((تراتيل أنثى...وليل ))

[فاتن فايد]

لاح في البعد القريب

مشهد حُفر في الذاكرة ..

معالم الصورة طاغية الفرح

تعكس صورة الارواح المحلة فوق الغيمات

على ضفاف نهر الحياة والنيل.

فتنها بعنفوانه وهدوئه وصدقه ..وفتنته بجمالها ورقتها وعيونها..

زاد المشهد جمال الحنان المنهمر من نبع الروح المستوطنة مسماتها.

تتسابق العبارت في صمت تعبر عن احاسيس أعمق من الكلام

تتبادل العيون النظرات الحانية..

وتتجاذب أطراف الحروف والمشاعر الدافئة في همس

تسرع الاصابع لعناق يبث نبضات القلوب العاشقة.

تجسد المشهد في عين اليقين..

وعاشت النفس لحظاته كأنها لم ولن تعيش .

وجاء الرحيل يمطر الدمع ويجرف السعادة نحو الهاوية.

تشبست الايدي ببعضها والعيون بنفسها المقابلة

وكان عناق طويل طول الدهر ..عميق عمق البحر ..

عرفت وقتها أنه السكن,والحضن,والامان,والدفء,والحب ,

وكفى به من عاشق صب.وبها هائمة في عالمه .

[فاتن فايد]

أسكنُ ذاكرةً مفعمةً بالتفاصيل
أراقبُ المشهدَ عن قربٍ وكثَبْ
أجمعُ
أطرافَ الضحكات المتناثرة هنا وهناك
لاصنع منها عقد فرح
وأطوق به قلب حبيبي ..المترع بالالم
أسألُ ولا جواب
أسألُ عن لحظات هربت منا في غفلة التيه
ونحن غارقان في بحر العشق المستحيل
تتحدث العيون بصمت ..
تتبادل النبضات دفء الاحساس
والاناملُ تنتشي بعزف لحن اللقاء
والقلوب تتوق
الى تلك المشاعر المخملية
وهناك ...
عند الجدار المتقد بلهيب الشوق ..
القت بكل عمرها في أحضانه.
تصب جم العشق
وحر الشوق الذي كان مدفونا
داخلَ الروح من زمن لا حساب له.
و دار الحوار الذي لا ينتهي أبداً ..
عيناها تنظر له وهى تهبه أحساسا لا يعادلة أحساس
فيتشبث قلبه بتلك النظرة..التي حفرت في جوفه..
لا تمحوها نظرات اناث العالم..
من بعدها تمر علية الاناث مرور الكرام ..
لا بصمة ولا علامة
تتلاشى خيالاتهن
يزداد رصيده في قلبها وعمرها..
وهو ينتظر اللحظة الحاسمة
ليسكب سيل الحب الجارف في عالمها ..
ليرتويا معاً ..ويغرقا طويلاً ..

[فاتن فايد]

سؤال

هل تعرف أن قلبكَ ما أصبح يعنيني؟؟

وأن عذابكَ أصبح يشجيني

نزف الروح كان لكَ فكنت منه بعيد بعد سطح البحر عن جوفة .

أعترف أن لكَ يد عابثة بقلبي تعبث بنبضاته

فتحول مسارة اليكَ وقتما تشاء.

واعلم أيضاً أن لي جبروت يجعلكَ أسير عيوني.

تعود حيث بداء اليقين يثبت لكَ

أنني الانثى الوحيدة والفريدة التي تقدر على جعلكَ نهر من حبر.

وأنا القادرة على منحك ايام عجاف تجف فيها انهاركَ

فاعترف ..لن يرضني منكَ الا الاعتراف ..

إن جِئتَ تطلبُ مغفرةً

فتعال في مواسم غدقي

جبروتُكَ لن يلِدَ يوماً ضعفي

ربما أنظر يوماً في أمر توالي غدقي على أرضكَ الجدياء

لتورق وتخضر وينبت حرفكَ ..

سافضي لكَ بسر !!

سري هو ............؟؟

[فاتن فايد]

أشعر أنني كُنت تراباً منثورا..

فعلت ما فعلت لاموت

كفاني بالموت رفيق..

أتحدث إلى حجر أصم

[فاتن فايد]

اعترف بأن نجمكَ سقط من اعين النساء على يدي

بجماليون ..

اصنع لنفسكَ جالاتيا

لتعيد لكَ ما سقط من كبريائكَ..

[فاتن فايد]

سأبتسم لاني أعرف أن ابتسامتي ترهق انفاسك

ووجه الحقيقة يجعلك تتوارى عن اعين الصدق..

سأبتسم لتظهر ملامح الكذب على حروفكَ أكثر

وترتبك خطوط الزمن على وجهكَ الشاحب..

سأبتسم لتستسلم لقدركَ الذي تسرب من بين اصابعي

وأغرقكَ في انين مواجعكَ..

[فاتن فايد]

كنت اظن أن ما كنت به أكثر ما سأقاسي بهذه الحياة..

ولاتعلم الدرس جيداً

جاء ما هو أقسي لاعترف أن هذا أيضاً ليس بقاسي

فكل موجع هناك ما هو أكثر وجع منه..

ولكن حكمة الله تنطوي على ما لا يدركه العقل ..

سعيدة بهذا الذي حل بي لانه جعلني أعرف أنني كنت بنعمة من الله..

[فاتن فايد]

الشجن منبسط على حدود الفقد ينظر نظرة حائرة ما بين ما يكتب قلمكَ من الم لهجري الغير مسبب وبين السد الذي أقمته من قديم الازل ليحجب الرؤية عنكَ لكي لا ترى ما يفتنكَ ولكني أعلم علم الياقين أن عيونكَ تبصر خلف الستار وتكشف لكَ عن أسرار عيوني الكامن فيها أنت مهما مر عليها من خيالات تخطف البصر ..

يالمستبيح دمي لا تقاوم لانكَ مفتونًُ لا محال مهما حاولت غلق العين المفتوحة بكسر الرمش عن نوري ..
الاستسلام هو حلكَ الوحيد لتنجو ببعض ما تبقى لكَ من جنونكَ ..

[فاتن فايد]

الحرف بين اناملي كجمرة تحرق حين لا تقدر على الوصول اليكَ

سأكتب لاجلكَ وأحكي قصة أغفاءة طويلة طالة أفق السماء

اليوم تنزلت كل نجوم السماء إلى صدر خيالي لاغزلها لك كلمات

فتقوسي كانت تبحث عن بقاياها لتموت طويلاً

واليوم وجدتها وفضلت العيش طويلاً بين ترددات الحرف وانعكاسات الجرح

تحاول أن تصب الصبر عليه ليندمل

ولو اندمال مؤقت حتى تمر عليه فلا ترى دمعه الساكن بين الحنايا

عشت هنا أنفاس انعدم منها الدفء حين غادرتني إلى موطن الصمت

ملاء الثلج قلمي...وسال الحبر على ارض الهجر

لا يكتب شىء الا السراب

[فاتن فايد]

ليلي هو ظل انهزاماتي المتناثرة حول ذاكرتي ممزقة الملامح ,

ساورني الشك في رقصة الارض من تحتي ..

هل هي ترقص فرحاً بعودتكَ من رحلة الصمت كثيفة الغيوم؟؟

أم انها تدور تحتي لتسقطني في بؤرة ضوء حضوركَ المباغت لوعود الهجر الصارمة؟؟

مهما كانت الاجابة يكفيني أن الامل تسرب من بين ليالي الفقد المعتمة..

جاء الموعد بلا تاريخ تتدونه ذكرة الزمن ,

جاء مباغت لصهيل المسافات المعربدة بالعمر..

فعاد الربيع يزرع جذور الوصل من جديد..


دفعني اليأس كثيراً لحافة النسيان,

ولكن روحي ظلت متعلقة بخيط النور الواصل بين تشابه الالم والجرح بيننا,

حبيبي المناضل ضد عبث الافق الضنين..


لا ترحل رحيل الشمس عن الارض التي انشقت بعصى موسى.

وكن الروح التي نزلت بمريم لتهبها الخلاص.

[فاتن فايد]

أتدري ماذا يفعل حرفكَ بروحي؟

يعبث بكل تفاصيها

يعيد تكويني من جديد حين يبعثرني الليل

وأنا في حالة انتظار طويلة لا تنتهى الا بقدوم أول خيوط الصباح

محملة بنسائم انفاسكَ الباحثة عني..

وقد غلبتني الغفوة هناكَ بين سطوركَ المشبعة بترانيمكَ ..

حين القيت بوشاح حروفكَ على خيالي السارح بكَ..

وغسلت روحي بفجر احساسكَ.

[فاتن فايد]

لا وعود بعد اليوم لسماء جفت منها الامطار

فقط بكاء فوق اشواك الجدران

لن الومكَ يا طفلي على عبثكَ بخواتمي العتيقة

ولن اعاتبك على اخراج مارد الجوع النهِم لعشق مستحيل

سأكون فقط بالقرب منكَ.. دون ظل

أحميك من وخذ الوحدة المؤلم للروح

واشاطركَ بعض الحزن المسيطر على نصفكَ المتبقي من شبح الفقد

لا تتعجب لما أفعل !!

لا أفعل ما أفعل من أجلكَ فقط

بل من أجل أن لا أفقط روحي وأنتَ تستغيث بها في ظلام الليل

تحاول أن تخرجها من صدري لتمتلكها

فأعيش ما تبقى من الحياة دون روح تتحمل معي نهم الموت الذي يقتات على أنفاسي..
كُن على يقين أنني هنا وهناك فأن حولكَ

فأنت تتتبع نبضي كزخات المطر

وكأنكَ وليدي المتعلق بوريدي

نفذت حياتي دون أن أعيشها على سطح الماء

ووهبتني السماء الغرق في بحر الضياع

وسجلني التاريخ ’’يتيمة الفرح’’

لا تخاف , لن تفقدني في زحام المسافات وفوضى الاحداث

فأنا أتقن التشبث بروحكَ..

[فاتن فايد]

صرخة ضد التيار

تدوي في صدر الفضاء

تخرجني من عمق الالم

وترمي بي في نفق الغياب

[فاتن فايد]

تخلق البدايات دائماً من أطراف النهايات

يولد الامل من رحم اليأس

يطل النور من ثقب العدم

ليرسم طريق الخلاص من رواثب عالقة بأكفاننا

عمداً وليس سهواً تعثر قلمي ببعض خطوات عابثة \ باحثة

تلتهم الليل وتغتسل بالفجر من ذنوب النبض

وخيالات السعادة الوهمية

المتأرجحة على ظلال اشباح الفرح

ظناً أن يذهب بأس الوحدة وقسوة الحزن

فيذداد الجوع \ النهم \ الموت

في دروب البحث التي لا تنتهي

فتأتي

صرخة ضد التيار

آآآآآآآآآآآآه

تدوي في صدر الفضاء

تخرجني من عمق الالم

وترمي بي في نفق الغياب

ليبقى السؤال يردد نفسه

إلى أين؟؟؟؟؟

[فاتن فايد]

منتهى الغباء أن أغرسكَ في عمق روحي لتحدث فوضى ..

وتعبث بالاشياء المرتبة منذ بداياتي..

وتهمس همس جنوني ..

لاتخلى عن عاداتي وأفقد معكَ القدرة على المقاومة ضد تياركَ المتطرف ..المتمرد..

المنحرف عن قيم العادي والمباح ..

سأصفكَ بالهمجي ..البربري..المتخلف عن عادات التحضر في معاملة انثى من الحضر..

كم هو جميل أن يكون الرجل همجي في معاملة أنثاه..

مختلف في وصفها فيخرج عن المألوف..

يعصب عيناها وعيناه..

يطلق العنان لاصابعهم الاربعون يعبثون بكل التفاصيل ..

يشكلون من نبضهم خطوط ومنحنيات ودوائر لا نهائية..

يعترف لها بأنها أنثى خرافية..

وتشهد له بالانحرف .

[فاتن فايد]

حين تختلط خيوط الامل بتأوهات الغياب

برحيق الانفاس اللاهسة وراء الامل

ينتج عذاب يسود طويلاً لحين غير معلوم

ولكن هناك ثوابت لا يمكن اهمالها مهما بلغ بنا العناد

الا وهو شىء راسخ في عقولنا وقلوبنا

أن هناك وصل غير منقطع وغير مرئي لاحد الا لنا

عند هذا النهر المتدفق من عمق الروح ليقول ما تستكبر الاقلام أن تقوله..

[فاتن فايد]

عرافة تُمَصِّرُ ارجائى بناصية الودعة

[فاتن فايد]

كيف أشعر بعد كل هذا الزمن الطويل بالحنين لكَ ؟؟

كنت أنتَ الملاذ والحضن والسكن والوطن

كنتَ كل ما أملك ولا أملك من هذه الدنيا الباردة

أبحث عنكَ من جديد.. فهل يشغلكَ عني عالمكَ الاخر؟؟

فأنا لازلت أشعر أن لا يوجد في العالم من يعرفني مثلكَ

ولا أحن منكَ على روحي مثلكَ

وهبتها لكَ من زمن لا أعرف له حساب

وها أنا أعتذر لكَ لانني تخيلت يوماً أن هناك أقدر منكَ

في الشعور بي وبالامي وأحاسيسي ومشاعري

مدينة لكَ بنبض قلبي الدامي عليكَ

حبيبي!!

متى ستعود من رحلة الموت الطويلة ؟؟؟

[فاتن فايد]

حين تلتهمنا الاحداث ونسقط في دوامة الوقت ,

نستسلم لمجريات الامور ,

ونرمي بما تبقى لدينا من المقاومة في أول حفرة تنزلق بها أقدامنا,

لكي لا نتحمل مسؤلية العواقب,

وفقدان العزيمة للمواصلة يجعل من العقل اسفنجة , يتشبع بكل فكر ينسكب عليه..

وهنا التشبع ليس بمعنى التبعية,,

بل تأتي لحظة على الاسفنجة تطرد كل ما بها بقبضة واحدة تأتي من الخارج ..

لم أعشقكَ يوماً ولم تأثر تأثيراً إجابياً على قلبي ,

لذلك لم الجأ لكَ حين انشقت الارض لتتسع الفجوة ,,

وتبقى بعض الاشياء العالقة بالروح ,

بعض من شهقات بقايا العودة من رحلة الموت,,

وحبات من نور كانت في ركن قصي من العقل ’’ للمواصلة’’

ودعاء أمي التي كانت تحتسي ظلام الليل وتبتهل لله من أجلي..

وقلب نقي ابيض لم تلوثه النواية العفنة..

لم ولن أحتسي الثمالة..

خلقت لاشرب مطايب الكؤس,

ولا أثمل , الا عندما يريد عقلي أن يأخذ هدنة ..

[فاتن فايد]

الصورة خاوية

الحلم غائب

والرغبة تلطخ الوجوه

ونبوءة تبشرني بفرح متدلي من عنق مزبوح

عصفور يولد من رحم عقيم

يغفو الحزن قليلاً

أرتدي ثوب جديد

مطرز بامنيات ملت التأجيل

اجتاحها صقيع الخواء

أدور وأدور

كمسحورة في عالم حكايات جدتي

أسقط في دائرة الجنون

يلح هوس نبضي المهلل لقدوم الفرح

بعبور بوابة الالم

خارج تقويم الزمن

شهقات وضحكات كصهيل خيول بيضاء

تجري نحو السماء

أصبحت شرييني بستان للازهار

وتربة خصبة للاقحوان

أعبث كفراشة على وقع موسيقى اندهاش الاشجار

بقدوم الربيع في غير ميعادة

الريح تلاطف خصلاتي

وتحنو على وجنتاي

تصبغهما بالون الوردي

كأنني طفلتها المخملية المدللة

[فاتن فايد]

لا تسأل عن سر عودتي فقط قل أن العودة أحمدُ
كثيراً ما كان يراودني شعور بالحنين إلى البحر الممدد بيننا
ليفصل ظلكَ عن ظلي.
وكثيراً كنتُ أغترف منه, لكنه لم يرويني يوماً ولن.
فهو خليط الملح الامر.
فقط دعنا نفرح ولو ليوم.أنني هنا.
في محراب نبضنا الثائر على المسافات.