دور المرأة العربية المثقفة وواقعهاالثقافي :

[محمد خالد النبالي]

دور المرأة العربية المثقفة وواقعها الثقافي في المجتمعات العربية :

الجزء الثاني من واقع الثقافة والمثقفين العرب

تكلمنا في الجزء الاول عن وقع الثقافة والمثقفين العرب ..

وطبيعي جداً بأن المرأة مكون وأساسي من نسيج المجتمع ولها دور أساسي في الثقافة والتعليم والتربية والسياسة والاقتصاد ولها دور في خلق جيل جديد ونحن نتكلم عن نصف المجتمع ...
ولكن قد تكون معاناة المرأة المثقفة مختلفة عن معاناة الرجل المثقف ..
اما واقع المثقفة والشاعرة وللاسف الشديد يحتاج الي مجلدات كبيرة لان هناك الكثير منهن مبدعات سواء على مستوى الأدب او الشعر او الفكر ولا تستطيع ان تعبر عما بداخلها ولا تملك حرية التعبير اما نتيجة ضغط من المجتمع العربي او من الزوج ذو العقلية الذكورية وحتى ان الكثيرات منهن في عالمنا الرقمي او النت لا تستطيع ان تـُفصِح عن اسمها الحقيقي فكيف لاعمال هذه الكاتبة ان تظهر؟ إنها سوف تذهب سُدى وتكون معرضة للسرقة لانها تكتب باسم وهمي وهناك كاتبات معروفات في عالمنا العربي ايضا يكتبن ولهن منشورات وكتب لكن لأنهن لا يملكن الحرية بما يكفي مما يُجبرها على الجلوس بعيداً , مما ويؤدي في الكاتبة لحبس بعض المواضيع والكتابات في الادراج وعدم الخروج للنور والحرية ليست فقط من الدولة بل من الرجل او الزوج او المجتمع لان كثيرا من افراد المجتمع يقمعون رأي المرأة واذا كتبت ما يجول بالفكر وخاصة في مجال الشعر تتحول النظرة لها الى نظرة سلبية مع العِلم ان كثير من النساء اثبتن وجودهن على الساحة في عدة مجالات سواء على المستوى الادبي أوالثقافي أوالعملي أوالقيادي أوالسياسي فقط تحتاج الدعم منا وسوف تنجح لو تم منحها الثقة اكثر منا نحن الرجال لكي تثبت وجودها على الساحة .

وعلينا التنبه لأمر نعم هناك معوقات أخرى تعاني منها المرأة ليست الحرية فقط ولا قمع الرجل أو عدم تقبله بل الجغرافيا مهمة فمن تسكن القرية تختلف عمن تسكن المدينة فهناك تقاليد اجتماعية والمدينة فيها انفتاح فعملية التنقل تحتاج موافقة الرجل وكذلك تحتاج المال فالفقر معطل للابداع أيضا . إذا احياناً تحتاج المرأة للتمرد على الواقع كما غادة السمان ومي زيادة وهذه نقكة اساسية كانت فابدعن لهذا إذا هناك امور كثيرة .

ولي قول هو إن من أبسط حقوق الانسان هو التعبير عما يجول بفكره ما بصدره ورأسه من أفكار يخرجها للنور .. وحتى حرية طريقة الحياة ماذا نرغب وكيف نريد حياتنتا وطبعا في رأيي دون التعدي على حدود الله ..
وعلى الانسان الا يصمت فاذا صمتنا على الظالم زاد ظلماً ومن هنا على المرأة ان تنتزع حقوقها انتزاعا وبغير ذلك لن يعطيها أحد شيء فالمرأة كيان بشري مكتمل العناصل هيكل عظمي وجسد وعقل وفكر وتزيد عن الرجل جمالاً .

فهي ليست نصف المجتمع كما يقال بل هي المجتمع بكامله فهي من تنجب الاديب والشاعر والقائد والعامل هي من انجبت البشرية فقط علينا منحها الثقة والحرية والدعم وهذا بما لا يتناقض مع الاخلاق والدين . نحن نعرف الحرية المطلقة مفسدة مطلقة وهذه المقولة تنطبق على كل المجتمع من الجنسين ...

فالواقع لا يسر ولا يبشر بخير في عالمنا العربي وقد تحدث الكثير من الزملاء والزميلات في هذا الموضوع وكتبوا ونشروا لكن دون فائدة لذلك علينا القاء الضوء على الحالة الثقافية والبعد الفكري وبالتالي ابتعدنا عن التنمية في المجتمعات العربية , ونتسائل في ظل ما يحصل وفي ظل الواقع عن وضع المثقف العربي ومدى مقدرته على التعبير في ظل هذه الاجواء وبالتالي القصور الموجه وعلينا ايضا ان نوجه انفسنا لقد تخلينا عن شرقيتنا الإيجابية تكريم المرأأة والعناية فيها لذلك كيف للمبدع أن يُعبر بحرية فكرية .. كيف يكون مستقلاً فكرياً بفكره .

ولا بد من ذكر وجوه أخرى خلافية من وجوه الحياة منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك اختلاف المفاهيم الثقافية بينهم سواء على مستوى الثقافة العامية الأدبية أو ثقافة الحياة وذلك يعود الى تردي الواقع الثقافي للمجتمع وغالبا ما نجد من يصفها بأنها مضيعة للوقت خاصة وأننا نرى سيطرة رأس المال سواء من حيث الدولة أو الرأس مالية أو الرجل المتحكم بالمدخول المادي للأسرة .
وأصبحت الحياة مربوطة ارتباط مباشر بالمادة وكذلك هناك انتشار الفقر والجهل والأمية فاصبح الاطفال يذهبون للعمل في سن مبكر ولذلك أرى ان الحقل الثقافي يحتاج منا لجهود كبيرة حتى ندعمه ويصبح الاستثمار في تنوير عقول المثقفين وكل المواهب والاعمال الابداعية وكل هذا الامر دون استغلال او توجيه ودون ان نربط الامور بثقافة لقمة العيش او تحقيق المكاسب والشهرة كل تلك الامور يمكن لها ان تجعل المواهب بكل اشكالها تندثر وتتلاشى نتيجة التجاهل من المسؤولين والمهتمين وكل المعنيين ولذلك على الدول ان ترعى هذا الامر برمته لكي نرتقي بالفكر عن طريق تأمين الدخل المستمر للمبدع والتأمينات الاخرى واهمها التأمين الصحي ..من اجل ان يعيش بكرامة اثناء حياته ولاسرته بعد وفاته
وأن نتوقف عن محاربة المرأة المبدعة الحقيقية فليس كل إبداع هو إبداع مثل هذه النوعية المبدعة علينا الدعم والأخذ بيدها وهنا أقصد الابداعات الحقيقية الكبيرة ,
وأما باقي الأديبات أو من تريد التعبير عن مشاكلها الاجتماعية أو حتى الوطنية فلها الحق بالتعبير دون اسفاف وفي نفس الوقت يكون المضمون بلغة خالية من التجريح للرجل قد نقنعه بثقافة ولباقة نضعه على المحك وأيضا علينا أن نحترم فكرها هنا ولا نقمعها ..
أقول هذا حتى نخفف حدة الصراع ما بين الجنسين ... الحوار الواعي مطلب منا جميعا وخاصة المرأة حتى تتمكن من اقناع الناس بالعمل الإبداعي والفكر الذي تحمله ,
الخلاصة نحن بحاجة لإعادة هيكلة ثقافة المجتمعات ,, وإعادة هيكلة الفكر ..

-----------------
مع تحياتي محمد النبالي