|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-10-2015, 02:04 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
عادت.. ولكن..!
... قبل أن تدخل القرية، اعترضها أهلها في سفح الهضبة، نهر عظيم يسابق الزمن في مجراه، على ضفته اليسرى تجمعوا، أحاطوا بها. اشتد الجدل بينهم حول عودتها من المدينة، همهموا، نمنموا خطتهم، كل واحد بلع رضابا لزجا انحصر في حلقه. قالوا لها بلسان واحد: اختاري بين العودة إلى هناك أو الموت. رماها أبوها بنظرة خرقت قلبها، انتظرت منه أن يقول كلمته، لكن الصمت سقط من جفنيه. اهتز جسمها، أحست أن العقول سكنها الجنون، وأن حياتها سوف تمزقها أيادي الجماعة. شخصت بعينيها إلى السماء، بأنفاسها الحارقة تواصلت مع الغمام. بقلبها راسلت من هو أعلى من الخلق، بل أعلى من كل شيء في الوجود. نبضات قلبها اختلت، قد تموت على مهل في الداخل ولا أحد يحس بها.
تشابكوا، تلاوموا، استلوا من نفوسهم كلمات نابية، ارتفعت أصواتهم فسقطوا في نزاع عبثي. استغلت نجاة الفرصة، وفي غضب حاد، حملت حقيبتها ثم توجهت نحو أعلى الهضبة. حركت شفتيها، كلمت نفسها كلاما خفيفا وقالت: ما كان علي أن أعود، لكن ... اشتقت إليك أبي، فقدت أمي باكرا، فكانت لوحة طفولتي فارغة، ما ذنبي إن اخترت من أحبه هناك، لي حياة، ملكني الله إياها، بأي حق تستولون عليها؟ على حين غرة، حاصر الجماعة إعصار مفاجئ، وجاء مطر غزير يقتلع الحجر، ورياح هوجاء تهز الأجسام. تدفعهم إلى الخلف، صدورهم تسبق ظهورهم. يسقطون على أقفائهم، لا فرصة لهم للهرب. من جرفه الماء يسقط في النهر. ومن حاول أن يصعد إلى أعلى الهضبة ينزلق، يتمرغ، يقف ثم يسقط. في أعلى الهضبة ، من نافذة دار إسمنتية مهجورة ، كانت تراقبهم وهم يصارعون الماء الثجاج، تظهر أجسامهم وتختفي، يلوحون بأيديهم، يحاولون أن يتشبثوا بأغصان الدفلى، أن يتمسكوا بالأعشاب، لكنها تنسل بسهولة فتبقى في قبضتهم. توقفت الأمطار، وبدأت الأرض تبلع ماءها على مهل. رق قلبها لحالهم، تدفقت دموع دافئة على خديها، خبأت حقيبتها تحت التراب، وأسرعت تنقذ من بقي على قيد الحياة. بحثت عن أبيها فلم تجده. |
|||
30-10-2015, 06:27 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
حضور أول وقراءة أولى
لي عودة بحول الله تحيتي للسي بوعزة مبدعنا الرائع
|
||||
31-10-2015, 12:37 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
تحية طيبة .
شكرا لك أختي الفاضلة والمبدعة المتالقة فاطمة الزهراء على اهتمامك النبيل .. مودتي وتقديري .. |
||||
01-11-2015, 07:21 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: عادت.. ولكن..!
قصة مؤلمة جدا و نهاية تبكي لها الجبال..
عادت و لكن ياليتها لم تعد و لم تشاهد تلك الصورة المؤلمة : الأولى عند محاصرتها بجفاء و قمع و موت الضمائر الحية الثانية عند مشاهدتها لأهلها و هم يموتون غرقا. مودتي و تقديري أديبنا الفرحان بوعزة. |
|||
02-11-2015, 02:29 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
شكرا لك أخي المبدع المتألق ادريس على تواصلك الدائم مع نصوصي السردية المتواضعة ..
فعلا هو حدث مؤلم ، حاولت أن أشتغل على االتزامن بين الممكن وغير الممكن . لا أدري هل نجح النص في ذلك أم لا ؟قراءة قيمة أعتز بها . محبتي وتقديري .. |
||||
02-11-2015, 04:33 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
لا يسمحون للانثى سوى بخدمة ما يرغبون بدت لي قصة مريم عليها السلام حاضرا في وعي اللحظة وأيضا صورة من تجبر فابتلعه الماء حين رسا بالسفينة أمنا هي عدالة السماء لا تخيب رجاء من استغاث بمن لا يسهو ولا ينام عميقة وتحدث وستحدث إن لم تغير العقول من طريقة تفكيرها همسة: أسرعت تنقد؟؟ ربما تنقذ ؟؟ وتقديري الجم اخي بوعزة
|
|||||
03-11-2015, 08:53 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
شكرا لك أختي المبدعة المتألقة فاطمة الزهراء على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ،
اهتمام أعتز به .. فعلا أختي ،الصحيح هو : تنقذ ،شكرا على التدقيق الذي يساعد على التشجيع والتوجيه .. مودتي وتقديري |
||||
09-11-2015, 03:22 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: عادت.. ولكن..!
...
جيد أنها لم تجده هناك تشابه في أفكارنا مع اختلاف طريقة المعالجة أسلوب يرمل نحو النهاية بخطى واثقة دون تلكؤ أو تعثر لغة طيعة أنيقة تدخلت الطبيعة في الوقت المناسب لتعاقبهم وتثبت أن قلبها أفضل من ضمائرهم النتنة في القرى يكثر القيل والقال كون الناس متفرغون تقريبا فلا أعمال تأخذ معظم أوقاتهم ولا تكنلوجيا تصلبهم أم أن الوضع اختلف الآن؟ دمت رائعا كل التقدير |
|||
11-11-2015, 12:41 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
شكرا لك أخي الفاضل والمبدع المتألق على قراءتك القيمة واهتمامك النبيل ..
مودتي وتقديري .. |
||||
11-11-2015, 01:17 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: عادت.. ولكن..!
كانت العودة و التي لم تكن عودة عادية
فهاهنا عودة بعد فعل لأقدمت عليه البطلة وهو يدخل في خانة كسر العادات و التقاليد لم يوضح الناص ذلك وإن كان بإشارة خاطفة و سريعة لم تفصح تماما عن تفاصيله أحبت شخصا ما وربما تزوجت به ولكن العائلة و القرية لم تنس ما حصل وربما هناك جهتين متخاصمتين حولها عائلة والدها وعائلة أخرى كانت ترجو أن تكون البطلة زوجة لابنها ولكن البطلة اختارت قلبها ومن خلال السرد نستطيع إدراك أن البطلة لم تقم بفعل مخل بالشرع ..بل فعل أخل بتقاليد وأعراف متعارف عليها بين سكان القرية لذلك كانت القرية كلها في انتظار عودتها لتعاقبها اللحظة المؤلمة هي حين ابتلع والدها الكلام و سقط في حفرة الصمت النص كان جميلا و ممتعا كما عهدت منك خاصة و أنك تعتمد دائما على الجمل القصيرة التي بإمكانها تسريع وتيرة العمل وإضفاء طابع تشويقي على النصوص هذا طبعا بمساعدة الجمل الفعلية التي تعطي حركية ودينامية مميزة هذا مع استعمال ألفاظ منتخبة و منتقاة لتوظيفها في مكانها لأداء مهامها المناط بها و لكنني أستاذي أقف معك عند الجزء الثاني : على حين غرة، حاصر الجماعة إعصار مفاجئ، من هنا .. لا أعلم استاذي.. هل اقول أنني وجدت أرضية ثانية للقصة مخالفة او لنقل غير متناسبة مع جزئها الأول .. أتحدث عن جدواها في إقناع القارئ هي رؤية شخصية (كقارئ طبعا)..وربما احسست تكلفا (ليس تكلف الكلمات و لكن أتحدث عن فضاء القصة) لإيصال القصة لنهاية معينة..في حين كنت أنتظر أن يستوي القسم الثاني مع ما قبله رأي لك أن لا تنظر له استاذي أعشق قصصك دوما لأن لك ميزة مائزة تميزك عن غيرك محبتي و تقديري استاذي الفرحان بوعزة |
|||
13-11-2015, 02:27 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
فعلا أخي المبدع المتألق عبد الرزاق يبدو الجزء الثاني من القصة غير متناسق مع الجزء الأول ،لأنه تحدث عن غير الممكن بحيث يأتي الإعصار على حين غرة فيهلك القوم ، حادثة غير مقنعة للقارئ في الوقت الحاضر تجعله يتساءل كيف حدث بهذه السرعة ؟ والواقع حاولت أن أخرج عن نمط قصصي السابقة كتجربة جديدة .
يقول كانط : إن المعيار الذي يسمح لنا بتحديد الإدراك الإنساني يكمن في القدرة على التمييز بين الرمزية التي تولد رمزية جديدة قائمة على أنقاض رمزية سابقة ، ...والهدف هو خلق انزياح يثير الدهشة ويطرح تساؤلا ويدفع إلى التفكير . فالرمزية هي مصفاة لما هو واقعي ، وارتباط الرمزية بالمخيال هو معرفة جديدة للواقعي لا أدري هل وفقت في تجسيد هذه المقولة التي أعجبت بها .. شكرا على قراءتك القيمة ،كعادتك تكون تعليقاتك على جميع النصوص هادفة ومركزة .. شكرا على تواصلك الدائم .. مودتي وتقديري .. |
||||
14-11-2015, 03:27 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
حين تكون الروح نقية تصبح قريبة من الله وهكذا كانت روحها المليئة بالحب والتسامح صورة للجمال والنقاء
هو حال الانثى في مجتمعات ذكورية تمنح كل الحقوق للرجل فهو الآمر الناهي والحديث يطول قصة تحكي واقعاً مازال يتحكم بنا في زمن تغيرت فيه مقاييس الممكن واللا ممكن تقديري
|
||||
14-11-2015, 07:34 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
اقتباس:
تحية طيبة .
شكرا للمبدعة المتألقة ازدهار على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع . شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمامك النبيل .. مودتي وتقديري .. |
||||
30-08-2023, 12:14 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
هذا سرد بارع..
وليس بغريب على مبدع السرد أديبنا المكرم الموقر الفرحان بوعزة مع كامل التقدير.. أفتح نافذة القراءة من جديد ولي عودة بإذن الله شكرا لك مبدعنا الكريم
|
||||
29-09-2023, 07:45 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
مشهد مؤثر كثيرا
يضع البطلة من جهة و الأهل و ربما اهل القرية أيضا في الجهة المقابلة الظلم ظلمات و في إقصائها كانت نجاتها .. و لكن هل نجت بالفعل و هي التي تحمل مشاعر سوية تجاه أبيها و بالتالي فقده لن يزيد إلا في شقائها .. جوانب اجتماعية كثيرة يثيرها هذا النص خاصة العلاقات الأسرية و تعقيداتها الاستاذ الفاضل الفرحان بوعزة عساكم بألف خير تحياتي و كل الاحترام |
||||
01-10-2023, 12:05 AM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: عادت.. ولكن..!
عادت ولكن لم يتغير تفكيرهم قيد أنملة وبقيت الأفكار المتحجرة كما هي..
لطيبة قلبها وصفاء سريرتها نجت من مخالبهم التي كانت ستقتلها روحًا وجسدًا ، ولكن هم غرقوا في مستنقعات افكارهم البالية وخاصة والدها الذي تمنته أن يتغير ويحن لها. لآخر لحظة كانت تمني النفس أن يضمها الى صدره ويستقبلها أحسن استقبال ، ولكن للأسف الشديد بقي الحال كما عليه قصة بديعة بوركت أناملك الفنانة المثقفة
|
||||
|
|
|