في جعبة الحكايات ( من حكايا شهر زاد ) ..

[راحيل الأيسر]

( رفرفة )


هذا المساء
السماء خاشعة
كمعتكف يرقب أمنية
هذا المساء مبلل
كهدب عابد جمع نجواه دهرا ليبثه في سجدة محراب ..
هذا المساء
سكب القمر فضته في العتمة
فتوشح الأفق بهالة الضوء البهي ..

هذا المساء في صدري موجة من الشوق والحب عالية تدفع القلب حيث دمع العابد وخشوع المعتكف ..
حيث نور السماوات والأرض .. !

[راحيل الأيسر]

حكاية ( لحون نشوة )

تطوي الشمس صفحة الليل
تكنس بشعاعها بقايا الأوهام من على أعتاب التآويل
تنضح قطرات الانتباهة على وجه الخمول ؛ فينتصب الوعي ..
النور الذي تبدى من ثنايا الأفق يطلُّ باسماً على نوافذ المدينة ،
على شرفات البنفسج ..
والذاريات
تسبق الخطا إلى أغصان تميد فيها الزهور كالسكرى ..
كأنها سقيت من كأس الليل نزقاّ
البلابل المفتونة تستوحي من سلاف الضياء الوردي
المنساب من أهداب السهر العنيد سحراً
وتصدح جوقة الكون بالغناء العذب ..
تسكب في الأزاهير ألحانها
فتتمايل الأماليد
يا مرحبا بالنور إذ ينداح في الأفق
يعرِّش فيه البهاء
يا مرحبا بالفجر يغسل الأوجاع
يمسح بالشذا العطري
حقول روح مبللة بالحنين
يمحو النحيب
يموسق فألا على نشيج الرياح .. !






---------------------

الخطى : الأولى أن تكتب هكذا ( خطا ) بالألف الممدودة
إلا أن للكوفيين رأي مجيز ..
فلا بأس بالرسمين
إلا أن الأولى كما ذكرت
بألف ممدودة ..

[راحيل الأيسر]

حكاية ( انبلاج )

قالت الشمس لليل :
احزم حقيبتك
تفاصيلك المتناثرة
بقايا حلمك
ثكنات صمتك المقامة على تخوم العتمة
وقد نفسك إلى منفاك ..
فقد استيقظ الضجيج في
حوارك الخافت
وتسللت الأنفاس الدافئة
إلى ركنك البارد
فُقِئت عين العتمة
بمدية النور ..
وانسلخ ظلامك
أمام ألوان الطبيعة
ولوحة الحياة .. !

[راحيل الأيسر]

( تناجي ..)

الغروب السطر الأخير ماقبل الوداع ..
أوله هذيان طيور مسها الشجن ..
وآخره صمت التناسي بعد أن اندلق حبر الفراق القاتم على خط الأفق ..

تخبو الألحان
وتبدأ هسهسات الحنين
كهمس شفاه مرتعشة
في أذن الغياب العنيد :
( ألاّ تبتعد )
قبل أن تتفجر من عيونها الوجد
قبل أن تتدثر بصمتها من زمهرير الوحشة و جليد الانتظار .. !

[أحلام المصري]

احتمالات الموت واقفا:
نخلة ضرب السوس قلبها،
وبيتٌ هجره ذووه....
،
،
فصل من حكاية سخيفة،
مسبقة التجهيز،
مؤلمة النتائج
،
لكنها حتمية ولا ريب

[راحيل الأيسر]

صباحك المجد والإباء أحلام العزيزة
مرحبا بك وبما تنثرينه من بهي الحرف في صفحتي ..

بورك عطاؤك وجهودك ..
افتقدتك بالأمس
فقمت بالواجب لواء ركن / أحلام
كله تمام يا فندم .. 😊✌️

أرجو أنك نمت ليلة البارحة
وقاتل الله أرقا يلاحقنا 😅

بعد أيام من حزن وكآبة مما يجري يا أحلام
أعاد الغزيون لي بسمتي بفألهم وحبهم للحياة رغم أنف القصف والدمار ..
لله هم من شعب جبار ثابت
عجيبون والله يا أحلام
لا ، يستحيل أن تري بين الشعوب مثلهم
والله أني صرت أجلهم وأكبرهم ..

حزنت كثيرا على منتداي ( قريتي الصغيرة الهادئة بأناسها الطيبين وأرواحهم النقية ، بخاصة أنه ليس لي نسخة للكثير مما كتبت هناك ، بمعنى أن كتاباتي ضاعت بضياع الموقع ، وأنقذتني أنت بدعوتك لي فيما نقلته هنا وبعض من المسودات أحتفظ بها ، حزنت لأجلها وأرجو أن تعود ثم فكرت بوضع أهلنا في غزة الذين فقدوا الدار والحارة والجارة والقريب والعزيز ومازالوا يبتسمون ..
قلت ما أتفه حزني ، استصغرت نفسي أمام إكباري لهم ..
والحق أني يا أحلام ما حزنت على كتاباتي عندما واجهت نفسي بذلك ، بل لذاك المكان الأثير الذي لم أرض له بديلا ..
تذكرين عندما قلت لي أن الفينيق لك وطن
هكذا كانت قريتي الصغيرة منتداي رغم رحيل إخوتي الطيبين منها ، وأساتذتي الأكارم إلا أن عطرهم كان لا يزال عالقا هناك ..
ما ظننت أنها تغيب بخاصة أني كنت أنعشها بنضي وبعضي كلما شعرت أنها على وشك الذبول ..
كنت عاهدت أني سأبقى وفية لها حتى آخر رمق لها ..
لكنها رحلت فجأة ..
أرجو أن رحيلها مؤقت ..

سأترك هنا رابطا يبعث الفأل ويطمئن القلب على إخوتنا في غزة لساعات ثم سأحذفه..
فقط لنشعر ببعض فأل أمام كم المقاطع الموجعة
صباحك البسمة والفأل 💜

[راحيل الأيسر]

حين يهبط الليل
يرتب في الملكوت الهدوء
تصمت الأشياء وتغيب أنفاس النهار ..
تسري البرودة في صهد الرمال
تنام ذرات الصحراء بعد أن تهدأ لهيبها ..
تنام على تهويدة الريح
وحكايا الليل الودود ..

وهناك في ضفة أخرى
يرسل القمر خيوطا فضية ليلمس بها خد النهر
فتترنح موجاته الهادئة كارتعاشةِ خجلى ..
أذرع الريح تحتضن الأشجار ومن ثم تهز ثباتها / وقارها ..
لِسعف النخيل
صوت رخيم
مزيج شهقات الفرح
وبكاء المسافات في حضن الغياب الطويل ..
كما للنهر صوت عتيق
وذاكرة مرايا
له على الرمل
فضل الحناء على كف الحسناء
إذ يزين بروائه زهورا ، يخضب بالأحمر ضفتيه ..
لماذا البحر مأوى الأسرار ؟؟
فهذا النهر أيضا له أغرودة
له حروف تشكلت قصيدة من قلب الأرض ..
له حنين صاعد حتى سعف ذاك النخيل الذي كان يبكي الغياب في حضن ريح رؤوم ..
له هدوء نأمات الأمهات
له مرايا تستذكر فيها كل ليلة قمرا
فيظهر ضوؤه الباكي على صفحة ذاكرته ..









من الكتابات التي ضاعت مني مع ضياع الموقع 👆
لكن الحمد لله مازالت ذاكرتي قوية بفضل من الله ومنّة منه عليّ ..

[راحيل الأيسر]

حكاية ( انعتاق )



في الروح ، ترنيمة تشبه إيقاع المطر ..
، أسراب تصيخ لهدأة الغسق الشفيف ..

مابين ألوان الشفق وأنفاس الفجر أجفان آيلة للنعاس ..
دهليز حلم تزدحم فيه الوجوه في مرايا مشفرة ..
هذا الخفق المذبذب أيقظ وجهي باكرا قبل اكتمال ملامحه ..
شرشني ، فتسربت في كيان الضوء مدادا..

للغة ظلال..
ومالظل إلا نميمة الضوء ..

فيا أيها الخريف الموغل في لهيب دمي
لا تنفني إلى سماء الوجع ..
مازال في الغريزة فورة ..
لو تخلى حنيني الضرير عن عكاز النداء ..
ونذرت شراييني نفسها للمطر ..
قد يحبل الغيم العقيم ..
ويرفرف مع الفجر طير قلبي مغازلا نمش صحو جميل..

[راحيل الأيسر]

حكاية ( مطر )



وَضَوْع الودق ، يعبق برائحة أصلنا الحمئي..
على ترانيم المطر تنضج الألوان قزحيا فوق شعاع شمس خجول ، توارت خلف خدر الغيوم من تحرشات مجاج المزن..

للمطر لهفة تتلقفها الأرض ، تقيم له مهرجانا ومراسم شوق ، يضمخها بعطر قفوه فتنز باشتهاءاتها ..
يمسح عنها ما تعفر من لونها .. صوت المطر يغزل قميص الأمنيات .. له جنون يغري .. وعطر ينبئ بالترف
بالرفاهية
رفاهية تجعل الكون يرفل داخل قطراته زاهيا مترقرق اللمعان كتحفة بلور ( كريستالي ) ..
ونحن جميعا نتسكع
في هوس وجنون ما أن تفتح ريح مباركة أزرار الغيم لتشتم رائحة قطراته ..!







قد يكون النص مبتورا كذلك
لكن هذا ما علق منه في الذاكرة

[راحيل الأيسر]

( أسرار )

ماذا يخفي الليل خلف ستاره ؟؟
لا تسأل عن المخبوء خلف الحُجُب..
بل تماهى مع نورسة شاغبت صدر السماء ذات غواية
تغزل حول القمر غيوما ثم تنقض غزلها ..
تحجب انهمار ضوئه حينا
و حينا تتوهج بنوره حقول الحلم الشاسعة ..
لا تسأل عن المخبوء ،
بل اصغ مليا إلى مزامير الموج في البحر ، وناي الريح في المدى ..
انغمس في مواويل كل ذي شجن ..

لا تسأل ،
بل افتح المنافذ إلى حواسك والتقط روائح الأسرار إذ يفتح البحر إزرته ، وتنشر الريح عطرها ويفرغ الليل حقائبه المكتظة بحكايا لا يعيها سوى من تعلم الإنصات بعمق ..!

[راحيل الأيسر]

عندما تمر رياح الحنين في ممرات الذاكرة
لا تسمع سوى صرير باب
تركته مواربا ..
أما الأبواب المغلقة تظل غافية في ركنها القصي ..
ثلاثون شتاءً هو عمر شوقك المنهك يجلس على كرسي
لايزال محتفظا بعطر اللقاء الأول ..
قلبك نصفه شمع ونصفه نار
نبضك الخفاق اشتعال ..
صعلوك عشت بضمير واحد منفصل تقديره هو
ولا سواه ..
زفرتك الحياة
شكلتك الخيبات متسولا
تتطلع إلى جيب الأمنيات
تود لو أن لك فيه نصيب إصبع
غُمست في يم ..
تعبر بوابات الربيع بكامل اصفرارك
تائه وبوصلتك غيمة مضطربة المسير
تأخذك إلى ركن بارد تود أن تغسلك من ذنب الوفاء
كي لا تنتظر وصلا
؛ لتزهر .. !

[راحيل الأيسر]

هٰأنا أتبلور كقطرة مطر
ألملم خضل الدمع بين كفيَّ
، أرتل وفائي ذكرا ودعاء
كيما ألُفُّ الفضاء بترانيمي
بسعة ذاكرتي الممتدة
من شرياني حتى وتينك
أنا المتوهجة بالشوق
يشعلني الحنين قنديلا
يقتات من فتيل قلبي
؛ فأذوب معه مضغة ، مضغة ..
مسكونة بالأنين ..

ولفيوض الذكرى انسياب ترانيم المطر في شقوق روحي الجدباء
في مسارب وجعي التليد
أغتسل بملحي
وأستحيل بالدمع قطرة ماء نقية بلاشوائب
بلا عتب
يلف قلبي سحابة غفران
ومن خلفه تشرق شمس وجهك
يغمرني الدفء هنيهة
وأغفو لحظات
تحوطني السكينة
تمسد على شعث
حزني ..
وأعود أتوهج بشوقي .. !



------------------

دي بقى من جديدي 👆😊

[راحيل الأيسر]

حكايات ( الليل والنهار )

يستحم الكون تحت شلال ضوء مبارك ..
يغتسل من ذاكرة الليل
من حلم المساء إذ يعبث بهمسات الغروب يحيلها إلى رؤى وحكايات
كتلك التي في أساطير الجدات
تنهض من بين دفتي خرافة عتيقة
ما أن يتوسد الشفق المدى
وتمشط الريح جدائل الليل
ثمة تغفو حقائق النور
برهة من زمن
وتصحو أشباح الظلال ..
بيد أن سحابة الضوء حين تنهمر
يولد منها نهار جامح ككائن القنطور
له سر الصهيل ، شغب السحاب
وتفاصيل نور ثاقب يخترق نوافذ العتمة
ينفض ستائر التخيل ، يحررها من كائنات الظل
من همهمات الظنون ..
ويكتب حكايا أخرى بمداده الساطع
بمفرادته المشرقة ..
يبدؤها بصباح الخير
والخير في الصباح ..

[راحيل الأيسر]

حكاية ( جاذبية )


الشمس طبعت حضورها على الأفق الأرجواني ، تركت آثار دفئها ومضت ..
الليل تسلل بخفة إلى قلب الكون ..
كسرب هواء ..
له سمت هادئ
بيد أنه يهوى الإثارة ..
يتتبع عطرها . !

[راحيل الأيسر]

حكاية ( أوراح معشوشبة بالحرف )


الثكالى لهن نشيجهن
ولليتيم أسئلته السغبى
وعلى الجنبات أحداق المشردين
موزعة كأجزاء طير إبراهيم ..

أجساد على اتساع التيه
ترانيم مطر
تغسل بحنوها الشجن من تجاعيد جفن الحزانى ..

شقاوة طفلة تلون الرصيف
بألوان ضحكاتها ..
أطنان الحنين
ثرثرة العاشقين

كل هذا أحاديث الطرقات .
الشارع دفتا كتاب
نوتة موسيقية
لكل لحنه ، أسراره ، شجنه , شوقه ،
تحمله يد الريح
برتمهم وروائحهم
إلى حيث روح معشوشبة بالكتابة ..
ساهر جفنها تحت ضوء التأمل
تذيب ما تناثر على الأرصفة والطرقات في كأس دمع بارد
؛ ترتشفه ..
فيسّاقط الحرف كالمطر برهة
على يباس سطر
ليعيد له اخضرار عشبه ..
و مع انحدار آخر القطرات من على طراوة العشب يهبط الصمت ،
ينفض عن نفسه آخر ما علق به من سطور ذياك الكتاب
يصم أذنيه عن الحفيف
عن هسهسات الطريق .
ساكنا يدخل الخباء و عين له يتركها راصدة
لتروي من جديد عشبا غير متاح للجدب ..

[راحيل الأيسر]

بتوقيت همسات الليل ، وتبرعم حكاياته في أوردتي ..



تنطفئ مصابيح الضوء في مدارج الأفق .. خيوط الشمس تتخلى عن ثوب دفئها تحطه فوق أغصان صمت الليل
تستجيب لفتنة اليم ، وتغوص
يضوع في الكون منها
عطرها النفاذ ( سحرا ، شوقا ، وحكايات ) تخضها يد النشوة ، تضمخ شوارد اللهفة ، نهنهة حنين مكابر ، وهسهسات موقد تجتمع حوله أحاديث السمر ..

وتضووووع

تضوع طيوبها حتى متاهات النجوم حتى سديم المجرة
رويدا ، رويدا
يتشربها الفجر .. فيورق في أغصان الأفق ضوء رجراج يجدل للشمس ضفائرها ، ينسق بسمة في ثغرها الجمان .. !

[راحيل الأيسر]

ثمة شرخ في جدار الصمت
لم ترممه يد الليل
؛ فاستباحته رعونة الهواجس ..
بعض فتات الذكرى لم تسد رمق الحنين ..
فهذا الحنين يا صاح
كائن ثرثار ، تشتعل عند موقده الأشواق
كم هي قديرة حنجرة الوجد حين تترنم
، تبث الروح في رميم الأمس ..
في المدى الشاسع هناك ..
تفاصيل وعرة
فواصل مرهقة
وأداة نداء ..!
فما حيلتي وأطراف الذاكرة عند بعضهم
جمدها صقيع النسيان
والحاضر أخرس
وعلى قارعة الشوق يحتضر نداء .!

[أحلام المصري]

عند آخر الدرب،
رأيت الليل مستندا على جدار غير مرئي،
لا أدري لم اعتراني الوجل..
وتناثرت حولي حكايات الوقت الذي لا يناصر العبور،
متذرعا بأهمية التفاصيل..
غير مدرك كم موجعة هي!

[راحيل الأيسر]

حييت وبورك الحضور والدر المنثور أحلام الغالية..


مساؤك الرحمات 🌷

[راحيل الأيسر]

حكاية ( نعي )


قال الغروب :
ستموت الشمس
(تخرج من بوابة الحياة
بابتسامة ممزقة
ودهشة صفراء ..)
فذرف الأفق
دمعَهُ واشتعل ..
احمرت الشمس بحمى الاحتضار ..
غادرتها الصفرة .

فتحت السماء أبوابها
بيد أن البحر اختارها
بعد أن أحرقتها الحمى
ثم نسفتها في اليم نسفا ..!

[راحيل الأيسر]

حكاية ( إباء )


في غزة

حدائق شمس تتفتح كل حين ..
تسطع من أكفان الشهداء
تكتب التاريخ بمداد نور
مابين شمالها والجنوب جنة
ترقد في مسك ثراها أرواح البررة .

طفلها لا ينام
يدثر قلبه المكلوم بعطر الراحلين
يحملق ..
يغزل من خيوط النصر شمسا
عزمه الوثاب لا يستكين ..

في فلسطين
أرواح حملوا على أعناق الغربة
فاستحالوا غصنا أجرد..
مابين مأواهم ومنفاهم
جذع عتيق ممتد من وريدهم حتى الشريان ..
..

في فلسطين
أمة
لن تنتظر الأكف الحانية
تروي ثراها بنجيع أبنائها ..

بين الكاف والنون
( وهم من بعد غلبهم سيغلبون ..)

[راحيل الأيسر]

حكاية ( حوار في حضرة الموت )



قالوا : لي وجه كصباح ربيعي مشرق لكن شمسه باهتة , كأن خيوطها مازالت
تتشبث بأكوام جليد الشتاء ..
قلت : ولي قلب حين يرى قوس الألوان ساجدا على قبلة الأفق , يتوضأ من فيض الكلمات , يرتل خاشعا في محراب الحرف نوافل الشعر ..
قالوا : سوادا .. تلبسين عنفوان الشباب ..
قلت : وما أنا إلا ورقة أخيرة من شجر العمر تتأرجح على نسائم الوقت , أرهقتها زفرات أزمانها ؛ فاختارت أن تضطجع على سكون الأمس ..

ارتديت العتمة فبياض الفجر لن يعلن مولدي ..
كأني أسمع صدى خطوات رحيل باكر إلى مساحات الغروب ..
قالوا : عيون الدهر ترقبك ..
قلت : سأنقشني لوحة صامتة في صفحاته مالم يجتثني الغد ..
قالوا : ماذا عن الغد ؟
قلت: سأزرعه في جنبات يومي , وأسقيه الأمنيات ؛ قد أولد من بينها أو بعضها
من زهرة تختبئ فيها صباحاتي ..
قالوا : ...... قلت : كفى وارتديت السكوت معطفا قبل أن أمضي ....




قديمة
2009 م

[راحيل الأيسر]

من كسر مصباح المساء
و تسلل فضاء السديم
ليطفئ الحلم ؟
أهكذا ؟؟!!
إذًا سيخبو الضياء رويدا رويدا
تنكمش خطا الرؤى ..
ويتجول غول الصمت في درب المجرة ..

من أطفأ شغب الحلم
ليتوهج خفوت الحزن
وتسرج الأهة قنديلها من زيت المدامع ..

من أطفأه ..؟
لتبتهل شفاه الليل العطشى
في محراب الذهول
ترتق بالدمع عتمتها ..
تستجدي الندى من أكف الفجر ..


أهكذا ؟؟؟
لِمَ تعبثون بما خلف ستائر الغفوات
حيث طقوس لنا هناك
نرتدي فيه قميصا للحياة
يليق بسعة الخيال
وفضائه الأزرق الخلاب ..
لا تجلبوا علينا بخَيلكم ورجِلكم
لا تشعلوا المنطق في سهوبنا الخضراء ..

لا تطفئوا الحلم ..