العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-2017, 01:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أشرف محمد
عضو أكاديميّة الفينيق
السودان
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أشرف محمد غير متواجد حالياً


افتراضي ظِـــــلال / بقلمي

ظِـــلال




خرج الصوت مشحوناً بالثقة والإتزان من خلف القفص الحديدي داخل قاعة المحكمة إذ يقول صدقني سيدي القاضي أنا لم أقتلها حملوني على الإعتراف من جراء تعذيبي ، وصديقي كيف يتسنى لي أن أقتله إنه رفيقي وزميلي في الشقاء ، أنجبنا الطريق وتربينا بين الحواري والأزقة ، لا مأوى لنا ولا معاطف تقينا صقيع الشتاء ، نأكل مما نسرق وكذلك كنا نرتدي ملابسنا ، فعلنا كل ما يخطر ببالك ولكنا لم نكن نفكر في القتل وأذكر في تلك الليلة تناولنا مزيداً من الجرعة المعتادة وبدأنا في تنفيذ الخطة إذ كنا نخطط للسرقة منذ إسبوع راقبنا فيه المنزل جيداً إلا إنني حثثته على التراجع لشئ ما إنتاب قلبي ولكنه عنيد أبى أن يسمع لي وكان يضمر لها شئ آخر في قلبه غير الذهب الذي ننوي سرقته ، حان يوم التنفيذ وهو اليوم الذي صادف فيه سفر زوجها ، تسللنا خلسةً بعد منتصف الليل ، كان الفناء مُظلماً وهنالك ضوء خفيض منُبعث عبر الزجاج من إحدى الغرف ، لا شئ في فناء المنزل سوى سيارة قديمة الطراز قابعة بالجراج ويوجد مكان أخر لسيارة أخرى لم تكن موجودة ليلتها ، وفي الإتجاه المقابل توجد حديقة صغيرة ، لم يكن الباب مغلقاً بالمفتاح ، يتكون المنزل من بعض الغرف وصالون لإستقبال الضيوف ومن إحدى الغرف ينبعث صوت تلفاز ، أدرت عكرة الباب بهدوء وفتحته مقدار يجعلني أستكشف ما بالداخل ، وجدناها مستلقية علي الفراش وثمة فوضى في الغرفة وهناك كتاب مُلقى على الأرض ممزق الغلاف ، أفرغنا كل الذهب الذي وجدناه في الخزانة العلوية ، كما وجدنا بعد بحث اخذ منا وقتاً قليل من المال، وضعناه مع الذهب داخل حقيبة صغيرة ، كل هذا وهي لم تحرك ساكناً ، كان علينا الخروج فوراً بعدما تحصلنا على ما نريد ولكن صديقي أمرني بإشارة منه أن أظل خارج الغرفة لبرهة ، رحت ابحث عن شئ أغتنمه داخل الغرف الأخرى ،وما أن لبثت قليلاً حتى سمعت صوت عيار ناري فركضت نحو الغرفة وكنت أصرخ ماذا فعلت يا مجنون إذ أعرف أنه تناول أقراص مخدرة أكثر مما نتناوله وبوسعه فعل ما يحلو له ، صدمني ما رأيت ، كان المنظر بشعاً لم أصدق وقتها ولم اسأل نفسي من أين جاء بالمسدس ونحن لا نملك وأحداً ؟ أسرعت نحوهما إلا إنني سقطتُ على الأرض بعدها لأ أذكر ما الذي حدث وعندما أفقت وجدت نفسي بين القضبان ، لاقيت شتى أنواع التعذيب لأعترف وحتي آخر لحظه كنت متمسكاً بقولي ولكني لم أعد قادراً على الصمود أكثر ، سيدي القاضي ، أنا نشئت مُتشرداً وترعرعت لصاً ولم أكن في يومٍ قاتلاً ولا أدري كيف وصل المسدس إلي يدي وهذا كل ما لدي .
خيم الصمت على جميع من في القاعة بعدما أنهى المحامون أسئلتهم ، رفع القاضي رأسه عن الأوراق التي أمامه وقال المتهم الثاني قف وأخبرنا ما الذي حدث في تلك الليلة . إنتصب من على مقعده وراح يقول بصوت متحشرج في ذاك اليوم عدت من سفري متأخراً ، وأثناء ما أنا في طريق العودة إتصلت بها عدة مرات ولكنها لم تكن تُجيب ، وعند وصولي وجدت الفناء مُظلم وكذلك كامل المنزل إلا غرفة واحدة بائن منها ضوء خافض ، ولجت للداخل ، تلفت يميناً وشمالاً وواصلت تقدمي نحو غرفة النوم ، كان الباب نصف مغلق ، إختلست النظر ، لم أصدق ما رأته عيناي ، ثمة شخص جاثم على ركبتيه وواضع أذنه على صدرها كمن يفحص نبض القلب ، جن جنوني وكنت أحمل معي مسدساً ، أشهرته وصوبته نحوه إلا إنني أخطأت فأصبتها وفي المرة الثانية أصبته ، سمعت صوت شخص يركض ويصرخ بذعر ماذا فعلت يا مجنون تواريت خلف الباب وما أن دخل وتقدم قليلاً لكمته من الخلف فسقط على الأرض دون وعي ، وجدت حقيبة صغيرة مليئه بالذهب وبعض المجوهرات التي أعرفها عن ظهر قلب وقليل من المال بجوار القتيل كان مُمسكاً بها ومعها لثام ، ساعتها أدركت إنهما لِصان ، في البدء ظننتها تخونني مع عشيقها إذ عرفت متأخراً إنها تزوجت مني مرغمة ووافقت بذلك إرضائاً لوالدها وقبل يوم من الحادثة سمعتها صباحاً تُحدث أحداً عبر الهاتف وتقول له إنساني فأنا لست من نصيبك وأصبحت في عصمة رجل أخر أرجوك لا تتهور وتفعل شئ ولا تتصل بي مرة أخرى ثم أغلقت الهاتف . كان علي أن أتصرف سريعاً في البدء فكرت في الإتصال بالشرطة إلا إنني ارجأت ذلك قليلاً ، وضعت المسدس في يد اللص الثاني بعدما أفرقت بقية الرصاص ، جرت التحقيقات كما أريد بزج التهمة عني إلا إن أحد المحققين كان يُشك فيِّ وأسفرت معاينته لمسرح الجريمة للمرة الثانية عن إيجاده لرصاصة عليها بصماتي سقطت مني وتدحرجت تحت خِزانة الملابس وتطابقت البصمة مع تلك التي في مشط الرصاص ومن ثم أعترفت بفعلتي .
وبينما هو يسرد وقائع جُرمه كان هناك صوت شاب مرتفعاً خارج القاعة يحاول الدخول والشرطي يمنعه فأمر القاضي بإدخاله ، كان الشاب أشعث الشعر نحيل الجسد وعيناه مُحمرتان وقف أمام منصة القضاء وإستطرد يقول خلصني أيها القاضي من هذا العذاب ، صدري يكاد يحترق ، يُطاردني شبحها أينما ذهبت ويديها ملتفتا حول عنقي ، إني أتألم ، بداخلي نار مشتعلة لا تطفئها إلا المقصلة . قلبي فُطِر على حبها وكنا سعيدين ببعضنا وعزمت التقدم لها عقب التخرج من الجامعة ولكنها صدمتني بما قالته لي ذات صباح وتقصيت من الأمر بنفسي ، هنالك رجل أعمال تقدم لخطبتها ووألدها كاد أن يسقط في السوق بعد خسارته صفقه كبيرة إلا أن ذاك الرجل أنقذه وهذا ما حمله ليوافق سريعاً وخاصةً إنه أكثر ثراءاً ، ومن ساعتها تحول حبي لكره أعماني وقادني لغرفتها ووضع الوسادة على وجهها وكتم أنفاسها .




أشرف محممد أحمد / السودان _ الخرطوم






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-03-2017, 06:04 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

هو السير في طرق الحياة المعوجة ومافرض على الإنسان
من التشتت والضياع والفقر والتعجل في الحكم على الأمور يؤ دي إلى مثل هذه الجريمة
قصة رائعة حملت الكثير من الأحداث
باسلوب شيق وسرد بديع
مزيد إبداع






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-03-2017, 01:14 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أشرف محمد
عضو أكاديميّة الفينيق
السودان
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أشرف محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجه عبدالله مشاهدة المشاركة
هو السير في طرق الحياة المعوجة ومافرض على الإنسان
من التشتت والضياع والفقر والتعجل في الحكم على الأمور يؤ دي إلى مثل هذه الجريمة
قصة رائعة حملت الكثير من الأحداث
باسلوب شيق وسرد بديع
مزيد إبداع
4مساء الخير
أشكرك من القلب لكريم تفضلك بالمرور والتعقيب أستاذة خديجة
إمتناني لك ودمت بخير .






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-03-2017, 03:26 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد العربي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية أحمد العربي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحمد العربي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

قص جميل تشابكت فيه الاحداث






أنا العاشق الدمشقي
الظمآن إلى ظل الزيزفون ..فهل يرويني ماء؟
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=56808
  رد مع اقتباس
/
قديم 22-03-2017, 11:54 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بسباس عبدالرزاق
عضو أكاديميّة الفينيق
يجمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية بسباس عبدالرزاق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بسباس عبدالرزاق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

نص جميل به تشويق ولغته كانت ملائمة للحدث،،
اعتب على النص ترتيب الاحداث الذي كان جميلا من اللص الى الزوج ولكن الصوت او الشاب الثالث كان حدثا زائدا هنا لان الرؤية والفكرة وصلت،، ربما لو تقدم ذكره في البداية كان سيكون مأزما للعقدة،،، هو رأي شخصي ليس أكثر،،،

ولكن حقيقة نص ممتع لم أندم على قرائته بل كنت سعيدا به

كل الاحترام والتقدير






حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-03-2017, 01:20 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أشرف محمد
عضو أكاديميّة الفينيق
السودان
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أشرف محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العربي مشاهدة المشاركة
قص جميل تشابكت فيه الاحداث
شكري وتقديري أستاذ أحمد






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-03-2017, 01:37 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أشرف محمد
عضو أكاديميّة الفينيق
السودان
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


أشرف محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
نص جميل به تشويق ولغته كانت ملائمة للحدث،،
اعتب على النص ترتيب الاحداث الذي كان جميلا من اللص الى الزوج ولكن الصوت او الشاب الثالث كان حدثا زائدا هنا لان الرؤية والفكرة وصلت،، ربما لو تقدم ذكره في البداية كان سيكون مأزما للعقدة،،، هو رأي شخصي ليس أكثر،،،

ولكن حقيقة نص ممتع لم أندم على قرائته بل كنت سعيدا به

كل الاحترام والتقدير
أستاذ بسباس ، أسعد الله اوقاتك بكل طيب .
سعيد أيما سعادة بتشريفك متصفحي وأحترم رأيك وان شاء الله سوف اعيد النظر فيه ..

شكري وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-03-2017, 03:27 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
رشيدة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق/ تونس
تونس

الصورة الرمزية رشيدة الفارسي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


رشيدة الفارسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

هي الحياة ترمي بظلالها القاتمة على الإنسان
فيتيه في الدروب الوعرة و يتعثر و ينكفئ على
وجهه و يتألم.
بعض الناس قد ينهضون و يواصلون السير.
و البعض الآخر قد يتوقفون في منتصف الطريق.
نص شيق رغم الإيغال في التفاصيل.
شكري وتقديري.






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-03-2017, 01:16 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نوال البردويل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ظِـــــلال / بقلمي

المتهم بريء حتى تثبت إدانته
وهنا كان المتهم بريئاً من القتل إلا أنه
كان متورطاً بجريمة أخرى وهذا لا يعفيه
من العقاب على الرغم من أن ظروفه المعيشية
هي التي أدت به إلى ارتكاب جريمة السرقة ولكن
كانت هناك طرقاً أخرى للكسب الحلال
قصة جميلة مشوقة من بدايتها حتى النهاية
كل التقدير أ. أشرف

فقط ....
بعض الهنات وردت في النص إن أردت.. أبينها؟






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط