مدونة بشرى بدر

[بشرى بدر]

[align=center]أبصرتهُ ..

و خجلت من بوح ٍ إليه و هبتهُ ..

و نثرته بمواضع ٍ قد لا تليق بكنهه ..

فأتيتهُ المحرابَ علـّي أغتسلْ .. من ذنب وهم ٍ عـشتهُ ..

في يوم قلـت لآخـرينْ : يا أخوتي .. إنـّي لـهُ .. و على حروفي بعضُ بعضٍ من بهـاه و طيبهِ ..

من لي بـه .. من شـافعٌ لي عنـدهُ .. إلاّ حروفيَ في الـمساء و في الصباح ِ .. أرويها من لهفٍ ..

و من ولـهٍ .. و من شـوقي إليـهِ .. لدفـئهِ ..

فإليك نفـسيَ يا الهوى .. عمـّدها ثانيـة ً .. و ثالثةً .. و رابعةً سـتحيا في الحياة بـذكرك و بذكره .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]
الغفران الأوّل
* * *

أبصرته .. و خجلت من عجزي و من بصري الحـسيرْ

و طلبته من جعبة الذكرى .. فجاءني مثل طيف من أثيرْ

أنا ذا فخـذْني للحقول و للنـدى

و اسكبْ دموعي في مـساريب الثرى

جـذري هناك

و هناك يوماً .. سـوف ألقـيها الـرحالْ

احمـلني فوق سحابةٍ .. ظلـّتْ غـريباً في فلاةْ

أحيتْ بنفـسهِ دفءَ همـسٍ لحبيبْ

أشـعـلني في شـريان بـرقٍ للـمحـرّق في الظـمـاْ

فإذا همى

ســكبَ الغـمائم في حـناياه ... مطـرْ

فانـساب عـيـدٌ في الصـحارى .. للبـشرْ

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]الغفران الثاني
* * *

أبصرته .. و خجلت من عجزي و من بصري الحـسيرْ

و طلبته من جعبة الذكرى .. فجاءني مثل طيف من أثيرْ


أنا ذا .. فخـذني بـسمة المـشلول وعــداً بالحراكْ

و اتـركـني في صخـبٍ أراودهُ ... يراودني ... لـنركن للـسكونْ

و اكتبني هـدهـدةً لأمّ في المـساءْ

أو رقـيةَ الأوصاب في الجــسد العليـلْ

أنا ذا فخـذني .. من ممـاتي في الحياةِ ... إلى الحياة ْ

ألقـي رماديَ في احـتراق البائـسينْ

و على ضفافِ الزقزقات لـدى الصباحْ

أنـشدني في الفيروز مـوّالاً و أوووفْ

و ابعثني في شــفة المواجعِ ... يومَ تهـذي بالنـشيدْ .

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]صباحك يجيء بلـسمة غفران
**** **** ****

نسيمٌ من لدنـْه أتاني طيبا

فهاج الشوق و انسالت دموعي

و قلت: أيا النسيم تزور فجراً

لتوقظَ طيفه بين الضلوع

أتاني هاتف من عمق صدري:

أنا غاف بروحك يا الحبيبة ْ

هنا وطني

هنا صحوي

هنا سجد الهجوع[/align]



[align=center]لا الصباح يحلو دونك ... و لا الخير يهمي من سـواك .

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]
أهدهد في سكرات صحوي حرقةً

كما حالة المحزون تطربه الكرومْ

و أبقيك في ذاتي كرقـية عاشـق ٍ

سـكنت حنايا الصدر و انـسالتْ

على خفق ِالفؤادِ تروده ُ

و تـبلـسم الجرحَ الـّذي أدمى حروفَ نـشيده ِ

تـوقٌ يـشدّهُ للتوحـّد في هـواكْ

يا مَـن أراكْ

فأرى الـشموسَ تحاكي طلعةَ حـسنهِ

مِـن بين ركبان البصائرِ إذ ْ تـسافر في عـلاكْ

إنّي أنا الظـمآنُ عـلماً مـن بـَهاكْ

و أنا الـمـحـرّقُ في لـهيبٍ لـيس يطفـئهُ .. سـواكْ

فـمتى أراكْ ... ؟؟ و مـتى تـُـليـذ الـروحَ .. تـُـسكـنُها حـماكْ ؟؟؟

لا أرتجي إلاّكَ يا مـَنْ أنـت في جـدْبي الأراكْ

يا مـن ثكـلتـُك في الضـياع ... وجـدتـُني .. في مـنتـهاكْ

أيـقنتـُكَ .. في كــنهِ ذاتي

عـرفـتُ ســرّاً مـن دنـاكْ

و رضـيتُكَ

فـردوس مـوتي .. إنْ يكـنْ مـوتي رضـاكْ

فمتى أراكْ ؟

إنّي أحبـّك يا مـُنايَ .. و ليتني

يا ليتني .. مـن مثل حلم في مناكْ .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]ليت للبـرّاق عينـاً ليرى كم ...


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]حنانيك يا مولاي و رضاك لأنّك أنت و لا سواك من بقي لي ..

قد ارتحل من حولي بألوان الرحيل .. و اغتربوا عنّي و هم قربي ..

أنت الوحيد الـّذي بقي داخلي روحاً و كياناً .. و الخوف من فقدانك قاتلي ..

لأنّ رحيلك يعني أنّني غادرت نفسي .. و أنّ انشطاراً حلّ في ذاتي ..

أحياناً أفتـّش عنك في وجوه الآخرين و وراء عيونهم ..

و أجد شيئاً منك لكن لا أجد كلـّك .. فأنت الطيب موزّعاً في نفوس البشر

لكنّه عندهم مشوب بالخبث .. و أنت الجمال المطلق منه يقبس الآخرون

منه بعض جمال و يشوّهونه بدمامة بشريّتهم ..

إنّك يا / لولاك ما كنت / حقّ يعرفه الجميع لكنّهم يقفون مع الباطل عليه ..

أنت ذاتي .. و أخشى أن يكون أشدّ الظلم الواقع عليك هو سكناك فيها ..

لأنّ فيها صراعاً لا أرضى لك به ... و خراباً لا يمكن إعماره ثانية ..

و فيها أيضاً ستجد طهراً لا أمنحه إلاّ لمن كان كأنت .. و ليس لك مثيل ...

أيا كلّ الأسماء و أحلاها .. قدرك أن تكونني .. و قدري أن أواجه حرباً و ظلماً

لتمسّكي بك ... و أن أعيش في السلام و الحرب .. الشكّ و اليقين ..

الأمان و الرعب .. و التمرّد و الأنس .. أن أعيشني كلـّي معك .. و معك وحدك ..

فطوبى لي بك و أنا معـك ... و الرحمة لك بي و أنت معي ..

***** ***** *****

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]على روحي بكت روحي .. و عليك يا مولاي ألقيت السلام

ينساب طيفك بين نزفي ... قرب نبضي ... ينتشي فيّ الكلام

قد يستفيق الحرف أغنيةً لأفراح ... و طوراً يشتعل فيه الملام

ويح الزمان إذا تولـّى وجهه ... ويح الزمان

لم يبق عندي إلاّ بعض من دخان

يرشـد النسيان كي يهذي بذاكرة الركام

يأتيني ؟ً!!

يا للطيف يوقظني ...

و يرفعني

و يدنيني ... فيرميني

لأصحو في مدار من ذهول

في قرب ساقية أكون

من ماء ساقية أكون

مبتداها .. نزف جرح في التراب

منتهاها .. ماء ملح و العباب

مرتضاها الذوب في الكلّ الــ/ يكون

مرتجاها اليومَ يا طيفي انعتاقٌ من زحام

لك يا روحي التفرّد بالبكا ... و لك يا أنت أغنية الـسلام .

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]رنـّمت في ملكوت حـرفـك أجمل الألحان

يا من عـشقتك في غـدي

و جـعلت حبـّك معـبدي

و رضيت منـك تجنـّياً

و رأيت وصـلـك مـولـدي

كيف الـرقـيّ إلى حـماك ؟

و مـتى التـوحـّد في هـواك ؟

إنْ كـنتُ أخـشع للـهوى ... فـإنّ قـلبك معـبدي

يا ربّ كـلّ الـعاشـقين ... و عـليم أسـراري الــ/ تـكون

إنـّي لأجـلك في انـزواء

و على صـراط الأوفـياء

فـإذا الـقلوب تعـطـّرت

مـن بعـض بعـضك يا بهـاء

لـيـس الــ / سـواك مـرامـها

و هي بهـديـك تـهـتدي .



[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]
كلـّما ألبسـتُ عشقك حرفاً جديداً .. قالوا : حبّ جديد ..


مولاي .. لا سواك يدري بما بي .. و ما غيرك يعلم بضعـفي .. فـقـوّني ..


و قـني ظـنونهم .. و امنحني صفـو أرواحهم .. و لا تكلـني إلاّ لمـن عـرفك قلبه ..


و اتـّقاك في الكلم عنـّي لـكلـْمي .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]( 1)


فكّ الدفين عن الدفينْ

تـعرفْ بأنـّك ما رحلتَ ...

و أنّ من هال الترابَ عليكَ في اليوم الحزينْ

قـدْ هالهُ متوهـّماً موتاً .. لِمَن

قدْ عاش في ذاتي و ذات الطيـّبينْ

^^^^^

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]( 2 )


فكّ الدفين عن الدفينْ

تدركْ بأنـّك سـرّ روحي

و بأنـّك النجوى ... و بلسمة الجروح ِ

و إليك توقي ... يوم تهمي النفس في طوفانها

و إليك تسمو أعينٌ ... كلـّتْ من الزيف المبطـّن ِ

في سواد الآخرينْ


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]

( 3 )


فكّ الدفينَ عن الدفينْ

تـشهدْ بأنـّك ما انتهيتْ

فأنا بلقياك ابتديتْ ... و بخمرةٍ للعشق فيك قدِ انتشيتْ

و لديكَ مثوى لهفتي .. ونـشيدُ أفراحي و آلامي و أتراحي

و أسرارُ التماهي في رحابكَ ... و الحنينْ

ملكوتكَ ... أطيافُ طهر ٍ مع نقاءْ

و بصفوكَ ... تصفو الحياةُ نعيش ظلمتها بهاءْ

و بأمركَ أمري ... لأنـّك سـيـّدي .. و أنا الرهينْ


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]

( 4 )


أزل ِ الدفين عن الدفينْ

و انظرْ إلى الأسحار تجلوها العيونْ

اِرشفْ من الأطيار لحناً .. منه ترتعش الضلوعْ

و تنـسّـم ِ الأرواح تسعى في خضوعْ

من فوق أنوار الصباحْ

ترجو اللقاءَ بوعدك ... علّ اللقاء بوعدكَ

في غمرة الفجر ِ ... يكونْ

ينثالُ رسمك من خيالي ... فتـضمـّهُ منّي الجفونْ

و هناك يغفو أو ينام بدمعةٍ

لم ترتحلْ عن هدب حضنك من سنينْ


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]( 5 )


اِجلُ الدفينَ عن الدفينْ

تبصرْ بأنـّك لن تزولْ

و بأنـّك الـسهدُ الـّذي سكن المآقيَ حـرقة ً

و حقيقة ً... جاوزتُ فيها دوارَ عاصفة الظنونْ

فمتى أراكْ ... ؟؟ و متى لقاكْ ... ؟؟؟

و متى التوحـّـدُ في هواكْ.. ؟؟؟

يا ربّ كلّ العاشـقينْ ... يا سـيّـد القدر الحـزينْ

يا لون شـكـّيَ و اليقينْ

يا آهـة الإحساس في صوتي .. و آلام الأنينْ

فـكّ الدفين عن الحنينْ

صلْ بعض روحك يا ضنينْ

و ابعثْ من الأعماق كنهي .. و امحُ قـيدي..

حـرّر الترنيم فيّ من الـسكونْ

لـتراني عـشقك في القديمْ ... و أكون عشقك في الغـدِ

ما دام حبّك سيّدي

لا زال حبّك سيّدي

و لقدْ رضيتُ تجنـّياً ... و جعلتُ وصلك معبدي

فإذا ضللتُ عن الهوى ... أغدو بنارك أهتدي

و إذا الحياةُ بسهمها رامت فؤاديَ بالجوى

قـضّتْ نهاري و مرقدي ...

بسملتُ باسمك مـوقناً ... أنْ في حروفك ما يُعينْ

و عرفتُ شكـّيَ في وجودك خيرَ دربِ لليقينْ

بلْ هـمـْتُ أطلبُ راجياً

أنْ تسمعَ الأكوانُ و الأزمانُ صوتيَ هاتفاً :

" يا سـيّـدَ الأقدار و العـشاق ِ ... خيرَ العارفينْ

فـكّ الدفين عن الدفينْ

و اكـشـفْ حقيقة َ مـَـــنْ تـكــــونْ "


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]( 6 )


فكّ الدفين أيا دفين

و تعال في النبأ الـّذي

قالوه حزناً .. عن رحيل بقايا طين

ناسـين أنّ الأنت لا يمضي

و ذاك هو اليقين .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]أجتلي عند انبلاج الصبح من ذاك الـمحيـّا .. بعض أنفاس الخلاصْ ..

و انفلاتاً من بقايا الليل إذ ما تنكـسر ظلماتهُ ..

في الروح تخطر نـشـوة ٌ .. تعتلي من شـرفتين :

شـرفة فيها تهادت من رواقي .. ذكرياتْ ..

و الـشرفة الأبهى فيها أراك كما الملاكْ ..

ينساب فيّ طيفك المزروع في ذاتي .. فأنــسمُ من عطورك بعض طيب ..

قد جئتني من كلّ أرجائي حنيناً و اشـتياقاً ..

و انطوت فيك بدايات النهار ..

يا مرادي .. و مريد الـسكر في ذاتي خموراً من ندى العنقود ِ

دلـّته كروم من وصالْ ..

جئني في كلّ الصورْ

جئني يوماً يا .... قمرْ ..

فأنا لغيرك لن أكونْ

و أنا لغيرك لن أقولْ :

أحبـّك طهراً .. أحبـّك موتاً

كغـيركَ ... غيري .. و غيـر البـشرْ

***


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]صباحك وردٌ يا عناء نفسي و راحتها ..

صباحك ربيعيّ ..

لن أسألك عن حالك .. فقداعترفت لي حلماً و حرفاً بأنّ الحياة أقوى من

أن يهدمها يأس .. و عندما فتحت عينيّ على صوتك لم أر إلاّ

ظلـّك و هو يغادر الغرفة .. تبعتك و ما وجدتك .. انطويت على ذاتي

و أغلقت عينيّ علـّني أسجن حلمي في داخلي ليبقى وجهك أطول ما

يمكن في عينيّ ... أتاني همـسك مرّة أخرى يؤكـّد قوّة الحياة ..

ابتسمت ... قلت : إنشاء الله ... ثمّ غرقت في يومي ..

دون أن أسجّل لك كلمة شكر ..

و ها أنذا شـكرت .

[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]( من الحاء للغين .. حنين غريب )

***[/align][align=center]
حبيب الله كم يهواك قلبي ..

خلاك الروح لن ترضى هـويـّا .

دواء النفس منك أيا شفيعي

و داءٌ عـشقها ذاك المحيـّا

رموني في الهوى بعظيم ذنب

زكاء الثوب مأخذهم عليّا

سـلوا عنـّي محاريب التناجي

شواهد حـرفها هي ما لديّـا

صبورٌ .. ثمّ لو جرحوا يميني

ضماد الجرح أنْ تبقى الأسـيَّـا

طعانهمُ ستشهد يوم حقّ ٍ

ظمـيّ الـرمح قد غرسوه فيّـا

على روحي بكت روحي فإنّي

غريبُ هواك .. فلتكنِ النجيـّا

*******
[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]يا أنت أنا ... كلـّما دعوتك تعـمـّق إيماني بوجودك / ي / معي / ك / ...

أراك في ضياء يلجُ من نافذتي صباحاً .. يجلو ملامح لهفة إليك أدمـت

مسائي .. و أقضّت مضجعي .. أشتمّ عطرك في ثنايا الروح و أنفاس الجسد

و أنتظر رجوعك لأزدهي من جديد بحليـّك ، و يعود لي لون الفرح

و ما بين سطور ذاكرة أثقلتها الحدثان .. يتراءى وجهك سـفراً من طيب

و حبل نجاة .. فأعرف أنّ بعادك هو الكتاب كلـّه .. و أوقن أنـّك تملـّكت

الماضي و الحاضر .. و أنـّك لن تتنازل عمـّا هو آتٍ .. أهرب إلى القلم

لأرسم بضعاً من كلمات .. فأراه يرتعـش قرب حروف اسـمك .. أقـطفها

و أجمعها طـوق ورد و عبير .. أضـمـّها فأحـسّ الثمل بانتـشاء اللقاء ..

و أعيدك راضياً مرضيّاً لتـسكن بين الحنيـّة و الحنيـّة ..

حيث مبتغيك و حيث منتهاك .

و من هناك تمدّ الفؤاد بنبض هواك .. و تلهب الأشـواق إليك

من جديد .. فأبدأ أخرى .. رحلة البحث عنك و النداء ... لأراك في كلـّي ..

صورة وجهك لا تغادر قضبان عينيّ ... بهجـتك لأجلها بسمة شفتيّ ..

خـدّي لا لون له إلاّ بهمـسك .. و لابريق بعيني إلاّ لـمرآك .. بعدك لا

جدوى من صلاتي .. و دونك لا تـوقّد للإبداع .. فلك وحدك مهجة الروح

و لأجلك وحدك نجواي و شعري و مناداتي .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]لك و لأجلك و ليس إلاّك أمطرت غيومي الهيام .. و كـشفت أغـوار الذات

بلى .. ليـس إلاّك و كما لم يكن أحـد قبلك .. لن يكون بعدك أحـد ..

أنت يا الـّذي اسـتوطن الـشرايين .. و بات على قربه بعيدا ..

تعال يا من أناديه ليدعـوني إليه .. إلى نفـسي ..

يا من أقول له تعال و سـؤال يهمي تلو سـؤال

أنا كيف أناديك ؟ و كيف أمـدّ الأيادي إليك ؟ و كيف .. ؟ و كيف ...؟؟؟

و أنت رجائي .. و أنت ندائي ..

و بـحـّة صوتي .. و حرفي و لهفي ..

و همزي و يائي ..

و منك ائتلاقي و سـرّ وجودي

لأجلك ذاتي .. و فيك الحياة ..

و من أجل لقياك يحلو الممات .. و يعـلو النداء بقولي : تعالْ

لتبقى رحيقاً لـشهد دمائي .. و أبقى أريجاً بلون دماك ..

فهيـّا

و هيـّا .. و هيـّا تـعـااااااااالْ ..

فقد ضاق صدري .. بألف سؤال

و ألف احتمال

و ماعدت أدريك إلاّ بقربي

و لو كنت في شاهق من خيال .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]ما عاد عندي مطلبٌ

إلاّك يا دون الرجال

يا للـسنون تقضـّني ... و تردّني

حـدّ الـسؤال

آلآن تأتيني و قـد صرت اليباب ؟!!

ما كان ضـرّك لو زمانك من ربيع في الـفصول؟!

هـذي الثريـّا .. أومـت إليّ .. لا ضلالْ

سـبع من التسبيح فيها و الـشواهد واحـدٌ

و سـهيل يرمي تي الجمار بمهجتي

يهديني للأسـمى .. و يـشعل لوعتي

أنـسيت أنـّي في التوسـّط ... بعض بعضي من بـشر؟!

مارمـت أبواب الـسما ... و لا بقيت على الحـجر

خـذني إليك و ضـمـّني

خـذني إليك و قـوّني

و إلى ضلوعك ردّني

و إلى وريدك مـدّني

خبـّئني من عصف القـدر

مولاي إنـّك قد رضيت الروح تثوي في غيابات البصر

فلـمَ تركـت الجـسم منـّي في أتـون المنتظـر

و لـمَ تحرّقني

و تـشعلني ... و لا ترضاني في جني الزهـر

أنا لـست أنكـر ما تريـد

أنا لـست أسأل يا حبيب

إلاّك ... لطـفاً في القـدرْ .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]و أرى جموع العارفين

في باب دهشته السؤال

ترى من يكون ؟ و كيف كان ؟

أو تبحثون عن الـّذي .. من سـرّه كان الخيالْ ؟!

فلتدخلوا المحراب بعـد تعمـّدٍ

و خـذوا الحروف مطيـّة ً

و لـْتبـلـُغـُنّ إلى القرارْ

أنا يا صديقي مثل نارْ

شـبـّتْ على الذكرى .. و أوفـت للتوهـّج في الرمادْ

قـد كنت في عـشق الإلـه غواية ً فيها انبهارْ

هل بعـد هذا أرتضي حـبّ العبـادْ ؟!!

أوَ بعدما غنـّيتُ للطيف الــ تبدّى في الحضورْ

أزجي غنائي في الظلالْ

في الأين من درب العبـورْ ؟!!

تبـّت مساعيك إذاً

أنا في اليقين أيا صديقْ

ما كنت أرضى الرهن في محض احتمالْ

يا صاحبي .. في العين منّي حرقة الحرف الأرقْ

و القاف فيها غـصـّة الحرف النزقْ

و في اكتمال الميم تدويراً .. إساري و الغـلقْ

قد صرت في ذا الارتحال الصعب تيهاً في القلقْ

و العقم فيها ما رماني

قد دعاني

خصب روح في الحبيب

قد غواني

في حروفه كلّ طيب

سبعة منها الثريا تأتلق

سبعة هي معبدي .. و الباقي محضٌ من ورق


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]يا وليّ الروح هدهد ارتعاش الروح ما بين يديكْ

قد أتيتك من ظلام في ظلامات النفوس

هم مثلما كلّ الفراشات تدور

حول حتف و احتراق

يا وجود الكون في سـرّي و في جمر المآقي

طابت النفـس لديكْ

تاقت الروح إليك

كيف أهنأ في رقادي ؟

كيف أثوي في ترابي ؟

و أنا في مقلتيك

إن تنـم بين جفوني

أغلق الهدب عليك .


[/align]

[بشرى بدر]

[align=center]عفوك مولاي و حنانيك

سأشرك وقفتي في خشوع بين يديك بعضاً من شموخ ذاتي بك

فأنت من وهبتني .. علـّمتني كيف أكون

و أنت من هديتني أرشدتني إلى ردّ الجميل بالأجمل

و أنت من أرى صوتك مع صوتي إذ أقول :


شكراً للمتلونين في حياتهم بكل مافي الخبث من بهيّ ألوان

و هيفاء صور .. و واوا الدرر

وإنّي أهديهم نصرهم المضرّج بالعفن

وهدأة بالهم في القرار على الدمـن

ولي الاحتفاظ بغار خسارتي .. براءتي من الخزي فلا خذلان..

وليس كلُّ نصر ٍ ..يكونُ عندي نصراً ..

ونصرٌ مـُغـَمـَّسٌ بدم ِ الغواية.. هو عندي قمةُ الخسران..

الشكرُ ..كل الشكرِ لكم أنتم..

يامن أغرقتموني بحرقتي .. وسرقتم من شاطئي مرساة السفينةْ..

كلي امتنان لأفاع ٍ دسَّتِ السُّم في ماءٍ قد سقيتُ منه الياسمينة..

بدت أنيابكم في ابتسامات حروفكم الخفيـّة ..

كأنّي بكم قد نسيتم أنّ لياسميني صبـّاراً يحميه و ماء من المزن يأتيه ..

و طوبى لكم بما فجـّرْتُم عندي من شجون

بنصل حرف جرح بياض الورد ليستستثير حمرة لـّذاته في المزابل

تـبـّت أيديكم .. و تبـّت حروفكم .. و بئست جهنـّم بكم .. فما عادت

حتّى نيرانها ترضاكم ..

و كل التهاني لمن منكم كسب الرهان ..

وما درى بأنّي انسحبتُ من الساح برغبتي ..

ورفضتُ أن أكون فرساً للبيع أو للتحدي في ميدان ..

فإن التحدي بالأنوثة عهرٌ بالخفا .. خسرنا من ورائه أوطاناً وأوطان..

و أنا شامخةٌ في مكاني بالعلا .. والفـُلك من حولي تدور ..

شمسٌ .. مبدؤها التفـرّد .. ولم و لن ينعم في ضوئي اثنان ..

كلّ الشكرِ للحقد المفجّرِ .. للحسد المدمـّر و قد بـدا من النفوس و إليها ارتـدّ ..

لمـن حلـّل استباحة الحرمات في المشاعر ... وتقـنـّع بالإيمان..

و ضبط مواقيته على صلاته .. و صيام رمضان ..

غافلاً عن أنّ النفوس الشامخات لايرضخها أي أمر للهوان ..

و أن تربية الأصول تأبى أن أكون في سرّي بغير ما أبديه جهراً للعيان ..

وكيف يرضى بذاك من خبـر حقائق الحياة..و أدرك لعبة الأكوان..

الجـوع وحـده يخـرج الأسـود من العرين ... و جوع آخر يدعوه

للتـسلية بين ظبيات القبيلة .. و طلب صـيـد ٍ يهديه لـ ""لبؤتـِه"" كقربان..

فاصطففن .. وتمايلن ياظبيات قبيلتي .. وتقهقهن في غنج ..

ومثـّلن البراءة بإتقان .. عـلّ محظيّة منكنّ تفوز ..


و ما أنا يا أصحاب النصر المـؤزّر بأزر الشفافية و العري

ما أنا سوى أنثى نذرت خصبها لمحـو جـدب الحياة ..

وأوفـت لمـن وهبها الحياة ثانية .. فـسكنها و أسـكنها ذاتـه .

أنا لـواحد يعلم كم لدي من عنفوان ..

أسـماني مـن بصيرة تراني .. و تدرك كنـه مكاني

و أوصاني :


قربان حـبّك لا ترضيه أقلّ من النجوم في السما...

و آلاف الحقول من الخزامى والياسمين والأقحوان في الآرض ..

ومهرك أن يقيس لك عمق البحار والمحيطات ويجمع لك مرجانها عقود رضى ..


[/align]