قراءة وتحليل قصة " أبو الهول" لعبير هلال من قبل المبدعة فاتي

[عبير هلال]

أبو الهول
/


كانت همساته تتردد من بيت إلى بيت حتى أصبحت مساحة الإشاعة شاسعة... "أبو الهول" أستيقظ ولم يعد في مكانه. ابتدأت الرحلات بأفواج تغزو مصر بحثا عن "أبو الهول" المفقود، وتم تحفييز الجميع بجوائز لمن يلمحه ولو من بعيد. لم يتم الاكتفاء بذلك، بل وصل إلى حد مكافأة من يجده ويلتقط صورة تذكارية معه في صحراء وجدها في أعماق ذاته. لم تكن المكأفأة شيئا يذكر يجوار ما سيتم كشفه بعد التحقيق عن سبب هرب "أبو الهول" من مكان احتله خمسة الآف عام... هطل الغيث على عالمة الآثار " دوريلا"، حين قادها الدليل المصري عبد الرحيم إلى صحراء سيناء. كان الجمل يتهادى على رمال الصحراء بينما كانت عيناها الخضراوان تنظران بدهشة واستغراب للمكان، قافلة من علماء الآثار كانوا يسيرون خلفها ويتتبعون خطواتها بوجل. هي كانت الرئيسة وكل ما تطلبه ينفذ دون تردد. الخبر عن هروب "أبو الهول" إلى الصحراء هبط كالصاعقة من السماء على رؤوس المسؤولين، وإن لم يتصدر بعد الجرائد ولا حتى كخبر صغير. القبعة ربما حمتها من أشعة الشمس الحارقة، لكنها لم تحمها من أفكارها الجنونية، نعم ستجده حتما جاثما هناك محتلاً جزءا كبيرا من الصحراء، ينتظرها لتكتشفه مجددا. هذه لم تكن الزيارة الأولى لدوريلا له ولكنها المرة الأولى التي تقابله فيها في مكان لم تتوقعه يحتله. أيعقل أن تجده أم أنه سيحلق بجناحيه ويذهب إلى مكان آخر؟. ربما هذه المرة جزيرة، أو مكان مأهول بالسكان أو ربما يقرر أن يختار أن يكون نصبا تذكاريا يئومه الكثير من الزوار ليلتقطوا لأنفسهم معه الصور التذكارية. بينما كانت دوريلا ترسم الخطط بمحيط أفكارها وتمني النفس بهذا اللقاء الحميم، اصطدم أمرٌ طاريء بحبل أفكارها... أليس البحر المتوسط شمالها؟. ألا ترتبط شبه جزيرة سيناء مع دولة فلسطين من خلال حدود برية؟. ألم تشهد الحياة تلو الحياة بقدسيتها؟. لماذا تمرد الكبرياء والشموخ؟. تصاعدت كل هذه الأفكار بحميميتها فغزت قلبها المتحجر. لا زالت تذكر حبيبها العربي "متري" المتمرد على كل القوانين والأنظمة ولكن حين وجب عليه أن يلبي نداء الحب، هرب إلى صحراء من صنعه ولبى نداءها. كان ذلك قبل خمس سنوات، قررت منذ ذلك الوقت أن تنصهر مع عوامل الطبيعة وتتنسك في صومعاتها. لكن لم يسكت "أبو الهول" عن مناداتها: أيتها السيدة، جذورك عربية، لا يغرني هذا الأسم العجمي الذي تم إطلاقه عليك... ضجيج المدينة لا يلائمك، الغرب ليس وطنك. نظرت إلى عبد الرحيم الذي كان يقود الجمل ويهز رأسه مفكراً، هوَ يعلم كل شبر من هذه الصحراء ويفخر بها كفخره بولديه نعيم وعادل. رباهما على عشق كل شبر من مصر حتى باتا جزءا لا يتجزأ من ترابها ورمالها. كم تمنى لو كانا معه الآن...! صعقت "دوريلا" حين وجدت ملايين الأشخاص قد سبقوها إليه..وتعجبت كيف علموا عن مكان وجوده. صدمتها هذه ضاهتها صدمة أكبر؛ فحبيبها متري يقف بطوله الفارع عند "أبو الهول" يتباريان بمن سيحتل الصدارة في قلب البطولة والشهرة؟ لا وألف لا لم يعد قلبها يعرفه أو يتمارى على ملامح وجهه الشرقية الجذابة، كان بإمكانه أن يفقأ عيني ظلمه لها حين أخبرها أنه يعشقها ولكنها لن تحتمل طبيعة حياته. كيف تجرأ واتخذ قراره هذا دون أن يعطيها أي مجال لتخبره بأنها تجذرت هنا؛ فوطنها هو كل شرايينه النابضة والمتصلة بقلبه. لا زالت تذكر كيف أنها استيقظت وهي على متن الطائرة المقلعة لأمريكا. أخبرها يومها مساعدها الأمين أن "متري" وضع لها المنوم في شرابها وأن ما فعله لصالحها. لم يكن يود أن يتحول حبهما لجحيم... والأن عادت وستبعد كل هذه الأشباح من حول "أبو هولها" وستلتقط معه ملايين الصور التذكارية وسيعودان معا إلى موضعه الأصلي ليحمي الأهرامات. لم تعلم كيف وجدت عيني متري عيناها... لم تبتسم له وهو بدوره لم يبتسم لها. نظرت إليه بشموخ وكبرياء. لحقت بها قافلتها وأحاطتها، نزعت قبعتها عن رأسها لينسدل شعرها الحريري على ظهرها... رفضت أن تمسح حبيبات العرق المنسدلة على جبهتها وأدارت ظهرها له، ثم قالت بصوت عال: سأبقى هنا. هيا يا رجال، اقنعوا "أبو الهول" ليعود معنا... مكانه هناك... أجل هناك...! رغم أنوفهم سيبقى متمردا حتى على قوى الطبيعة!.

[عبير هلال]

الشاعرة عبير هلال

أبو الهول
الجاثم هناك بكل شموخ
أبوالهول
رمز من رموز الحضارة الفرعونية المصرية
بكل جدارة
رغم ما يشوبه من إشاعات صهيونية مغرضة
حول ماهيته
لتكون القصة وبطلتها
أجمل ما قرأت اليوم
بحيث كان النص متماسكا مسترسلا بغاية الروعة
يشدنا بتعابيره ليضعنا بقلب الحدث
ففكرة هرب أبو الهول
تعني الكثير
خصوصا حين نجد بأن البطلة -ذات الاسم الأعجمي- عربية الاصل
هي من تبحث عنه
كتلك الأنثى الباحثة عن هويتها
في عالم يعرف عدة تيارات أجنبية
أضاعت السيمات العربية وطمست حضارتها المتكاملة
وكان في ايجاد أبو الهول والمحاولة لاستعادته
والعودة به لمكانه المعتاد
لمؤشر يزكي هذه الفكرة ويدعمها

[محمد داود العونه]

بعد التحية الطيبة..
نشكر شاعرتنا المبدعة / عبير هلال على الحكاية الجميلة.. كما ونشكر شاعرتنا القديرة / فاتي الزروالي علي القراءة المتعمقة..

دام مدادكم..
.
. كل التقدير والاحترام

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد داود العونه

بعد التحية الطيبة..
نشكر شاعرتنا المبدعة / عبير هلال على الحكاية الجميلة.. كما ونشكر شاعرتنا القديرة / فاتي الزروالي علي القراءة المتعمقة..

دام مدادكم..
.
. كل التقدير والاحترام

وأنا بدوري اتقدم بجزيل الشكر لك لنشاطك واهتمامك بجعل النصوص حديقة غناء..


تبهجني دومًا تعليقاتك المميزة والحكيمة ونقدك البناء.


الله يسعدك ويوفقك


كل التقدير لك والأمنيات لك ان تصبح لك مجموعات قصصية يتغنى بها الاردن والوطن العربي

[فرج عمر الأزرق]

نص مميز استحق عمق القراءة و جدية التناول
تحية ود و تقدير للمبدعتين عبير و فاتي مع اعتبار الألقاب

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرج عمر الأزرق

نص مميز استحق عمق القراءة و جدية التناول
تحية ود و تقدير للمبدعتين عبير و فاتي مع اعتبار الألقاب

المبدع رشيق الحرف فرج الأزرق

سعيدة للغاية لتهنئتك الجميلة لنـــــ أبو الهول ــــصي ، تهنئة أقدرها جداً وأثمنها ..



دمت بكل السعادة وراحة البال

[فاتي الزروالي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير هلال

الشاعرة عبير هلال

أبو الهول
الجاثم هناك بكل شموخ
أبوالهول
رمز من رموز الحضارة الفرعونية المصرية
بكل جدارة
رغم ما يشوبه من إشاعات صهيونية مغرضة
حول ماهيته
لتكون القصة وبطلتها
أجمل ما قرأت اليوم
بحيث كان النص متماسكا مسترسلا بغاية الروعة
يشدنا بتعابيره ليضعنا بقلب الحدث
ففكرة هرب أبو الهول
تعني الكثير
خصوصا حين نجد بأن البطلة -ذات الاسم الأعجمي- عربية الاصل
هي من تبحث عنه
كتلك الأنثى الباحثة عن هويتها
في عالم يعرف عدة تيارات أجنبية
أضاعت السيمات العربية وطمست حضارتها المتكاملة
وكان في ايجاد أبو الهول والمحاولة لاستعادته
والعودة به لمكانه المعتاد
لمؤشر يزكي هذه الفكرة ويدعمها

الشاعرة الغالية عبير هلال
حقيقة ودون مجاملة
أهنئكِ لهذا النص البارع التصوير
والذي وكما سبق وذكرت
يبدو في مجمله قصة بسيطة
لبطل أسطوري
وبدلالات عميقة راقية
مهما قلتُ قد لا أفي بحقك هنا غاليتي عبير
شكرا لك وسعيدة بعودتك للساحة بهذا الجمال
لا حرمنا الله أنت
محبااااات

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتي الزروالي

الشاعرة الغالية عبير هلال
حقيقة ودون مجاملة
أهنئكِ لهذا النص البارع التصوير
والذي وكما سبق وذكرت
يبدو في مجمله قصة بسيطة
لبطل أسطوري
وبدلالات عميقة راقية
مهما قلتُ قد لا أفي بحقك هنا غاليتي عبير
شكرا لك وسعيدة بعودتك للساحة بهذا الجمال
لا حرمنا الله أنت
محبااااات

غاليتي فاتي


من أعمق أعماق قلبي اشكرك



اشادتك بقصتي ابو الهول عنت لي الكثير الكثير



آمل ان يروق لك جديدي



محبتي



🌺🌺🌺🌺🌺🌺

[أحلام المصري]

تحية للقديرة عبير هلال وللغالية المبدعة فاتي

شكرا تليق بالأدب والجمال

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

تحية للقديرة عبير هلال وللغالية المبدعة فاتي

شكرا تليق بالأدب والجمال

وأنا أتقدم بجزيل الشكر لكما


محبة وتقدير