ويسألونك عن المرأة

[عبدالله النوفلي]

ويسألونك عن المرأة

وقل لهم أنكم تسألونني عن الجمال .. عن العفوية ... عن العذوبة ... وعن الاحساس المرهف ... فالمرأة هي ملهمة الشعراء والفنانين وهي مادة للعاشقين، وهي تبني كما تكون أيضا عاملا للهدم؛ ففيها تجتمع متناقضات كثيرة؛ فالمرأة واحة غنّاء، وهي غابة موحشة، فيها الطيبة وفيها ذات الطباع الشرسة، الحنونة والجافة، وهذا ديدن جميع الناس، لكنك عندما تتحدث عن المرأة يكون الكلام له طعم آخر.
فهي الطفلة المدللة وهي المراهقة والحبيبة المرهفة الحسّ وهي الزوجة الفاضلة والأم الحنونة ذات القلب الذي يعطي بلا حدود والتي جعل الله الجنة تحت أقدامها وهي الشيخة المسّنة التي تنضح منها الخبرة والتجربة لتكون معينا للآخرين ولا تُقدر خبرتها بثمن، وفي كل الأخاديد التي يحفرها الزمن في وجهها يكون فيها موضعا للخبرة والمعرفة.
فالمراة نصف المجتمع، وهي التي تتحمل المسؤولية مع زوجها على قدم وساق؛ في الضيق ترفع الهمم وتُقوّي العزائم وتشمر عن سواعدها وتعمل مع زوجها وأخيها في البناء أو الزراعة، في الوظيفة أيٍ كان نوعها وشكلها؛ طبيبة أو مهندسة .. محامية أو في القضاء.. في المحاسبة او الادارة .. في التعليم أو الأعمال الحرة، فهي في كل مكان ولم يعد بالامكان حصرها في زاوية ضيقة وكبت طاقاتها التي زينها الله بها، وشهد لها التاريخ مواقف كثيرة وعلى مستوى جميع الأديان؛ بدءاً من اليهودية مرورا بالمسيحية وانتهاءا بالإسلام، حيث كانت المرأة تقاتل جنبا إلى جنب الرجل وتقوم بأعمال التمريض للجرحى وتداوي جراحاتهم أي انها كانت في كل مكان حتى في ميدان الحرب.
وعندما نتحدث عن المراة لا نقصد أبراز دورها وطمس دور الرجل، كلا، بل لأن مفاهيماً كثيرة تتحدث عن المرأة كونها المخلوق الضعيف .. الجنس اللطيف .. الجنس الناعم .. وبأسلوب يجعلنا نخاف الاعتماد عليها أو نتردد على أقل تقدير خاصة ونحن نرى حتى العقلاء يتحدثون في هذا الاتجاه!!! بحيث نجد في بعض الدول الخوف حتى من ظهور المرأة على شاشات التلفاز!!! وكأن لو رأينا وجها لامرأة في الشاشة سننال من كرامة تلك المرأة ويصاب شرفها بثلمة أو يحصل ما يعيبها، وكأن الشهوة الجنسية لدى الرجل وأطفاء جذوتها لا يتم إلا من خلال اسدال الستار على المرأة وحصرها خلف الكواليس كي يستطيع الرجل كبح جماح غرائزه!!!
أليست هذه مفارقة تستوجب أن نقف عندها؟ فإن كان الخلل في الرجل فلماذا إذاً يلجأ إلى المرأة كي يتم أصلاح الخلل ولا يحاول أصلاح ذاته وتقويم الخلل بتربيته التي ورثها ربما ممن سبقوه؛ ألا وهي أن المرأة ليست سوى مستودعا للغرائز والإثارة؛ بدءا من شعر رأسها ووجهها وكل تقاطيع جسدها الذي لا يختلف كثيرا عن جسد الرجل إلا بما رأى الله فيها من ضرورات للأمومة والزوجة، فلماذا يحق للرياضي أن يظهر بملابس الرياضة التي تبرز مفاتن جسمه على الشاشات وفي الملاعب، ويكون ذات الأمر مرفوضا بالنسبة للمراة؟ خاصة وأن التلفزيون يدخل كل البيوت!!! فهل مشاهدة المرأة للرجل الرياضي بملابس الرياضة سواء بكرة القدم أو المصارعة أو غيرها من الألعاب لا يثير غرائزها؟ أم إن غرائز الرجل هي وحدها التي تتحرك عندما يرى النساء من الرياضيات وهنَّ يمارسن الرياضة؟
إن المرأة هي ذاتها: البنت .. المراهقة .. الشابة .. الزوجة .. الأم، وهي أيضا الأخت التي يستوجب علينا صونها وأبعاد الأذى عنها وأعطائها من الثقة ما يمكنها من القيام بجميع ما ينبغي على الإنسان القيام به سواء في البيت أو العمل أو أي مكان آخر.
فإن تحدثتُ عن المراة تحدثتُ عن الإنسانة المساوية للرجل والتي تحاورني وتناقشني وتقنعني أو أقنعها في العلم والعمل والحب أيضا لأن الحياة هي هكذا والله خلق العالم من ذكر وأنثى ليتكاثرا وينتشرا في الأرض لا أن يسيطر أحدهما على الآخر وقيل أن الله خلق المرأة من جنب الرجل كي تبقى إلى جنبه دوما أي لا أمامه ولا خلفه، فهل نعي هذه الحكمة ولكن يبقى الحديث عن المرأة دوما لذيذا.

عبدالله النوفلي

[سلطان الزيادنة]

مقال عادل

الشكر الشكر اخي عبدالله

ننتظر مزيدا من عطاءاتك

سلامي

[عبدالله النوفلي]

الأخت أميمة
الأستاذ سلطان
الشكر لكم ولملاحظاتكم

[زاهر موسى]

الاستاذ عبد الله النوفلي


جميل والله المقال

و النساء اكثر من هذا

ود

[عبدالله النوفلي]

أخي زاهر
المرأة ملهمة تفجر الأحاسيس
وهكذا الشعراء لولاها لأفلسوا وأصبحت بضاعتهم كاسدة

[دعاء أبو الحسن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله النوفلي

أليست هذه مفارقة تستوجب أن نقف عندها؟ فإن كان الخلل في الرجل فلماذا إذاً يلجأ إلى المرأة كي يتم أصلاح الخلل ولا يحاول أصلاح ذاته وتقويم الخلل بتربيته التي ورثها ربما ممن سبقوه؛ ألا وهي أن المرأة ليست سوى مستودعا للغرائز والإثارة؛ بدءا من شعر رأسها ووجهها وكل تقاطيع جسدها

مفارقة لها أسباب عديدة، تبدأ من تربية الطفل أو الطفلة ومنذذ سن مبكرة فينشأ فيه وفيها صياد يعتبر الآخر فريسة.. كل بطريقته الخاصة وأهدافه الخاصة. هي ثقافة الجمال الخارجي أيضاً وعدم الغوص في ما وراءه من جمال يبقى ولا يزول.

هناك خلل في التربية وخلل في المجتمع بشكل عام أدى إلى وجود وإلى اتساع الهوة بين عالمي الرجل والمرأة اللذين كان من المفترض أن يكونا عالما متكاملاً (ليس واحداً) ومنسجماً يقوم على صداقة متينة لا على عداء وفرقة.

شكراً أستاذ عبداللـه على ما كتبت

[عبدالله عبداللطيف المحامي]

الأستاذ عبدالله

مقالتك رائعة

ودعني أتساءل معك

لماذ نتعامل مع المرأة كمخلوق ناقص ؟

لماذا نكرس داخلنا مفاهيم الإزدواجية ؟

لماذا نفرق بين الولد والبنت في التربية ؟

لماذا نختصر علاقة الرجل بالمرأة في مربع الجنس وحسب ؟

لماذا لا نعترف بالمرأة أو بالرجل إنسانا عاقلا يمتلك مشاعرا وأحاسيسا وفكرا يهذبه ؟

لماذا نختصر مفهوم الشرف في جسد المرأة وبتصورات خاطئة ؟

يا سيدي أنها أزمة مجتمع

تراكمات تاريخية فكرية وثقافية تكرس التخلف لدينا

قل لي أن مجتمعا يحترم إنسانية المرأة ولا ينكر عليها حقوقها

أقل لك فورا أنه مجتمعا متحضرا ومتقدما

تحيتي

[عبدالله النوفلي]

أشكر مروركم يا سيدتي أميرة ويا سيدي عبدالله المحامي وما طرحتموه من ملاحظات قيمة هي بحد ذاتها بحاجة لكتابة عدة مقالات وليس واحدة فقط وإن أطال الله بعمرنا سنعرج عليها لاحقا... تقبلوا فائق تقديري

[عائشة منافع]

[align=center]المرأة نصف المجتمع, وفساده أو صلاحه رهين بفساد او صلاح المرأة
فهي التي تتولى تربية الأجيال على الأسس و المفاهيم التي تؤمن بها

وهي التي تعمل خارج البيت الى جنب الرجل فأصبحنا نرى المرأة في كل
المجالات, دخلت القضاء و التعليم و الصحة و البرلمان و تراست الجمعيات
وعملت في الميكانيك و البناء وغيرها من الأعمال التي كانت حكرا على الرجل
و الآن نراها تقود سيارة الأجرة كما تقود القطار وخير دليل المغربية سعيدة عباد التي
تعتبر أول امرأة مغربية و عربية تقود القطار


مقال منصف للمرأة بكل المقاييس

أشكرك على الاثراء

تحيتي [/align]

[سامية فريد]

[align=center]الأديب /عبدالله النوفلي

اسمح لى ، اسجل هنا احترامي وتقديري لشخصك واراءك وقلمك

شكرا سيدى لكلمة تنصف فيها المرأه في مجتمع يحاول دائما وأبدا قهرها

تحياتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي[/align]

[عبدالله النوفلي]

[align=center]أخواتي العزيزات: عائشة ... سامية
أشكر تعليقكم الجميل علما ذهبت إليه من كتابة بحق المرأة التي تستحق أن يكتب بحقها بحروف من ذهب، طبعا ليس كلهن كما أن كلهم أيضا ليسوا بالرجال الرجال، ود واحترام متواصل[/align]