|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-03-2017, 10:12 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
" ثيوبنتون"
و أنا أخطو، كانت الساعة المعلقة على جدار المدينة أسرع مني بكثير..
الحذاء الذي اشتريته البارحة بثمن باهظ جدا، ها هو اليوم أشعر به يضيق أكثر!! كلما دققت النظر فيه، أجد أكواما من غبر الخطوات الفارغة المحتوى و بعض الطفيليات المتقاعدة عن العمل تحجب رونقه و سحره الذي كان يراهن عليه و هو يتبجح في كرسيه الفاخر. فعندما كنت واقفا أمامه - داخل المحل الفاره - كان هو على عرشه من زجاج شفاف يدور بهدوء و ثبات على نغمات موسيقية عذبة. الشيء الذي جعلني أوقف أنفاسي لساعات طوال، يد ناعمة أنيقة كانت تمر على جلده بخفة و كأنها تخشى عليه من الخدوش ..!! فأناملها الساحرة زادته لمعانا و كست وجهه عطرا سجن أنفاسي و سط بالون شفاف مثير للدهشة كان يرتفع أمامي، يريد التحليق عاليا لولا سقف المحل ..!! بعد برهة من الوقت، غادرت المكان و هي تغزل الخطوات بمقاييس مضبوطة على زربية من حرير حتى ظننت نفسي أمام "الحور العين" خاصة هذا النوع الفاتن قليلا ما يرى في الشارع العام و كأنه بضاعة مستوردة من كوكب آخر. اقتربت منه أكثر، حاولت أن ألمسه لكن الزجاج حال بيننا فتساءلت: : - هل يستحق هذا الحذاء كل هذه العناية و الاهتمام!؟ الزجاج الأنظف من ملابسي، عكس صورة فتاة ناضجة الأطراف، معتدلة القامة، نحيفة قليلا تحدق في فستان أبيض و تتخيل نفسها تركب عربة بالقرب من شاب لذيذ تقاسيم الوجه، مفتول العضلات تجرها أحصنة بيضاء..!! فجأة، ارتعدت و كأنها استفاقت من الحلم و هي تردد في صمت:"فستان ساحر .. أول من " تدشنه الدمية الصماء" !! يا للعار ..!! سحبت أذني الطويلتين بسرعة حتى لا أثير الشكوك، نظرت مجددا إلى الحذاء و هو يطوف بكرسيه كالأمير الفاتن..!! تخيلت نفسي أرتديه .. عيون الناس كانت تلاحقني بفخر ، حسناوات يبتسمن في وجهي .. كانوا لا يشاهدون إلا في جهة الحذاء!! بعد مرور وقت وجيز، و تحت ضوء العيون التي تلاحقني، وجدت نفسي الأمير .. نعم الأمير الذي لا مثيل له في الوجود، أطوف الشوارع الفاخرة و الكل يهتف باسمي، يتمنوا أن أوقع لهم في دفاترهم و ملابسهم و أحذيتهم .. كم كنت أشعر بالفخر الشديد، فجأة استنشقت هواء مختلفا عن الذي كان في المحل، استرجعت وعيي، و جدت نفسي -خارج المحل- قد سرقت بطريقة فنية ..!! |
|||
05-03-2017, 04:42 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: " ثيوبنتون"
هي أحلام وطموح الإنسان العادي والتي
تسرقه من الواقع إلى عالم آخر من الخيال تصيبه أحيانا بحالة من الهذيان والتخدير المؤقت ليصحو بعد برهة قصيرة من الزمن على الحقيقة المرة لواقعه سردية مدهشة كل التقدير أ. ادريس باهض: تقصد باهظ؟ |
|||
05-03-2017, 09:22 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: " ثيوبنتون"
اقتباس:
ا لقدير أدريس الحديدوي
نص مثير ومدهش أمتعني جدا سرد مشوق وجاذب .. وقفلة مذهلة وصادمة. حالات من الهذيان وتغلغل في أحلام متوهجة وعميقة. {ثيوبنتون} هوالعنوان الذي أشار الى حالة اللاوعي فهو اعقار مخدر يغيب المرء عن واقعه وخصوصا خلال العمليات الجراحية و { استرجعت وعيي، و جدت نفسي -خارج المحل- قد سرقت بطريقة فنية } هنا عاد (البطل) الى وعيه ..وأشار الى أنه سرق بطريقة فنية. لكن يقول الأطباء أن الــ { ثيوبنتون} هو عقار الصدق حين يعطونه للمرضى (النفسيين) لمساعدتهم على قول ما لا يمكن قوله في حالة المريض الطبيعية. وهذا ما جعلني اتساءل عن مكان البطل خلال هذه الأحداث .. هل كان في غرفة العمليات .. عيادة الطبيب النفسي .. أم كان في حالة شبيهة بما يسببه هذا العقار.! ويبقى هذا النص من النصوص الرائعة والمختلفة ومن خلال بعض قراءات لنصوص لك وجدتك تتقن هذا النوع الخطير والعميق. ـــ هل ما زالت الساعة المعلقة على جدار المدينة أسرع من البطل بكثير؟ ــ سلمتم وسلم المداد احترامي وتقديري
|
|||||
05-03-2017, 09:41 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: " ثيوبنتون"
اقتباس:
سرني حضوركم الجميل و قراءتكم القيمة حضوركم إثراء و إغناء لكم كل الاحترام و التقدير |
||||
11-03-2017, 06:44 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: " ثيوبنتون"
اقتباس:
الأستاذ القدير و البهي / محمد بديوي. تحياتي ردكم كان ممتعا و نظرتكم للنص عميقة تكشف عن محلل بارع هكذا قراءات تفتح شهية القراءة و تدفع للمزيد، شكرًا على المرور القيم و الرائع هل تعلم أن تلك الدقائق البسيطة ( الساعة المعلقة على جدار المدينة) أسرع منا في هذا الزمان الذي صرنا فيه مكبلين و محاصرين داخل الجمجمة الضيقة التي لا تبرح الكتفين !! هو فقط تعبير راقني .. مودتي و تقديري |
||||
|
|
|