العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ قال المقال ⊰

⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-2007, 12:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله النوفلي
أديب واعلامي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عبدالله النوفلي غير متواجد حالياً


افتراضي مسؤولية الأبناء

مسؤولية الأبناء
كُنا قد تطرقنا في مقالةٍ سابقةٍ لمسؤوليةِ الآباءِ تجاه أبنائهم ومدى جسامة هذه المسؤولية وأهميتها في وضع الأسس الصحيحة لحياة أبنائهم ومستقبلهم كونهم هم سيصبحون رجالا للمستقبل، ولكونهم سيكونو مسؤولين عن تربية الجيل اللاحق. فأمام هذا الواقع يتوجب على الأباء القيام بالدور الذي أوكل إليهم من قبل الخالق لكي يُحسنوا عملهم مع أولادهم ولكي يبقى المستقبل مضمونا لهم عندما يصلون مرحلة الكهولة وللمجتمع لأنهم سيساهمون بضخ دماءٍ جديدة؛ صافية، مخلصة، نشطة، أمينة... تساهم في البناء السليم للمجتمع.
واليوم نتطرق إلى مسؤولية الأبناء، لأن المسألة ليست حصرا على الآباء بل هي مشتركة بين الجميع، وكليهما أي الآباء والأبناء تحمل المسؤوليات والواجبات كما لهم أيضا الحقوق؛ ولكي تكتمل مسيرة الحياة، وتعطي ما هو مرجو منها في سبيل الوصول إلى مجتمع متوازن، مثمر. والأبناء ليسوا فقط المُتلقين والمُنفذين لكل ما يَصدر من آبائهم، لأن في هذه الحالة يصبحون عناصر سلبية، مُسَّيرة، أي أنهم يصبحون أدوات تنفيذ لأوامر أو رغبات غيرهم دون أن يكون لهم أي دور في التخطيط للحاضر والمستقبل.
لكن الأبناء عناصر مهمة في المعادلة، ودونهم لا يمكن تحقيق أي توازن فيها، فإن كانت الطفولة عذرا مقبولا ليكون الأولاد مُتلقين فقط لما يُوصل إليهم من توجيهات من ذويهم أو مَن يكبرونهم سنا بحكم صغر السن وقلة الإدراك ونقص التجربة... كل هذه تجعل من الأولاد في مرحلة الطفولة متكلون كليا على والديهم في جميع الأمور وحتى الشخصية منها.
لكن بعد هذه المرحلة ليس من المعقول أن يبقى الأولاد على نفس الحالة، فمنذ أن يبدأ الطفل بالكلام والإدراك؛ يبدأ مخزنه من المعارف يتلقى المعلومات وبغزارة لكي تبدأ عنده الصورة بالوضوح وملامحها بالتحديد، وهنا يكون لزاما عليهم المشاركة بكل ما يدور من حولهم من المتغيرات والتطورات، بدءًا من سنوات الدراسة الأولى والعمل الجدي والمثابر لتلقي العلوم والدروس وتخفيف الاعتماد على من حواليهم، ومن ثم تطبيق قواعد وآداب الحياة في البيت والمدرسة والشارع، وبهذا يبدأون بترجمة اوليات التربية التي تعلموها بالبيت في جميع مفاصل حياتهم، فهنا المسؤولية التي تبدأ برد إيجابي لما فعله والديهم معهم. وقبل ذلك نجد أن الأولاد في سن الطفولة المبكرة يتفذون توجيهات والديهم في حسن التصرف مع أقرانهم الصغار أو أثناء زيارة الأقارب والجلوس في بيوت الآخرين وغيرها.
وهنا لازلنا نتحدث عن الأمور البديهية البسيطة لقواعد السلوك والعوامل العامة في الحياة، لكن المسؤولية التي نحن بصددها هي العلاقة بين الآباء والأبناء صعودا ونزولا، العلاقة الإنسانية والمسؤولية المترتبة نتيجتها وما يتوجب على الطرفين تجاه بعضهم البعض، وهناك من يقول أن ما يزرعه الآباء أياه يحصدون، فيكون تصرف الأبناء مبنيا على ما تلقوه من معاملة وتربية من آبائهم، وهذا الرأي له جانب كبير من الصحة؛ إذا أخذنا القواعد الطبيعية للحياة. من هنا فإن ما يزرعه الآباء ويعتنون بنموه أياه يحصدون، فمن كان ولداً صالحا وترجم صلاحه لكل من حواليه؛ سواء لوالديه أو لعائلته والأقارب وجميع الناس، هذا حتما سيجد كل من حواليه في كهولته يحيطون به بمشاعر الحب والمودة.
إذا تبقى البذرة التي يزرعها الآباء هي التي تأتي بالثمرة، ويكون الأبناء هم الثمرة التي عليها أن تنضج وتُفرح الناضرين إليها وكل من يشاهدها ويتلمسها، فالأبناء عليهم تقع مسؤولية الإخلاص لمن سهروا الليالي وأعطوا من الجهد والتعب الشيء الكثير لكي يوصلوا أبنائهم لما هم عليه، فمن باب رد الجميل على أقل تقدير يكون للأبناء المسؤولية تجاه ذويهم أولا، هذا إذا أخذنا العلاقات المجردة فقط، لكن الله يوصي بالوالدين بعد وصاياه فيما يخص الألوهية قائلا: أحترم أباك وأمك ...
إذن فمنزلة الآباء منزلة كبيرة جدا في سلّم العلاقات الأسرية، وعلى الأبناء أن يُظهروا كل الاحترام والتقدير وحُسن الاستماع والانتباه للإرشادات، واحترام الآراء الصادرة من كل من يفوقهم خبرة وتجربة في مجالات الحياة كافة؛ ليس الوالدين فقط بل من المجتمع بأسره. وهنا يبرز دور التفاعل الإنساني، والتأثير والتأثر في من يحيط بنا من البشر.
أيها البنين إن آبائكم ليسوا ممن قد أكل عليهم الدهر وشرب أو أصبحو يمثلون الماضي (دقة قديمة) على حد قول الأخوة المصريين، فمن لا ماضٍ له لا حاضر ولا مستقبل يكون لديه، والماضي الذي يتجلى في آبائكم هو الذي كان السبب فيما وصلتم إليه، وإن كان آبائكم من الماضي، عليكم الاستفادة من خبرة هذا الماضي لكي يزداد وعيكم وتزداد خبرتكم ويصلب عودكم وتستطيعون مواجهة أعباء الحياة، وتنتقلون إلى مستقبلكم بثقة. وهؤلاء الذين نرى فيهم القدم وعدم مواكبة الحضارة والتقدم، هم الذين أوصلوكم إلى الحاضر الذي تعتبرونه أكثر تطورا منهم، فكم يجب على الأبناء أن يردّوا دين الآباء وخاصة من جانب إظهار الحب والحنان الذي أرضعوكم منه دون حدود في طفولتكم، وقطعا مهما أظهرنا من هذا الحب والحنان لهم لن نرجع لهم الشباب والصحة والقوة التي كانوا عليها يوم أنجبوكم!!!!
على الأبناء أن يتفهموا الواقع الجديد لآبائهم ويحاولوا الشد على أيديهم ويضعوا أيديهم خلف ظهر آبائهم ليسندوا شيخوختهم ويكونوا أبناءًا أوفياء يُشار إليهم بالبنان، لا ينفع تقليد تجارب الآخرين بل لتكون لكل منكم تجربته الخاصة، لأن كل عائلة نموذج خاص بها في العيش.. في التربية.. في الممارسات.. وو...
لذلك يجب أن يكون قرارنا ناتج عما ينضح به تفكيرنا من تجربتنا العائلية الخاصة، والآباء الذين كانوا يوما يحملون أولادهم على أكتافهم وفي أحضانهم، هم أنفسهم اليوم بحاجة لكي يحملهم أولادهم على أكتافهم، ربما لزيارة طبيب أو لقضاء حاجة، وفي ذلك نحصل على معادلة مستقرة ونكون أوفياء كل منا للآخر.
فبعد أن كان الأبناء متكلون كليا على ذويهم؛ اليوم عليهم استلام القيادة لكي يكونوا هم المسؤولين عن كل أعباء الحياة، هنا تنقلب المعادلة، هنا يصبح الأبناء هم آباء لآبائهم، وهذا ليس بالأمر اليسير على الآباء ليقبلوه، لذلك فالعامل النفسي مهم جدا ليستعمله الأبناء مع آبائهم، ويقال أن الإنسان في شيخوخته يرجع كالطفل الصغير، أي أنه يصبح رقيقا مرهف الحسّ، لذلك فإنه يتأثر بأي كلمة أو تصرف قد يراه ماسا بكرامته بعد ان وصل إلى مرحلة العجز خاصة، أنها ليست بالقضية السهلة لكون قبولها وممارستها بدقة تعني الوفاء، وتعني الحصول على بركة الله.
كلمات أردت أن أكتبها في العلاقات الأسرية، فبعد أن تطرقت أولا لمسؤولية الآباء، عرجت في هذه على مسؤولية الأولاد، وحتما لم أكن متكاملا فيما كتبته، لكنه من دون شك خطوة في الطريق، أو قد أكون قد أصبت في جانب منها، أتمنى أن تكون هذه الكتابة مفيدة لكل من يطلع عليها.

عبدالله النوفلي






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-04-2007, 09:08 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سلام الباسل غير متواجد حالياً


افتراضي

بالطبع كتابة مفيدة
ومفيدة جداً
وهكذا اكتملت المعادلة
وبانت اكثر وضوحاً
مسؤولية الاباء نحو الابناء
يوازيها مسؤولية الابناء نحو الاباء
ولكل منها ذات الأهمية
شكرا لك اخي عبد الله
بحق افدتنا
رعاك الله






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-04-2007, 12:08 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالله النوفلي
أديب واعلامي
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عبدالله النوفلي غير متواجد حالياً


افتراضي

شكرا لك أيتها الأخت العزيزة ونتمنى أن تسود المودة بين طرفي المعادلة خدمة للمجتمع بأسره






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط