في صومعتي

[سمو الكعبي]

اسكت, فقد نطقت عيناك بكل شي ارح تأتتأتك من عناء النطق والإفصاح عهدتك فصيحا إلا أن نا قدمته لك جعل لب فصاحتك مربوطة بجميل ودي وعظيم ما أكنه لك .
اسكت بل تأدبا سأقول اصمت لأبحر في نظرات العيون وألمح أبعاد الماضي وآفاق الحاضر, ألمح ما وراء التبانة, حقا تجيد النظر أكثر مما تفصح .

[سمو الكعبي]

عندما أحاول أن أفسر ذلك الشيء الذي أجهل كنهه ولا أجهل تعايشه بل أن اعترف بأنه صرعني فهزمني وقتلني فأحياني بعدما عشت موت الحياة لأصبح حياة الحياة , حياة يذوب في تفاصليها هو حتى ينعت السكر بملوحته أمام حلاوة ذلك السر الخفي الجلي على ناصية حرفي بل نظرة عيني, عندها وعندها فقط أدرك أن في الكون أسرارا لا نزداد فيها علما بقدر ما نزداد فيها علما بجهلنا وألمنا.
جهلا بما وراء ذلك الكبير الذي ظهر بقدر ما جهلنا أغلبه وعلمنا أصعبه حتى غاب أصغره , وألما على أننا لم نذق من قبل لذة مثل هذا.
يااااااااه كم هي سخية الحياة حين تذيقنا ما يشعرنا بحلاوة القادم لمرارة الماضي.

[سمو الكعبي]

آهٍ يا حرفي تسكر ألماً وتصحو ألما وليس لك منه جراحات العذاب وآهات الغياب, أنفاسك تجرها على الشوك وعطرك ينبعث من قبور الحب الذي ودأته أنت بعد ما أحييته أنت.
ومالهفي عليك وترقب إليك قبل أن تشرق الشمس وبعد أن تغرب إلا لأسأل نفسي كيف تقلبت القلوب فدرات بعدما رستْ على ضفاف حرفي فتزودت من روحي وأقتات من سويداء القلب فأخذتَ وما أعطيت وسلبتَ وما رددت واستعرت وما حفظت المارية ولا العارية فتركتني فرسا بلا فارس , وأمانة بلا حارس.
أتساءل إلى متى وانت تدعي الإحساس بالآخر؟ ولا نرى إلا إفلاسا من أي مسؤولية وتبادل للشعور, ومتى كان الحب أن تنقش حرفا تكتبه في لحظة تستعيد ذكرياتنا الصادقة التي تعاهدنا عليه في لحظات لا تتكرر هذه الأيام, وكأن جدبا حل بنهرك الحاني أو تحول لمسار طالما تراقصت فيه سمكات مشاعري فرحة وإذا بها اليوم تشكي نفوق جميلك وجزر اهتمامك, والأكثر إيلاما أنك مهما اقررت في لحظتها لاتلبث حتى توفي بعهدك مع الجفاء ونقضك لميثاق الحنان!!!
ومتى كان الحب حروفا تُنثر في لحظات يكتسيها الصدق ليتَلبَّسها سرَف ُالإهمال ليل نهار , فلا تعلم بأي خضاب تلونت فيه مشاعري, ولا على أي حال بت أناجي في ليل الداجي, والمصيبة أن تقول: أنت معي مهما بعدنا!!!!!!!!
كيف تطمئن القلوب المحبة على من تحب وهي لاتشد من عزمها وقت الحاجة والعازة لا تكفف دموعها لحظة الضيق, ولوبقليل من الوقت, كيف يكون لأعباء الحياة وهي العدو اللدود النصيب الأكبربل لنقل: كل الوقت ولا يكون للقلوب المحبة لحظة همس ومرور طريق وسؤال صديق , أترانا نهزأ بمشاعرنا بعد قدَّسناها ونستخف بعقولنا بعد أن نضجت ووعت , علمتني الزهد بك بعد أن أحفظتني درس الطمع بك, فبقدر ما طمعت آثرت التقشف والورع حتى أحفظ لصومعة ودنا خيوطها المتهالكة التي اجمعها كلما هبت نسمة ريح في حين أراك لاهيا ولا أراك ساهيا أمامي لنعيد شيئا من الماضي
ليست الحياة مشاعر كلها, لكن الود يا صاح هو أن نترجمه أعمالا عفوية ومواقف يومية تاتي تلقائية في خضم مشاق الحياة لا نستطيع أن نستغني عنها ولا نحيد عن طريقها تماما كما نتفس الهواء ونشرب الماء على الرغم من أن الأول لا رائحة زكية فيه والثاني لا سكر وعذوبة ومع ذلك فنحن نقدسهما ولا نستغني عنها .
الحب هو التلقائية الدائمة والعفوية المستمرة التي تسابقنا إليه جوارحنا في كل لحظة وفي وقت الأزمات نحاول أن نسترق من الوقت رغما عنه لنهوي إلى مأوى الفؤاد ومهواه فإذا القلب أرد الحبيب فلا بد أن يستجيب الزمان.
بلل جفاف مشاعرك وغفوة عقلك ومكابرة نفسك بطيب السؤال وإلا كان ما تقوله جموح كاتب وخيال شاعر,"يقولون مالا لايفعلون".

[سمو الكعبي]

[poem=font="simplified arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,5,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قليل الوصل لا يشفي عليلا= فمدَّ الحبل وامنحني جزيلا
فمدَّ الحبل كي تحيا زهوري = وينهض غُصنها رطبا جميلا
[/poem]

[سمو الكعبي]

[poem=font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فتخضر العصون بلا ربيع= فينبت زهرها ظلا ظليلا
أزل طعن الجفاء فإن قلبي = جريح الود أردته قتيلا
أداري شمعتي والليل داج=كثيف سواده حرق الفتيلا
دماء الصدق قد أضحت سيولا= فداء الهجر بات بها طويلا.
جريرة حبنا أن قد صدقنا= وعشنا الود ما كنا قليلا.
فدم الود بات لنا رديفا= وعرش الهمس صار لنا مقيلا
أبعد الوصل يرضينا قليل= وبعد العز نلتحف الرذيلا
فسيف العاشقين وصال جود= وسيف الجاحدين بها صليلا
فلا تبخل فإن البخل عارٌ= نديُّ الحب لا يرضى بديلا. [/poem]

[سمو الكعبي]

وجلدت الجرح حتى استعصم بعهد كان ما كان في ربيعه وصار ما صار في خريفه, ولم تكتف بجلدة أو جلدتين وكأنك صنعت من سوطك أصناف العذاب فلم تبق على قاموس الجفاء ولا معجم الفناء لفظا إلا استعرته ولا مفردة إلا تلبست بلباسها, فغلبَ فرعك ما كان أصلا لك ,وغلبتْ جفوتك طيبك.
وكأني لم أعرفك على طول العهد بيينا, ولا آنست بك بقدر ما استوحشت منك الان, جميع ما عهدت لم يبقَ على ما عهدته يوم كنا وكنا وآآآآآآآآآآآآآآآآه من كنا .
وأنا رغم هذا كله المتبتهلة في محراب رحمتك الزائلة المتبتلة في رحاب عنفوانك الغادر, وما تسبيحاتي إلا رجاء لم يقطعه الأمل -على كثرة ما قطعت ما بينتا-أن تعود ذلك الابن البار والحبيب الحاني فهي تعاويذ حب علمتني إياها الصومعة .
رفقا بالسمو رفقا بالسمو

[سمو الكعبي]

[poem=font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أحييتني حينا بجود أمثلي= وقتتلتني حينا بكفٍ أعزلِ

هلا أزلت الطعن عمري قد مضى= نزفا وبات الدم ينزل من علِِ

ادعوك راجية وئامك سيدي= فترد مهلا لا مكان لك انزلِ

أيكون عدلا ان أجازى ولم يزل=عهدي كم صاف كماء زلزل[/poem]

[سمو الكعبي]

قد كان بيني وبين القلم عهدٌ ألاَّ أمسه حتى يمسني من الريح هبوبك ,ومن الطيف خيالك ومن الطيف خيالك .
وبقيت على العهد حتى تربص نور خفي وأمر جلي, لا أستطيع بيانه ولا رسم عنوانه, أعيا السمو وشق جيب فصاحتها ولطم خد بيانها ,فتحدرت خلجاتها كاللولؤ غزَّ على قلبها أن يسقط ومن فرحتي به أبت نفسها مفارقة تلك الدموع.
وهل كان الدمع إلا خلاصة روح حلقت فارتوت بقطرات مشاعرها وأبرقت رعود هواجسها؟ .
أي فاعل أنت وأي مفعول به أنا ,أي صفة ألبستني وأي موصوف به غديت؟!
وما مثلي ومثلك إلا مثل عاطف و معطوف عليه ربط بينها حرف الحرمان وصنيع الزمان فغدى غد السمو أبهى وعالمها أجمل .
آه ٍ كم أعياني ضمير الغائب المبني على عرش سلطانك في محِلةِ قلبك, فارحم من كان من غيرك خليَّا وبات بك شجيَّا .
فأنَّةُ السمو تغريد طير وزفرة محب وهمسة صدق وضعتها بين يديك, فارفق بالسمو فإنها تُّيمتْ بجوراك مبغضبة لبعدك .
ودمتَ لي أُنساَ وبهجةً مدراره
التوقيع:
سموك الذي لا ينتهي

[سمو الكعبي]

ولم يكن عهده بالحب إلا ألما ومن كأسه إلا سما, وما كتب له شقاء إلا أنه أخلص حبه ونذر عهودا مغلظة لوفاء قطعه الجفاء وغدرت به خيانات الضمير وتلكؤات اللسان.
أكان ذنبا أن صدق على ما عاهد حتى يُجرََّّم بذنب هو منه براء براءة الذئب من دم يوسف أم أن قدر الصدق أن يؤكل من قبل الغدر؟
حينهايعلم ألاَّّ حظ له ولا مكان له سوى أن يشدو بليالي المحبين ودياجير الوفاء السحيقة, كأعمى يتغنى بأوصاف جارية لم يرها,أم أن سنن المحبين باتت خيال في خيال يتأبّى الواقع قبوله, فعزاؤك أيها الصادق لن ينتهي ونائحتك لن تسكت, فلك من السمو تعظيمة مُعزٍ لا تنتهي حتى تبدأ.
سمو الكعبي

[سمو الكعبي]

وما كان حظك من العشق إلا أن وقعت في فلسفة من تحب فلاأدري أأضحت قيودا أم أنها وثاق سحري حريري ناعم, نعم لأن وثاق المحبين ألمه جنه وشداده حنان ودفء هكذا هم المححبون عجائب وأحوال لا ينفك عنهم بأس حتى تذاكروه سمرا ونغما لاتقارعه أوتار عود ولا صفير مزمار ولم يتذاكرونه ألما بل من المؤكد أنهم في وسطه يعدونه وبْل غيم ينيها هزيم رعد ولمعة برق .
فتالله وبالله لو أن المحب تلقى صفعة ممن أحب لظنها بسمة اللقاء وتحية البعد الوجيع وحياة الرضيع .

أي ريح استمطرت قلمك اليوم يا سمو ليرسم لذلك الهني برؤيتك الغني بدلالك لأنثر عليه صباحية حرف عبق وهمس أنيق بتراتيل جودها بنانك.
إليك وما كتب إلا إليك ليستيقن الحرف والورق أنك مالك أمره حفيظ عهده خازن مخرجة عليم بمدخله, ليهنأك قلب السمو وحروفه

[سمو الكعبي]

هو الشعر لا تسأل وسل عن أصوله=فرُبَّ كليم ٍ طـارح القـول أبكـمُ
معانٍ تدر ُّ المسـك َ فيهـا فحولـةٌ=وأخرى يصبُّ الوحل فيها وترجم ُ
فقَوِّم رماح الشعر في الجـود= إنهـاتدلّ ُعلى طيب الرجـال ِ وتكـرم ُ

[سمو الكعبي]

[poem=font="simplified arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
غدر الأحبة أشجاني وأرداني = طيرا ذبيحا بسهم فاض نيران
قد كان يكفيهم في قتله مدر = حتى يوراى ببطن الأرض جثماني
قد استجاروا بعذر لا دليل له = سوى التلكؤ في ساحات وجداني[/poem]

[سمو الكعبي]

"]وما طلبت من الود إلا أقله ومن الوصل مالا يخرج عن الملة, فاستنكفت واستعصمت وترفعت وتواضعت
وتعذرت حيث اغتررت بمن حولك وبظروف المكان والزمان , وكبحت جماح ودك وظننت بماء وصلك, فغُررت واغتررت بكثرتهم وقلت في نفسي : ولو أنك تذكرت جميل أيامنا وصفاء ودنا لعلمت ألا مكان لا يعادله زمان ولا مكان وأنه لايكرر في زمان لنا مرة أخرى فقد كان نبعا فياضا ودرا مهمارا .
أتعلم أن عليك أيها الظان بنفسك المتلاهي بمن حولك أن تقرا الحب كما هو في أبجدياته لا كما هو في أبجديات كراس جهلك وتلاهيك, وستستيقن أن فرطت بما هو نفيس وهل هناك أنفس من أرواح ممزوجة بمسك الصدق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[سمو الكعبي]

وكم كانت كلمة الرجولة باهضة الثمن عزيزة المأخذ مَهلكة لكثير من أولي العصبة قاتلة لكل مدعِ لم يصدق في قلبه فكذبه لسانه وصدقه الوقت الخادع بقصره حتى يتجلى معلمه الحقيقي ومعدنه المتأصل حقا كما قيل:
[poem=font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] لولا المشقة ساد الناس كلهم- = الجود يفقر والإقدام قتال[/poem]
فالحمدلله الذي جعل للمراجل ضريبة لاتؤتى لمن عزمه واهن ونفسه دسيسة المكر والكذب

[سمو الكعبي]

وما جُبل ابن ادم على صفةهي أنكى وأشد وقعة من الغدر والخيانة لاسيما من محب تصبر وتغاضى وتسامح, وقابل كل هذا بابتسامة حب صادق جُبِل عليها, لأنه لا يعرف سوى الصفح الطاهر والقلب النابض بعنفوان الطيب , إلا أنه ظن أن ذاك قلة فهم ممن أحبه فزاد في الكيلة وأثقل في الغيبة, وأنا أرقبه فأنا القريب البعيد عن خطواته, وأرى كيف تلوثت مساحات حبي من قِبله ببصمات لم أعهد لها مثيل.
وكلما عادت باصرتي لنفسي قلت ولم التصنع بأن الود باق وأنه على العهد وهو الذي قطّعه حتى دنس فتاته ناهيك عن الحبل المطوع ذاته, أين شجاعة الرجل في أن يعترف بتراجع وانسحاب لا سيما إن كان من يحبة يفتح عقله قبل قلبه وقد طعنته -قبل أن يطعن السمو بسيف المواجهة -إلا أنه استشفع وتشفع بأوهام لم تشأ إرادتي على تكذيبة ولا تصديقة, لكن قلب المحب والوعد الصادق جعلاني أٌقف وأقول دع الأيام تُجلي المكنون وتظهر المستور, وقد غاب عنك أيها المغبون في تلاهيه بأنك ستضع السمو في أرصده الاحتياطات لعلمك أنها معدن لا يوجد.
ألا تعلم بأن للحب رقيب لا ينام إلا إذا نام القلب في الرمس فأرني ما تبقى لك من رجولة باعتراف صادق منك لا وعد صبي متلاعب بعقال يلف جنونه وغدره تحت شماغ يدعي أنه رجل فهم الرجولة وصادق يُعلِّم أبجديات الوفاء, فالاعتراف قبل شجاعة شجاعة الشجعان.

[سمو الكعبي]

[poem=font="arabic transparent,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ضُمِّي سموا يا أماه وابتسمي = فإن حضنك أدفى برد وجداني [/poem]

[سمو الكعبي]

ما ترنم عاشقان مثل ما ترنمنا ولا ثمِلا مثل ما كان للسكر منا غايته وللفكر منا مطيته.
مزية حبنا أنه كان روح وفكر سيّجهما قلب نابض بالصدق هاتف للتمازج, حين لم أفرق بيني وبينك وبينك وبيني فغدوت لازمي زاما ملزومك .
وكم سَعِد الهوى في أحضاننا فاستوى واشتد على سوقه وتدلل ولم يتملل من نعيم ما رأى ولذيذ ما سُقِي؛ فقد كانت البلاغة موئلا و ربيعا لأيام خالدة لا ينكرها نبضنا بقدر ما يقفدها واقعنا ويحن لها يومنا
فارحم فإن البعد قاتل والظمأ بطاش في هجير هجر لم يعرف قطرة غدير ولا شربة ماء مالح حتى و

[سمو الكعبي]

وما ظننت أن حبا في قلبي سيتجدد, وأن حرفي سنفض جناحه بعد انكسار, ولورقي أن يمازج بين الليل والنهار بحبر أسود وورق أبيض بعد أن رأيت من غدرك ما رأيت!! ومن هجرك ما اكتويت, ومن كذبك ما رأيت .
وما رأيت ذاتا تجسد فيها النفاق والمخاتلة كذاتك ,حتى برهنت لي يامن كنت سيدا للقلب ومالكا للروح أن للمنافقين بقية باقية وللكذابين عصبة تجدد كلما استدار الزمان, فلا يلبث أن ينساهم حتى جددت عهدهم و جلبت ذكرهم .
ولست هنا بصدد أن أذكر ماضيك الأسود وحاضرك الذي لا أعلم منه وليس بهاجس لي أن أعلم إلا بقدر ما أروي حرفي و أبهج حرفي وأريح عقلي بأن دورة الكذب وإن طالت فلأهل الخير محضر ولوجودهم بصمة حتى بدأ غُصينَ قلبي يورق بعد جفاف ويربع بعد إمحال , وعلمت أن عين الحب معمية لصاحبها قاتلة لبصيرة راعيها لما لمسته من حب جديد لا أتيقن من صدقه إلا بقدر ما أتيقن من كذب أي حب غيره ,فكيف لي أن أصف وأنا العاجز العقيم من أي حرف سليم لأخط بحبي له وأترنم بصدقه الذي انعدمت منه أيها الماضي, رغم أن الاسم ذاته ألا أن في البون بينهما ما يعجز العقل عن الحصر والباطن عن التعداد والحاضر عن الإحصاء والماضي عن البكاء, ففي صدق المشاعر ونبل الهدف في الحب دفق عجيب لم ولن تعلم أيها الماضي قدره , لأنك محروم وبالخيانة مختوم, فما كان حظك من حرفك إلا ما يكتبون مالا يعملون وينحتون مالا يجيدون , وكأنك سجاياك حين عجزت سجاياك أن تصل إلى النبل والصدق عزيت نفسك بتلك الحروف المسومة بالكذب والمخاتلة أما هو الحاضر فلا يجيد حرفا ولا رسما أدبيا بقدر ما يجيد صدق المشاغر التي رأيتها في عينيه والتمست ريحها بل وجدتها في أفعاله قبل حسَن أقواله, ولو أطرقت مليا في استنباط الاختلاف والتشابه لكان من التشابة ألا الاسم ذاته حتى حروف اسمه تختلف في النطق ع لساني وان تشابهت مع اسمك في الرسم, لأن صدقه شع فيها حتى كساها اختلافا عن دنس كذبك وسواد سريرتك.
واأما الاختلاف فبينك -ياهذا -وبين معاليه -حفظه الله لقلبي- ما يشرح أساس كلمة الاختلاف لتفهم كيف أن الله خلق وفرّق وأعطى وحرم ورف بالصدق ووضع بالكذب.
سبحانك ياللهّ! ولا أريد أحتم حروفي بالحديث بقدر مااأريد أن أتوجها بالحديث عنه لأهمس في عينيه قبل أذنه لغة الحب الصافي ووديانه ونبضه وشريانه

[سمو الكعبي]

وبعد طول غياب طلب مني أن أطمئنه ؟؟؟؟؟!!!!!
سؤال صعُبَ علي جوابه وشق علي كتابه, وكيف للعود أن يبقى إذا ذهب لحاؤه؟ وللورد أن يصمد وقد تساقط ورقه ونداه ؟
كيف لنفسك أن تطاوعك أن تسأل وقد علمت من الإجابة مالم يغفل عنها عقلك؟ ومن الحال ما لم تحجبه الحقيقة عن عينيك ؟
ولكن حُق لأسألتي أن تخرس أمام جبروت قلبك وقسوة هجرك وتمادي تحاليك علي بالظروف والنعوت بأوصاف المظلومية التي ساقها من حولك عليك, حتى تجلى فجر الوضوح وتبين ما كنت أغالب نفسي عنه وأدفع عنك به من ظلام كذبك وضألة صدقك في دائرة كونك التي تترست بها وتمرست , وكان من علاوة حظك وسعد فالك أن وجدتني أرضا بكرا كلما زُرعِت ببذر أنبت أطيب ما عندها وجادت بأحسن مالديها فما وجدت من قاطفها إلأ أن رماها بعد أول قضمة.
فعدمتك بك الوفاء لما انعدم فيك الصدق, فوفيتَ بإعطائي وعودا كنت متيقنا ساعة ملفوظك بها بأنك غير منجز لها ولا بموصل لي أول حرف حتى توفي باخره , فلله در شاعر عجز أن يكتب حروف الوفاء في حين نقش حروف الهجر وأجادها , فعجز الوفاء صعب ووفاء الهجر هين وبين ذاك وذاك بون وأيُّ بون .
فما كان لحظ السمو منك إلا حظ عقيم قاربها اليأس فاستهلت بكرة النهار بنبأ حملها حتى استيقنت باخره بسِقطها الذي لم يكمل أربعا وعشرين ساعة في لُجج رحمها المتعطش لظنا تضمه وطفل تحمله, فاستيقنت ألاّ قسمة لها في جنينها ولا في وليد آخر حين حملت ذوائب شعرها البياض, فكان للثكل وثقل العقم رحلة لها معه في بقية العمر .
والان ياشاعر أمسي وهاجر يومي جئت تسال عن الحال !!!وقد عجز المقال عن التصوير والفكر عن التدبير , ولك أيها السائل المتغافل عن حالي أن تتخيل لصدوق مثلي كيف تفجع بفقد الصدق وحضور الغدر والوعود الميتة ساعة ولا دتها , ولك أن تتخيل كيف لي أن أرى انتكاسة الوضع وتتحدر الأماني نحو قيعان جدباء, ولم يكن للسمو وقتها هم ولا كدر إلا كيف يقلُّ الصدق وقد صَدُقت, وتُخان حين تُوفي وهي التي تمنعت على من تمنعت وأبت على من أبت لتعطي من رغب عن عطائها وقد شبع وفي بذلها وقد طمع .
وإن أردت أن تعلم من الحال فلي أن أصف حال القوة التي خلفها ضعفي وجدا عليك واستجماع أمري بعد أن رأيت منك ما هشمني ليجمعني ويصنع مني قوة بعد ضعف عقل وبعد جنوني بك لترى السمو وقد استبدلت أمسها بيومها وبوجدها لتجدها مترنمة باسمة... شامخة... مزهوة... فقد علَّمهتا بما صنعت كيف تُحسن الاختيار من بعدك لتبعد عن دجى الغموض وآفاقه والزور وشُهَّاده لترى بعدك من يعشق بصدق وإن لم يكتب حرفا واحدا فيه لأنه أقسم على نفسه وأبر أن يكون فعله دليله وقلبه سبيله لحياة سرمدية .
فلو رأيت السمو اليوم لعلمت من منا الباكي على أمسه المُنتحب على رمسه حين دفن الصدق ومضى وآثر اللغو ومنتهاه, لتعلم بأن سؤْلك كسير الطرف خائب الرجاء بما صنعت يديك .
وربما كان في حالي اليوم ما علمته ومالم تعلمه ولن تعلمه فلله درك وأمرك, ولتعذرني فقد كابدت بأن لا أقسو عليك وأصب عليك لجام نار لم تعهد من السمو إلا رقتها إلا أنها كابدت وأضمرت فجئت بسؤالك فكتبتْ ما كتبت, فقد حيرتني حاضرا وغائبا , وأكرر لله درك وأمرك.