كفتة باللحم الجملي

[فوزي بيترو]

كفتة باللحم الجملي

عصفورتي مشاكسة - وغلباوية - تندس هنا وهناك ، وتأتيني بالأخبار الطازج منها - والبايت - .
على فكرة ، هناك أصناف من الطعام تستطعم بها وتكون ألذ حين تبيت ، كالكفتة وبلحم القعود .
ما علينا ، لنعد إلى عصفورتي ونغرف من أخبارها .
وبينما كانت تسترق السمع ، تناهى إلى سمعها حوارا تمّ بين عدد من الأعضاء الغاضبين والذين يشكون
من أن نصوصهم التي ينشرونها في المنتديات لا تلقى ترحيبا ، وأن حظها من المشاركات صفر وربما تحته .
سوف أعاقبها هذه العصفورة أشد عقاب ، وأقلل حصتها من القنبز والفلفل الحراق ، وربما أقوم بحبسها
داخل قفص فى غوانتانامو أو أبو غريب كي تتعلم الأدب ولا تذهب لغيري تنقل إليه الأخبار قبلي .
تخيَّلو ماذا فعلت هذه العصفورة الخسيسة ! لقد ذهبت إلى مدير الموقع ، وسرَّبت له الخبر من وراء ظهري !
فما كان من عطوفة المدير إلا أن أخذ الموضوع وتعامل معه بمنتهى الجدية ، وقام باستيراد "كرابيج" من حلب
يؤدب بها الكسلان والمتخاذل والمتقاعس ...
لكن عصفورتي قد حافظت على شعرة معاوية - الله يرضى عليها - لقد قامت بنقل الأسرار لي قبل أن يقوم المدير
الهمام بإشهارها والبوح بمكنونها . وسأنقلها لكم كما هي . والله يستر .

الموضوع المُثار هنا حول النصوص التي تغيب عنها المشاركات والمواضيع المثيرة للجدل حول الأسباب ،
الدافع والرادع . هناك مثل يقول : " الغايب حجته معاه " ولكل غياب عن المشاركة لنص ما حجج وأسباب
قد تروق لشريحة ما من الزملاء وتزعج الشريحة الأخرى . سوف أذكر بعضها الذي أتذكره الآن :
ــ السبب الأول . هو مذاق النص ربما يناسب فلان ، ولا يناسب آخر .
ــ ربما غموض النص يكون سببا في العزوف عن التعليق عليه كي لا يقع في الخطأ .
ــ تزاحم النصوص لنفس الكاتب ووفرتها . هنا يقف المتلقي حائرا وربما يفوته أحدهم .
ــ عدم تفاعل الكاتب مع زملائه في الرد والتعليق على نصوصهم .
ــ الشللية في بعض الأحيان تفرض على القارئ المرور على شلته فقط .
ــ ضعف النص لغويا ، وأخطاء إملائية . تُشعر القارئ عدم الإعتناء بالحرف وعدم إكرام المتلقي .
ــ ألفاظ تخدش الحياء في النص ، من الأمور التي تنفر إي قارئ من مواصلة التفاعل والمشاركة .
ــ يكون القارئ قد قرأ هذا النص ، وقام بالرد عليه في منتدى آخر .
ــ في القصة القصيرة جدا ، والتي من المفروض أن تكون كذلك ، تجدها مطولة ومملة .
،ــ هناك مواقف - ردود وتعليقات - لعدد من الزملاء في مواضيع ذات إلتزام سياسي أو عقائدي
فتجده إنسانا غير الإنسان الذي تعرفه من خلال نتاجه الأدبي . وكأنه مصابا بشيزوفرينيا .
فلماذا تتعب نفسك مع إنسان لا يحترم قلمه ؟
ــ وليعلم الجميع أن هناك سبباً لا يقل أهمية عن الأسباب سالفة الذكر وربما يكون أهمها ،
ألا وهو - تفاهة - الموضوع وعدم قفزه إلى درجة مقبولة من درجات الإبداع .
ــ هناك سبب وجيه قد يكون فيه العزوف عن الرد واجبا مقدسا لدى بعض المتشددين والمتعصبين
سياسيا أو دينيّا فلا يتلوثون بفكر وعقيدة صاحب النص فيعتقد أنه بالإهمال وعدم التفاعل يقوم
بعقاب وتأديب الكاتب وقمعه .
ــ نظام شيلني واشيلك ، يعني اعلق على كل مواضيعك مقابل انك تعلق على كل مواضيعي ( تبادل منافع)
وهناك العلاقات الشخصية وهناك التعصبات القطرية .
ــ فعلا يوجد بيننا زملاء وزميلات أفاضل ، لن أقول يضيع وقته وكأنه يتسلى معنا وبنا . بل أكاد أجزم
إن قلت بأنه يبحث عن صحبة وشريك يكمل معه مشوار الحياة***.
ــ قد تكون الغيرة احيانا ، نعم الغيرة ...
ــ هناك زملاء وكأن على راسهم ريشة ، يطيحون بالخلق تحقيرا وتهزيئا . بعد ذلك هل هناك مكان للتفاعل ؟