ثلج فوق احتمالات الحريق

[رافت ابو زنيمة]

عندما تغادرُ
ستتصنم كل الأشياء
وستحملني في حقيبة
ذكرياتك مثل أغنيه
بلهاء قد فات عليها الزمان..

عندما تغادرُ
سيدرك الليل كم هو
صغير أمام ظلمة فراقك..
سيبكي الرصيف وسيشرب
الطريق من دموعهِ حتى
تثمل في داخلهِ ذكرى خطواتكَ..
النص سيكتبهُ القدر ..
والمشهد مخيف..

عندما تغادرُ
ظهرك المرسوم على أخر
ذكرياتي سيبقى فّيَ جرحٌ
ينزفُ كلما لامستهُ نسائم ذكراكَ..
اه ما أصعب الوجع
عندما تغادرُ ويبقى ورائك
كل شيء يذكرني فيكَ..
اه ما أصعب الوجع..

[رافت ابو زنيمة]

أُنثريِ ما تبقى مني فيكِ
على وجهِ سبيل الفوضى..
ولا تجلسي كي لا تنحني
استقامة ظلالكِ على
سبيل الجدار..

هلوساتٌ تحملني بين رحيل في
ذكريات الوجع وسفر نحو عشق
تلسعهُ خطيئة الأمل..

الصمت في شوارع شيطان
الشعر يجبر القصيدة العذراء
على السير وهي خائفةٌ في
زقاق الخذلان..

الحلم ينكرُ وجودي في
المشهد الأول كي يصنع
مني دهشه تسقط نحو
مسافة تلامس سر الموت
الأخير..

الملح.. مثل كل مساء
مثل كل النساء يعطي
طعمًا ولونًا وشكلًا للغرق
ثم يرافق الدموع نحو أوراق
تلطخت بدموع نواح الثكالى على
ناي الرثاء..

أيُ أناً.. أنا؟؟...

أو عذرًا يا سيدة
الواقع.. والخيال فربما
حجم مشاعري المفتونة
بحجم السماء تفوقُ حجم
الإجابة والسؤال!!..

[رافت ابو زنيمة]

كذبةُ الوردة


تبًا لذلك الجمال الذي
كلما أردت الإقتراب منهُ
أكثر ومُلامسة كيانهُ بعمق
فيمنحني المًا بصمتهُ من الجراح!..

كيف تعطي عيوني الجمال
لشيء لا يظهرُ وجههُ الزاهي
الا بعد أن يسن أشواكهُ في
عيون المكان!؟..
ام هي فتنة تسكنني في نشوة الالوان؟..

هو التراب وحدهُ الذي يعلم حقيقتها
ويعلم من تكون.. وربما أنا أيضًا أعلم
لأن الجراح يا ملكة العشاق لم تفدني
يومًا بشيء..

بأختصار
تبًا لكل جمال يبنى على قاعدة
تغطيها الأشواك..

[د.عايده بدر]

حين أعيد تلاوة صمتك على سكون الأشياء حولي
يخضر اصفرار المسافات على غصن التمني
تدنو أرصفة اللقاء لخطوات طيفك
فاغادرني على عجل
ويسقط مني قلبي
لماذا يشير الطريق نحو كهفك ؟
ويخبرني أن حدود قيامتي تبدأ من مشارف نرجسك
لماذا ........!

[رافت ابو زنيمة]

أُراقبني وأنا أضيع فاحملني
على قوافل الهاربين إلى
اللاشيء أو اللامكان..

اقرأني بلا عنوان كي لا
أذكر هزيمتي الأولى أمام
حلمٍ ارهقتهُ حكايا جرحٍ ارهقني!..

الحزن في الضوء يعطي الدموع
جمال البريق، ويعكس على وجه
القلب صورة من الأمل.. فلا تحزن
في العتمة فيلونك الظلام هكذا
قالت لي قبل أن تغيب.

أُجهضُ رغبتي في كل شيء
كي أُعاقب سقوطي من على
نفسي كذبيح رمته السماء
نحو اللا وجود..

ضحية الجراح أنا!..
تركت خلفي حربًا من الذكريات..
وسؤالٌ لا يؤمن برحمة تعدد الإجابات..
وموتاتٌ لم تعطيني شهادة للوفاة..

أعترفُ..
قد تمكنت مني الجراح
وسأعيشُ نوبة صمت
ستفقدني الإحساس
في كل الاتجاهات..

[رافت ابو زنيمة]

يصمت الجواب أمام
وسواس الرحيل..

الصدمة لا تعرف سلوك
طريق اللهفة بقدر ما تعرف
الترحال في سماء الصدفة
للبحث عن الدهشات..

الأزرق المنشق عن بحر
الخضوع ما عادت تؤرقهُ
لسعات الشمس الحارقة..

انكسار في عيون الغروب
يحمل رعشات يدٍ تودع
النهار وكأنهُ لن يعود..

الليل هكذا طويلٌ يقود
اسرارنا في طريق لا ضوء
فيها ولا مشكاة كي تعبر
نحو النسيان قبل أن تمسك
بها جنود الثرثرة..

غارقةٌ قلوبنا في فوضى
الأصوات لأننا لا نعرف من
أين نُخرجُ النداء!.. ولا من
أين يَعود فينا رجعُ الصدى.

.
..
...
الخذلان موت والعودة
لمن خذلكَ موتٌ جديد!..

[عبير هلال]

الخذلان موت

والعودة لمن خذلك موت جدية


هذه حكمة بليغة


ليت كل من تم خذلانه يتبعها ولا يعود لمن خذله


فسيكررها مجددًا




دام نبض قلمك الحكيم

[رافت ابو زنيمة]

وكأن في صوت هدوءكَ
لحنٌ حزين يأخذوني
نحوي.. فأجدني على
وجه بحركَ مثل قنديل
يحمل في داخله ضوء
له وميض البرق في
أغنية الغيوم..

الليل يُنصتُ لكَ دائمًا
فيمنحهُ شجنكَ لون
صفاء تزينهُ رقصات النجوم..

على شجرة اللوز ستنبت
أول زهرة لي سيفوحُ منها
عطركَ الذي سيغطي
ربيعي الأول بحلم سنبلة
خضراء لا تعلم عن النهايات شيئًا
ولا تعرفُ شكل الأنحناء..

الأمل في مدى عينيكَ مزروع
رغم أن الموت محيط!..

أي حزنٌ أنتَ؟..
أي حقيقة أنتَ؟..

وكيف تستطيع أن تُظهرَ
ضحكتكَ من خلف ستار الدموع!؟..

[رافت ابو زنيمة]

لا تنسى من أنتَ..
ولا تنسى أن الأحجام الكبيرة
مهما بلغت ستفقد قدرتها على
حمل بعضها البعض يومًا ما..


اليوم..
ساصعدُ نحو العلية وسانفض
الغبار عن مرأتي المنسية!..
وساعترف لها بوزن غروري الزائد
دون أن أُنكر، وكيف اعماني التكبر
حتى أني لم أعد أرى فيَّ عيبٌ يذكر..

وساعترفُ لها بأني أعصرُ في صحن
الصبح من خمر التعالي!.. وأُمضي
باقي اليوم وأنا أشرب، فاثملُ عن
كثر أخطائي وأبقى لهوى نفسي
دومًا مقرب!..

وساعترف بأن سلم الكذب اتخذهُ
دومًا لنفسي مصعدًا.. و مهرب!..

وساعترف لها كم أنا على سكرات
الضعف اتجبر، وكم اتناسى بأن
الدنيا ليست لي سوى معبر..
وساعترف لها.. واعترف
واعترف أكثر.. وأكثر..

حتى أرى حقيقتي على وجهها
بأني لا شيء يذكر.

[رافت ابو زنيمة]

تعددت اللدغات والجحر وأحد..

في حبات الرمل الحارقة تغرق
أقدام المسيير تبحث في العمق
المظلم عن صوت يسكبُ من فمهِ
أغنية الماء.. رغم أن صوت البحر
تغير لكن الأمل من حديد!..

يد الحقيقة حرة جدًا لكنها تائهة
ولا تعلم شيئًا عن دهاء الطريق..

عند باب الجحر تبدأُ معزوفة الهروب
نحو وهم الهدوء والسكون حراسهُ
في الداخل كانوا قد بدأوا الغناء ولا
يرحبون بالضيوف الغفلة البلهاء
يرسمون على أجساد الهاربين بأسنان
تعطيهم المًا يمسح من ذاكرتهم
خطوات العودة والرجوع..

لا مكان للإيمان فوق اتساع يرهقهُ
وزن ريشة سقطت من فضاء الحريات!..

الموت أخرُ خيارات الأمل ولا شيء يضمن
لك متى يكون حتى لو تعددت اللدغات.

[رافت ابو زنيمة]

على لسان الليل تحدثت روحي
قالت بأختصار ما لم يقلهُ الألم..

على بعد رمشتين مني رأيت
جسدي المثقل بالجراح مرمي
على رصيف الغربة يبكي بحرقة
غادرتها لمعة الدموع!..

ربما هو الوقت الطويل كفيل
بأن يفقد الأشياء شكلها المعتاد
ويعطيها شكلًا جديد..

الساعة رغمًا عنها تدور ورغمًا
عنها ستتوقف وستبقى ذكراها
ومحفورة على وجه الجدار القديم..

في يوم إكتمال روايتي الأولى من"كان"
لن أكون موجودًا هناك، لن تفقدني
الحروف ولا الكلمات، ولن يشعر بغيابي
العنوان..
الحضور من سكان كوكب الليل
وعريفةُ الحفل ستكون روحي المغموسةُ
بأشكال النهايات.. هكذا قالت عرافةُ القصة
بعد أن أخرجت وجهها من مستنقع الحكايات.

[رافت ابو زنيمة]

الشاشة السوداء
غير عادلة في قياس
حقيقة الالوان!..

الأحمر المنصهر في دفء
النار يعلم أن سلطتهُ ضعيفةٌ
أمام نقاء الأزرق، لكنه يحبذ
التكبر على ذلك كي تبقى
مكانتهُ عالية في عيون
الشهوة.. وفتنة الدماء..

الزهرة البيضاء لن تعترف
للنحلات بمدى الصقيع
المكدس في جذور الشجر
كي لا تفقدها نشوة الرقص
على أغنية القدر..

في الأصفر شرفة تدعونا
أنا.. واللحظة.. والصدفة..
والأحزان.. على مائدة عشقٍ
تراقبها عيون الشمس ويغلفها
سرور الكلمات في أنشودة المكان..

في الأسود خيالٌ يحمل الحلم
أحيانًا على محمل الجد..
او يزرع في الأفقِ قناعات تُبررُ
للخذلان أن ما يخرج من الأسود
يعود إليه..

[رافت ابو زنيمة]

خلف نافذة
ترتدي ثوبها الخافت
وجهًا يرتدي كامل الخوف
عيونهُ تراقبني بشهقة تلبس
الخريف خارجًا رداءًا كأنهُ الوداع..

على حافة البحر رسمتُ
حلمًا عجزت عن تأويله
عرافة الموج فسالت عليهِ
حتى محت ملامحي منهُ
لاصبح في الضياع عاجزًا
أُراقب نبوئتي في الانكسار..

تراودني السفينة عن
نفسي فاصبو لها!.. علّها
تمنحني اتجاهاتها الست
كي اختار منها اتجاهي..

أنا الريح.. والطريق..
والحلم لي..
سابحر نحوي وساقاومني
بعين الحقيقة.. والحقيقة
تعلم جيدًا أن تأويل حلمي
بأني ساغرق يومًا بي..

[رافت ابو زنيمة]

كالربيع أنتَ
تُظهرُ أجمل ما لديكَ
لتلفت انتباه عيون
الشمس، وأنتَ تعلم
يقينًا أن احتراقكَ
الموعود سيكون
منها يومًا ما..

عجيبٌ أمركَ يا أنتَ!..

خوفكَ من كل شيء
يجعل الأسئلة تتعثر
على نهاريات الجواب..
وعندما..
تهرب من كل شيء
أجدكَ قد اختبأت
وراء الليل!..

رمزيتكَ المرتبطة
بواقعيات المكان
تفقد رسائل الشعور
مضمون الوضوح..

أنتَ
كاغنية من خيال
تفجرت في حنجرة
الاحزان، لحنها من زفير
ريحٍ لامس وحدة من
اشتعال، لا يطفئ نارها
سوى إيقاع من أمواج
ملت دساتير المحال..

وكشجره على الشاطئ
الوحيد وحيدةٌ مثلهُ أنتِ
واقفة بلا ظلال..

[رافت ابو زنيمة]

هل تذكرين عندما
غرقت هناك في المنتصف
وتجرعتُ من هزائم الأشياء
هزيمتي..

هل تذكرين ذلك البعيد
الذي لم تلامسهُ سوى وعود
ترجحت على أطراف كلمتي..

هل تذكرين المساء.. واللقاء..
وأقلامي التي كلما نَسيت عيوني
شكل حروفها تذكر شفتي بنكهة
قهوتي..

هل تذكرين عندما أخبرتكِ بأني
سأرحل يومًا من دوني وساتركني
على هامش ظني بي، أُطارد حكمة
الضوء في زقاق الجنون المظلمة..
حينها ضحكتي مني دون أن تشعريني
هل تذكرين؟.. وهل لازلتِ تضحكين!؟..

[رافت ابو زنيمة]

على محملٍ شخصي
احملني وأسيرُ بي نحو
منطق لا مرجعي اتمزقُ
فوقهُ بارادتي.. انثرني
على أطرافه دون خوف
من ندم تتبناهُ كفوف
تصفع بقوة أيُ اعتراف
يُخرجُ النفس من دائرة
هواها اللا عقلاني!..

القرار الأخير زُرع على
صفحة من ماءٍ أُخذَ مني
عنوة عني.. قبل أن يعلن
موسم النشاف نهاية الجفاف..

سلم بيت طفولتي الحكيم
يقتاتُ على نزف جراحي الصاعدة
ويكتب لي رسالة على وجه جداري
المستقبلي.. مضمونها..
أنتَ بريءٌ يا بني..
الصعود الناجح لا يعترف بالبراءات
إذًا أجل صعودك..َ وأعلم أن منطق
الفطرة البيضاء يموت دومًا بين يدي..

على محمل غير عادل تصعدُ
في داخلي الدنيا!..

وعلى محمل غير مسبوق
أشعرُ بأني لازلت احملني على
محملٍ البراءة من طفولتي..

[رافت ابو زنيمة]

ضوءكِ المنبعثُ من
وراءِ زجاج النقاء
يعكس على وجه
الليل صورة من
الاستغراب..

لا شيء يبررُ احتراق
الشمعة سوى إرادتها
في كسر شوكة الظلام..
والظلام كيانٌ تجري
إرادتهُ وراء التمدد
والاتساع..

في عالم سلطة المشاعر
لا إرادة لشيء.. ولا حقيقة
في مشاعر أحد.. فقط هو
طريق نحو عجز مكتسب
تسخرهُ أيدي المتحكمين
بعهر العولمة السوداء..
ومجون مؤامرة الظلام
الملطخ بدماء الشموع..

وعندما يسكننا الفهم
تستقيم فينا صدق
حقيقة المشاعر على
انحناءات الخضوع..

والمشاعر بعد فوات
الأوان بماذا ستفيدها
ثورة الدموع!؟؟

هكذا يبكي الفتيلُ
شــــــــمعه..

[رافت ابو زنيمة]

تسيرُ وبجانبكَ يصرخُ الريح!
خطاكَ العشوائية تكاد ترسم
أثرها في سباقات الفصول..

تسيرُ وفوقكَ ينام المطر
على اوجاع أغنية تعزفُ في
ثورة الغيوم مقامات الخمول..

تسيرُ عطشًا يحمل بين كفيهِ
الماء يخبركَ عن معاني الصبر
ويخبركَ أيضًا أن في عالمكَ
الآخر تتجلى أهازيج الهطول..

تسيرُ في ضباب المكان
وتتبع سراب الأشياء وأنتَ
مشبعٌ بحكايات الفضول..

تسيرُ بلا أوقات.. وزمانكَ
الضائعُ في وهم الأحلام
يفقد بوصلة الأمل اتجاهات
الوصول..

[رافت ابو زنيمة]

هكذا أنتِ عندما تختنقين
تفقدين قدرتكِ على قراءة
احتراقي..
على السطور السوداء تحتظرُ
حروفي الرمادية..
ترنيمة الكلمات تعزفُ فوق
جسد الهذيان مقطوعة كأنها
الفراق..
لماذا تصرخين؟!..
رأسي المقطوع والمعلق على
راس الورقة لا يشبهُ العنوان
وجسدي المرمي في اسفلها
ليس سوى توقيعًا على أن ما
كان لن يعود كما كان..

هكذا أنتِ عندما تختنقين
يصبح الماء بين يديكِ نارًا
تسقين منهُ الأيام عطشًا
ترملت على يديهِ خصابة
السنين..
لماذا تبكين؟!..
الدمع المزروع في جفن
الليل لا يجف، يعلمُ أن في
نزفهِ صراخ الأوجاع.. وعلى
أرضهِ تبدأُ متاهات الضياع..
هل تعلمين؟!..
في العلم في الشيء يبدو لكِ
أن هناك شيئًا من الحقيقة رغم
أن التجريد يظهر للأشياء أن
لا شيء فيكِ يشبهُ الحقيقة!..

[رافت ابو زنيمة]

ترتدي ثوب التمثيل
كي تخفي فيك جسد
الخوف!..

خوفكُ المتألق على
مسرح صدركَ سرًا!..
يستهلكُ الكثير من
أنفاس حياتكَ
جهرًا!..

على سريركَ المهجور
منذ بداية عهد الهجران
يستلقي جسدها اللامرئي
فراشهُ دموع من الفراق
وغطائهُ ذكراكَ التي تمردت
على الرحيل نحو ذاكرة
الخيال لتصبح واقعًا من أصل
مشهد المكان!..

للقاعدة شواذ.

ومشهدكَ هذا فاق القدرة
التي تتحملها قاعدة
"النسيان"

[رافت ابو زنيمة]

أعلمُ كل شيء عنكِ..
غدًا ستدقُ يد الحقائق
باب الإعتراف..
فلا تتلعثمي!..

الباب من حديد لكن
القفل من ماء..
يدُ البداية ليست كل شيء..
والنهاية في وجه الماكث
فيها اشراقةٌ في وجه الذي
في الإتجاه المقابل..
الفجر في عظمة ظهوره
وسطوتهُ لا يستطيع إعلان
أن الغروب لن يعود..
فلا تتعثري!..

ستدركين حينها ان صوتكِ
المنثور على الزجاج لا
يملك الشفافية..
وأن أسمكِ المكتوب على
وجه السماء لا يعرف الحرية..

وستدركين بأني منذُ ولدتُ
أحملُ فيّ شيئًا منكِ!.. وبأني
أجهل الكثير عني أمام ما
أعرفهُ عنكِ!!!..

[رافت ابو زنيمة]

لماذا تغوصُ في داخلكَ
وأنتَ تعلم أن نفسكَ
تكونت من الظلام؟؟!..

[رافت ابو زنيمة]

هل ستغادرين!؟
وأنتِ تعلمين بأني
رسمتكِ على جدار
روحي ثم نفخت
فيكِ من أنفاس
الهوى كي أحيا
منك وفيّ تحيين..

هل سترحلين!؟
وتركبين سفين الفراق
بعيدًا وتبحرين..
على اي إتجاه ستأخذكِ
ريح الهجر؟..
وكيف سترسم لكِ أبعاد
الطريق؟..
كيف..
وأنتِ تعلمين يقينًا
بأن البحر فيَّ غريق..

صوت الماء في معزوفة
اللقاء يعطي طريق الوصال
نقاء الخلود.. فلا تجعلي من
انسيابهِ الحي حالة ركود..

[رافت ابو زنيمة]

شيطنة الشموع في
معابد الروح تسرقُ
من ترنيمة اللقاء
أبعاد الوصال..

لا تغمضي عينيكِ في
وجه ريحٍ أتت قبيل
الصباح كي تشاكس
شعرك المنثور على ما
تبقى من ليل الفراق..

ولا تبكي..
فالنافذة صوتها
مبحوحٌ من صراخ النداء
يرعبها صمتكِ المكسور
وتخنقها إشراقة البكاء..

على صدر الليل وضعتِ
قلادة اوجاعُكِ!..ِ
تغازلها ذكراكِ التي ظننتِ
أنها ستغادر مع الليل!..
كيف!.. والليل قادم
ولا يترك حبل المسير..

من الشمس اصنعي
شموعًا لليلكَ.. فالقوة
يا صاحبة الضياع
لا تصنعُ أبدًا
من الضعف..

[رافت ابو زنيمة]

واضحٌ..
لكن لا شيء يفهمني!..
فكيف يُفهمُ الوضوح؟..

على جُزري الصامتةُ
تموت حوريات البحر
وهي لا زالت تُدندنُ
مقطوعة الأنفاس!..

اللوتس الأزلي
جالسٌ بجانب قبري
الموعود ينتظرُ بفارغ
كل شــيء.. جسـدي
المكتظ بكل شــيء..
كي يحترق على صدره
ككل شــــيء..

تعزفُ ريحُ الزمان.. يستيقظ
صوت التراب ويبدأُ الغنــاء..
لا شيء يفهمُ كيفية البكــاء..
ولا شيء يضمنُ للعودة الدوران..

على جليدي المنسي سأنحت
ما تبقى منـي.. أملًا منهُ أن لا
يدركَ يومًا كيميائية الذوبان.