لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ عناقيد من بوح الروح ⊰ للنصوص التعاقبية المتسلسلة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-04-2021, 03:36 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حوار مع سومبرا
سومبرا هو ظلي، رفيقي الذي تحاورت معه اكثر من اي شئ آخر، هنا بعض تلك المناوشات،
نحن سيؤون يا رفيقي، سيؤون جدا لدرجة أننا منبوذون، ربما يا رفيقي لا نملك ما يجعل الأصدقاء يلتفون حولنا، أو لم نعد كذلك، تتذكر الأيام الخوالي!؟ حين لم يكن الأصدقاء يتركون لنا وقتا نختلي فيه بأنفسنا. لم نكن نستطيع أن نقول لا و كفى، لقد كنا متوفرين على مدار الساعة و أشياؤنا متاحة للجميع، ها نحن يا رفيقي متوفرون أكثر مما مضى لكن لا أشياء متاحة، فقد استنزفنا كل شيء لأجلهم، ربما لا أتفق معك يا رفيقي، إنهم فقط منشغلون، مبحرون في لججهم، هل تحتاج اللجج لإبحار!؟ فأنا و أنت نعلم أن لا بحار تحت أيديهم، أنت مخطئ يا رفيقي إنهم محترفون في ركوب الموج فكل شيء يعتمد على استغلال التوقيت و اللحظة لتدفعهم الموجة في اتزان نحو الشاطئ، بينما تلفنا نحن في بطنها حد الاختناق، ربما يارفيقي نحتاج أن نتعلم، ركوب الموج تقصد! لا ، بل أقصد أن نتعلم معاني التخلي و التحلي، أنت تقول كلاما مضحكا يا رفيقي نحن لا نملك خيارا أصلا فنحن في خضم التحلي أما عن التخلي فقد سبقونا إليه أيضا، منبوذون يا رفيقي و لا يزعجني الأمر بتاتا، فلا شيء يستحق، و الطيور على اشكالها تقع و لو أرى أن الطيور مع أشكالها تحلق، وشتان بين نسور حول الجيف تحوم و عقبان فوق القمم تحلق، لا تبرر يا رفيق لا تحلل و لا ترد و لا تدافع و لا تشتكي، دعها كما هي، فالشمس تشرق كل يوم دون أن تنزل يوما لتغير ما لا يعجبها على الأرض،
|
||||
13-04-2021, 03:43 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: حوار مع سومبرا
ماذا عن المشاعر؟
مشاعر! ! عن أيها تسأل ؟ على كل حال لم تعد المشاعر تلك الأزهار التي يغني عطرها عن الإفصاح ، المشاعر الآن كمنسي المقابر، صامتة و موحشة، تلك المتعلقة بالحزن وحدها لم تتغير، ما دون ذلك مبنية على النفاق، على العائد، على الشروط و شراك المصائد، على طقوس المعابد، مسوخ تتناسخ،
|
||||
13-04-2021, 03:47 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: حوار مع سومبرا
هل أنت خائف الآن ؟
لو تدري يا صاح عمق المعارك التي خضتها مع الخوف ، كنت أخاف أن يطفأ الضوء قبل أن أنام ، و كنت أخاف حد الرعب أن أستيقظ ليلا فأجدني وحيد في البيت، كنت أخاف أن أفتح باب المنزل ليلا، كنت أخاف من كل شيء، إلى أن أرهقني التعب فسألت نفسي عن أسوء ما يمكن أن يقع، أجابت؛ أن تتوقف المعاناة، هل توقف المعاناة يدعو للخوف!! أنظر إلى ما نتركه خلفنا لتفهم، خطواتنا في الحياة، نظرنا الطويل في الصور و انتظار ما لا يمكن أن يقع. الخوف صمام يمنع تسرب المسرة إلينا، أراه أحيانا كتف هزيل أضع عليه رأسي المثقل دون أن يمنحني الأمان، اعرف كل ثعابين الخوف و يفوتني من أي الجحور تأتي، إن ما في أيدينا يا صاح لا يشبه بتاتا ما في قلوبنا، ما عادت فرضيات الحقيقة و الخيال مقنعة و صار إدراكنا للواقع مريعا، إننا متشابهون بشكل يدعو للخوف أيضا .
|
||||
13-04-2021, 04:46 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: حوار مع سومبرا
جميلةٌ هي الحوارية مع الظل . .
، ، مررتُ للمباركة على العناقيد الجديدة . . و المتابعة ، لحين عودة . . مع التقدير للشاعر الراقي أ/ عبد الرحيم لمشاري مع كل التقدير
|
||||
13-04-2021, 05:50 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: حوار مع سومبرا
اقتباس:
سومبرا رفيقي الذي يلازمني طويلا و ينصت باستمرار لما أقول دون أن يتكلم، يلتصق بي دائما و كأنه يضع يده على كتفي و كأنه يقول أنا هنا أيها الرفيق أسمعك و أصغي إليك، لم أرى يوما ملامح سومبرا و اعتدت على ذلك منذ الطفولة و كنت أقول ربما يكون خجولا يشيح بوجهه عني كلما حاولت النظر اليه حتى ظننت انه بلا ملامح إلى أن استرقت النظر اليه من طرف العين يوما ما فبذا لي أن له أنف طويل و شفتاه مطبقتان فاطمئننت أنه خجول ليس إلا. أو أكلت القطة لسانه فلم يستطع بعدها الكلام، كان سومبرا يركد معي اذا ركدت و يلعب أيضا اذا لعبت و يأكل اذا أكلت، لكنه لم يبكي يوما لبكائي و لم يضحك أبدا لضحكي، مع الأيام إكتشفت أن سومبرا كان جبانا يخاف الشمس و يستظل بي من حرها حتى إذا حاصرته من كل جانب كان يدخل تحت قدمي و يختبئ و لخوفي عليه كانت أضل يومي قائما حتى إذا توارت الشمس عن جانب خرج سومبرا لنتسأنف المسير دون أن يقول شكرا، كان يكبر كلما ابتعدت الشمس و لا أظنه يفعل ذلك الا حين يتعبه السماع، ثم يكبر ليستعمر الفضاء ساحبا إياي إلى مدائنه مدائن الظلال، تقديري و الود
|
|||||
13-04-2021, 05:54 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: حوار مع سومبرا
اقتباس:
و من الرائع أن تفهمه و تتعرف عليه بهذا القدر من الفهم و السعة و القبول . . و يبدو جليا أن هذه الحوارات ستكون ثرية بما يكفي لمتعةٍ كبيرة . . ، شكرا شاعرنا القدير أسعدني المرور . . احترامي
|
|||||
13-04-2021, 06:46 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: حوار مع سومبرا
اقتباس:
شجرة الدر شكرا اخرى تقديري واحترامي الكبيرين
|
|||||
13-04-2021, 07:00 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: حوار مع سومبرا
ما يقلقك يا صاح! ؟
القلق زائر مرتاب في عينيه هلع من اللاموجود، صانع أتقن تجسيد الأطياف، متكلم لا ينام، طينته الميت منا، شيء من الضمير و شيء من اللعنة في قالب قديس. جنون حين تفكر كيف تكون البراءة بكل هذا الشر؟ كيف يكون الوفاء بكل هذا اللؤم؟ كيف تصبح الطهارة قذرة.... لن تفهم ما يقلقني يا رفيقي، هل ستجيبني حقا إذا ما سألتك كيف تكون الحياة موت و الموت حياة؟ كيف تكون الحرية رق و العبودية عتق؟ كيف يكون الكذب صدق، كيف يكون الصمت كلام، كيف يكون السؤال جواب، كيف يكون الاهتمام عتاب و ألف كيف و ألف لماذا و ألف تساؤل بلا جواب. ..... فوضى و عبث يا صاح في عصر الإنهيار، انهيار المعاني و سقوط الأسماء عن مسمياتها ، مايقلقني يا صاح أن كل الكلمات باتت باطلة، كل حقول الحب قاحلة، كل الإستقامات في العيون مائلة، كل الأمهات يوما ما راحلة. ...
|
||||
13-04-2021, 07:01 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: حوار مع سومبرا
ماذا عن الحياة يا رفيق ؟
يسألونك عن الحياة، قل التعريف عليها دخيل و نصف حروفها عليل، لا هي للذكورة تنحاز و لا الأنوثة فيها إمتياز، و الحاء فيها كالحرباء متقلبة بين حب و حرب، بين حلم و حقد، بين حرث و حصاد، بين حمد و حسرة، ما الحياة سوى أنفاس مزكومة متحشرجة متقطعة و كأنها تعدو مسيرة العمر مجبرة، ما الحياة إلا جلد الذات للذات من أجل الفتات،
|
||||
15-04-2021, 12:02 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: حوار مع سومبرا
أتساءل عن جدوى المسافة التي أبقيتها لزمن طويل بيني وبين نفسي منعزلا عنها و عن العالم مبعدا إياها عن كل شيء تعرفه، متجاهلا نداءاتها و صرخاتها على السواء، مكتفيا بالمراقبة من بعيد لها و للأشياء من حولي، دون جرأة الخطو، إلى متى سأبقى خلف شباك العناكب أكتب هلاوسي محاولا العثور علي من خلال الكلمات و الموسيقى الحزينة، مهما تهربت من مواجهة نفسك سيصنع لك القدر ظروفا تجبرك على مواجهتها، و هو بالتأكيد وضع أو أمر غير مريح بتاتا، بدءا من ذكرياتنا المليئة بما صنعناه من فشل و وصولا إلى نظرتنا المعاقة للواقع و طرقنا الوهمية نحو الأحلام، هذا الوضع المقلق الذي يشبه نوبة صرع داخلية تشعر من خلالها و كأنك تسبح في الظلام، في بحر لا يمكنك التنبؤ بما فيه، قد يستغرق الأمر قدر الفوضى التي خلقتها و قدر عنايتك بتفاصيل التفاصيل و قد لا يستغرق الأمر إلا قدر وعيك و تمييزك بين ما تحتاج و ما تريد ،
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|