العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2023, 02:13 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الغني ماضي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبد الغني ماضي غير متواجد حالياً


افتراضي ياسين والخنزير, والخِسّة تحت البَدلة والجُبَّة.

ياسين والخنزير والخِسّة تحت البَدلة والجُبَّة.
***
ككلّ يوم بينما الطفل ياسين يلهو قرب منزله الصغير، وفي هذا الصباح الغائم يمرّ شخص قربه مرّة ويعود مرّة وكأنه يريد التأكّد من انفراده بالطفل ياسين، وقد تأكّد فعلا، فجدبه من يده الضعيفة جدبة قويّة بعيدا عن منزله، وأخذ يضربه بقوة!!
سمعت كل المنطقة صراخ ياسين مستغيثا بأهله وجيرانه، فخرج الأهل وقد عرفوا صراخه، وقبل أن يصلوا إلى مصدر الصوت رأووا المشهد المريع من تعذيب (الشخص الخنزير) لياسين وأسرع أباه لينقذه من يده لكنه أشرع مسدسا نحو عائلته مهددا بقتلهم لو تحركوا، فوقفوا تتقطع أكبادهم لرؤية إبنهم الوحيد يُعذّب تحت تهديد السلاح!!
وفي هذه اللحظة وصل جيران ياسين بعد وصول صوته لهم، وكانوا عشرة نفر، فهالهم المنظر، وأحجموا لِما رأوا من وحشية (خنزير) أمام طفل صغير، فتشجع أحدهم وقال للمجرم: غاضبا: أترك جارنا بسلام واذهب بسلام.. ضحك الخنزير مع أن الخنازير لا تضحك!!
وقال ثانيهم: أنا غاضب لفعلتك هذه بجاري!! وزاد ضحك الخنزير حتّى لمعت أنيابه تحت خدّيه، فابتلعوا ريق الخوف، والتفتَ نحوهم ثالثهم وقال لهم: أنا في قلق لأجل جارنا الصغير وأهله!!
فصرخ الخنزير صرخة كادت تَنزل منها سراويلهم وأمرهم أن يصطفّوا ويقتربوا منه واحدا بعد الآخر، ففعلوا، وكانت منطقتهم تسمع دويّ الصفع على ثمّ عادوا لديارهم فتسابقوا جبنا نحو نسائهم يَروُونَ لهنَّ وحشية (الخنزير)، وأخفوا عليهنّ قصّة صفعهم لهم!!
سمع كل جيران عائلة ياسين، فتوجّه عشرة غيرهم إلى الموضع فهالهم مارأوا وأغمضوا عيونهم كما تغمضها الصبيّة الرقيقة في الخامسة عشر حين ترى جرحا نازفا!!!
لكنهم تشجعوا وعبّروا عن الغضب والقلق كسابقيهم، لكن أحدهم أظهر بطولة لا نظير لها وخالف الجميع وقال له: سأشتكيكَ لجمعية حماية الطفولة وستنال عقابك!!!
فقهقهَ (الخنزير) ولم ينسَ متعة صفعهم تباعًا ثمّ طردِهم كسابقيهم.
في اليوم الثالث رجع اثنان من الجيران لعلهما يصنعان شيئا، فتركهم يتكلمون، وتمتّع بصفعهم وعادوا.
قعدوا مع نسائهم يمارسون حياتهم الحيوانية من أكل وشرب وتكاثر و...
وينشرون قلقهم في أنحاء البلاد مما رأوه،
وبعد عام عزموا على الإجتماع فتواعدوا، واجتمع إثنا وعشرون منهم ليرجعوا إلى مكان تعذيب ذلك الوحش للصغير ياسين وأجمعوا على أسره أو قتله..
فما إن وصلوا المكان حتى رأووا المكان خاليا وثمّة ما يشبه القبور، ورأوا (الخنزير) يجلس على كرسيٍّ مقابل الشجر المثمر في فناء عائلة ياسين وهو يدخّن سيجارته الفخمة ويستمتع بشمس الصباح ونسيم الجوّ.. فوقفوا مصدومين.. وخاطبوه:
أين الطفل ياسين؟
قال: تحت التراب.
قتلتَه؟!
نعم.. وأهلَه وأخذتُ دارهم وأرضهم لأني علمت أنكم لن تصنعوا لي شيئا؟!
وما أدراك أننا لن نصنعَ شيئا؟
علمتُ من عِرّيفينَ لي أنكم تُخبؤون سلاحا عظيما وثقيلا وجيوشا تتلذّذ بقضم الصّخر، لكنكم جبنتم على قتلي، وإرسال جندكم لي.. لأنّ سلاحكم تدّخرونه لأطفالكم إذا تشجّعوا وتعلّموا مثل ياسين فتقتلونهم به وترسلون عسكركم يقضم عظامهم، فلا حاجة لكم عندي فأنتم أخسأ مني وأجرم وأجبن لأني لا أقتل أطفال شعبي بل أقاتلُ من أجلهم..
وقتلتُ أطفالا ليس من شعبي..
وأنتم تعاونتم بصمتكم على قتلي لياسين وأهله،
وستقتلونَ غدًا أمثال ياسين من شعوبكم!!






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط