العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰

⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 15-02-2021, 04:13 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي ما تيسّر من معجم المعاني وفهرس الطيور





المعانى طيور وأنا حجارتي في الكتابة قليلة
حجارتي في الكتابة قليلة وبالكاد أعدّها وأحصيها على أصابع كفّ من ثلاثة أصابع
حجارتي في الكتابة لقلّتها عزيزة ، فلا أرسلها إلى الأعلى إلا في أثر معنى أعرف أنّه على استعداد أن يقدّم الكثير من التنازلات ويقبل أن يسقط حتّى ولو بدون حجارة ، ومع ذلك كنت أرميها إكباراً لكبرياءه وتوقيراً له كي لا يقع في خانة معاني السبيل ، والمترديّة والنطيحة ، أو كأن يقال : "خبط عشواء" .

المعاني طيور وليس بالضرورة أنّها على أشكالها تقع ، أو أنّها مهما علت لابد أن تقع ، لكنّها تقع أحياناً بحسب جودة حجر الكلام ومدى إحكام شرك اللغة ، وهي مثلها ، فمنها ما يصلح لقفص الوصف ، ومنها ما يأبى أن يدرج إلا في نصوص الكشف.

بعض الطيور مسالمة حدّ البلاهة ، حتّى حين لا أكون في واردها واضعاً يدي في جيبي أمشي وأصفّر ، فإنّها تتساقط حولي بالجملة ، وتقع في لغتي بدون حجارة ، ولسان حالها يقول : اكتبنا.

بعض الطيور مريبة وتقول خذوني ، حتّى وأنا أرسل حجارتي في إثر غيرها أراها تمارس سقوطاً في المكان الذي أقلعت منه الحجارة ، ولسان حالها يقول : لست أنا ، ولكنّي زهقت.

بعض الطيور ماكرة كأنّها ثعالب جوّ وهوايتها مراوغة حجارتي ، حتّى الحجر الذي يصيبها يعود إليّ خالي الوفاض إلا من صوت نكايتها : عذراً فليس لنا هوى في السقوط اليوم ، حاول مرّة أخرى.

بعض الطيور نبيلة وطيّبة إلى حدّ الهبل ، وتدّعي وتقسم دائماً بريشها أن حجارتي أصابتها ، فتتساقط لها وتقع ، حتّى حين كنت أحاججها وأقول لها بأنّها لم تكن هي المقصودة ، وأقوم لأخلّصها من شرك الكتابة وأرسلها للجوّ مرّة أخرى ، تقسم أنّها هي ، وأنّني ربّما لم أنتبه.

بعض الطيور كريمة وتسقط من تلقاء نفسها حين تراني مفلساً من الحجارة ، ولكنّي أبقى نزيهاً معها ، فحينما تتوفّر لدي حجارة فإني أرميها للأعلى إلى المكان الّذي سقطت منه بأثر رجعي.

بعض الطيور خلقت للزينة ولا تحتاج لأيّ حجارة لإحضارها ، لأنّها خلقت مصطادة بالفطرة ، فهذه ليس لها إلّا أن تربطها إلى حجر وترسلها بمعيّته إلى الاعلى ، لا ردّ الله لها سفرة ، ولا تضعها في قفص الكتابة.

بعض الطيور نزيهة ، تعيد إليّ حجارتي معتذرة : ربّما في فرصة أخرى ، والمعذرة لأنّنا لا نريد أن نسقط الآن - الآن على الأقلّ-.

بعض الطيور لئيمة لا تكتفي بعدم الوقوع فقط لكنّها أيضاً تستبقي حجارتي لديها ولا تعيدها إليّ .

بعض الطيور صعبة جدّاً وماهرة جدّاً في اصطياد كلّ الحجارة التي أرسلها لها في الأعلى وتحاول أحياناً أن تصطاد بها الطيور الّتي سقطت في الكتابة لا لشيء سوى لتفسد عليّ كتابتي ، ولسان حالها يقول شامتاً : (بدري عليك الهوا عادك إلا صغير*).

بعض الطيور يطيب لها أن تتقمّص دور محارب الساموراي ، فما تكاد حجارتي تحاصرها ، حتّى ترتجل لها انتحاراً وتقع في الكتابة ، فتخرّبها وتربك دورة المعنى.

بعض الطيور عصبية جدّاً ، وحين لا أفلح بإصابتها من أوّل حجر ، فإنّها تضجّ وتشرع بكيل الشتائم بقاموس منطق الطير : ماذا يريد هذا ؟! ، وحين كانت لغتي تراوح اللاوعي وعلى سجيّتها كنت أفهم كل شتائمها ، أمّا الآن فلم اعد أدري ماذا تقول ، ولكنّ هيأتها توحي بأنها تكيل الشتائم ، وأنّها أتبعت سؤالها بـ "الأهبل".

بعض الطيور تقليديّة وقديمة ولا تعجبها إلا حجارة اللاوعي الّتي كنت أجمّعها في صحن الألمنيوم الّذي كان يتفضّل علينا بالتقاط ما تيسّر من تردّد إرسال التلفزيون

بعض االطيور فضيحة تقع حتّى قبل ان أفكّر برميها ، تقع في نطاق الهامش فأقوم إليها بالرمز وبعباءة المجاز لأواري وأستر عورتها.

بعض الطيور جديدة جدّاً ولا تذعن ولا تتساقط إلا بحجارة الوعي.

بعض الطيور مسكينة : إن كنت ترانا لا نصلح لنثر أو شعر ، وزائدات عن حاجة معناك وحاجة كتابتك ، فاصنع منّا علامات ترقيم ، أو اتخذنا كقطع غيار لمعان تالفة في نصوصك الناقصة ، أو اعتبرنا حجارة وأرسلنا للأعلى علّنا نأتيك بغيرنا.

بعض الطيور "بنات لذينا" تكون في الجوّ في هيئة وبعد أن أصطادها تدخل في طور التحول لتبدو في الكتابة بهيئة ثانية.

بعض الطيور متعجرفة ولا تعجبها حجارة لغتي ، فتخلد إلى أعشاشها : نحين حين تحين حجارة تليق بنا.



حين كنت صغيراً وكانت لغتي على سجيّتها كنت أرى المعنى أكثر وضوحاً
وكانت الطيور في عرفي طيران ، طير وقع وآخر ما زال يطير ، وكانت حجارتي مباركة.
حين كنت صغيراً لم أكن أعرف الفرق بين الدلالة والمعنى ، ولكنّي حين كنت أقول : يا أمّ ، يا أرض ، يا قدس ، يا خبز ، يا حبّ ، تنبجس من كتابتي عين ماء ، وتنفتح في صوتي طاقة ضوء ويحدث المعنى.
أمّا الآن وبعد أن ورطّت لغتي في شرك الوعي واللاوعي وانزياح اللغة وما وراء ظلّ وتر زاوية مثلث سقوط المعنى في بحر رمال التأويل الّذي تأوّل لوح تزلّج وراح يتزلّج على سطح بحر الرمال ليكتشف بعدها أنّ الرمال لم تكن إلا سمكاً خرج من بحره لكي يتشمّس تحت سيميائيّة شمس هامش صيف اتكأ على كتف بلا بلا بلا و (يا ليل) ، فقد أصبح العبء أثقل ، وأصبحت الكتابة اكثر صعوبة ، حتّى المعنى الّذي كانت حادثته تقع حتّى في جملة مرتبكة أصبح قطفه شاهق العلو و شبه مستحيل.

بعض الطيور محيّرة ويلتبس عليّ أمرها أحياناً (أو دائماً) ولا أدري إن كانت طائراً أم طائرة ، إلا حين يتدخّل القارئ ليلفت نظري إلى خطأ فادح حدث في الكتابة ، فأتنحنح كما يتنحنح كاتب دعيّ لم يجد كلاماً مفيداً يقال ، وأقوم بمضغ علكة مستعملة وأقول ، لا بأس ، ولعلّي أعيد
:
المعاني طيور ، وأنا حجارتي في الكتابة قليلة
حجارتي في الكتابة قليلة وبالكاد أعدّها وأحصيها على أصابع كفّ من أربعة أصابع ...






.
.






(لا تقيسوا الشعر بالمسطرة)
  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط