أبجدية عيناك

[سلام الفاضلي]

هــا قد عاد مرة أخرى..يحمل في عينيه شيء مختلف! يحمل قلبه..وشوق تعترف به شفتاه بطريقة لا تجرحني لأول مرة! أفتقد غضبه وثورة شكه..أتفقد جسدي فلا أرى أثرا لطعناته..أرى على وجهه التعب، ويستسلم لحضن ذراعي!
لا أعرفه ولا أعرفني!
أفتقد سخريته..أمسح بأصابعي على شفتيه فترتجفان بدل أن يعضني..أجفل! أسأله بقلق عن سر تعبه فيهمس "إشتقت إليك"..أفتقد المرارة في صوته لأنه يكره نفسه حين يشتاقني ويعود لي، ويكرهني لذلك أكثر!
تعود ذاكرتي إلى آخر لقاء كان بيننا في كانون الثاني..يومها ألقيت على سمعه قائمة من الإتهامات وإثباتات خيانات ظن إني لم أعرفها. وصرخت بعدها "وأحبك رغم كل شيء"..أعود بي إلى الآن..أحضنه وأتمسك به..لا يدفعني ولا يشتمني! يتمسك بي فأموت من خوفي عليه..لو أنه يقتلني أرحم

[سلام الفاضلي]

يـ ـشتتني غياب عينيه و يبعثرني .. أعلم أنه يحضر ليغيب .. و لا أعتاد على ذلك أبدا!
حين حضور .. أتمسك به تمسك الطفل بأمه التي تمتطي كامل زينتها إلى السوق، تاركة إياه مع الخادمة القاسية التي تضربه و تخيفه .. أرجوه بخوف أن يبقى قليلا .. يهمس "يا مجنونة .. شغل"! يتردد قليلا .. يقدم قيدا أرفضه .." لا أقيد أحدا و أرفض أن يقيدني أحد" .. ألعب برفضي لقيده بالنار، و يضحك باستمتاع خبيث .." هذه أنت"! فأدرك أنه عرف جوابي قبل أن يقدم قيده و لكنه قدم لنفسه شرف المحاولة ..
يغيب .. أتأرجح بين الحياة و الموت .. أنهار بسرعة الضوء .. أمضي شهرا في إعادة لملمة شتاتي .. أهذي كشارب خمرة .. أذوي كشمعة سريعة الإشتعال .. أبكي كثيرا وأتنفس قليلا..تقودني قدماي اللتان أدمنتا طرقي فأجدني حيث يجب أن أكون..تتوه عباراتي ويتوه من حولي في محاولة لترجمة جملي المبتورة..
يمضي الشهر الأول .. أتجاوز مرحلة الخطر لأدخل في الشهر الثاني و قد لملمت ما تيسر مني .. و تبدأ عملية إعادة تأهيلي .. أكمل بعض جملي .. أميز بعض الوجوه حولي .. أبكي قليلا و أتنفس قليلا ..
أدخل شهري الثالث .. أميز الطريق .. أكمل جملي .. أتوقف عن البكاء و أتنفس بانتظام .. أدخل الشهر الرابع .. أصاحب وحدتي من جديد ..
يعود ..يعود معه ربيعي و صباي .. أتمسك به بعنف ثم يغيب .. أتمزق بين الحياة و الموت .. أدخل غرفة الإنعاش .. و يدخل حبه فصل جديدا من رواية ترفض أن تنتهي!
هذه المرة شيء ما مختلف! شيء ما في عينيه مختلف وكأنه جاء ليبقى .. لن أحلم .. أرفض أن أموت ...

[سلام الفاضلي]

أنظر إلى عينيك..هذا الألق فيهما الذي أعلق عليه أرجوحة من ياسمين فأبقى معلقة معك بين السماء والأرض..
ألق لا أراه إلا حين أكون حولك وأعرف أنه لي..أتسلل أحيانا لأراقبك مع الآخرين..تخيفني عيناك حين تنظران إلى الأشياء دوني..يخيفني جمودك الرهيب مع الأشياء حين لا تتعلق بي، فأعرف أن هذا الألق الذي أراه في عينيك وأنت معي،، لي وحدي..
أنظر إلى عينيك..أراقب إلتماع نجمتين فأنذهل عن كل شيء حولي لا يتعلق بهما..يخيفني جمودي الرهيب مع الأشياء حين لا تتعلق بهما..فأعرف إني أحبك وأحبهما، بل وأحب كل شيء يصيبني حين تتعلق الأشياء بك، بك وحدك أنت..

[سلام الفاضلي]

‏"حرف سقط سهوا...ربما"!!
‏ ‏
‏"ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" صدق الله العظيم

[سلام الفاضلي]

بيني وبيني أسألني: ما الذي يبقيني؟ فأجيبني: اللاشيء!
هل أترك لي شيئا هنا وكلي يشدني إلى هناك؟
تضيق روحي بوجهي الذي لا يشبهها وتطالبني بالتعري من جسد ضاقت بحدوده البلهاء، ويتمسك بها جسدي خشية من روح جديدة ووجع جديد..يحاول أن يعدد لها محاسن البقاء، ويرتبك عند الإصبع الثاني..تقابله بألف إصبع وتسخر من غبائه.
هو هذياني..هو هذيانها..هو هذيان عيناك...

[سلام الفاضلي]

تعبنا وما دروا فينا..متنا وما صلوا علينا..فلماذا حين حياة يطالبوننا بالموت!
لن أجامل في حياتي.. أنا حتى ما جاملت في مماتي!!؟

[سلام الفاضلي]

"ث ت ح خ ف ن ه ب س ق"!!
‏ هذا كل ما أفكر فيه وأنت معي! هذا ما أستطيع أن أنطق به وأنت حولي! هذه هي فلسفتي العظمى وأعظم نثرياتي حين تقترب!
لن أشي لك كم هو كثير لدي أن تكون إلى جانبي..لن أخبرك عن إرتباكي وخروجي الغريب من جسدي لأطوف حول عينيك سبعة مرات..وأشرب من زمزم شفتيك ثلاثة رشفات..وأسعى بين وجهك وبين هالتك سبعة..وأرجم المسافة بيننا سبعة.. ويصرخ كلي لك..لبيك لبيك!
لا! لن أخبرك عني في حضورك الطاهر يا بعد كلي; أخشى أن تكبر علي!

[سلام الفاضلي]

‏"جمعتنا الصدفة"! وأنظر حولي..كل ما أراه منظم بدقة شديدة من خالقه..كل ما مر في حياتي، مهما صغر كان له أثر..أي شيء مر من حياتي كان له بصمة وعبرة..لم تجمعنا صدفة..ولكننا لم ندرك بعد الأثر والعبرة..
‏"تعقلي"! وفي تعقلي جنوني..لن أتعقل!
‏"ترفقي"! وتلك الأشياء التي ترفقت بها كانت الأكثر قسوة علي!
‏"أحبك"! أحبك أكثر..

[سلام الفاضلي]

حين عاد..ألقى بطعم علقه في صنارته..ضحكت بقوة! لم أعد قادرة على السباحة بنشاط إعتاده..عليه أن ينتظر طويلا جدا لأستيقظ من إغفاءة العمر..ولا أعده أن أجد في نفسي القوة لألتقطها وهي لصق فمي!!

[سلام الفاضلي]

خلتك وأعرفها! تتقن اللعب على أعصابي حتى تنهار أعصابك!! خلتي وأعرفها! أتقن الصبر عليك حتى تنهار أعصابي!!
وإني إشتقت إليك في بعدي القصري عنك.. وإشتقت إلي معك!
‏

[سلام الفاضلي]

دلني على طريق واحد على وجه هذه البسيطة لا يقودني إلى عينيك! لن أسير فيه أبدا ولكنه فضول القط إن شئت تسميته..أو رغبة بأمان مصطنع بأني أستطيع الفرار إليه متى شئت أن تتوحد من دوني، إن كان بإمكانك أن تتوحد من دوني! فإن كان بإمكانك، فهل دللتني على هذا الطريق أيضا!
في عز هذياني كنت أفكر فيك..أتسلل لأطمئن قلبي على عينيك..وأهرب حين تقترب مني خشية أن أتعلق بك أكثر، إن كان هذا ممكنا!!

[سلام الفاضلي]

ذهول عينيك في بعدي يتعبني وأحبهما.. وأحب عينيك في جميع حالاتها! أحبها طفولية، وأحبها متحدية وجريئة، وأحبها قاسية وأحبها حنونة..وأحب حساسية عينيك لما أحب, وإن كانت حساسة لما يغيظني أيضا! شكرا لهداياك..

[سلام الفاضلي]

رمى برأسه الجميل على كفي وسأل: كم موتا نموت في هذه الحياة؟! وأجبته وكلي يضحك من وجهه الذي بدا كطفل حرم من لعبته: لا أدري! توقفت عن العد بعد موتتي العاشرة! أراقب بصمت ملامح وجهه التي تزداد في كل مرة أراه، جمالا على جمال..تراقب عيناه حروف شفتاي بشغف وكأنه ينتظر مني أن أحل له لغز غرق مدينة الأتلانتس الأسطورية..أعض على شفتي السفلى بيأس يقطر عجزا..وأبتسم بثقة لعينيه اللتين ألفتا قلة النوم..ينفخ في وجه عيني اللتان تقطران نعاسا بعد المغرب، كدجاجة مهذبة: نامي!! يهذي بكلمات لا أفهمها ولا يقصد منها سوى محاولة جري للسهر، أتجاهلها وأضع رأسي لأنام..سأجد في الصباح كل شيء على حاله..كذلك سيجدها هو!! غير إني سأكون أكثر يقظة منه..

[سلام الفاضلي]

زفراته التي يطلقها حين يأس من تناقضاتي الألف، تثير شهية شيطانتي للخروج من جبها و...! أشكمها بحزم أحيانا..وأرجوها بلطف أحيانا أخرى..ولا أدري حتى متى سأكون قادرة على التحكم بها,,تريده بعنف، ويدري!
تنهداته التي يطلقها حين حزن، تثير شهية شيطانتي للخروج من جبها و...! وأشكمها، وأرجوها، ولا أدري حتى متى سأغلق بينه وبينها الأبواب,,تريده بعنف، ويدري!دموعه..ضعفه..قوته..ابتسامته التي يداريها..كل ما فيه يدغدغ شيطانتي في جبها ويعذبني بها..ويجري!!!

[سلام الفاضلي]

سأخبرك شيئا -للمرة المليون- قد يفاجأك!! أحبك ولست راغبة بأن أتملكك..كيف لي أن أطالبك بما أرفض تقديمه؟!

[سلام الفاضلي]

شاء اليوم أن يكون صامتا..يعرف أن أنفي الثعلبي قادرا على تتبع حروف عينيه..كنت أقرأ كتاب التعليمات بإصبعي كعادتي حين أكون مجهدة وفاقدة للتركيز..وزاد الطين بلة أن وقف خلف الكرسي الذي أجلس عليه بيقظة لا تقول حالتي..أمسك إصبعي الذي أتبع فيه ولا أعرف أي شيطان دفعه لهذه الحركة أمام الآخرين وهو الذي لا يفقده حرصه إلا الغضب. كما يعرف تماما إني حساسة جدا لحدود أناي، وأنزعج من اللمس حتى من صديقاتي..لم أستطع أن أرى عينيه خلفي فخمنت بأنه غاضبا..لم يكن راض عن لباسي صباحا قال بأنها ترتديني أكثر مما أرتديها في مناطق معينة! وأجبته بخباثة بأنني محتشمة ولا أملك أمر أنوثتي..زم شفتيه علامة على عدم رضاه ولكنه لم يكن غاضبا وإلا ما تحديته..أعرف بأني امرأة مستفزة ولكن التجربة علمتني أن لا أستفزه غاضبا..والآن.. إصبعي يقبع مستسلما كخروف العيد بين شاهده وإبهامه..قبضت على أنفاسي وهيأت نفسي لكتم صرخة ألم ورسم إبتسامة تخفي حقيقة لويه لإصبعي بقوة..ترك إصبعي بنفس الدهشة التي قبض بها عليه، وخرج دون أن أرى عينيه وأفهم..لو أنه آلمني وما تركني لحيرتي..ستمضي أياما قبل أن يخبرني ما به..أعرفه!

[سلام الفاضلي]

‎صداقتي مع عينيك عمرها أبعد من عمري..إنفصالي عنها عند ولادتي كانت أصعب تجربة على جسدي ‏‎
أحيانا .. يفيض حنيني إليك حتى يتجاوز قدرتي على إحتوائه..فأسكبه دموعا, وكم أكره أن أبكي!

يقتلني إني سأحبك مهما حاولت أن لا أفعل..ومهما أنت فعلت!‏

أحيانا .. أنجح في التخلص منك لثوان أسمح بها لنفسي أن أفكر في...

يذبحني أن هذه الثواني باتت تضيعني مني..

أحبك ولا أمل لي في الشفاء منك..ويعذبني بإني لا أريد أن أشفى منك حتى بعد موتي..أعرف!
‎لا تحاول ن تفرض علي شروط إقامتي..لا تدرجني في دفتر أجندتك مع أسماء لا تعنيني..وأنت المقيم في أبدا..‏‎

[سلام الفاضلي]

‎ضيعتني الأوهام يوما..فبت أشك في أشياء واقعي ‏‎
لا تندهش إن رفضت أن أدخلك إلى عالمي..ولا تيأس من دفعي لك بقسوة من واقعي المجرد من كل شيء لا تستطع يدي أن تقبض عليه وتحتويه..أخشى علي من الإقتراب!
قبل أيام، سعيت لمشروع جديد سأكون قادرة به، أن أدخل من جديد إلى دائرة الواقع، وسيلزمني الإبتعاد عن هذا العالم الإفتراضي الذي تتربع فيه على عرش قلبي، ملكا متوجا..
لم أتصور يوما إنني سأتردد في طموحي من أجل أحد..وقراري الجديد يتعبني!
أحتاج أن أبتعد عن كل شيء..وعن أنت! أحتاج أن أسترد أناي التي كنتها قبلك..أن أخنق أبجدية تخنقني كل ليلة..أحتاج أن أسترد حقدي ومرارتي لأسترد قوتي ودافعي! أحتاج قسوتي لأنهض من جديد فقد بات تكرار الخيبات مزعجا..وأصبح روتين الأشياء سكينا يجز عنقي! أعلم أن مشروعي الجديد سيرضي طموحي ويشغلني حتى عن محيطي.. ‏‎ ‎
‎جل ما أخشاه أن يشغلني جديدي عني..وينساك! ‏‎

[سلام الفاضلي]

‎ظبيتي شرود..وتدري! هو قلبي من سلم جوارحها لك..وسأسترده وأستردها! ‏‎
لعنني الله إن كان قصدي أن أبكي عينيك وهي مدينتي..لكني تعبت من قفصك الماسي وكاد أن يزهق روحي! لم أحسب يوما حسابا لأحد، وإن كان هذا أتعبني كثيرا، لكنه لم يدفعني للهلاك كما تدفعني قيودك! أحسب كلماتي ولا تتوانى عن صفع يدي حتى أصابني الخرس!!
وروح أبي تتقلب في قبرها تقلقها روح طموحي..وأخجل مني!‏‎ ‎
‎هذه الروح التي تسكنني سأقتلها..ما عادت تعنيني عذاباتها..لا أعرفها! ‏‎
سأتجرد مني وأقف لأوجهني! كم مرة عفوت..وغفرت..ومضيت..وكم مرة قتلتني؟! ما عادت تعني لي شيئا منذ تجاوزت عزة نفسي لأبقى بقربك!
‎قال: سيدتي الكريمة من أنت؟‎
قتلتني يومها ولم أدرك موتي إلا متأخرة! وحده الموت قادرا على إحيائي..ألهذا تنكرت له؟ أأعجبني موتي في موتي؟! أريد أن أولد بعدك!

‎‎سيدي الكريم,,,أأعجبك موتي؟‎

[سلام الفاضلي]

حرف سقط سهوا..فعلا!‏
‎طوال سنين معرفتي بك، لم أرفع يدي بالسؤال..وحين فعلت، صفعتني بها على فمي!‏‎
ضحكت يومها، لعقت جرحي وأطلقت كلمة بذيئة لم تشف غلي..وأضفتها على سجل أخطائك الألف وتسعين..حساس أنت وشفاف سيدي..كحائط من إسمنت مسلح..
‎جرحي إنني عريتني أمامك..وإحتفظت بملابسك..أخجلتني مني! ‏‎

[سلام الفاضلي]

‎عيبي..أراك كبيرا مهما صغرت في عينك..وصغرتني في عيون الناس!‏‎
ستقبح وجهي..وستلقي علي بكل ما تطاله يدك..ستتهمني بخيانات لم تحصل..وتردد على مسمعي أنشودة ماضي الذي لن تبرأ منه أبدا..وأحتفظ بصمتي "دكتور مجنون" ..وأحتفظ بأسرارك وشراكاتك الغريبة التي طالتني!
لم أعرف يومها .. ولن أعرف!
‎دعني لجهلي! ‏‎

[سلام الفاضلي]

لن أعتذر من أبجدية حاولت تطويعي..مللت رتابتها وسأبعثرها!‏
‎‎نزداد طولا، ووزنا، ونفقد أسناننا اللبنية..ونكبر، ولكن هل ننضج فعلا؟!‏
‎‎
أحببت الدمى..وكان أقربها إلى قلبي، تلك التي أستطيع ثني سيقانها وساعديها وتميل حيث أميل..أما أسرعها إلى تحطيمي، فتلك التي تتميز بجمودها وتيبسها كجذع شجرة..كان يحلو لي ثنيها حتى تنكسر..مثلي، تكره اللعب التي ترفض أن تميل حيث تريد..لن نلتقي أبدا
‎أحب الألوان..تكرارها، يدفعني للجنون‎
ما عاد اللون الأسود يغريني..مللته..سأجرب غيره..

[سلام الفاضلي]

ما عاد شيئ يدفعني لأنكر أمامي...بأن إهانتك تجاوزت صبري على حبي لحبي!
لصبري حدود تفوق حدود خيالك..لكني أداري صبري بالغضب!
حاولت أن أخبرك..لا تراهن كثيرا على صبري وأنت شاهد على طول صبري على حقدي..وتدري!
أأعجبك إني أرد على صفعاتك بابتسامة العاشق الذي لا يملك من أمره إلا أن يحبك أكثر؟!
حاولت أن أخبرك..لست إمرأة تقبل بأقل من كل شيء وإن تقبلته لفترة!
حاولت أن أخبرك..تمردك إن قابلته بالطاعة فلا يعني ذلك أن طاعتي لن تتمرد علي وعليك وترفض الإصغاء حتى لي..
حاولت أن أخبرك..إني حين أمد لك الحبل على آخره فإني قد نويت إفلاته..
حاولت أن أحذرك..في كل مرة كنت تنسحب فيها عند حضوري..كنت تقترب فيها من رثائي لحبك..
حاولت أن أسألك..لتعلم إني إمرأة قد تجيد حل الأحاجي ولكنها ليست نوستراداموس!
سألتني مرة حين رثاء: أيموت الحب حقا ويندثر؟ وأجبتك عن تجربة: وتذروه الريح وكأن لم يكن!
علمنك النساء في حياتك أن ذنبك مغفور..وعودتك أقرب إلى الرحيل..لم أتوقع أبدا إنني سأكون المرأة التي ستعلمك أن بعض القلوب عند الرحيل ترمي مفاتيحها في جب لن تمر به أي سيارة..ستدري!
هي عاداتنا السيئة التي تبقينا على مقربة..وستذوي!
حاولت أن أخبرك.....
خجلت أفتش عنك في جيوب الصباح
وتحت أثواب المساء
تعبت أعانق الظل كلما الظل لاح
فأقبل -دون قصد مني-
ظلال الغرباء
لا..ولم أقبل يوما في قلبي العزاء
هل تجف دماء الشهداء؟!

‏‎ ‎

[سلام الفاضلي]

‎جبلت من طين بركاني... بركاني..وطينتك أخذت من أعمق بقعة في المحيط!‏‎
أقفز في المكان كقطة تشتعل..وتجلس على مقعدك بهدوء من يراقب إلى أي مدى أستطيع أن أقفز! أشتم كأولاد الشوارع..ترتبك ملابسي وتفقد رونقها..تحتفظ بصمتك المذهل، ولا تتحرك ربطة عنقك قيد أنملة!
أنفخ..أصرخ..أهدد وأخرج صافقة الباب خلفي..أعود ألملم أشيائي وأنوي الرحيل..تهمس: خذي المظلة، قال رجل الأرصاد الجوية أنها قد تمطر غدا، وغدا تعودين! أنظر إليك بحقد الكون كله..وغيظي يكاد يأكل شفتي: ومن أنت...رجل الأرصاد القلبية؟ تبتسم، أي تنحل واحدة من عقد جبينك الألف لثوان قبل أن تعود لشقيقاتها...
‏‎‎أخرج دون حقيبة...دون أشيائي..ودون المظلة..فلتمطر علي وأمرض..أعرف نقطة ضعفك أنا... ‏‎‎

[سلام الفاضلي]

‎متشبع من ماء الرجولة حتى فاضت من صوتك..لا أحد يشبهك!‏
‎
تذوب أنثاي أمامك، وأكره ذوبانها الثمل فيك! أحاول أن أسترجعني، وأستجمعني، وأذكرني بأناي المجروحة دون فائدة! فأكرهها أكثر وأمقتني..
لا أريد حبك اليخيفني في سذاجته فلا أعرفني معه..أخشى علي إيماني المطلق فيك..أدبر...تذكرني اللعينة بأن لا شيء أعرفه يشبهك..أقبل..لا أعرفني حين تغلبني علي..وأخشى علي منها..
أقسمت أن لا يجرحني شيئا بعد..ولا أراك إلا قاتلي..
‏‎ ‎