قالــوا أتنفـعُ أحجـارٌ بمعركـَـةٍ ؟ في الحربِ ماذا تُرى قد يَنفعُ الحَجـرُ !

[نبيل النصر]

أمـا أتـاكَ حديـثُ القـومِ والخبـرُ
واستوقفتـكَ علـى إيلامِهـا السِيـرُ

واستَنْجَدَتْـكَ مـن الاقصى مَضاربُـهُ
وخالَجَتـْكَ ظُنـونُ الوهْـمِ والفِكــَرُ

عَوْدُ على البِـدْءِ إذ تُجلـى مَخابـرُهُ
مـا كـان منـهُ على التاريخ يَنحـدِرُ

تَروي القـرونُ لنا في أسطُرٍ عِبـراً
لعــلَّ فينـا حَكيما قـامَ يَعتَبـِرُ

ما كان , ما كان مِنْ عِشْق ومِنْ وَلَهٍ
ولا أتـوهُ كَحُجــاجٍ ليَعْتَمــِروا

جاؤوا غُزاةً على مـَرِّ العُصورِ ولـم
يُثنـي عَزيمتَهُم عَـن حَربنـا قـَدَرُ

جـاؤوا الينـا و قد بانت مَطامِعُهـم
مثـلَ الشموس فلا تَخفى و تَسْتَتِـرُ

كم من سنين لها عاثوا وما رحمـوا
قوما تَفانـوا لها في السِلْمِ قد فُطـِروا

حتى أتاهـمْ صلاحُ الدينِ في رَهْـطٍ
مثـل الأسـود بأمـر اللـه يَأتَمـرُ

فداسَ فيهـا رقـاب القـوم مُنتَصِرا
بالحـق جـاء وان الحـقَ منتصِـرُ

واليوم عـادوا كمـا جاءت أوائِلُهـم
واستوطنوها فمات الضرعُ والشجـرُ

قـوم غِـلاظ وشرعُ الغـابِ دينَهُـمُ
ذَهَـبَ الفَطيـنُ و سادت فيهِمُ الغَجَرُ

أرضُ النبـوة والاسراءُ فـي خطـر
الخَطـبُ جَلْجَـلَ والبركـان يَنفجِـرُ

رباهُ فـي القدس قـد حيكت مؤأمرة
تحـتَ الظـلام ولا حسٌ ولا خبــرُ

مهـدُ الديانـة تحـت الظلمِ رازحـةً
قـد عـاثَ فيها فسادا من لها أَسَروا

أرضَ النبـوة تختـالُ الذئـاب بهـا
والناقضون لعهـد اللهِ قـد فَجَروا

والحارسون تخلـوا عـن حِراسَتهـِم
تركوا الجِهاـدَ و ما إسلامَهـمْ ذكروا

طفـل الحجارة قد لَبىّ النـداءَ ولـم
يَبْخَـل عليهـا بمـا يَجنـي ويَدَّخـرُ

في أرض بلعـا رصيدٌ مـن ذخيرتِـه
قلـبٌ جريءٌ وعــزمٌ لاءُهُ حجَـرُ

قــدْ قيـلَ هذي ألاعيـب مُدَبَّــرَةٌ
لا .. تلك حرب على الاسلام تَسْتَعِـرُ

قالــوا أتنفـعُ أحجـارٌ بمعركـَـةٍ ؟
في الحربِ ماذا تُرى قد يَنفعُ الحَجـرُ !

الـرَّدُ هـذي صَواريـخ مُوَجَّهَــة ٌ
منها العـدوٌّ بَدا في الجُحـرِ يَحْتَشِرُ

ليستْ هُـذارا ولكـنْ ثـورةٌ بَلغـتْ
أقْصى مَداهـا وفيها الشعـبُ يَأتِـزِرُ

طفــلُ الحجـارة لا عُمْـر يُحَـدِدُهُ
كاللَّيـثِ يَعْصى أمـامَ الهَـولِ يَنكَسِرُ

طفـلُ الحجـارة والمِقْلاعُ في يـَدهِ
يُفني العـدوَ ويَرمي من بِـه غَدَروا

مِـن كاهِليـْهِ بَنـى جِسرا لِنعبـُرَهُ
للمجدِ دَربـا وفيـه اليـوم نَفتخِـرُ

أعْطى الحياةَ فِـداء لم يَضِنَّ بهـا
قد فـاقَ جـودا على مَن فيه يَنحَصِرُ

حَربا ضَروسا على الأعداء فَجَّرَها
مثـلَ الـزلازل لا تُبقـي ولا تـَذَرُ

يَهوي عليهم يَدُكُ الأرضَ تَحتهـمُ
والموتُ يَهجُـمُ والأشلاء تَنتَثِـرُ

لـن ينتهـي أبـدا الا بٍطَردِهُـمُ
حتى اذا ما في الْحادِهِم قُبروا

يَمشي الى الموت لا يَخشى مَسالِكَهُ
يَرْمي الغـزاة بـه والفخرَ يَعْتَمرُ

قُـم يا حبيبي أيا طفلي ومعجزتـي
أرض النبـوة للشهـداء تنتظـر

لم يبقَ غيرك في الميدان يُشعلهـا
حربا ضروسا على الاعداء تَستَعِرُ
البسيط