العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 27-02-2021, 11:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي هارون







هذا موعده الّذي لم يخلفه يوماً ، وهو دائماً يأتي في موعده ، وكنت دائماً حين ألمحه قادماً من بعيد أهرع إليه باكياً من شدّة شوقي إليه لأحضنّه وأقبّل عينه ، لكنّه كان دائماً ينحّيني جانباً بيده ويبعدني عنه وهو في طريقه للشجار والعراك مع الّذين سخروا منّي وأغضبوني..

نعم ، وكما أقول لكم ، فقد كانت لحظة شعوري بالقهر والضيّق وبالرغبة الشديدة في البكاء من سخرية الأولاد المتكرّرة من تأتأتي هي لحظة حضوره.

ولا أخفيكم بأنّي أحبّ رفاقي في المدرسة وفي الحارة بالرغم من مضايقاتهم المتكرّرة لي وسخريتهم منّي ومن تأتأتي ،
ولعلّي أحبهم كثيراً لهذا السبب !

وأنا أحبّ أخي ، أحبّه أكثر منّي ومن أيّ إنسان آخر أو أيّ شيء في هذا الوجود ، ولأنّني كنت أريده أن يحبّني أكثر وأن يبقى دائماً معي ولا يغيب عنّي طويلاً كنت أقف في وجهه دائماً وأمنعه من ضرب الأولاد الّذين سخروا منّي وأغضبوني لأتولّى أنا عنه هذه المهمّة ، إذ كنت أبدأ بالشجار معهم وبضربهم وبكيل الشتائم لهم بتأتأتي المعهودة والّتي كانت تضحكهم حتّى وأنا أتعارك معهم ، ولكنّني وفي نفس الوقت كنت أحرص على عدم ضربهم ضرباً مبرحاً وعلى انتقاء شتائم مهذّبة ليس خوفاً و حرصاً عليهم ، بل مخافة أن يخافوا منّي وأن ينتهوا ويكّفوا عن سخريتهم من تأتأتي وعن مضايقتهم لي ، وحرصاً على رؤية أخي مجدداً.


مرحباً ، وأرجو المعذرة لأنّني بدأت بسرد حكايتي مع التأتأة ، ومع رفاقي في المدرسة الجديدة الّتي انتقلت إليها مؤخّراً ونسيت أن أخبركم عنّي ، أنا إسمي موسى ، وأنا كنت وحيد والديّ ، وأنا الآن وحيد جدتي الّتي انتقلت للعيش معها والّتي أحبّها كثيراً وهي كذلك تحبّني أكثر وتحرص دائماً على أن تضمّني إلى حضنها حين أعود من المدرسة وتضع رأسي في حجرها ، وتبدأ بتسريح شعري بأصابعها وهي تنصت باهتمام لي بعيون دامعة وأنا أتأتئ وأثرثر وأحكي لها عن يومي وكيف قضيته ، وعن أخي ، وعن شجارنا وعراكنا مع رفاقي في المدرسة ، وعن رفاقي في المدرسة القديمة ، وعن أمّي وأبي وبيتنا وحارتنا القديمة ، وعنّي وعنها ، وعن كلّ شيء ..








.
.






  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط