|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-01-2022, 09:18 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
**سأريكم جمعة القطامي -ابوابراهيم -
الذي مات اليوم الذي نزلَ عن الجبل وأنقذني من الغرق -" .......قد كان مرتبطاً بالأرض ..هل ترى الأرض بلا زهرة بريّة ...!!وأيضا لا تراها بدونه ...هو مع الشجر والجبل وجدول الماء ...لا أراه إلّا وأتذكر اصالة الإنسان ونزوعه إلى الصداقة مع كلّ شيء ... ...ولقد تغيّرْنا جميعا وهو لم يتغيّر ...فكنتُ أرى الناس كأنّهم يخرجون من أنفسهم إلى صوَر لا تدلّ عليهم - يكذبون -...لو نزعتَ عنهم أغلفتهم التي يتزيّنون بها ...لا تجدهم .....!!-..وهو لا يخرج من نفسه ولا يكذب ....كانت رؤيته تُعيدني دائما إلى أنفسنا الأولى التي خرَجتْ معنا من أوطاننا ...تكافح الشقاء ....حتى لو ألقيتها في النعيم .... ...كنتُ أحاول العوم في بركة ماء عميقة ..قد تجمّعتْ فيها مياه الشتاء ..ولم أكن أعرف السباحة في ذلك الوقت ...وانزلقتُ إلى العمق وصرتُ أسفل البِرْكة وامتلأتْ رئتيّ بالمياه....كنتُ أحاول المشي في أرض البركة للخروج مشياً ويُعيدني ضغط الماء إلى العمق دائما ...حتى يئستُ وأيقنتُ بما يسمّونه ---الموت -.....وصرتُ استعدُّ لأرى وأراقب وأعرف ماهو الموت الذي ذاقه الناس و أبو ابراهيم ....!! ..وأنا في الماء كنتُ أسمعهم ...في الأعلى -أولئك الذين لم يموتوا بَعدُ -....وما زالوا في الحياة يركضون في الطرقات والحقول وفي طريقهم مازالوا يُذنبون ,,,حتى اسودَّتْ نفوسهم واعتادوا الظلام .........................فالذنوب ظلامُنا وليست القبور ....! ...يقول أحدهم : لا أجازف بإنقاذه ..يموت واحد ولا يموت اثنان - وكان هذا صاحبي الذي ألعب معه وكان عمري وقتئذٍ تسع أو ثمان سنوات - ..هُم أناس بوجهين كعصاة موسى -:"فألقاها فإذا هي حيّة تسعى .. قال: خذها ولا تخف ..سنعيدها سيرتها الأولى " - ..هؤلاء لا يعودون إلى خيرهم إلّا ربما قبل لقاء الله بساعة ..!!..إن عادوا !! ..وسمعتُ آخر يقول : نرمي اليه حبلاً ..قالوا : سيتمسّك بالحبل ويشدّك اليه : فالغريق يمسّك بأيّ شيء ليقبض على الحياة .....!!!...وأشفقوا كلّهم على أنفسهم ولم يرموا الحبل .....لا أحد يرمي لك حبلاً لنجاتك ...ويُخدَشُ بسببك خدشاً.....!!..إلّا نفرُ بريدون الله مِن كلّ حياتهم ...!!...لقد تقاتلتْ الأنانية مع الأخوّة ....حتى قتَلَتْ آل هابيل ,,,,الصالحين !! ..وإذا بواحد يقول : انظروا هذا جمعة يركض ينزل من أعلى الجبل - كعادته دائما ..هو مع الجبل كزهوره البريّة - ..لا تهمّها الثلوج ولا الرياح ..يحرث ببغلته الأرض أو يرشّ الأشجار .........وبدون أن يسأل سؤالا أو يعرف مَن هذا الغريق - فهو صادق كالأرض أيضا - يفهم الخير بطريقته الخاصّة - أن يساعد أينما كان ومَن كان ....لأنّ لحظة الخير هي فقط التي تعيدنا الى الله ...!......وهناك وهو وحده فوق الجبل تعّلم الكرَم والشهامة ..لأنّه وحده ............................!!..وكلّما اقتربتَ من الإنسان ...كذبتَ وتلوّنت ...وتغيّرتَ ونسيتَ نفسك الأولى .!! أوسمة الإنسان صفاته ...وهي التي يمشي بها في الحياة وتضيء له .......وأمّا وظيفته فهي تُلقيه ويُلقيها بعد حين ...! ..قفز في الماء وغطس وأمسك بي وعام إلى حافّة الأرض وأنا أشدُّ بيديّ الإثنتين على رقبته ...!!لقد كان بالنسبة لي في تلك اللحظة هو الحياة ,,,,!!....وأريد أن أعود إلى بيتنا والطريق والأصحاب ......ولا أريد ظلام هذا الموت ... ..وألقاني وبدأ يضغط على صدري ليُخرج من رئتيّ قرَبَا من الماء ...ليدخل الى رئتيّ الهواء كما كان يدخل من قبل ..!!.....يفعل كلّ شيء صامتا يتحرّى الإخلاص كما علّمه الجبَل ......... ..ومشيتُ الى البيت وأنا ذاهل كأنّي خارج من الموت يوم البعث ...أقول في نفسي ما أسهل أن يحيينا الله فنحيا وما أسهل أن يُميتنا فنموت ...!!..نحن قطعة لحم بيد الله يفعل بها ما يشاء :..في وجهي قطعة لحم ترى وقطعة لحم تشمُّ وقطعة لحم أخرى تفكّر ..!! ..وكلّ وظيفة في آلة جسمي تقوم بها قطعة من الشحم واللحم ...!!.....نحن أسرى لأجسامنا ما ندري ما يحدث فيها وما يفعل الله بنا ....!!..إلّا عقولنا حرّة :تفهم وهي ترقب الحياة ...ما تشاء فتشقى ......أو ما يشاء الله ....فتأوي الى سلامه والنعيم ..طلب أبي رؤيته ...صار يضحك :لا يريد جزاء ولا شكورا ....فهو لم ينقذني من أجل أبي ..!!..ولا من أجل آخر رغيف خبز في هذه الحياة - وإن كان ذلك الرغيف هو الذي إن لم يأكله مات - !!!.....هي مروءة الأرض .....التي لا تنتظر الخير والمطر الّا من السماء .....!! ..ستلقى خيرك في مكان ما لا بدّ من ذلك... لأننا لا نفعل الخير إلّا لله ,,,,ولن يضيع خيرٌ والله هو الذي يرقبه ..وها أنت تُخرِجني من ظلام الموت وتَدخُل فيه ...ورأيتك في ظلام القبر تمشي الى ضوء متلألىء ورأيت أن الله أبدلك بشقاء اللّاجىء وصراعه في الأرض والظُلم والفقر ...جنّات النعيم . . . . أكتُبُ في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية
|
||||
25-03-2022, 01:55 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
سلام الله على أستاذنا الطيطي
بَهٍيٌّ حرفك عميق وذو فلسفة رائعة / نلتقي فيها فتحاورنا ونحاورها طلة أولى ولي طلة ثانية بحول الله همسة لو فقط تنتهي هذه النقاط التي تزعج القراءة من خط كتابتك كل التقدير لأستاذنا وعواشركم مباركة |
|||
30-03-2022, 07:26 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
الأديبة العزيزة: لك الف سلام وشكر ومودة .....
|
||||
30-03-2022, 09:18 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
وانت بالف خير الاديب الفاضل
فقط تركت لك طلبا هنا وتجاوزته وأدري حدث سهوا مودة |
|||
01-04-2022, 09:50 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
ولا يضيع العمل الطيب
سرد طيب التقاسيم من لدن مبدعنا الطيطي وود |
||||
02-04-2022, 11:52 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
هي عادة معي منذ ثلاثين عاما !!!!....ومع ذلك سأحاول من أجلك
|
||||
21-10-2022, 09:52 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
اقتباس:
..................................الف سلام الف شكر الف تحية : العميد العزيز
|
|||||
23-10-2022, 12:22 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
القدير عبد الحليم الطيطي
قد رأينا جمعة القطامي من خلال سردك لحدث الغرق .. لغة السرد جميلة، وتصوير مشهد الغريق وهو يراقب فعل المقربين .. أو هكذا أحسبهم كان مؤثراً ورائع. إن أذنت لي برأي أخي .. السرد كان بلسان ضمير المتكلم، فكنت البطل الافتراضي .. هناك الروائي الذي يسرد الحدث بضمير المتكلم ( أنت ) هذا الروائي كان يتدخل في السرد كثيراً، وهذا لا يعتبر أمراً جيداً في عملية السرد .. التدخل هو إبداء الرأي في الحدث وتصرف الشخصيات. وأمر آخر أخي .. ( كما كنت أقول لكم ... ) مخاطبة القارىء غير محببة في السرد، ويعتبرها بعض النقاد ( وقوف على المنبر ) .. هذا النص الثاني الذي أقرأه لك هذا اليوم راق لي فكرك ولغتك .. سلم الفكر والبنان كل التحية
|
||||
02-02-2023, 11:51 AM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
اقتباس:
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ذلك أنّي لا أقصد القصّ إلّا لأتكلّم .............غايتي هي بعض الحكمة ...ولك ألف سلام وألف تحية
|
|||||
20-08-2023, 10:13 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: سأريكم جمعة القطامي - ابو ابراهيم -
هذا دربي ،،، في خيال العمر يمشي ...
ليس أرضاً ...هذا دربي رسْم حُلم سوف يهوي ......................! .
|
||||
|
|
|