لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰ الجد الباطن حين يكون خريج دفعة الظاهر الساخر ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-09-2020, 07:32 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
معالي الوزير
معالي الوزير
كانت الساعة تُشير إلى السابعة والنصف صباحا عندما قُرِع الَجرس بمنزل السيد علاّم . كان قريباً من الباب , يتهيأ للنزول إلى عمله . فتحهُ مع أول رنّة , ففوجيء قارع الجرس بالسرعة التي لبّى بها أصحاب البيت النداء . بوغِتَ السيد علام بالأستاذ الواقف أمامه . وجد فيه رجلا ذو هيبة , ويخطر بملابس أنيقة. بدله بنية من الصوف الأنجليزي وحذاء إيطالي . أما القميص ورباط الرقبة فمن مختارات أرقى المحلات . زد على ذلك النظارات التي أصبغت على حاملها وقارا ما بعده وقار , وكذلك العطر الذي مَلأَ المكان برائحته الزكية . حتى ظنّ بهِ أنه رئيس تشريفات الديوان الملكي أو مندوبا عن رئاسة الوزراء . سَرحَ علام أفندي بأفكاره , يخلط التمنيات بأوهام أرسى قواعدها وقع المفاجأة التي حَطَّتْ عليه على الريق . فها هو يزيل الحواجز المُقامة بينه وبين ذاته ويهمس لها قائلاً : ــ ربما يحتاجونني لأمرٍ هام أو ربما أكون قد نُسِّبتُ من قبل أحدهم لتولي منصب كبير,أو ربما أكون قد رُشِّحت لتولي منصب وزير لأحدى الوزارات . ولِمَ لا ؟ فأنا السيد علاّم ومعروف عني كفائتي وتفانيّ بالعمل . وربما كلمة معالي هي أنسب لفظ يسبق أسمي "معالي الوزير علام " . سبحان اللة , كنت على وشك خوض الأنتخابات النيابية علَّني افوز وأصبح بيوم من الأيام وزيرا . لكن الحمدللة , ها هي قد جاءت لوحدها بدون انتخابات وبدون هَمْ . استيقظ علاّم من حلمه هذا على صوت زوجته تأمرهُ بوضع كيس النِفايات في حاوية الحارة ريثما يأتي زبال الحي الجديد ويتصرَّف بها . يبدو أن صوت الضيف قد نقر طبلة اذن علام وكأنه إظفر يحك موقع جَرَبْ وهو يقول له : ـ صباح الخير يا أستاذ علاّم . عاد علام يهمس لذاته مجددا وهو يكاد يرقص من الفرح : ــ أرأيتُمْ ؟ " صباح الخير يا أستاذ علاّم " يعرفون اسمي وعنواني , لا بد أنهم قد تحرّوا عني وتيقنوا من إخلاصي للدولة وللوطن , وها هم الآن يستدعونني من بيتي في هذه الساعة المُبكرة كي ألتحق بالوظيفة الجديدة . مدَّ علام يده يصافح الضيف والأبتسامة تكاد تنطق وهي بكفه قائلاً : ـ صباح النور يا أستاذ ..... مدَّ الآخر يده مندهشاً : ـ اسمي مُحيي ـ اسم على مُسمّى يا أستاذ مُحيي , ربنا يزيد من أمثالك , تفضَّلْ . أدرك محيي الألتباس الذي وقع به صاحب البيت فقال له وهو ينتع جسده خارج حدود الباب***: ـ الحقيقة انه غير مسموح لنا بدخول المنازل ولا حتى العبور من بوابة السور الخارجي لأي منزل وهذه هي متطلبات المهمة اللتي نقوم بها . ربما أصبح الهمس غير مجدي بعد كل هذا الوضوح , فكادت الكلمات أن تنفلت عن لسان الأستاذ علاّم وهو يتمتم : ــ فعلا ً, إن توقعاتي كانت سليمة وها قد بدأ الجليد بالذوبان. إنه في مهمة عاجلة وسريَّة وعليه أن ينجزها بالكتمان بلا عواطف وبلا مقدمات . طرحَ علام التمتمة جانباً , وقال فيما يشبه الرجاء : ـ إني مُصغي يا أستاذ مُحيي , طلباتك أوامر . عاد يهمس لذاته مجددا وهو يفرك ذقنه بكف يده : ــ طبعاً يجب أن أظهر أمامهم بالشخص المُطيع الوديع والمتواضع إلى أن أجلس على الكرسي وبعدها يخلق اللة ما لا تعلمون . أجابه محيي والإندهاش على مُحيّاه يزداد رسوخاً : ـ استغفر اللة يا علاّم بيك ...... أخذ قلب علام يتنطط فرحاً داخل قفصه الصدري كسجين بات الأفراج عنه وشيكاً فهمس لنفسه حتى كاد هذا الهمس يتجسد كياناً : ــ الله! أعِدْ . لقد بدأ يرشح وخاطبني بالبيك . صبراً , سينطق بها " معالي علام باشا " لم يتمهل محيي حتى لفظ ما في جوفه من كلام وقال في خجل فاضح : ـ استغفر اللة , إنما جئتُ أستسمحك كي أوقف سيارتي "المرسيدس" أمام منزلكم ريثما أنهي عملي . لم يشأ علام الإستيقاظ من حلمه واسترسل مخاطبا الواقف أمامه وشفتاه ترتعشان قائلا : ــ ومالُه الشارع كله على حسابك . تفضل صُف سيارتك وين ما بِدَّكْ وتعال إنجِز مهمتك على مهلك . أخذ محي نفسا عميقا ثم قال بحزم : ــ يا باشا , معاليك ......... ها هو علام يَلْهَثُ وراء يَقينْ ما سيكون بعد طَرَبِه لسماع نغمات " باشا ومعاليك " . فأخذ قلبه يتنطط كقلب كطفل أمامه هدايا العيد وما عليه سوى نزع ورق لَفْ الهدايا عنها . فصرخ صرخة بدت كفقاعة هواء هائمة ما بين المريء وأمعائه الغليظة قائلا : ــ ضرب المدفع , وثبت العيد . باشا ومعاليك . اكتر من هيك ما بدي غير معاليق بالبصل والتوم . ــ يا باشا معاليك غلطان . أنا محيي زبال الحي الجديد اختنق علاّمنا كمن غاص في بركة من الوحل . فانتفضَ صارخاً وكأنه بالون هواء إنفجر من وخزة دبوس حاد : ـ ماذا ؟ ـ أنا محيي , زبال الحي الجديد .... بدأ علام يصحو رويداً رويداً من هول المفاجأة السمجة التي لم تخطر على باله . إنتصَبَ واقفاً بعد أن نفض الوحل عن جسده , وقال له ببرود وسخرية : ـ ولماذا يا حضرة السيِّد محيي لم تترك سيارتك المرسيدس أمام الفيلا اللتي تقطُنْ بها وتأتي بسيارة البلدية . ألَيْسَ جنابكَ موظفا عندهم ؟ ـ سوف تتسخ ملابسي يا أستاذ .... ـ مقبولة مِنَّكْ يا محيي بيك , ولكن , بدلتك ستتسخ على أي حال وأنت تنقل الزبالة من مكانٍ لآخر . ـ لا تقلق , لقد تنبّهت واحتطتُ للأمر , وسترى . وَقَفَ علاّم بالنافذة يرنو محيي الزبال بينما كان يلتقط أكياس القمامة . فَشَاهَدَهُ يعملُ عارِيَاً كَمَا وَلَدَتْهُ أمُّه . صَفَنَ صاحبنا , فَبَدَا كتلميذ يستذكرُ الإجابة بعدما تصَفَّحَ ورقة الاسئلة . ابتسم ابتسامة تُوحي بالتَّحَدي . ثُمَّ قام بالتعرّي . وخرج يَحْمِلُ كيس الزبالة فوق كتفه مهرولا نحو الحاوية وهو عارٍ تَمَامَاً .... |
|||
02-09-2020, 10:13 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: معالي الوزير
دراما ساخرة
حمالة مضامين دفينة بوركتم وانتم تثرون همس : ولِمَا لا / ولمَ وتفانييّ بالعمل / تفانيَّ قد جائت/ جاءت طبلتي اذن / طبلة ..او طبلتيّ أذنيّ ــ اللة! أعِدْ / الله هول المفاجئة / المفاجأة اللتي لم / التي قبل وبعد ميمون منجزكم وكل الود |
||||
02-09-2020, 10:50 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: معالي الوزير
اقتباس:
اللهجة المحكية دائما تسعفنا إن حضر الإلهام وكان عبوره سريعا وطريقه وعرة . أظنك فهمتني يا جمال فكلانا بالهم شرق ! أما مظهر الزبال فقد كان حقيقيا ورأيته ذات صباح أمام منزلي . للحق السيارة كانت كيا سبورتج شاهدته يبدل ملابسه التي أتى بها ولبس " أفرهول " عمال النظافة بلونه الأخضر . عندنا هنا في الأردن اللون أخضر وليس برتقاليا . وعليه قمت ببناء الحدوتة كما تخيّلتها . تحياتي لك فوزي بيترو |
||||
02-09-2020, 10:52 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: معالي الوزير
اقتباس:
ولقد قمت بتصويب ما أشرتم إليه أجمل تحية فوزي بيترو |
||||
03-09-2020, 05:32 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: معالي الوزير
اقتباس:
المُعْضِلَة في معالي الوزير علام عقدته أنه " مستوزر " ويعيش أحلام يقظة في صحوة وفي نومه حتى بات مسكونا بهذا الهاجس . ربما يكون " محيي الزبال " من بنات أفكاره . ألطف به يا رب ! تحياتي لك أخي محمد داود فوزي بيترو |
||||
22-10-2020, 11:24 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: معالي الوزير
ههههههه مسكين معاليه تعلق بخيوط الحلم ، فسقط أرضا بالضربة القاضية من الزبال راعي المرسيدس ،
ربما بحثه عن الجاه والمال كان بطريقة خاطئة ، فليس بالرتب وحدها يصل لمبتغاه ، بل بالعمل الجاد المضني مهما كان نوع العمل ... أعجبني النص جدا معاليك ! محبتي وورد للباشا فوزي بيترو |
|||
24-10-2020, 08:38 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: معالي الوزير
اقتباس:
الشر برّه وبعيد يا أحمد المعاليق تصيبني بالنقرس مرض الملوك من فضلك يا أبو حميد اسحبها . تحياتي ومحبتي فوزي بيترو |
||||
24-10-2020, 08:52 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: معالي الوزير
اقتباس:
ما رأيك في الباشا ؟ محبتي دكتورنا |
||||
24-10-2020, 10:39 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: معالي الوزير
أن تكون وزيرا في هذه الأوقات الصعبة
ليس أمرا مغريا ... مساكين الوزراء في هذه الأيام لا ينامون من شدة الضغوط السياسية والصحية أقصد تويتات ترامب والكورونا . تحياتي أخي رياض فوزي بيترو |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|