحساسي يجيد الاطناب في داخلي
ويوجز خارجي بمساحة تقارب حجم القُبلة
وأن ماضيّ لن يرتدي ثوب الذكريات
وأني سابقى وحيدًا لأني لن أتوسل شيئاً حتى الممات
وأني ساعجن طموحي بماء الكرامة وانتظره اختمارهُ
واذا كان نضوجهُ في تنور الذل والانكسار لن املك نتاجهُ














الحرف يتحدث عما في داخلنا
لكنهُ لا يعلم ماذا تخفي نوايانا
بين السطور كلمات لا تعرف الصمت
في بياض الورقة لا مكان يختبئ فيه السواد
الحدُ سيفٌ بتار
خارطة الطريق فينا تغيرت ملامحها
الجبل يحتمي بالوادي
والخصب يتوسل الصحراء
الماءُ يخافُ من النار
والنار لا رحمة فيها
الصقيعُ يلازم الدفء كرهاً
والربيع يتشبهُ بغربية الخريف
الصيف يتحدُ مع الجحيم
والشتاءُ يخفي خطوات مسير الموت
الكذبُ يلبس قناع السياسة
والسياسةُ تتغنى بجمال الحقيقة
الأمل يحلقُ في سماء الخيال
والخيال يخجلُ من سوء عورة الواقع
الواقع يتلذذ بنكهة ملح الدموع
والدموع يهجرها الاحساس
الارضُ يخونها التراب والطين
والطين يستغرب ما أصبح عليه الجسد
الجسد يلعنُ اللحظة وأطراف المكان
والمكان لا يعترف بكائنات
ليس لها علاقة في مشاعر الخريطة
لا مكان ولا عنوان
لإحساس تربى مترفاً في قصور الخداع















دائمًا ما تتحول الأشياء الجميلة إلى أوجاع
الخيال يصور لنا المستقبل كما نريده نحن
الواقع يجبرنا على مستقبل كما يريدُ هو
الوجوه هي الأشخاص
والجمال يقص شريط بداية الطريق
لوجعٍ يلازم الرحلة حتى النهاية
الواقع يمارس سطوتهُ العنيفة على طبيعتنا
وطبيعتنا ترى جمالها في عالم الخيال
ياترى .. هل هناك طريق ابديةٌ للجمال
وأرض الواقعِ ترفضُ طبيعتنا المغموسةُ في طين التردد؟!
على طريق التردد الذي لا ينتهي
سيلازمكَ الشعور المؤلم
بين الخيارات وأيهما تختار
في أحيان كثيرة تأخذ القرار العقلاني
فتجد نفسك واقعًا في خدعة العقل
الذي من أجل أن يذهب بك بعيدًا عن الشك والقلق
يخترع أشياء يمكن ان تحصل
وهي في الحقيقة لن تحصل
وهنا يتم إختيار قرار على حساب قرار آخر
اتت معادلةُ سلبيةٌ في العقلانية
لكنها ايجابيةٌ في روح الإحساس
والشعور بنشوةِ ما وراء المعرفة
فتصبحُ كالذي هرب من المطر ليجلس تحت المزراب
وهنا ستفقدُ دفة القرار الذي يريده إحساسك وانسانك
وتضعُ قيود جلد الذات في يد الحرية الفردية
التي ستذهب بك إلى سجن الندم













للصمت وجهان .. وجه حزين ووجه فيه دهاء
كثيرا ما أجيد في صمتي البكاء
أما الحديث فلهُ كلمتان
كلمة حق منبوذة!..!
وكلمة تزينها المجاملات
وربما لا أجيد فن الحديث
تذكرت..تعدت الساعة السابعة وسبع دقائق
ولم يحدث لي أو معي شيء
قالت عرافتي بأني سأصبح مفقودًا
وكانت ترسم على رملها قلما مكسورا
ودفترا مغلقا بالقيود
وخنجرا مزروعا في ظهر الصباح
وبندقية أدمت عيونها رائحة البارود
وامرأة بلا وجه
ورجلا في أحضان الظلام المفقود
ونافذة تضع في يد الليل خاتمًا
وأسوارة ليُجمع الريح بين يديها
ثم تسخره ليغازل الستارة
حقًا..أنا مفقود مني
لأني أرى لي وجهين
عندما أقفُ أمام اي مرآة مكسورة
ربما تحتاج بعض الوقت كي تّعتاد الحزن ولسعتهُ الكئيبة
أو ربما لا...لأن الوقت تغير كثيرًا!
فلم تعد الدقائق تمارس شهوة السير فيه
حتى الساعات لم تعد تدور
في دائره اهتماماته المتناثرة في مساحات الأيام
هناك..على عتبات الحزن تقف صرخة روح
يغلفها أحساس فيه سكينة السماء
أنفاس التحمل لا طاقة لها على إدراك الفكرة
الغرفة تحاول أن تَثملَ من كأس التوحد
كي لا تستوعب يقظة الشعور
الرأس يتألمُ كثيرًا من إلحاح المطرقة
ووجهُ الجدار يشوه طريقة هروب المسمار
البرواز لا قدرة له للحفاظ على كرامة الصورة
فتأخذها عيون التأويل ليمارس الكذب معها أصناف الرذيلة
كرسي الانتظار تفيض من أطرافه
أوجاع حكاية الحب والرصاص!!
فتغطي مساحة أركانٍ لم تستطع شملها وحدة القياس
لا مكان لك أيها المغرور وسط أزدحام الفجور
ربما لم يعد لك شيء هنا أو ربما مع قليل من التدبير
سوف يسمحون لكَ أن تضع رأسك في حفرة الخضوع
لينتظر جسدك خارج موتهُ الأخير

الكل ينتظر الفرصة بين خائف ومحتار
تضيعُ نصف الفرصة بين جفاءً وانحصار
يضيع النصف الآخر
حينها ينسحبُ الجميع وتبقى الفرصة
أسمع صوت بكائها في داخلي!!
مع أنها في الحقيقة تقف أمامي ضاحكة
احتمالاتي تتلاشى بين خدعةٍ ونفاق..بين صدقً وانشقاق
لا مكان للنوم والاحلام
الماءُ البارد جداً يغطي جسدي المرمي في زوايا الوهم العتيق
لا أشعر بالانجماد..أسمع صوت الشماتة في المكان
لا أستطيع تمييز الفاعل لأن كل الوجوه التي أمامي تضحك!!!
لا مكان لشئ..والكلمات بدأت تثور على قيود النقاط
أبقَ بجانبي واصمت
هذا ما قالهُ لي بعد أن هجرت النوارس البحار
لم يرق لي ما قال لأني شعرت بارتعاشات تلازم يد المكان
ونارٌ تحرقُ مدينة وعواصم الكبرياء
بعيداً هناك ستجتمعُ النوارس بالفرح
وسترقص على إيقاع تغريد عصافير الكناري رقصة الحرية
برغم أنها خسرت كل البحار
انا سابقى بجانبكَ هذا ما قلتهُ لهُ
لكنني لن أصمت
إلى متى ستبقى هكذا تخافُ من المجهول؟
الغد هو كابوسكَ الذي لا ينتهي وسجنكَ الذي يحبسكَ
من دون قيود.. او قضبان.. او اسوار
إلى أين المفر عندما تغزوا جيوش أفكاركَ حدود الجسد
وترمي به نحو هاوية الخمول
عن ماذا تبحث؟
عن السلام في زمن الغام المحبين؟
عن الإيمان في زمن قتل فيه الشك اليقين؟
عن اليمين في زمن كفر في كل الاتجاهات الا الشمال؟
عن الإجابة في زمن ضاق بها أمام اتساع حدود السؤالْ؟
حاول أن تبحث أكثر فقد أصبح الكلام سهلًا
في زمن أصبح فيه الفعل محالا!!!..
أخبرها كيف لها أن تنسى ما حصل
أخبرها ولا تتردد فما حصلَ قد حصل
أخبرها فلعلكَ تملك عصًا سحرية فترمي عليها سكون النسيان
او ربما لا.. فقط أخبرها.. واذهب
وأنتِ..هيا أنسي قبل ان تهلك دموعكِ
وتدفن في مقبرة حزن قلبكِ المتهور
هيا أنسي.. فكل ليلة سوداء تعيشينها
ستطيل في عمر ذكرياتكِ الداكنة

على وجهِ نهرِ أحزاني
يعكس القمرُ أحزانهُ
فيرسمان على مرآة ذاتي
صورةٌ تصنعُ في عيون الواقع
دموعاً تحرقُ خدود الحقيقة
المكان تلطخَ بدماء الوجع
لا حقيقة اليوم إلا الحزن
أين أنا مني؟..أين مني أنا؟
في ملامح وجهي يكبرُ شكل الإنســـان
وفي جوهرِ داخلي يعلو صراخ صغير أنســــاني
إني فريدُ في "أنّي"
لا أكره أحدا .. ولا أحبُ أحدا
لا شيء يحكم فراغي الا الفراغ
أنا ..
ليلٌ يتحدث فيه الصمتُ حتى يكفيه
صمتٌ سقيمٌ لا بوح يشفيه
كلمة في صوتٍ خاصمتهُ الافراح
أرضٌ حرقوا في داخلها هوية الحجارة والتراب
قمرٌ عند اكتماله غطاهُ دهاء السراب
سؤال يتأرجحُ بين الصعب والصعاب
أنا الاستفهام؟أنا التعجب!!وأنا احساس الجواب
الغاية تبررُ فضول النظرة
أمـــام قائمة من العناوين المتناثرة
لتعني الإختصـــار في البحث عن كلمات قليلة
تجذب الروح دون غواية
ثم تنتقل بها نحـو قصة
تصــــب حبكتها في قاع كأس النهاية
خشب المسرح لا زال يتوتر
عندما تعود له ذاكرة المناشير
ومنصة التتويج يزداد ألمهُا
عندما تتوجهُ نحوها أغنية الكفين
ثم تستقر في آذان المشاهير
العابرون من أمام عيون الشمس
ليسوا كاولئك الذين يتســـلقون ظهر القمر وهم نائمون
ورهف السيف إذا تواجد في قصة
قطع حدود البعد
وإذا غـــاب عن احداثها
سيحتضنهُ قلب الغمد
النهاية لن تكتمل هنا
أو ربما لن تكون
لان فضــول النظرة
جعل الروح تتناثر بين العناوين


سمعتهُ يحدثُ نفسهُ ويقول:
أعلمُ أني أعرفكِ جيدًا
وأعرفُ بأنكِ تعلمين أني لا أتقن فن التعبير فيكِ
أعلمُ أنكِ بحرٌ عميق
وأعلمُ أنكِ تعرفين أني لا أُجيد الغوص فيكِ
إذًا لماذا دعوتِ نهاري ليلعب الشطرنج مع ليلكِ
من دون ملكٍ ولا جنود
وأنتِ تعلمين أن بَوصلتي مرهقة جدًا
وخارطتي لا تنصاعُ أمام عجرفة الحدود؟
لماذا جعلتني أُسافرُ على ظهر المعنى
متخفيًا أُراقبُ خطوتي وهي تختفي في مَدّكِ العنيد
وأجلستني على شطأنكِ الصخرية
لارسمَ وجهك بريشةٍ من حديد؟
لماذا غطيتِ وجه وجودي
بقناع وهَمٍ لا يناسب حجم حقيقتي
واسقيتِ لهفتي من ماء ملح
يحرقُ بصمة طينتي؟..
آه.. كم هي كثيرة جدًا أحزاني..ثم صمت
حينها اقتربت منه كي أسأله
وعندما نظرتُ في عينيه لم استطع فرحلتُ وأنا أُحدث نفسي

هكذا أنتِ عندما تختنقين
تفقدين قدرتكِ على قراءة احتراقي
على السطور السوداء تحتضرُ حروفي الرمادية
ترنيمة الكلمات تعزفُ فوق جسد الهذيان
مقطوعة كأنها الفراق
لماذا تصرخين؟
رأسي المقطوع والمعلق على راس الورقة
لا يشبهُ العنوان وجسدي المرمي في اسفلها
ليس سوى توقيعٍ على أن ما كان لن يعود كما كان
هكذا أنتِ عندما تختنقين يصبح الماء بين يديكِ نارًا
تسقين منهُ الأيام عطشًا ترملت على يديهِ خصوبة السنين
لماذا تبكين؟
الدمع المزروع في جفن الليل لا يجف
يعلمُ أن في نزفهِ صراخ الأوجاع
وعلى أرضهِ تبدأُ متاهات الضياع
هل تعلمين؟!..
في العلم في الشيء يبدو لكِ أن هناك شيئًا من الحقيقة
رغم أن التجريد يظهر للأشياء
أن لا شيء فيكِ يشبهُ الحقيقة!..
ترتدين ثوب التمثيل كي تخفي فيك جسد الخوف!..

أين أنا مني؟؟ ..سؤال أسألهُ أشيائي
فيرتدُ لي صدًى من بين أقواس الفراغ
يرددُ أنتَ مني.. أنتَ لي ..ولأني لكَ..لا شيء لكَ
سوى ذلك الوهم الذي يعتريه خيالكَ
بأنكَ شيءٌ وتملكُ الأشياء
والحقيقةُ برغم عظمة وهمكَ
أنتَ لا شيء والأشياءُ من حولك لا شيء
عذرًا عذرًا... ربما أنتَ صفرٌ في عالم كلهُ أصفار
لأن نجاحكَ فشلٌ في عين غيرك
ونجاح غيركَ في عينكَ فشل
حياتكَ موتٌ في يد غيركَ
وحياةُ غيركَ في يدكَ موت
حزنكَ فرحٌ في قلب غيركَ
وحزنُ غيرك في قلبك فرح
صدقكَ كذبٌ لدى غيركَ
وصدقُ غيركَ كذب لديك
عالمكَ لا شيء حقيقي فيهِ سوى الموت
مُت ولا تنتظر دموعًا من أحدهم
لأن الحقيقة لا تقبل الكذب الوهم
حياتنا أصبحت بنكهة الكذب المُركز

تسكنهُ نوبة جنون انفعالية
يظن أنها سوف تسيطر على أجواء المشكلة العاصفه
خلف النافذه حبات المطر تطلب النجدة من الأرض
لأنها لا تثق أبدًا بالريح
البرد يضرب بشدة باب الغرفه
يريد النيل من الدفء داخلها
نار الموقد الحكيم تعلم يقينًا
أنه إذا ازدادت مساحة سلطتها
سوف تكون الغلبة للبرد
وتعلمُ أيضًا أن البرد عنيد جدًا
عميل في منظمة البرد السرية
واسمهُ الصقيع ينجحُ في تجنيد قفل الباب
ليعمل من أجل استيطان البرد
في آخر أنفاس الليل تسلل القفل من أحضان الباب
فأسقط جبهة الدفاع الاولى والوحيدة أمام العدوان!!
ليدخل البرد ويبني في زوايا الغرفة بيوتا من الانجماد
لا مفر لنار الموقد سوى الرحيل بصمت
وترك بعض الدموع من الدخان
الذي سيتلاشى سريعًا وتبقى حسرة الموقد
تلازم شكل الذكرى في حدود المكان

سوداوي.. هكذا تصفني الاشياء
حينها أبكي وأسيرُ على خطى الأحزان
نحو كرسي أمام مرآة أوجاعي
أجلس عليهِ وأُلملم ملامح الليل من وجهي
ثم ارميها وراء ظهري
فتتشكل ملامح وجهي الجديدة من طعنة في الظلام
الإحساس الصادق قصيدة
لا يفهمها الا من كان يتقن فن الحديث في لغة العيون
لم يحاول فهم من أنا
فقد ارادني صوتهُ المقيّد بالصمت
وصمتهُ الذي يتفجرُ فيه الكلام
ارادني شكلاً يعجبُ مضمونهُ
ارادني أن أكون لهُ
الأمل .. القرب ..
السلام .. المحبة.. والحنان
تناسى مشاعري .. تجاهل تكويني
لم يحاول فهم من أنا
وبكل بلادةٍ ضرب عرض الحائط فكرة أني إنسان
رحل هو .. رحلت أنا .. وبقي وجعي
تحت رحمة المكان
البهجةُ تتلاشى
التاريخ يغيرُ شكل صيغتهُ ويحاصرُ مدينة الأمل
لماذا..اسمعُ صوتك المبحوح يتعذب في زقاق الليل؟؟
كيف تحاصرك الكلمات السوداء وأنت ورقةٌ من بياض؟؟
الحروف هي جيوش الوجع فينا
اللحظة ميدانٌ بلا سطور
الشعور لا حدود لهُ
الصدقُ مسارٌ نحو حقيقة "الأنا"
الألمُ خريطةُ الكنز الابيض
والأسود حسب الرغبة
مع انهُ الأكثر مبيعا في سوق حقيقتنا
تتغير الوجوه والنفوس
لا تتعجب
لأن الطريق ضاعت ملامحهُ تحت اشواك الكذب
تسافرُ بين حزن صوتكَ وأوجاع الحكايات
تسافرُ بين أمل يختبئ بجانب أرصفة الطريق
و نهاية ربما ستنجبُ لكَ أملا جديدا
تسافرُ بين شعور يموت في داخلكَ قبل البوح
و بوح لا يعرفُ معنى الشعور
تسافرُ وحدكَ موجوعا ربما لأنك لا تُجيدُ السفر

لن تستطيع إرضاء الآخرين اذا لم تستطع إرضاء نفسكَ
ذلك الرجل كثرت عنه الحكايات
قالت أحداهن:
أنه يملأ الليل في فنجان قهوته ويسكبهُ في عمق الصباح حتى يكمل مسيرتهُ السوداء وهو يرتدي عباءه الظلال ويمسك في يساره صولجان الغموض.
وقال ساحرٌ:
قد ترك كرامتةُ في أحضان عرافة أدمنت الكذب على نفسها!!
أن ذلك الرجل صورةٌ تسرق من جيب الأقدار أرواح كلمات لتسكن بها قلوب أضاعت ارواحها.
وقال عابر :
ان ذلك الرجل ليس موجودا في عين شمسنا،ويخاف من ظهوره على وجه القمر،ربما هو ليس ما خفي منا لكنه على الاكيد ما ظهر، رسالته فوق طاقة الكلمة وكلمتهُ أضاعت عنوان بداية الفجر.
وقالت عجوزٌ:
أن ذلك الرجل قتل غدرًا خارج حدود الكلمات جثمانه يتحلل في داخلنا، لكننا ننكر ذلك لأننا نريد وبإصىرار أن نمثل دور أننا اموات.


أحيانا تكلمني الأوراق عن قلم تعشقُ نزفهُ وزلاتهُ
وصوته الذي يعتلي مأذنة صومعتها
يسألني القلم :
كيف لنقاء بياض الورق أن يقبل عتمة احباري؟
أجيبه وحشرجات الآه تكوي فصول بوحي الأخير
أوراقكَ لا صمتَ يعنيها
أما أنا فالمحبرةُ تريقني وجعا يمتد أبعد من شرايني
الأحمر..خط الحدالذي يشوه مدارك كل شيء ؟
يشعلُ نيران الغيرة ويرسمُ طريقَ موتي الأخير
أما أوراقي فتعرف سرّ صمتي
صمتي يُسمِعُ بوح أوراقي حديثًا
يشبهُ ملامحي لكنهُ لا يشبه صوتي
بين الصمت والبوح تموتُ زهرة المشاعر وينقطعُ الطريق
بين صوت حقيقة النقاء وصوت كيد الخبثاء
ثمة نقاط لن يرتد عنها صدًى يجمعنا بقوة
لأن ألاساس من زيف والحقدُ سقف البناء
أنا..أنتَ..أنتِ..أنتم
كلنا نقفُ أمام سؤال يؤرقُ ضمير كل حر فينا
كيف ستجمعنا حدود الوحدة؟؟؟
ونحن لم تستطع جمعنا حدود السماء!!!

سأهاجرُ نحوكِ يومًا ما
وسأحملُ بيدي باقة نسقتها من زهور روحي
سانثرها فوق وجهكِ الحزين وسأبكي
الى ان تغفو عيوني ويستيقظ فيها حلمكِ الجميل
سأُهاجرُ نحوكِ يومًا ما
فأنتِ في داخلي صوت يناديني كي استفيق
وأنتِ نور يضيء لغايتي عتم الطريق
أنتِ في تاريخ الزمان قصة وحكاية
وفي مستقبلي ستصبحين أجمل رواية
سأُهاجرُ نحوكِ لأنكِ عنوان كبرياءٍ لا ينسى
سماءكِ من لون جبين أبي
وارضكِ ماء طينها من دموع أمي
ولاني ابن السماء والأرض
سارمي جسدي بين يديك
آملًا أن تعرج منكِ روحي
كانت هذه كلماتهُ الأخيرة
بعد ان حمل حقيبته التي لملم فيها
أوراق الخريف وصقيع الشتاء
ليسافر نحو صيف جهنمي

كأس الحـــزن لا ينتهـي
فارم قواريركَ في بحر الصــمت
وامض فيه مبحرًا نحو الخيال
حَمل أحلامك
على قارب صنعتهُ يد الجمال وامض
الماء من تحتكَ عميق يخفي كل شيء عنكَ إلا الصفاء
الريح من حولك تغني أغنية
تحلق بروحكَ في فضاء السماء
خيالكَ لا حدود لــه فاجعل منه طريقكَ نحو الأشياء
ولا تخف من واقع الحال
فالواقع يعلم يقينًا أنــــهُ مولود من رحم الخـيال
سافر نحوي
فأنا موجودٌ هناك
في الإتجاه المقابل
أرتبُ خيالاتي
على شاطئ الحلم مبتسمًا
وعندما اعطشُ
أملأ الكـــاس مني
واشرب فيضحك البحـر لي
وفي جوفهِ العميق أحزان شتّى

أنتَ..لماذا تعري الواقع بطريقة غجرية
وتجعل منهُ أضحوكة الليل الثمل
فوق منصات العهر القديم!!!؟
لمن ستكون وكيف ستكون عندما تأتيكَ صحوة النهار؟؟!!

أنتِ .. لماذا ترسمين الواقع على جدران من طين
وأنتِ تعلمين أن المطر غزيرٌ و الفيضان قادم!؟؟؟
ما هو لونكِ عندما ترفضكِ الألوان؟
لماذا تخفين وجهكِ عن وجه شمس وتخافين العتمهْ؟؟

أنا..لماذا أجلس بجانب صمتي
أئن من دون وجع ..أبكي من دون دموع
أودع اللاشيءفي أحاسيس الخيال
خائفٌ حتى وأنا أبحثُ عن نهايتي؟!

أنتم...من أنتم ؟
من اي فوضى من اي ارتباك تكونتم؟؟
اسألوا أبواب النهايات الصادقة
ماذا تريدون من أنفسكم قبل الوداع؟
وأين هم الخالدون

في خط الفجر الوردي
أخفت ما تبقى من ليلها
تحت وشاحها المنقاد وراء فتنة الريح
وكانت تروي قصة شاب
جمدتهُ برودة الكلمات
من أول شتاء
وكانت عيونهُ
تُطالب بثورة الدموع
على شارع القسوة والظلم بكبرياء
وقالت:
أنه ميت جدًا جدًا!.
ثم أزاحت شمسها
لتلبس الأشياء قبعة الظلال!..
لا..هكذا قالت الاشياء
هو لا صوت له
ولا رصيف
ولا حارة
ولا دكان
حتى أنفاسه غادرت فيزيائية المكان
لكنه حي والدليل أنه لا زال يسمعها للآن

لماذا تعتبرين نفسكِ قربـانا لآلهة الظلـم
على يـد الظالمين!؟..
وتحت وسادتكِ البيضاء
يقــام حفـل زفــاف اللحم والسكين
من تكونين؟.. وماذا تريدين؟..
احملي ما في داخلك من حقيقة
وارحلي بها نحو الســماء..
صارحيها.. بالممكن والمحال
بالواقع والخيال بالبشــاعة والجمـال
ثم اصنعي من خيوط شمسكِ سلمًا وانزلي به نحوي
من دون ارتباكـات الجواب وتفاهــات السؤال
واحضني ما تبقى مني كبقايا حبيب
لماذا لم تكوني معي!!؟؟
هذا ما قالهُ جداري
لساعةِ توقفَ وقتها أمام عتمة الأوجاع
على معصمي ساعةٌ دائماً تحاول تنظيم
دقاتها مع دقات نبضي المتسارع..
هذا ما كنت أشعر به
قبل السؤال
وبعد السؤال

على محملٍ شخصي احملني وأسيرُ بي
نحو منطق لا مرجعي اتمزقُ فوقهُ بارادتي
أنثرني على أطرافه دون خوف من ندم
تتبناهُ كفوف تصفع بقوة أيُ اعتراف
يُخرجُ النفس من دائرة هواها اللا عقلاني!..
القرار الأخير زُرع على صفحة من ماءٍ
أُخذَ مني عنوة عني
قبل أن يعلن موسم النشاف نهاية الجفاف
سلم بيت طفولتي الحكيم
يقتاتُ على نزف جراحي الصاعدة
ويكتب لي رسالة على وجه جداري المستقبلي
مضمونها:
أنتَ بريءٌ يا بني.. الصعود الناجح لا يعترف بالبراءات
إذًا أجل صعودك..َ وأعلم أن منطق الفطرة البيضاء
يموت دومًا بين يدي
على محمل غير عادل
تصعدُ في داخلي الدنيا!..
وعلى محمل غير مسبوق
أشعرُ بأني لازلت احملني
على محملٍ البراءة من طفولتي

هو بجانبكِ ينفض عن كتفيكِ غبار الليل
يستيقظ وفي يدهِ الشمس
يمشطها في شعركِ
ثم يجلس ليراقب الشروق على جبينكِ
ويغسل وجههُ الحزين من نور براءة ابتسامتكِ
هو بجانبكِ يقطف من زهور الصباح عطرًا
ليعدل به مزاج النهار
فتضحك في وجهكِ الدقائق وتبتسم لك الساعات
هو بجانبكِ..رغم أَن في داخله جرح ذكرى يفوق معنى الألم
لكنهُ يحملكِ بين ذراعيه
ويجري بك نشطًا نحو المستقبل
فلا تلومي جرحهُ فجرحهُ منهُ أكبر
هو بجانبكِ يضحكُ ويبكي
عاشق صامت تقتلهُ الكلمة السوداء
وتحييه براءة القلوب
يمد يده نحوكِ لأنه صادق فيما يريد
هو بجانبكِ فلا تحسبي أنه الشجرة.. وأنتِ الأرض!!..
نعم هو بجانبكِ ليس مُلكًا لكِ..ولا عبدًا لغيركِ
هو فقط يريد أن يكون بجانبك

أيُ حزنٍ هذا الذي يتفشى "فيني"
أنا والله اكتفيتُ منهُ لكنه يرى
بعين سلطتهِ أنهُ لا يكفيني!!..
كل الأشياء من حولي أصبحت
تبكي فالحزن في داخلي يبكيها ويبكيني..
يكفي..
سوف أُلملمني وساخرجُ
من انصهاري في ظلمتي
وسارحل نحو الشمس
اتكئُ على نورها
حتى إذا اقتربت منها كثيرًا وبدأتُ بالاحتراق
اراقبُ صعود دخان أحزاني نحو عيونها
وعندما تبكي سالقي جسدي تحت دموعها
وساعيش حلم الانصهار في الضوء
حينها ستنتهي كل أحزاني
وستجفُ دموع الأشياء
وأنتِ.. إياكِ أن تبكيني
فالكذب حرام لأن حزنكِ
يكون قد رحل معي ومات "فيني"


في المشهد الأخير من مسرحية هذا المساء
تراقب الجماهير فصلًا يخرج عن سلطة النص
مجازًا سيموت البطل لأنهُ فك عن يديه
قيود قانون المسرح!..
أحذية الجماهير تركب سماء المكان
لتضرب وجه الستار
الذي نزل في غير موعده المكتوب
في اليوم التالي وعلى رصيف المساء التالي
كان البطل جالسًا وحيدًا يغني للريح بسرور
رغم أن دموع الذكرى ووجع الخسارة لم تفارقهُ أبدًا
في ليلتهِ السوداء وفي انزوائه المعهود
كان يطارد أفكاره من زاوية الى أخرى
وقبل رمشتين من سكون
تكونت على سقف ذاته فكرة
أخرجته من أحضان هدوءه بسرعة
نحو الحساب والعد
و سؤال يتسلق الأقدام حتى يخرج نحوهُ من أصابع اليد
كيف تغزو أفكارك أرض المستقبل
وأنتَ لا تملك شيئًا من الغد؟!..

مشكلتي مع الدنيا أن الدنيا مشكلتي
فإن دنوتُ منها أصبحت دنيئًا مثلها
وإن ترفعت عنها تنعتني بالغرور
يا دنيا!!!
حروف أبجديتي نحوكِ بلا أحساس تأخذني
وصوتي يعذبه الصمتُ
فلا فمٌ يرتلني ولا سطرٌ يحاكيني
القلم ملّ من وجعي
وحبر الآه بآه الحرف يهجّيني
كلماتي تغادرُ مني شهوتها
وجرح الكلام بجمر الظلم يكويني
فما ذنبي اذا الحق أصبح مكان الدم يجري في شراييني
وما ذنبي اذا الحزن تبناني
وبحنان مثلُ حنان أمي يغطيني
فيا قلب لا تتعب
هي الدنيا لها وجهٌ كما وجه شمطاء
عتم الليل يعجز أن يخفيهِ
هي الدنيا فلا تتعب
فتبًا لمن دنى فيها وراح يحياها ويحييها

بين كل الأشياء لا شيء لي!..
أنا شروقٌ تمكنت منه العتمة بلا شيء
أنا دمعة بكاءٍ ماتت على أرض الوحدة
فتشربتها اكفان الغياب كما لا شيء
وأنتِ يا صاحبة الوجه المغرور
ليتني لم أقف على بابك يومًا
أتوسل منك بعض السرور
ليتني كنت الريح لاعصف ثائرًا
في وجه التجريح... واستريح
ليتني لم اركب جناح حلمكِ اللواح
ليطير بي نحو خيالٍ مستباح
ليتني لم أكن مستحيلًا
وأنتَ أيها القنديل
لماذا اغرتكَ شهوة الثرثرة
ولم تحفظ سر المشكاة
وهي تهمس في أذن ضوئكَ :
لا تبتعد عني فمن دونكَ لا شيء لي



قد أفهم ما اكتبهُ
وعندما لا أفهم أشعر أن ما كتبتهُ هو الذي يفهمني
حينها تكتمل الدائرة وتتضح حقيقة الطريق
فيناديني كي ارحل كيف.. لا.. والترحال لي
لا تأخذي فلسفتكِ على محمل الجد
ثم تنثريها على واقع من هم حولك!..
فالفلسفة منظورها شخصي
ربما يصيب وربما يخطئ
سوادها الشخصنة
والشخصنة طريقها نحو هوى النفس
والهوى دومًا يمحو اشكال الحقيقة
أنتِ لازلتِ تبحثين عنهُ حتى الآن!..
في حدود صوتكِ له أغنية لحنها من ماء وهواء
جسدها تشكلهُ الذكرى وروحها خليط من صدق ونقاء
فلا تقتليها بفلسفة الصمت فالصمت لا يعرفُ سر الغناء





هناك من وراء زجاج الأمس
تراقبني عيونٌ لا جفون لها ولا رموش
تراقبني وأنا أجرُ تعس اليوم نحو مقبرة ذاكرتي
التي لم تستطع إعطاء ترابها
لونًا يخفي عني لون خيباتي
تراقبني لتعرف اي ريح ساركبها نحو الغد
واي عهودٍ ساكتبها له واي وعد
تراقبني وأنا الومُ نفسي
واقيد امتداد بحري
وأخوض حرب ليلٍ سلاحهُ القهر
فيعتقل فيه سري
قبل طلوع الفجر
واستيقظ على صوت يمزق داخلي
يذكرني بحق العوده للواقع
ويطالبني بتفعيل ميناء الجهر
اذا استطعت تمزيق دفتر الخوف في داخلك
حينها ستحرر صمت الكلمات من حدود السطور
وتنطلق إلى ما ورائياتها.



أعلمُ كل شيء عنكِ
غدًا ستدقُ يد الحقائق باب الإعتراف
فلا تتلعثمي!..
الباب من حديد لكن القفل من ماء
يدُ البداية ليست كل شيء
والنهاية في وجه الماكث
فيها اشراقةٌ في وجه الذي في الإتجاه المقابل
الفجر في عظمة ظهوره وسطوتهُ
لا يستطيع الإعلان
أن الغروب لن يعود
فلا تتعثري!..
ستدركين حينها ان صوتكِ المنثور على الزجاج
لا يملك الشفافية
وأن أسمكِ المكتوب على وجه السماء
لا يعرف الحرية
وستدركين بأني منذُ ولدتُ
أحملُ فيّ شيئًا منكِ
وبأني أجهل الكثير عني أمام ما أعرفهُ عنكِ!!!..



ركبت سفين بوحي
أسمع صوت قُبلات الليل على فم الريح
أمواج القلق تلطم انفعالاتي
وطين العتمة يضاجع بكر صرخاتي
لتولد الـ لماذ ؟
لماذا يجمع السؤال إجاباتي ويحرقها في تنور الصمت
وبوهم الحرية يرفع خطاباتي
ويرميها تحت سياط الكبت؟
لماذا من رأس الفجر الصادق تشرق عتمتي
والليل يقيّد طقس الشتاء فتسقط في حلكتهِ غيمتي ؟
لماذا ينسكب الاسى في أقداحي
وتحت حذاء الخوف تداس أفراحي!؟
لماذا في الأحلام تغتسل بالأمل أحلامي
وتعس الحظ بسياط الألم يجلد واقع آمالي؟
لماذا قصتي بلا عنوانٍ
ولا أرضٍ ترددها ولا سماءٍ تغطيها!!
وصبري لا مفتاح لهُ ونفسي لا فرج يناديها؟
بعيدٌ جدًا أنا


اليوم..ساصعدُ نحو العلّية
وسانفض الغبار عن مرأتي المنسية!..
وساعترف لها بوزن غروري الزائد
دون أن أُنكر كيف اعماني التكبر
حتى أني لم أعد أرى فيَّ عيبا يذكر
وساعترفُ لها بأني أعصرُ
في صحن الصبح من خمر التعالي
وأُمضي باقي اليوم وأنا أشرب
فاثملُ عن كثر أخطائي
وأبقى لهوى نفسي دومًا مقرب!..
وساعترف بأن سلم الكذب اتخذهُ
دومًا لنفسي مصعدًا.. و مهرب!..
وساعترف كم أنا على سكرات الضعف اتجبر
وكم اتناسى بأن الدنيا ليست لي سوى معبر
وساعترف لها.. واعترف
واعترف أكثر.. وأكثر
حتى أرى حقيقتي على وجهها
بأني لا شيء يذكر



افتقدني فأنا لم أعد أشعر بأنفاسي
تلك التي كانت تصغي لهسيس إحساسي
أشتاق لظلالي التي كانت تخجل من عيون الضوء
واشفق على المرايا التي ما عادت تلملم انعكاسي
كيف أجدني وأين؟
سؤال يؤرق صوتي المهاجر مع صدى دقات اجراسي
احتاجني كثيرًا ... وكثيرًا افتقدني
السؤال يتكون من داخلي
ثم يخرج مغرورا وهو يسير على بساطهِ الأحمر
الذي تقدمهُ له شفتاي
أملًا أن تكون في استقبالهِ
قبلة الإجابة
الإجابة لا صلة لها بي
معروفة تضعفُ بشدة أمام التأويل والسياسة المحيطة بها
وتذوبُ بنشوة في أحضان الكذب
حينها تفقد الكثير من إحساسها في إشباع رغبة السؤال!!
فتتراكم الأسئلة في حجرة مسامعي
ثم تضيعُ في متاهات فجور لسان الإجابات


في ذاكرة الصمت بين جدران الوحدة
وعلى أريكة الغموض
تنام الحقيقة
وهي تبكي على فوات موعد قطار حلمها المنتظر
التاريخ مزيف
الواقع ماكر
والوقت سارق محترف
اللسان بات يعشق الأكاذيب
عالمٌ مظلمٌ
وأدبٌ للجريمة
الحياةُ أصبحت تضعُ الفخاخ
على طريق أنفاس البوح
لتصطاد أرواح الصادقين
وأنتِ تمشطين الليل الكثيف ع
لى ظهر الضوء
كي يختفي
ثم تخافين من عيون الظلام!!.




ستبقى وحيدًا
فأنت مثل غصن الزيتون
رمز شامخٌ يافعٌ أخضر
لكن قلبك من الداخل مكسور
ستبقى وحيدًا
فأنت مثل الحلم الجميل
يقتصر تواجدهُ
بين الخيال والذكرى
ستبقى وحيدًا
بما أنك استطعت
قراءة وجوه من عرفت
ومن ستعرف
ستبقى وحيدًا
لأنك تريد أن تكون هكذا
ولأنك تؤمن
بأن لا أحد يستحق التضحية
ستبقى وحيدًا



هل تذكرين
عندما غرقت هناك في المنتصف
وتجرعتُ من هزائم الأشياء هزيمتي؟
هل تذكرين
ذلك البعيد الذي لم تلامسهُ
سوى وعود تهادت على أطراف كلمتي..
هل تذكرين
المساء.. واللقاء..
وأقلامي التي كلما نَسيت عيوني شكل حروفها
تذكر شفتي بنكهة قهوتي
هل تذكرين
عندما أخبرتكِ بأني سأرحل يومًا من دوني
وساتركني على هامش ظني بي
أُطارد حكمة الضوء في زقاق الجنون المظلمة
حينها ضحكتِ مني دون أن تشعريني
هل تذكرين؟..
وهل لازلتِ تضحكين!؟



لا شيء يبررُ احتراق الشمعة
سوى إرادتها في كسر شوكة الظلام
والظلام كيانٌ تجري إرادتهُ
وراء التمدد والاتساع
في عالم سلطة المشاعر لا إرادة لشيء
ولا حقيقة في مشاعر أحد
فقط هو طريق نحو عجز مكتسب
تسخرهُ أيدي المتحكمين
بعهر العولمة السوداء
ومجون مؤامرة الظلام
الملطخ بدماء الشموع
وعندما يسكننا الفهم
يستقيم فينا صدق حقيقة المشاعر
على انحناءات الخضوع والمشاعر
بعد فوات الأوان
بماذا ستفيدها ثورة الدموع!؟




يا مقلةَ سمائي
تشي بي الأسرار خجلا
على مسامع ارتداد صدى أسرارك
تكتبني الأفكار وهما على أوراق الخريف الكاذب
يراني الحب دمعة تجف على خدك الشاحب
تكتظ غصة صبابتي في قلبي
يا مقلةَ سمائي
اعتقيني علّي أعود إلى بحري
أشعل فتيل فانوسي
لأوقد منه شعلة مناراتي
أرتب فوضى رماله على أكف أبجدياتي
أصب عليها من دفق مشاعري
أنثرها ..يتشكل اسمك
أجمعها..يتكون اسمي
بيني وبين مقلة السمائيّ
عهدٌ وميثاق


احتمالات لا مكان لي فيها
وحريقٌ يحتوي كل احتمالاتي
الثلجُ يتراكمُ
فوق حزن صوتي
والصوتُ يكفرُ بقدرةِ آهاتي
لا شيء فوقي ..
لا شيء تحتي
أمامي احتمالات ثلج يذوب بصمت
وخلفي حريقٌ يلوح بمعاناة موتي
وموتي لا يعترفُ باحتمالاتِ غيري
شيطان الليل
لا يحبذ وجود ملائكة الصفاء
والعيون التي لا تتقن فن الحديث في لغه العيون
تخرج منها كلمات
تعذب الروح وتجرح الكبرياء.






طلبتُ منهُ أن يتحدث فنظرَ ألي بعينٍ من سلام
ثم ألقى رأسهُ على وسادة الآه وقال :
أعظم الوهم أن تعيش في قصور العظمة والتكبر وعلو الذات
ونفسكَ تخفي عنكَ حقيقة أنك لستَ سوى خزان من النفايات!!...
أعظم النفاق..أن تفعل خيرًا كثيرًا مع انسان تعيش معهُ دومًا
وروحكَ معلقةٌ أكثر بغيره!!...
أعظم الكذب..أن يتفق جسدكَ مع نفسكَ على تنسيق كذبة ثمَ يقومان بوضعها في مزهرية الحقيقة ويصدقانها.
!!.. ثم صمت
ثم سألتهُ عن صوت يحدثني دومًا
ليس له جسد ولا روح ولا نفس
نظرَ لي بدهشة.. وقال :
بلغهُ سلامي .. ثم.. قامَ مسرعًا
وتركَ على كف الجواب سؤالي..ورحل






صقيعي لا صقيعَ يشبه
وحريقي لا ماء يطفئهُ
ومقامي تحت الأرض
فريدٌ لا جدران لهُ
ارضهُ ماءٌ يشبهُ الماء بلونهِ
سماءهُ ليلٌ لا سماء له
وأنا اقفُ فيهِ شامخًا مثل سنبلة
لا تنحني إلا عندما تقبلُ مجد أرضها
أذبلُ في أحضان الكلمات
مثل زهرة في آخر ايلول
هي لم تنحني ليتخطفها الموت
بل أنحنت لتقبل عمرها الجديد
فهيا ياكلماتي
تبلوري وسافري بي نحو السهول والتلال
فعشقي لكِ مثل عشق الزهور للربيع






خوفُكَ المتألق على مسرح صدركَ سرًا
يستهلكُ الكثير من أنفاس حياتكَ جهرًا!..
على سريركَ المهجور منذ عهد الهجران
يستلقي جسدها اللامرئي
فراشهُ..
دموع من الفراق
وغطاءهُ..
ذكراكَ التي تمردت على الرحيل
نحو ذاكرة الخيال
لتصبح واقعًا
من أصل مشهد المكان!..
للقاعدة شواذ
ومشهدكَ هذا
فاق القدرة
التي تتحملها قاعدة النسيان





منذُ زماني لم أكن أعرف من أنا
كنت عندما تتملكني الدقائق
اهوي من سمائها
مثل حبة بردٍ
تقع على سطح رخام
وتتفتتُ قبل أن تدركَ معنى الاصطدام
وعندما تتملكني الساعات
أسيلُ من عينها كقطرة ماءٍ
تسقطُ في فم الشمس
وتجفُ قبل أن تغمرها شهوة السيلان
وعندما تتملكني الأيام
أراني على وجه لوحتكِ
ملامح يأسرها الغموض
ولا يشبهني شيء
الا تفاهت الالوان





سقف ذكرياتي ينهار فوق جدران القادم
بين انقاضي الرمادية أبحث عن ما تبقى مني
علّي أعطي وجعي الممتد جدًا.. حزنًا يليق
تبًا لذلك الطريق الذي لم يعط خطايا حرية المسار
تبًا لذلك الحب الذي يجري في شراييني
على شكل خوف وفراق ودمار
تبًا لصمتي.. لضحكتي.. لصوتي
لمرآتي التي تريدني كما تشاء
ولذلك الاستعباد الذي يضمن لي البقاء!..
تبًا لصفري والأرقام
لواقعي المستبد وزيف الأحلام
تبا للمفردات التي تسيرها الغاية
وللمعاني التي تخلت عن مضمون الرواية
تبًا لي إن لم استيقظ من هذا الحريق..
تبًا لكل شيء حولي..الا الـــــــرماد





أصل الحكاية
قلبٌ تبنى نظرية
أن الحلم الجميل سيتحقق
وطريقٌ ليس له رصيفٌ ولا محطاتٌ
ولا يخضع لاحتمالات النهاية
ونافذةٌ عصيةٌ على أنفاس الشمس
وبحرٌ يحملُ صورة ظهر القمر
وهمساتٌ تُغتصبُ في حجرة الصمت المغرور
وكلماتٌ لا تشبعُ شهوة الحروف
وأسئلةُ حقيقةٍ ربما لا يعرف اجوبتها
الا أصحاب القبور
أنتِ ترقصين على مسرح الحزن
منفردة من دون دموع
وأنا اختنقُ من أوجاع الوحدة
ولا استطيع الصراخ




ليتني أُمشط شعر ليلي باسنان الصباح
عليّ أُدرك منتهى أحزاني وارتاح
في الجانب الأيمن من الغرفة
تجلس هي والوحدة من دون نبض
لا حياة في المكان
رغم ان الستائر تعصف من شدة أنفاسها!..
على الشماعة معطف رمادي
اختفى ذراعهُ الأيمن مع اختفاء الأسباب!..
على السرير بقايا جثة استيقظت
من رماد ... الى الرماد
على البلاط نزف من دم وماء
يحسبه العابر تعرجات من لون المكان
يدٌ تدق الباب منذ سنين
والباب صادق في صمته
لأنه يرى ما خلفهُ من خديعة





بعد اليوم..
لا لوحة خريف تنتظر الوان الربيع
بعد اليوم..
لا فراشات ولا عصافير تطير في سماء الطيبين
بعد اليوم..
لا زهور تنام في أحضان الأرض
لتستيقظ من جديد
فقط هو صيفٌ يحرق وجه الياسمين
وشتاءٌ يجمّد مشاعر النرجس
أيُ قفلة لهذا المشهد الغريب
أيُ نهاية لهذا الطريق المُمزق
وأنت لازلتِ تحبيسين عصافير الكلمات
في أقفاص الصمت الشديد
وتبحثين عن أبواب الحرية!!.







أنتظرتكَ وأنتَ تعلم
انهُ لم يبق لي سوى ليالي حزنٍ باردة
ونهارٍ يعصر الدموع على جراح القلب فيحرقهُ الصقيع
أنتظرتكَ..وأنا أرسمُ فوق رمال شطآنكَ
حلمًا يقبلُ زهرةَ الربيع
وقبل أن تتكون فصول الكلام!!!
اتت رياح الحزن وأمواج الوداع
ابتلعت حلم الرمال
ذبلت أوراق الزهرةُ ومات أحساس الربيع
وأنا لازلتُ أرسم انتظاراتي حول نافذة العبور
أنتظرتكَ
وأنتَ اخترتني ولم تنتظرني
ضاعت الحروف والكلمات في دهاليز صمتي الحزين
ولم أعد قادراً على تضميد جراح بوحي







الوقت يسرق مني سُكون الليل 13
اللوحةُ تطردني من نهارها الجميل
الريشة لم تعد قادرة على رسمي بين الزهور
القلم أضاع ألوان الحروف في مساحات صمتي
الدفتر يدفن في مقبرة السطور سري
الليل صاخب وشتاء لا يرحم
أنين خريف اسود
ونهار تحرقه عين الشمس
صراخ ربيع من وراء قضبان اللحظة
وشر يعيش في بطن الاحسان
لماذا أعبث في جثمان الأمل؟
لا جدوى من الرسالة إذا مات العنوان
أناضائعٌ فقط









يخبرني يقيني بأن رحيلي قريب
جالسٌ على وجه الصقيع
ارسمُ على يدي دفئـــًا لا أشــــــــعر به
لأن الصــــقيع لا يـــعترف بحكمة الشموس
سأرحل عن ذهابٍ أضاع إيابهُ
وعن إياب ارهقتُ محـــطات الجلوس
وعندما أدفنُ بالقرب مني
ساخبرُ منــي ما لا يعرفهُ عنــي
وساشهد لحدي وحبات التراب والماء
بأني أغلقت على أوجاعي أبواب الصمتِ دون أن أبكي
وسـارمي همــومي وراء ظهــر الأرض دون خوف
وسامحو ذكرى الأشياء فيّ دون تردد
فالذكــرى المٌ مغــروزٌ في خاصرةِ عمري








لو تعلمين يا سيدة الواقع الواهم
ويا عرافة الخيال الكاذب
كم أنا خائفٌ مني وأنا اسوق اعترافاتي نحوكِ
من دون حارس أو ضمان
وكم انا خائف عّلي وأنا أبحر في بحرك الواسع
لا مجداف معي ولا شراع
حتى اتجاهاتي ضاعت هناك في ريحكِ العاصف
وكان في جيبها اسمي وعنواني
وبعضٌ مما تبقى مني
آه يا سيدة المسافة والباب والجدران
لو تعلمين
كم كنت في الماضي كاذبًا
وكم أنا صادق الآن





























باب اللامبالاة
من سفر الوجدان
سلوكية.. زعيمةٌ للعقل.. هادمةٌ للعواطف
تأخذ الجسد نحو شكل جديد من الحياة
تستفز أشكال العادات النشطة بكلية الخمول
هي مدرسة نجاح يتميز بها الأذكياء المتصنعين
أسئلة من النبض تخاف من الموت
لماذا توضعُ القوانين أمام الكلمات؟
لماذا يُقيدُ البوحُ ويسحقُ تحت نعاليجوز ولا يجوز ؟
لماذا يُرادُ من التعبير أن يكون كما يريدون هم ؟
دعوا الكلمات تعانق بوحها على عينٍ من التعبير
وتقول ما تشاءُ لتحيى فهي أرواحٌ تعيش فينا
ولكل واحد منا كلماتٌ تتحدث عنهُ
فعندما تخنقُ الكلمات فينا
تموتُ أنتَ
تموتِين أنتِ
اموتُ أنا
ويموت الحرف من حزن الكلمات
أنتظرتكَ..وأنتَ الذي اخترتني
لماذا أخترتني؟؟
من أجل أن أكون كذبتك الصادقة؟
باب الانطباع
من سفر الذات
الانطباع يعتمد على حالة
التعب الجسدي او النفسي.. او "الربماوي"
قبل أن آوي إلى ذاتي
تذكرتُ أولئك الذين ماتوا وفارقوني
كم فقدنهم.. وكم تركوا وراءهم
من الأحزان والاوجاع والذكريات
حينها أصبحتُ حزينًا جدًا
وفجأة تسلل إلى شراييني حزنٌ غريب
كان يهاجم إدراك عقلي الواسع بسؤال محدود
يفقدني اتجاهات النقاش والجدل
والهروب بذكاءٍ منه..
وكان السؤال هكذا:
كم هم أولئك الذين ماتوا فينا
وهم لا يزالون أحياء حولنا؟!!..
أي شكل للموت هذا؟
حينها لم أعد أرغب في أن آوي
الى ذاتي كي لا أرى قبر أحد في داخلي


باب من أكون؟
من سفر صورة الذات
خلف جدران خوفها وضعفها الداخلي
كانت تخفي ملامح ذاتها
التي كونت من صورتها شكلًا
أصبح يؤمن بنبوءة الحياة
التي تعتنق عقيدة الموت الواعي!..
في عقلها الباطني أشكال حياتية
كونتها تجارب الوقت
ثم سُرِّحت في غابات الاعتقاد
لتجعلَ منها فريسة سهلة
لوحشية سؤال..
من أكون؟
الإعتقاد في خيال التصوير الموروث
هو أساس واقعية العمل المستقبلي
بين فشل ونجاح اعتقاد ذاتي
أما أن يمنحك حقيقة الحياة
وأما أن يعطيك موتًا
يمنحكِ شبح السؤال!!!..


باب الشخصنة الأدبية
من سفر الفكرة
في عينيهِ شُروق يتجلى
يمنحهُ سقوطًا في شروق فكرة سكنتهُ
فينادي في البعدِ حبيبته
عندما أشرقُ في سمائكِ امنحيني وجهكِ مباشرةً
فظهركِ لا يعطيني سوى بعض من أوهام الظلال
في المكان أُذن بلا عين
تلتقط صيحات الفكرة
فتعلن في سماء مسامعها شروقّا يتجلى
تنادي فيلبي القلم دعوتها على وجه الورق
ليكتبَ وهو في أحضان الفكرة منتشيًا
ظهركِ المليء بدفء الشروق
عندما المسهُ سيمنح يدي عينًا
تبصر نور وجهكِ
مهما اتسعت بقعة الظلال
نقطة..سطر نحو الأسفل
وقَّع القلم
باسم الأعمى


باب المستحيل
من سفر الصوت
في صوتكَ الهاربُ من المستحيل
صوتٌ من الماضي البعيد... البعيد جدًا
يلامس أوراق الخريف كي تسقط
وينتهي موسم الموت البطيء
صوتُ يختبئ في أزقتهِ المظلمة
طفلٌ يريدُ أن يقتات على رغيف ضوء
يحاول ان يسرقهُ من نافذة
تخفي الشمس وراء ستارة من حديد
صوتٌ ترقص فيه حبات الثلج فوق
رخامة من صقيعٍ شديد
رقصة تتمنى أن تصل
من خلالها الى نشوة الذوبان
صوتٌ فيه أنات ليلٍ
أيقظت مواجعهُ أرواحًا كانت تحلم
في مرقدها بضوء النهار




باب الأمنيات
من سفر البقاء
على أي جنب ننام
ونارُ الغياب من تحتنا تحرق جسد اللقاء؟!
ألفُ صرخةٍ ترمي غثاء ضوضائها
على رومانسية الغناء
الريح تعزف فينا من دون إيقاع
وتمزق في صدورنا أشرعة الصفاء
أي سَفَرٍ هذا الذي تقتات مسافاتة
من أنفاسنا.. أحلامنا.. اوجاعنا.. والأحزان
ثم تعطينا ضيقًا يسلب منا اتساعات السماء
هيا نلقي بصوتنا هنا
نركب الضوء نحو ولادة ارتدادات الصدى هُناكَ
ننادي من قلوبنا بصوت النقاء
علّنا قبل أن تدركنا نومة الموت الأخيرة
ندرك شكلًا من أشكال كرامة البقاء





باب الرحيل
من سفر الفكرة
سأكتب ما تبقى مني هنا.. وارحل
فأنا منذ "منذي"
عاشق للترحال وأترحل
رغم أن اشرعتي بين الحدود
دومًا تتكسر..سأرحل
رغم كل ما هو "ربماوي"
وكل ما هو غير عادي
سابقى أرحل وأرحل
وساصنع عالمي وفيه أترحل
فالأرض فكرة والأرض لي
السماء كلمة والسماء لي
عاصمتي من ورق والدفتر لي
قريتي من حبر والقلم لي
وسيكتبُ رحلاتي بين/وعلى السطور
فالخارطة لي




باب الحكايات
من سفر الصوت
وضعتُ راحة يدي
على جبين الحرف
فسال من بين أصابعي حبر الكلمات
صنعتُ من هذيان مشاعري
قصيدةٌ تعرفني قبل أن يعرف
السرد طريق الحكايات
على بُعدِ لحظة مني تتارجح حكاياتي
تأخذني معها نحو نشوة التحليق
لاكتب على وجه السماء من قطر الأحاسيس
أغنية مطلعها مني وختامها من حزن أنيق
على صوت الطرقات
تصغي ارصفتي تلملم ما تبقى من خطواتي
النائمة على شفاه الطريق
تأخذها نحو حكايات الماضي
لعلي أسمعُ صوت نعالها واستفيق




باب المادة
من سفر البرزخ
ليس المهم أن تكون فقط نظيفًا من الخارج
بل المهم والأهم أكثر أن تكون نظيفًا من الداخل
في برزخ الجسد الذي يسكن بين المادة والروح
أجسادنا المكتظة بنشاط الشهوات
تحفزها انزيماتٌ ترتبها النفس
ليرتاح على أبواب رغبتنا شيطانٌ
يشعل في سماء أرواحنا نارًا
تكتوي من جمارها أنانية جسدٍ
أراد الراحة له على حساب تجليات الروح
بإرادتنا نسيرُ على ثلاث خطوط
في دائرة واحدة والعدل بينها في أيدينا
الميزان في داخلنا لم يتخلّ عن إحدى كفتيهِ يومًا ما
ونحن بايدينا نضع الأوزان






باب هشاشة الذات
من سفر الانعكاس
في المرأة.. ذات الصورة
تلملم أجزاء الضوء كي تستقيم في عيون نهارها
وتخفي سواد ليلها تحت جناح ظلالها
من الظلام تبدأ رحلة العمى
اليد التي تسير في العتمة
لا ترى شيئًا رغم أنها تحب العمل
من ذات المرآة
من ذات الظلال
ستخرج يد عمياء
تحاول بشدة
تنظيف شكل الحقيقة المقهورة
فتظهرُ الهشاشة في ذات الصورة
فتتكون الحقيقة كاملة
بعد أن تصبح المرأة مكسورة





باب الفطرة من سفر شاعر
كفّي رداء ليلكِ عن وجههِ
كي يرى انسانهْ
ولا تقطعي له من لحم السياسة هبرة
كي تطعمي هذيانهْ
اعجني نفسكِ في إناء فطرتهِ
وصبي عليها من
ماء اليقظة كي يرتاح فيك صمتهُ العابر
واعلمي جيدًا سيدتي أن
السياسة لم تكن يومًا
حلمًا لشاعر






















يسكنني الهدوء عندما يغطيني الظلام، رغم حضوري الدائم لم يروا سوى الحزن يلازم مقعدي، الروح سجينةٌ في غربة الاشكال، الاوجاعُ تأخذُ صوتي، وأنت تبحث عن الحسن المتدثر في بوحي، لا سبيل سوى الرحيل الى رحيلٍ يأتي ما بعد الرحيل، الكلمات تشكو من ترتيبها الذي يعاند منطق العقل
والذي سريعًا سيحكمُ أن كاتبها مجنون تحتضنهُ الحكمة، يسألها .. تجيبهُ .. أنت لست مجنونًا.

على طاولة مساء لا تبعدُ كثيرًا عن باب الفجر، كان منصهرًا وكان كلما أطفأ سيجارتهُ أشعل غيرها، ليشتعل معها من جديد، الدخان المتراكم على صدر حقيقتهِ تجاوز مرحلة التكثيف، سيهطل يومًا ما من رحم غيمة سوداء على شكل أوجاع لا يدركها من يمرُ على المشهد كعابر سبيل، الصورة على الجدار تروي قصة ربيع يخرج من الرماد، أو ربما تروي قصة دخان يخرجُ من فم المجهول





تسيرُ وفوقكَ ينام المطر على اوجاع أغنية تعزفُ في ثورة الغيوم مقامات الخمول، تسيرُ عطشًا يحمل بين كفيهِ الماء
يخبركَ عن معاني الصبر ويخبركَ أيضًا أن في عالمكَ الآخر تتجلى أهازيج الهطول، تسيرُ في ضباب المكان تتبع سراب الأشياء وأنتَ مشبعٌ بحكايات الفضول، تسيرُ بلا أوقات وزمانكَ الضائعُ في وهم الأحلام يفقد بوصلة الأمل اتجاهات الوصول.

أنظرُ من عينٍ أصابها العجز، وأتعذبُ فوق لسان يشربُ من فوهة بركان، لا طعم لشئ ..حتى الموت الذي أبحثُ عنه لا طعم لهُ، لا صوتَ في المكان، حتى صوتي المقهور لا صوت لهُ، يتنافسُ في داخلي الرحيل والبقاء لا غالبَ اليوم، لم يعد هناك فرق بين البكاء والغناء، دعوني أبكي لشباك الافراح، وأضحكُ لشرفة الأحزان، لربما يحتويني بيتٌ لا سقف فيه للجنون.





في المساء وبالتحديد بعد شهقتين من ظلام خرج ليُهدي الريح وردة رائحتها من عبق المكان، ثم عاد في ضوضاء الظلال واختفى، في الصباح وبالتحديد بعد شهقتين من نور
وقفت على شرفة تطل على بحر السرور، لامست وجهها نسائم وردية اشتمت منها رائحة من عطر الجنوب، ابتسمت وقبل أن تخرج وضعت وردتها في المزهرية.

لا تسأل الطريق عن خطاكَ كي لا تتوه أكثر ..فأنتَ وأفكاركَ واوراقكَ والقلم عالقون على جسر الحقيقة تبحثون عن جوهر الأشياء المفقودة فتعطيكم الأشياء من جوهرها ضياعكم الأكبر .. فلا تحزن كثيرًا ..فربما أنكَ تستحق كـــل هذا وأكثر، بل أني أجزمُ يا "هرقل" الفكرة أنكَ تستحق كل هذا وأكثر.

الشاشة السوداء غير عادلة في قياس حقيقة الالوان،آه كم كنت أحمقًا عندما وثِقتُ بي!.. وجعلتُني اسكبُ دموع حبري الصادق فوق كيد اوراقكِ الخفي..آه وآه لو تعلمين كم أنا الآن شقي .. كم أنا مُمزقٌ في وجه ريحكِ العاصف، يحملني نحو فراغ المعنى، وينثرني لاستقر على أرضهِ اوجاعًا لا حصر لها.

الحزن هو الوجه الصادق الوحيد في هذا الوقت الذي تكاثرت فيه أقنعة التمثيل، هو انعكاس صورة الحقيقة على سطح واقعٍ يجبرنا ولو كذبًا على رسم فرحة زاهيةٍ تزينها زهور الأمل اللامنطقي، هو حقيقة قلبٍ أبيض يُلامُ على حزنهِ، والأبيض سريع الاتساخ أمام غباء وسطوة الأسود.

سري يعيشُ بين السطور،يشرب من ماء الكلمات ولا يرتوي
ينام على وسادة الحروف ولا يرتاح، يُقبل وجه الشمس لكن قدميه ترتجفُ من البرد، يبحث عنك في السماء ولا يجدك
فيسألُ عنك في الارض فتسكنه سكرة الصمت، فيجلسُ بين البداية والنهاية يبحثُ عن حقيقة كبرياء او موت يليق.

أُريدُ الانسلاخ عن ذاتي، لم أعد أستطيع أن أكون معي
صوتي يبكي صامتًا حروفي مرهقةٌ حد الوجع، وكلماتي تمزقها في داخلي رياحُ اللعنة الحزينة، الى متى ستظلُ دموعي تجرحُ خد الصباح؟..الى متى سيبقى قِدري يغلي فوقَ نارٍ لا ترتاح؟
الى متى وأنت لست أنت .. وأنا انسانٌ لسبعةِ أرواح.



كنتُ جالساً أمام قبري، اسألُني عني... وكيف أَمضي انتظرتُ طويلًا ولم أسمع اي جواب مني، اختلط حزنُ بكائي مع جنون ضحكي، فطارت من عيني دمعة استقرت فوق قبري، ورغم عطش ترابي لها امتصها جسدي!!..حينها أدركتُ حقيقة الصمت في صوتي، والفرقُ ما بين الموت ... وموتي.

على بعد غــــمزة من قلق، وفي الزاوية اليسرى غرستَ أصابعكَ في فم الحائط كي تُحكم حلقة الوصال، أســـنان الحائط حادة جــدًا، والـــــدم الذي ينزف على جسدهِ ليس سوى خطيئة تهرب من ســــطوة الباب المفتوح، كي تلامس أرض الطــــهارة، وتعلن توبتها من أفعال الجسد.

أكثر ما يقلق روح الإحساس شعور الخوف من الوهم، أكثر ما يرهق روح التعبير شعور الرعب من تعثر الكلمات، أكثر ما يتعب روح الأمل بعدُ المسافات، أكثر ما يخنق روح الحزن أن تخسر حقيقة الدموع، هي النفسُ عندما تفقدُ طريق الأشياء، ترتدي ثياب الغربة وتبكي.




القلقُ وَتَرَ خشبة المسرح، المشهدُ لا يحتمل التأجيل، المُمثلُ قلبهُ متولعٌ في موعدٍ خلفَ الستارة، المُصورُ عينهُ من زجاج، المُخزج زوبعةٌ في فنجان، والجمهور ليسوا مع العنصرية، لكنهم يكرهون بعضهم البعض، الرسالةُ باقيةٌ في فمِ الغُراب، لأن الثعلبَ أضاع الفرصة.

الخذلان موت والعودة لمن خذلكَ موتٌ جديد، وكأن في صوت هدوءكَ لحنٌ حزين يأخذني نحوي، فأجدني على وجه بحركَ مثل قنديل يحمل في داخله ضوءً له وميض البرق في أغنية الغيوم ، الليل يُنصتُ لكَ دائمًا فيمنحهُ شجنكَ لون صفاء تزينهُ رقصات النجوم.

في يومــكَ الموعود ســتركب الغيوم، وستقبلُ حبات المطر
قبل أن يقبلها التراب، وســتجدُ في جيبِ معطفكَ ورقتين من خريف البلــوط، مكتوبٌ فيهما رسالة دونتها ملائكةُ الربيع مضمونهـــا يروي حكـــــاية بدايـةٍ من نحيب طويل، ونهاية تقام مراسمها على صوت العويل!..



زيفُكِ يحتلُ برواز المشهد ليرضي غرورًا في القصة
المخرج غادرهُ دفء المقعد يحدق متعجبًا!! حتمًا أنتِ في مأزق لأت الرواية تخلت عن حقها المشروع في العنوان والعقدة وأسندت للواقع شكلًا من خيال يحقر عقلانية الراوي في عيون ذائقة الفكرة.

من بداية الرحلة أخبرتكِ أني لا أحبذُ السفر في مستقبل الوهم، حينها كنتُ واعيًا من داخلي وخارجي، حينها كنتُ صادقًا في خارجي وداخلي، ورغمَ هذا كلهُ ركبتُ قافلتكِ وأنا أكذب على نفسي قائلًا: لا ضيرَ من التجريب...... لماذا؟
ومن هنا تّكون السؤال.

خلف شاهد قبره المزوي، وجدوا ورقة مكتوبة بحبر الندم ودموع الحسرة!، فيها اعتراف وأحد.. ووعد والف كلمة تصب في معنى عن طير مهما تغنى بحرية السماء فانه في النهاية سيعود وينام في أرض بيته بابتسامة.. ستنبت فوق قبرهِ سبع سنبلات وزهرة.



داخل أسطوانة مركونة على رفٍ في بيتي العتيق صوت لجــدتي وهي تودع آخر أيامها في إســتقبال أول أيامي، تحدثني بصوت الراحـل الذي لا يحب الوداع.. بني بين الواقــع واللاواقع حقيقة واحـدة تشــبه ما نحب وهو "الخيال".

قبل أن تحاول أن تكون شيئًا، قبل أن تملأ طموحكَ في كأس الحياة، قبل الإرادة .. قبل التخطيط .. قبل التصميم، وقبل أن تزرع بذرة حلمكَ في أرض الواقع لتنبت .. أبحث عن الإنسان في داخلكَ ثم أمض كي لا تقتلَ حلم غيرك.
مللتُ رحيلي الدائم بيني وبين نفسي وركوبُ بحري الصادق الذي يربط بيني وبينها وينتهي وهو ينظر بعين لهفة السؤال الحائر .. متى سوف يصل امتدادي إلى خارجٍ لا تقيدهُ الحدود؟!وهل سيكون لي هناك مرسى وميناء؟!.

فصول ثلاث في الذاكرة، والرابع جسد يسير على طريق الليل، يلملم حبات الحنطة من فوق التراب وينثرها نحو السماء كي تعيش الشمس في وجه أنثى تكون منها قديس يتغنى بوهم الحب،رغم وجع وقسوة الذكريات.


ليتني لم أسافر ... ليتني لم أكذب .. ليتني لم أعرف السؤال حتى لا أبقى باحثًا عن الإجابة .. ليتني لم أدرك الشمس حتى لا يسبق ظلي النهار .. وليتني أستطيع الأن أمام ذاتي أن أُعاهد نفسي بأني لن أكذب..لكني سأكذب!.

على خطى متعثرة، لا زالت تسيرُ، تُزور تاريخ الإستقامة
كي تشعر بنشوة المستقيم!.. ..كيف استطعتِ بيدكِ الصغيرة أن تغطي السماء التي وهبتكِ عقدًا من خيوط شمسها وسوارًا من نجومها البيضاء؟!...

تغتال المشاعر الصادقة في داخلكَ،تشيعها في زقاق الظلام، تدفنها في مقابر الصمت وتجلسُ على تراب ذكراها، ثم تصرخُ مقهورًا.. مالي ومال الحزن ؟، كم هي الأشياء التي عرفت كيف تحيا فينا ولم نعرف كيف نحيا فيها.

الصورة صادقةٌ تتحدث عن نفسها بصمت، نحنُ نراها نحدقُ فيها، نتحدث عنها بصوتنا الذي يتأرجح فوق حبال التأويل، أحيانًا نذهبُ مع صدقها، وأحيانًا نتبع تأويلنا ابتغاء الفتنة أو التخريب أو التجريح.

لا تغمضي عينيكِ في وجه ريحٍ أتت قبيل الصباح كي تشاكس شعرك المنثور على ما تبقى من ليل الفراق ولا تبكي، فالنافذة صوتها مبحوحٌ من صراخ النداء يرعبها صمتكِ المكسور وتخنقها إشراقة البكاء.

تعزفُ ريحُ الزمان .. يستيقظ صوت التراب ويبدأُ الغنــاء لا شيء يفهمُ كيفية البكــاء، ولا شيء يضمنُ للعودة الدوران، على جليدي المنسي سأنحت ما تبقى منـي .. أملًا منهُ أن لا يدركَ يومًا كيميائية الذوبان.

ابحث عني بين الكلمات التي استوطنت خرائط القواميس
ابحث عني في عالم الفلك الذي يتباهى في ذكاء النجوم فلا أجدُ مكانا لي وليس هناك أحدا يتستطيع تكوين ملامح ترسم خط ملاحة يُشيرُ نحوي.

بين كفي السماء ترقد غيمتي، تنتظر موعدًا لا وقت له ولا تاريخ ميلاد، تراقب كيف تحج نحوها أعمدة الدخان، لم تسال نفسها يومًا ما سر العداوة وعدم الانسجام بين الماء والنار في اللقاء المباشر.


عيون الليل تخافُ النظر نحو اكتمال القمر، كي لا تعميها الغيرة، الخوف الظاهر على وجه الشمس يعطي النجوم الأمل في دوام الظهور، الرصيفُ ارهقتهُ خطوات تحضير مائدة الحزن المستديرة .

بعد ان لملمَ التسعين عامًا من عمره،ووضعهن في جيب معطفه القديم جدًا، جلس على جانب الرصيف المليء بالاشياء، عيونهُ التي أوشكت على الاختفاء تراقب مشهدًا لم تعتد عليه من قبل.

من خشب الأوجاع صنعت زورقي، صــوتي البعيد والمبحــوح قادمٌ نحو الميناء يلملم مـا تبقــى فيّ مـن صـــراخ ليضع هزائمي وأنـات الخــذلان في حـقيبة صمتــي المصنوعةُ من جسد الكتمان.

على عنق الطريق، الطاولة غير قادرة على تحمل النظر إلى مشهد انتحار الورق في سلة النهايات!!!..الفصول تمسك يد بعضها البعض وتدور حول سنوات ما عادت تمتلك شهوة النظر نحو الدوران.


في لوحتكِ الأخيرة رأيتكِ ترسمينني وأنتِ تتأملين الوقت
وكانت الوانكِ لا تشبهُ الالوان التي اعتدتُ أن أظهر فيها حينها تملكني شعور يحاكي النهايات كم أنا غريبٌ عندما تتملكني الأشياء!!..

قليلٌ أنتَ عندما تمحى صــــورة روحكَ من على وجه الهويــــــة
وكثيرٌ أنتَ عندما تبذر اوجاعــكَ فوق السطور، ثم تسـقيها من ماء دمعكَ ملحا يروي قصـــــــة أولئك الذين ماتوا بلا شـــــكلٍ ولا هويةٍ ولا قبور.

سأدفنُ الأوجاع في أعماقي و امضي نحو صمت يعرفني ولا أعرفهُ .. أرسم على جدران الحلم شكلي.. أتنفس مع دقات ساعتي القديمة .. وامضي في طريقي نحوكِ لابحث فيكِ عني..واكتفي .

تعطيكَ الزهورُ أشواكًا وجراحا!.. والشمس تزيدكَ غليانًا وتلهبكَ الحروق!.. ينطفئُ القمرُ بين يديكَ ليصبح في يدِ غيركَ مصباحا، والنجوم تختفي عنكَ قبل أن يعلن فجركَ الشروق.

شربت من فنجان قهوتي رشفة كادت تكون هي المرار، ومن انفاس سيجاري شهقةٌ كادت تكون هي الدخان، ثم كتبت في الفراغ حقيقةٌ ربما فاتني أن أكتبها، أو ربما تجاهلتها إلى حد الفرار.

في الحقل عزمت شجرة اللوز أن تزهر قبل موعد الربيع وفعلت، سمعت بذلك النحلات والفراشات، فأتين نحوها من دون أن يعلمن أنهن سوف يصبحن وجبة في فم الصقيع.

القمر يرتدي قناعًا يناسب حجم عيون النجوم وفتنتها النجوم ترتدي عيونًا كي تخفي أنها عمياء، ويبقى القمرُ غير مدرك أن براءة وجه النهر لا تستوعب حجم الأفكار الخبيثة.

هل سترحلين!؟ وتركبين سفين الفراق بعيدًا وتبحرين، إلى اي إتجاه ستأخذكِ ريح الهجر؟، وكيف سترسم لكِ أبعاد الطريق؟ ،كيف.. وأنتِ تعلمين يقينًا بأن البحر فيَّ غريق.

جزري لا وقت له ولا قمر يختفي سريعا، وكأنه يصعد نحو السماء بسرعة ضوء لم تدركه دقة اللحظه ولا حرارة تكون البخار، مدي يظهر فجأة وكأنه ينفجر من بطن الارض.

ســـأحتسي هذه اللحظة وســـــأركبُ ريح الفكرة دون أن أخشى السقوط في أعماق الصـدمة، ولن أراهن أبدًا على هذيـاني، وأعلن بأنه ســــــيلتهم متلقيهِ بفم الدهشــة.

اللهفة الأولى مستضافة على طاولة المطر، تلسعها رعشات الخوف، هي لا تريد البكاء كي لا تفسد لحظة الفرح، لكن الفرح يعلم أن بعض الحزن يفيد أجواء العاشقين.

على شجرة اللوز ستنبت أول زهرة لي، سيفوحُ منها عطركَ الذي سيغطي ربيعي الأول بحلم سنبلة خضراء لا تعلم عن النهايات شيئًا،ولا تعرفُ شكل الأنحناء.

تلك الصـــــورة التي على وجه القمر تشــــبهُ كثيرًا تلك الصورة التي رسمتها خيالاتي..فــــلا عجب.. لأن القمـر إذا ســكن العيـــون تحـــدثت على وجهه اهداب تجلياتي.

بين الارتــباك والفوضـــــى ثمـة إحساس يأخذُ من فم الصـــمت رغبة الحــديثِ قبل المـــوت، ثم تلهيهِ تســــريحة الشـــمس على كتف الصباح عن خذلان الصوت.

أزياؤك القديمة جدًا ما زالت مرمية عند أول مساء، تارة يرتديها الريح ليرقص بها رقصه تشبه الحياة، وتارة تنام على أعتاب الانتظار نومة تشبه الموت.

العمر كقطعة معجون تلاحــقها سكين الوقت كلما أدركها أخذت من واقعهـا جزءًا ثم حـولتهُ الى تمثالٍ
لاحياة لشيء داخله سوى الذكريات.

لا شيء لـكَ... ولا شيء يشـــبهكَ!.. فلا تســأل العابرين من الفراغ عن أبعاد العبــور، ولا تسأل العائدين من الضياع عن صورة الجمال وعن أغنية السرور.

أنتِ في حكـايتي مثل الشمع كلما تعريتِ عني .. تكاثر احتراقي
وكلما تجــمدتِّ عليّ ازداد اختناقي، يا ليتني لم أكن يومًا فتيلًا ويا ليت شــمعك يومًــا لم يغطيني.

على محطة القطــار الأخير تجلس أميرة النهاية تحدق نحو الســـماء، وبوشــوشــات تطلبُ فيها حريــة الإقتــراب
فلا تســأل كيف يكون اللقـــاء.

السياجُ يصبح مغرورًا جدًا عندما تستلقي على صدرهِ الزهرةُ
وترمي في أحضانهِ عروقها، هو لا يعلم أن هذه وسيلتها
كي تراقب بروية كيف تكون من خلفهِ الحرية.

الحضور من سكان كوكب الليل، وعريفةُ الحفل ستكون روحي المغموسةُ بأشكال النهايات، هكذا قالت عرافةُ القصة
بعد أن أخرجت وجهها من مستنقع الحكايات.

في حبات الرمل الحارقة تغرق، أقدام المسيير، تبحث في العمق المظلم عن صوت يسكبُ من فمهِ أغنية الماء، رغم أن صوت البحر تغير لكن الأمل من حديد.

على حافة البحر رسمتُ حلمًا عجزت عن تأويله عرافة الموج، فسالت عليهِ حتى محت ملامحي منهُ، لاصبح في الضياع عاجزًا أُراقب نبوئتي في الانكسار.

عرافة هذا الزمان تحاول فك طلاسمي التي عجزت أمامها عروض الأبراج وشقلبة الفنجان، هي تعلم أن لا شيء لها معي
سوى السفينة.. والعصا.. وخاتم سليمان.

سيد الموقف هناك غطى بيديهِ على خديهِ كي لا تصفعه يد الصدمة..لكن الدهشــــة غيرت من مزاج اللحظة التي أخذت من عين الزجــــاج زاوية كي تزيدها حده.

على وجهِ خريفكَ الأول وضعتَ كتــابكَ الأخير، جمعتَ كـل العصافير حولكَ كي تتعلم وتتقن دورها في معزوفةِ "بكاء الرحيل تموت الفراشات على جسدكَ.

صوت خطيئة يحدث أميرة الظــلام!..عن رماد جسد رجل بشـري لم تخلصه كحول اللعنة من دوران كــــــؤوس الألم على طــاولة البقاء فنثرتهُ عاصــفة الاحتراق.

برد شتائك الشديد يفتح مسارات كثيرة أمام جنوني وجنوني يفتحُ في وجه ذاتي أبواب الصقيع .. قال لي: لا ترسم حدودا لكَ في مكان، لا حدود لك فيه ثم رحل.

الحزن في الضوء يعطي الدموع جمال البريق، ويعكس على وجه القلب صورة من الأمل، فلا تحزن في العتمة فيلونك الظلام هكذا قالت لي قبل أن تغيب.

عجيبٌ أمركَ يا أنتَ!.. خوفكَ من كل شيء .. يجعل الأسئلة تتعثر على نهاريات الجواب.. وعندما..تهرب من كل شيء، أجدكَ قد اختبأت وراء الليل.

الأمل في مدى عينيكَ مزروع رغم أن الموت محيط!.. أي حزنٌ أنتَ؟ ..أي حقيقة أنتَ؟ وكيف تستطيع أن تُظهرَ ضحكتكَ من خلف ستار الدموع؟.

طلبتُ منهُ نصيحة تترجمُ لغة الاحساس المفقود الى حروف تعيد الالوان ألى رصيفي المتلحف باللالون، قال وفي عينيه كانت تجلس جنيةُ الحكمة:

أنتَ اغنية من خيال تفجرت في حنجرة الاحزان، لحنها من زفير ريحٍ لامس وحدة من اشتعال، لا يطفئ نارها سوى إيقاع من أمواج ملت دساتير المحال.

الصدمة في غير أوانها تعني الرغبة في الهروب من دون شروط، من يجري برغبتهِ بقدمين حافيين على الزجاج المكسور، لا يحق لهُ أشهار الألم.

الأحمر المنصهر في دفء النار يعلم أن سلطتهُ ضعيفةٌ أمام نقاء الأزرق، لكنه يحبذ التكبر على ذلك كي تبقى مكانتهُ عالية في عيون الشهوة.. وفتنة الدماء.

الملح مثل كل مساء مثل كل النساء يعطي طعمًا ولونًا وشكلًا للغرق ثم يرافق الدموع نحو أوراق تلطخت بدموع نواح الثكالى على ناي الرثاء.

في الأصفر شرفة تدعونا ..أنا واللحظة..والصدفة..والأحزان على مائدة عشقٍ تراقبها عيون الشمس، ويغلفها سرور الكلمات في أنشودة المكان.

الاسماء تتلوا صلاة اللقاء ..أعمدة الدخان الابيض تلون المكان .. صراخ السؤال يعمدهُ شيطان الفراق، تُصلبُ أنفاس البوح على سُلم الأكاذيب.

بعد منتصف الليل سرقت جلبةُ الفأر النوم من عين الحمامة صاحت عليه بصوت الذئب لتنام نومتها الأبدية
على يد الصياد المتربص.


ما أصعب الفراق عندما لا تغطيه زهور أمل العودة، الحياة تخفي لنا الكثير خلفَ أبواب الوجع، ثمةَ اُمٌ تبكي وحيدها بدموع الوداع الاخير.

بدأت الرحلةُ بعد أن صفعـت ريح الانتقام وجه الشــراع الموج لا يحبُ مناكفة الريح فقد أعلن استسلامه لها برقصةٍ على كربلائية الضياع.

أنا الريح.. والطريق.. والحلم لي، سابحر نحوي وساقاومني بعين الحقيقة،والحقيقة تعلم جيدًا أن تأويل حلمي بأني ساغرق يومًا بي.

صمتكَ هو الليلُ في اعماقكَ، لا أمل لكَ ..لأنكَ لن تستطيع المكوث على أرض من يدعون أنهم الكبار وأنتَ في عيونهم
ذالكَ الصغير.

الصخرةٌ تسد المدخل، الوقتُ قصيرٌ جدًا، أنياب الخارج تنهشُ ظهر الانتظار، صراخهُ ينقشُ على وجه الصخرة أسماءً من دمٍ وتراب.

هو الانكسار الداخلي!..ذلك الشــيء الذي لا يصـــحو إلا بعد أن يفقد جسد الخارج عين الدهشـــة التي تُمهد لرغبة الطين طريق الانبهار.

الشمس تحرق عبائتها الصفراء، وترمي رمادها على وجهِ أحلام أوشكت أن تستيقظ وفي يدها مفتاح يفتحُ أبواب مدينةٍ وردية.

ضحية الجراح أنا..تركت خلفي حربًا من الذكريات
وسؤالا لا يؤمن برحمة تعدد الإجابات، وموتات لم تعطني شهادة للوفاة.

كم نمارس طقوس الكذب بيننا على مساحات السياسية والمجاملات .. وغاية الوصول نحو الشئ وإشباع الرغبة والشهوات؟.

في الأسود خيالٌ يحمل الحلم أحيانًا على محمل الجد او يزرع في الأفقِ قناعات تُبررُ للخذلان أن ما يخرج من الأسود يعود إليه.


اللوتس الأزلي جالسٌ بجانب قبري الموعود ينتظرُ بفارغ كل شــيء جسـدي المكتظ بكل شــيء، كي يحترق على صدره ككل شــــيء.

تغـفـو الأفكار فوق وسادة الخيال، تحلمُ أنها لم تكن سوى حلم عابرٍ وانتهى .. أو ربما ربما لأني شبحٌ في عالم الأحلام ولا أُجيدُ النوم.

البشر لا يشبهُ بعضهم البعض، لكنهم يقتربون من بعضهم
باحـثين عن أكبر مسـاحة فيهم تكون خالية من الخذلان والجروح.

الألمُ جسرٌ بدايتهُ الأخلاق ونهايتهُ اللذة، يربط معاني الحياة ببعضها، ويعزز الفكر بين العوالم الخارجية،والعوالم الداخلية.

كالربيع أنتَ تُظهرُ أجمل ما لديكَ لتلفت انتباه عيون الشمس وأنتَ تعلم يقينًا أن احتراقكَ الموعود سيكون منها يومًا ما.


يا قلمي المذبوحُ على وجه الورق ..كم يلفني الفــــــــراغ والبحر الهائج تحتي لا يـدركُ أن فراغـــي أقوى بكثير من رحمة الغرق!...

في صفاء الماء لن تستطيع إتقان فن الاختباء، وفي حزن الخريف لن تتمكن من إعـــــلان ضحكات أرواحٍ لامست حرية السماء.

الخيط الغارق في الشمع هو بداية لقصة الاحتراق، وهو أيضًا بدايـة لروايــة الأمــل الذي يختبئ وراء الضــوء في وجه الظلام.

تدفعين النهار ليشق طرقًا لا تدرك ماذا يختفي في اميالها، وتّجرين الليل خلفكِ ليعبد طرقًا تمحي من على أرصفتها أثارُ ظلالنا.

في يوم إكتمال روايتي الأولى "كان، "لن أكون موجودًا هناك، لن تفقدني الحروف ولا الكلمات، ولن يشعر بغيابي العنوان.


الماء المتجمع بين كفوف الطرقات لا يدرك شكل النهر
والنهر تغزو وجهَهُ سطوة الشمس فيُضيّعُ ماؤُهُ شكلَ الطريق.

الفكرة حائرة بين النقد الجدلي والجدل النقدي،تحاول فك قيودها كــي تسافر نحو ارواح يغلفها صفاءٌ تربى على يد الهدوء.

لا درب لي!.. فأنا منذُ موتـي القديم محبوسٌ في زجاجة من أمل، تنكرني يد الإتجاهات فلا شــمس لـي.. ولا نجــوم.. ولا قمــر.

الليل هكذا طويلٌ يقود اسرارنا في طريق لا ضوء فيه ولا مشكاة كي تعبر نحو النسيان قبل أن تمسك بها جنود الثرثرة.

خلف نافذة ترتدي ثوبها الخافت وجهً يرتدي كامل الخوف
عيونهُ تراقبني بشهقة تلبس الخريف خارجًا رداءًا كأنهُ الوداع.


الكلمـــات تذهب بمتلقيها نحوالتأويل، والاحســــاس الصادق يعرف كيف يســــــوق صاحبهُ نحو حقيقة المعنى دون وكيل.

البحث عن الضوء في نقطةٍ صغيرةٍ سوداء غباءٌ فــي تقدير حجم المفقود، أو جهلٌ في معنى السعي خلف الموجود.

تعددت اللدغات والجحر واحد، الموت آخرُ خيارات الأمل ولا شيء يضمن لك متى يكون حتى لو تعددت اللدغات.

ســــتبكي جارة القصة عندما يعلن الثمن بداية رحلة الوداع وستضيعُ سفينة الربان عندما يأمرُ حبلهُ بشنق الشراع.

الصمتُ يمزقُ أحساس الكلمات فوقَ أعتاب الغروب ويغلقُ البابَ في وجه الحقيقة، فيتكون الفراق قبل اللقاء.

سأشربُ ثفل المجاز كي أُبرهن أن غطرسة الاسهاب لا تشـــــبهُ كلام الكبرياء المنطوي على نفســـــــه خلف الباب.



على أبواب أيلــول ســتختفي تدريجــة الألوان الزاهيــة في ســوداوية الموقف..حينهـا لا شيء لكِ سوى الرمادي.

على بعد رمشتين مني رأيت جسدي المثقل بالجراح مرميا على رصيف الغربة يبكي بحرقة غادرتها لمعة الدموع.

غارقةٌ قلوبنا في فوضى الأصوات، لأننا لا نعرف من أين يخرجُ النداء!.. ولا من أين يَعود فينا رجعُ الصدى.

أعترفُ..قد تمكنت مني الجراح،ستفقدني الإحساس في كل الاتجاهات..يصمت الجواب أمام وسواس الرحيل.

الصمت فيكَ قاتلٌ ومستفز عندما تثور في وجهكَ الأشياء
والبوح منكَ جارحٌ ويشكل في صفاء العيون غبش البكاء.

غزارة الكبت توقدُ في الداخل نارًا لا دفء فيها ولا احتــراق
لكنها تكون على أتم الجاهزية لإشعال فتيل الإنفجار.



ترى.. من تكوني إذا ازلتِ وجه الزيف عنكِ.. وتحررتِ
كيف أنتِ إذا تمردتِ على مرايا الغرور.. واعترفتِ.

بين الســـماء والارض هناكَ أجســادٌ معلقةٌ بحبال من طينٍ يعطيهـــا الأنفـــاس، ويأخذُ منها كل أشـــــكال الحياة!..

اوراقكِ تعلن التمجيد لآلهة التوحد، واقلامي بدأت تؤمن بنبوئة الانزواء، ولا مفر لي سوى الصمت الشديد.

الصدمة لا تعرف سلوك طريق اللهفة بقدر ما تعرف الترحال في سماء الصدفة للبحث عن الدهشات.

لا تنسى من أنتَ، ولا تنسى أن الأحجام الكبيرة مهما بلغت ستفقد قدرتها على حمل بعضها البعض يومًا ما.

صوت الماء في معزوفة اللقاء يعطي طريق الوصال نقاء الخلود فلا تجعلي من انسيابهِ الحي حالة ركود.



الحلم ينكرُ وجودي في المشهد الأول كي يصنع مني دهشه تسقط نحو مسافة تلامس سر الموت الأخير.

أُنثريِ ما تبقى مني فيكِ على سبيل الفوضى، ولا تجلسي كي لا تنحني استقامة ظلالكِ على سبيل الجدار.

أُجهضُ رغبتي في كل شيء، كي أُعاقب سقوطي من على نفسي، كذبيح رمته السماء نحو اللا وجود.

الشعور بالذنب يمزق كيان لحظة الفرح، ثم يلبــس ما يـتبعها قـلادة اللاجدوى في جدوى الأشياء.

الذكريات صناعةُ الوقت، والوقتُ لا يُريد لشيء أن يبقى كـما كـان، وما كان لن يعود حتمًا كما كــان.

الساعة رغمًا عنها تدور ورغمًا عنها ستتوقف وستبقى ذكراها محفورة على وجه الجدار القديم.



الصمت في شوارع شيطان الشعر يجبر القصيدة العذراء
على السير وهي خائفةٌ في زقاق الخذلان.

كيف هذا؟! الى أين؟! وإلى متى؟!..اسئلةٌ لا تخاف الليل ولا الصمت، لكنها تقف على مثلث الحيرة.

تراودني السفينة عن نفسي فاصبو لها، علّها تمنحني اتجاهاتها الست كي اختار منها اتجاهي.

كانت تسمع قصتهُ بتمعن، تحملها نحو التأويل والمقارنات
لكنها لم تستطع يومًا أن تسمعهُ هو.

أسألُ الكــــلمات عني والحروف فتجيبني وشوشات الحكايا على فم التراب... بصوت الاغتـــــراب.

وجدتها على وفاق مع ساعة جداري الحزين، كثيرةٌ هي الأشياء التي تلازمنا لكنها ليست لنا!.


وجدتها على وفاق مع ساعة جداري الحزين، كثيرةٌ هي الأشياء التي تلازمنا لكنها ليست لنا!.

أفكاركِ مثل رسالة في زجاجة يحتضنها محيط، تحمل مضمونًا لكنها لا تملك الإتجاهات.

يقتلني صوت الحزن فينا، الدموع ما عادت تكفينا، من زقاق الغفلة يباغتنا صراخ الألم.

بين الإثم والغرور طريقٌ يرقص عليه شيطان التكبر بحرية
جدلٍ يسعى الى طعن اليقين.

هلوساتٌ تحملني بين رحيل في ذكريات الوجع، وسفر نحو عشق تلسعهُ خطيئة الأمل.

ضوءكِ المنبعثُ من وراءِ زجاج النقاء يعكس على وجه الليل صورة من الاستغراب.


على جُزري الصامتةُ تموت حوريات البحر، وهي لا زالت تُدندنُ مقطوعة الأنفاس.

الدخان الذي يصنع غيمة الماء لن يخبرها يومًا ما عن النار
وكيف يكتمل الحريق.

الغيمة في الســـماء يموتُ حلمها عندمـا تجري بهــا الريـــاح نحو تحقيق أحلامها.

الآن سأختار لي كلمات دون أن أنتقيها، ولن البسها فســتان الفكرة كي لا اشتهيها.

الرماد لون منشق عن ديانة السواد، ومنافقٌ محترفٌ في حضرة آلهة البياض.

اقرأني بلا عنوان كي لا أذكر هزيمتي الأولى أمام حلمٍ ارهقتهُ حكايا جرحٍ ارهقني.



رمزيتكَ المرتبطة بواقعيات المكان تفقد رسائل الشعور مضمون الوضوح.

أن تمشي فوق شوكٍ مسموم، خيرٌ من أن تركب قطار التجريح المريح.

بجانب كل حجر نرد ثمة احتمالية أن يعقد الشيطان قرانهُ على أنثى من قِمار.

القلم يكتبُ الكلمات بعبقرية القياس، لكــنهُ ينقل التعبير عن يدِ الإحساس.

الزهرة البيضاء لن تعترف للنحلات بمدى الصقيع المكدس في جذور الشجر.

الملح لا يحرق جمال البحر في عيون من ينظر إليه، رغم أنه في الداخل كثيف.


الأزرق المنشق عن بحر الخضوع، ما عادت تؤرقهُ لسعات الشمس الحارقة.

لا مكان للإيمان فوق اتساع يرهقهُ وزن ريشة سقطت من فضاء الحريات.

الوقت يخذلُ الموقف عندما يطالب بمساحة أكبر من حجم التعـــبير.

انكسار في عيون الغروب يحمل رعشات يدٍ تودع النهار وكأنهُ لن يعود.

القلم يكتبُ الكلمات بعبقرية القياس لكــنهُ ينقل التعبير عن يدِ الإحساس.

على لسان الليل تحدثت روحي .. قالت بأختصار ما لم يقلهُ الألم .




أُراقبني وأنا أضيع فاحملني على قوافل الهاربين إلى اللاشيء أو اللامكان.

لماذا تبكين خلف الجدار، رغــم أن البــاب مفتــوح والنافذة بلا ستار؟
لن تكتمل الأشياء ما دام الفعل يُخزنُ في قاموســـــهِ مفردات النقص.

يد الحقيقة حرة جدًا لكنها تائهة ولا تعلم شيئًا عن دهاء الطريق.

من السـماء تسـقط دمعة تغرقُ لسان التراب وتقلق قلب الطين.

هي كيمياءٌ نســـكنها بإرادتنا، عندما نبالغُ في زيادة كميات لعنة الدمار.



بين ما تعلمهُ يقينًا وما تعلمهُ من دون يقين ثمةَ شئ لا تعلمه.

ليت صوتي يرأف بي مرة ويعلن موعد تشييع صمتي بالنواح.

الكلمة الجارحة آلامها أصعب من ألم الخنجر في الخاصره.

عقلٌ بلا قلب ..... ام قلبٌ بلا عقل، ام لا شيء مما كُسر؟.

الجسد..دميه الشيطان اذا ما تخـلص من فطنة الروح.

كثيرةٌ هي التعــابير التي تموت خنقًا على يد التــأويل.






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط