حريّة بعطر فرنسي ..!!

[إيمان سالم]

حريّة بمُعطّر فرنسي ..!!
(عرض خاص بكميّات غير محدودة)


كالـ دّراويش
تغدو الحروف و تجيء
في قريتي النائية
تشرّع أجنحة الـ أمل

أمل.. يرسم وشما لعلامة النّصر
على زند صبيّة.. بُترت أطرافها

من على رصيف الكلمة
تطالع فارسها الورقيّ
و قد فكّ حصار مدينة الأبجديّة
و دخل منتصرا على صهوة القلم
...


هي.. و الجموع
كأنّ على رؤوسهم الطّير
فاغرة أفواههم
لا يرفّ لهم جفن

هو.. هائم في صحراء الكلام
طالت رحلته
ألجم قلمه
ترجّل يطلب قسطا من الرّاحة
فمعارك الورق .. أنهكته

اقترب من عين المعنى ليروي ظمأه
فازداد عطشا,
اشتد الحرّ, تبخّر الحبر و احترق الورق
تناثر رمادا في الفضاء
ليعلق في جدائلها الذهبية

انفلت من شعرها شريط حريري أبيض
طيّرته الريح
فاشتبك في غصن شجرة السنديان القديمة
حيث كانا يلتقيان.. على الورق

حلّ الخريف
الألوان في حداد
بعد ان اكتشفت كذبة قوس قزح

مازال هناك من يصدق
قاعة العرض ملآى ..

هو
أصبح "نجم شباك " الفتوحات و الانتصارات..

هي
ركّبت أطرافا اصطناعية, غيرت تسريحة شعرها
و وضعت قبّعة فرنسيّة أنيقة
موشّاة بقطعة من الدانتيل الفاخر
تضفي على ملامحها لمسة ساحرة
و ترصد من خلال خيوطها نظرات المعجبين الولهى

.. و نسيت انتصارات/هزائم الأمس
اختلطت عليها الأسماء
ضيّعت اسم فارسها
و كل الذي بقّى من الماضي .. شريط جدائلها الأبيض
وصلها بالبريد المستعجل
بعد أن تقرّر قطع الشجرة
و هاهو في صندوق خشبي

من حين لآخر
ترفع عنه الغبار
و تحاول مسح ما علق به من رماد
دون أن تُتلفه..




من #قريتي_النائية
01/10/2020