فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ شلا عبد الهادي / فلسطين / كندا - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2012, 01:03 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ شلا عبد الهادي / فلسطين / كندا

ضيف الزهراء

الفنان المبدع الفلسطيني شلا عبد الهادي

حوار ليلى * زهراء

وعزام ابو الحمام حوارا وإخراجا


ليس لتشكيلي أن يبدع ما لم يختبئ في داخله شاعر صغير " الفنانة الإمارتيه / هذه مقولة للفنانة العربية الاماراتية كريمه الشوملي ، تنطبق إلى حد كبير على الأخ عبد الهادي شلا ضيف هذه الحلقة من اللقاء، وهو فنان تشكيلي و أديب قاص وشاعر ، يكتب بالريشة ، ويرسم لوحاته بالحروف وبالضوء، لوحات ملونة تواكب نبض الناس، وتحمل قضية العرب والمسلمين الأولى ، قضية فلسطين.. استضفناه في هذه الحلقة من لقاء الثلاثاء لنحاوره ونتعرف عليه وهو الفلسطيني الذي يعيش الغربة المركبة في كندا.

عزام /
أخي الفنان الأديب عبد الهادي شلا، أهلا بك في هذا اللقاء، وسؤالنا الأول هو أن تقدم بطاقتك التعريفية للقراء منذ ولدت إلى أن أجرينا هذا اللقاء ومن خلال عدة أسطر لو سمحت؟
شلا/
بداية أود أن أشكركم على هذا اللقاء في هذا الموقع الذي شهد جولات كثيرة لرسوماتي وقلمي حيث كان نافذتي على الوطن منذ أشهره الأولى وكنت برفقة أصدقاء مازلت أحمل لهم كل الود.
المشوار طويل.. بدأ من حي الشجاعية بمدينة غزة في العام 1948 حيث ولدت في ذلك العام الذي ارتبط في تاريخ القضية الفلسطينية بعام النكبة وقد اجتمعت العائلة لاختيار اسم لهذا المولود الذي هل عليهم بفرح شديد حيث لم يكن عدد الذكور في العائلة كثير بالنسبة لعدد الإناث، فقرروا إطلاق اسم ( عبد الهادي ) متفائلين بأن الله سوف يمن على الأمة (بالهدوء )..وكلما ذكرت هذه القصة التي سمعتها من جدتي ..أعلق ساخرا.. بأننا ما عرفنا الهدوء حتى الآن..!!!
كنت من أوائل أطفال مدينة غزة الذين اتيح لهم الالتحاق بكلية غزة ( قسم الروضة) وأنا في الرابعة من عمري،وقد أثرت هذه الفترة التي لم تزد عن عام واحد في تكوين شخصيتي بجانب الرعاية الأسرية ذلك أنني كنت أتخير أصدقائي الذين ألعب معهم فأصبحت أميل إلى الهدوء ومتابعة الصور في الصحف والمجلات التي كان والدي يحرص على قرأتها مثل جريدة الأهرام وأخبار اليوم وروز اليوسف وصباح الخير حيث مازلت أذكر تلك الرسومات التي كانت تزدان بها بريشة كبار الفنانين أمثال جمال قطب و حسين بيكار وغيرهم..وكنت أطيل النظر إليها بحب وشغف مما لفت نظر والدي رحمه الله في الوقت الذي كان أخي الأكبر يميل إلى الرسم فكنت أحب أن أقلده.( أنا ترتيبي الثاني بين أربعة أولاد وأربعة بنات).
الفرصة الكبيرة والحقيقية جاءتني في ( مدرسة فلسطين الثانوية) حيث لقيت الرعاية الكبيرة من مدرسي الرسم (وهما مدرسان مصريان محترفان) تعلمت منهما الكثير وشجعاني على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة كما كان والدي يشجعني ويعدني بإرسالي إلى إيطاليا لاستكمال دراستي الفنية.. وفي هذه المدرسة رسمت ثلاث لوحات زيتية كبيرة جميعها تتعلق بموضوع العودة والمقاومة وقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1976 بنسفها حيث كانت في واجهة المدرسة ومن بينها واحدة تعلو باب مسرح المدرسة..هذا ما أخبرني به زميل بعد سنوات التقيته في القاهرة.
وفي العام 1965 غادرت مدينة غزة إلى الكويت للالتحاق بوالدي الذي كان يعمل هناك ومنها حصلت على الشهادة الثانوية العامة،وفي نفس العام التحقت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
عزام/
حدسي لم يخب ولم يخني، فقد خمنت أنك عشت تجارب غنية جعلت منك هذا الفنان وهذا الأديب وهذا المتواضع أيضا، أترك التعليق للأخت ليلى. بعد ان أسجل هذه المقولة لفنان يسمى لالو، وهي:
ي الفن كما في الأخلاق ، لا يحدث الإلهام باعجوبه فجائية وإنما هو رأس مال يتجمع تدريجياً "

ليلى/

تبارك الله عليك شلا ، وحسنا يا عزام أن تستحضر هذه المقولة لأنها تنطيق على ضيفنا صديقنا شلا.
فعلا مشوار يستحق أن نقف عنده طويلا وعميقا.. عام 48 بداية النكسة وبداية التهجير والتشتيت الفلسطيني ..ماذا يمكن أن تقول هنا شلا ترابطا مع ما يحدث اليوم على الساحة السياسية قبل ان نكمل مشوار الدراسة مع العزام ؟ تفضل شلا
ج/ شلا
كإنسان فلسطيني..فالوضع في غاية الحساسية تتراكم فيه الإحباطات وتتفكك فيه القيم الوطنية التي نشأنا عليها، وانفرط عقد الثوابت لتتجانس التنازلات بمسميات جديدة وفي أماكن غير أماكنها الأصلية وأقصد أن هذه التنازلات لا يمكن لها أن تتم لو كانت هناك اليد القوية التي تحفظ الحقوق وأن هناك الظرف المناسب لرفض الجديد من الوقائع التي يراد لها أن تكون رغما عن إرادة الشعب الفلسطيني...
أما كفنان فالأمر منسجم مع ما سبق إذ أنني أستقي أفكاري من واقعي المعاش يوما بيوم في لوحاتي وقد شرفت بأنني أول فنان تنبأ بالانتفاضة الأولى عام 1987 قبل قيامها بسنوات في مجموعة لوحات( إنسان الأرض) وكان ذلك في العام 1983 ..ثم سجلت الانتفاضة نفسها في مجموعة لوحات مائية وزيتية أحتفظ بمعظمها لنفسي لأهميتها الفنية والتاريخية.
عزام/
يقال أن الفنان والأديب الحقيقيان هما الأقرب إلى نبض الشارع ونبض الأمة، ولذلك ليس غريباً أن تستشرف حركة الجماهير من خلال لوحاتك، وأحسنت إذ كنت حريصا أيضا على توثيق بعض ملامحها أيضا. أما السؤال فهو:
هل عشت في مناطق أخرى غير غزة وكندا ، وكيف آثر ذلك في تجربة شلا الفنان؟
شلا/
كما ألمحت بأنني توجهت إلى القاهرة بعد حصولي على الثانوية العامة (1965-1966) والتحقت بكلية الفنون الجميلة بحي الزمالك و الحمد لله كنت من المتفوقين خلال السنوات الخمس التي قضيتها هناك وتركت بصمة مازالت عالقة في أذهان الكثيرين من أبناء جيلي ومدرسي من الفنانين الذين مازلت على تواصل معهم.
في القاهرة مررت بظروف قاسية كواحد من أبناء الأمة العربية حيث أن النكسة 1967 كانت في نهاية أول عام دراسي لي هناك..فتألمت كثيرا فقد فقدنا ما تبقى لنا من الوطن..ومن الكرامة في هزيمة أطلق عليها مسميات كثيرة للتخفيف من أثر الصدمة..ولكنها حقيقة هزيمة مازلنا نعيش آثارها .!!
وفي نفس العام كان الحدث الأكبر أثرا على نفوس العرب من المحيط إلى الخليج..حيث أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه عن السلطة الأمر الذي أخرج مصر كلها إلى الشارع وكان منظرا مرعبا أن ترى القاهرة تلك العروس الجميلة تتحول بفعل النكسة والتنحي إلى عجوز هرم فقدت نورها وضيائها.
وكانت خاتمة الأمور هي وفاة هذا القائد العظيم..ولا أريد أن أسترسل في وصف تلك الأيام السوداء على تاريخ الأمة بأسرها فتفاصيلها معروفة للجميع .
خلال سنوات الدراسة عشت حياة ظاهرها السعادة والفرح وباطنها تلك الرواسب المريرة للأحداث التي ذكرتها آنفا..
ولكنني تعلمت أن الحياة يجب أن تسير بكل أحوالها البهية والمقيته.. فوضعت هدفي بين عيني بأن أكون فنانا..لا غير. فعشت حياتي في القاهرة أتعلم فيها متنقلا بين قاعات العرض والمسارح والسينما وبين المدن والجولات في شوارع المدينة وأزقتها.. وتكونت لي صداقات على مختلف المستويات وكنت أتعلم الحياة من الشارع وأستمع وأتأمل وأختزن.. كنت أتطلع إلى السامي من الأمور فأنا في وضع استثنائي وفي ظرف استثنائي قد لا يتوفر لي في قادم الأيام.. لذلك وباختصار فقد عشقت القاهرة لأنني تعلمت فيها معنى الحياة.. وتعلمت الحب الذي يسكنني حتى هذه اللحظة.
ليلى/
تصادم الحياة بنكستين كبيرتين تهجير عمدي وخروج القائد جمال عبد الناصر عمق إدراك الحياة في مسيرة أديبنا شلا
استحضر اللحظة مقولة لجبران :
حيث يقول { أيها الفن العظيم بتأثيره الغريب بأعماله السامي بجماله وأسراره..أنت شبح من مقدرة المبدع الأزلي في نفوس النوابغ المبدعين..أنت فكرة مستيقظة في هذا العالم النائم بحراكه الجامد في مسيره }
هل وقفت لحظة تشكيلية لأحد أعمال جبران خليل جبران فعبرت بالريشة والألوان عن نص ما أعجبك من نصوصه العميقة ؟ وهو " جبران " سليل الغربة أيضا ؟

عزام /
أحسنت يا ليلى بهذه المقارنة وباستحضار جبران، لأن جبران – بالمناسبة – كان فنانا تشكيليا أيضا علاوة على كونه مغتربا،،،وأنصحكم بزيارة متحفه الذي يضم قبره ولوحاته وسريره في لبنان بمنطقة بشري للذين يتمكنون من زيارة لبنان.


ج/ شلا
نعم..أنا أنتمي إلى تلك الفترة التي كانت الأمة فيها على قلب رجل واحد ولها رمز وطني كبير قلما يجود الزمان بمثله..ولاشك أننا فقدنا الكثير برحيل عبد الناصر ولكن لله الأمر في أوله وآخره..ولكل أجل كتاب. وكما يقال: فإن لكل زمان دولة... ورجال !!
أعترف لك سيدتي أنني قرأت القليل لجبران ومنذ زمن بعيد، ولا أحتفظ في الذاكرة بما يمكن أن يكون الجواب النموذجي عن سؤلك، وهذا لا يعني أنني لست معجبا بكتاباته ولكنني لا ألهث وراء أسماء بقدر ما أبحث عن قيم في كتاباتهم لذلك ما رسمت شيئا يعكس قرائتي البعيدة والقليلة من أعماله.. فعذرا !!

ليلى /
ويكفي القليل الذي قرأته له والجمالية في حرفك تستدعي كل الأقلام الكبيرة وكذلك عمق الرؤية الفنية في اللوحة
عزام/
كيف يتأقلم الإنسان في الغربة، حدثنا عن تجربتك، هل كان الأمر سهلا عليك، أم أنه أسهل بالنسبة للأولاد؟؟
شلا/
الغربة يا صديقي أكثر الأمور ألما على نفس الإنسان فما بالك حين يعيشها الفنان الذي يحمل وطنا كبيرا في قلبه بكل حرارته إلى المهجر البارد المختلف في كل شيء..فقد كانت السنوات الأولى غير رحيمة بالنسبة لي كفنان أما على المستوى الحياتي فلم أشعر بغربة لأن جميع أخوتي سبقوني إلى كندا فلم أعاني الأمور اليومية ولكنني صمدت أمام الشعور بمعاملتي كفنان مبتدئ في بلد لا يعرفني فيه أحد حتى حققت مكانة بارزة هنا في كندا بين الفنانين وحصلت على جوائز فنية وأقمت خمسة معارض شخصية وأصبحت عضوا في ثلاث جمعيات ونقابات فنية وشاركت في مسابقات فنية هامة مما أعاد لي إحساسي بأنني على الطريق وفي المكان الصحيح .
أما الأولاد فقد تأقلموا بسرعة كبيرة والحمد لله أنهوا دراساتهم الجامعية ويعملون في كندا.

ليلى/ العزام / تبارك الله عليهم والله يحفظهم ليك يا رب



ليلى
حسنا شلا إذا عدنا إلى لحظة تسطير في ذاكرة الأحلام الأولى التي نبني عليها مستقبله ،،،
هل الغربة كانت واردة أم هي اليوم وأنت في لحظة استرجاع لما مضى ، هي لحظة دخيلة ؟
ج/ شلا
سيدتي..كما قلت لأخي عزام فإن الغربة ألم، وأشده ذلك الشعور بالغربة حين تكون بين الأهل والأخوة !!
وصدقيني ورغم المعاناة الشديدة من الغربة التي كانت في وطننا العربي أولا، فإنني كنت راضيا وقانعا لأن لي فيها أخوة وأصدقاء يشاركونني الشعور ويحنو بعضهم علي وذلك كله على أمل أنني قريب من فلسطين وأعيش بها في كل وقت إلا أن موضوع الهجرة إلى كندا كان له حيثيات مختلفة فرضها واقع جديد كان لابد من قرار ينقذ الأبناء من معاناة طالت..ولا أريد أن أسهب أكثر.
عزام/ يا أستاذ شلا، الذين في الوطن كثير منهم يتطلع ليكون في الغربة، والذين في الغربة يتطلعون لوطن،،،
ليلى /
نعم أحس وأعيش ما تقوله وان كنت في الوطن العربي فالغربة واحدة فيكفي ان تخرج سنتمترا عن حدود الأصل في المكان لتكون الغربة والغريب يا شلا انه تتعمق المحبة في البعد مع الإخوة غريب ليس كذلك ولكنه حضور واعي وعميق أن يتآلف أبناء الوطن لأجل الوطن والإنسان قبل كل شيء والأخوة التي لا تستطيعها حدود ،،،،،
عزام/
أعرف أنك تعمل لبعض المؤسسات والصحف في التصميم والرسم، وأعرف أن مكان عملك هو في البيت، كيف تسير الأمور في هذا الصعيد؟
شلا/
كنت أرفض العروض للعمل في الصحف قبل هجرتي لكندا ذلك أنني كنت متفرغا لتكوين شخصيتي الفنية ومشاركاتي في المعارض الخاصة والعامة في البلاد العربية والأجنبية كواحد من أعضاء إتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع الكويت حيث كنت نائبا لرئيس الفرع لفترات انتخابية عديدة وشاركت في جميع المؤتمرات الفنية التي كان لفناني فلسطين تمثيلا فيها وهذا فتح أمامي بابا جديدا من الصداقات مع فناني الوطن العربي و غيرهم.
ولكنني كنت أكتب أحيانا ودون تفرغ للصحافة موضوعات نقدية في الفن،وعندما هاجرت إلى كندا كنت واحدا من مؤسسي أول جريدة عربية( بيسان 1997 ) وبعدها ساهمت في تأسيس جريدة عربية أخرى( الفجر العربي 1999) إلى أن قررت أن اصدر جريدة (الصراحة) عن مركز شلا للفنون تعنى بالشأن الثقافي والفني وذلك منذ عام 2004 إلى الآن.. وكنت فيها جميعا أقوم بتنفيذ الأعمال الفنية من تصميم وإخراج وكتابة عمود بعنوان(إشراقه) وأنا أدير عملي من بيتي حيث يوجد مرسمي وأدواتي.
س/ ليلى
حتى نعمق سؤال العزام حول المكان
ما هي أجواء العمل داخل البيت ؟ أم أن المكان استقلالي وجناحه ينفصل عن جوانيات البيت؟
بمعنى ما مدى استقلالية المكان ؟
شلا/
رحم الله والدي..فقد أنشأ لي أول مرسم بعد تخرجي مباشرة من كلية الفنون الجميلة دون أن يخبرني وجهزه بالضروريات التي أتاحت لي التفرد بعيدا عن حجرات البيت ومنحني استقلالية منها خرجت أول أعمالي التجريبية التي وصلت بها إلى شخصيتي الفنية التي اعترف بها أهل الفن وفي وقت قصير، حيث كان هذا المرسم ملتقى للعديد من الفنانين التشكيليين والموسيقيين والصحفيين والسينمائيين، بل وكانت بعض الوفود الفنية الزائرة تأتي لمرسمي ،الأمر الذي أفادني كثيرا من الاحتكاك بهذه الخبرات المتنوعة..
و حين هاجرت إلى كندا لم أحمل معي إلا لوحاتي وبعض أوراقي الهامة من ملاحظات وغيرها، وشرعت في تأسيس مرسمي في بيتي الذي انطلقت منه مرة أخرى إلى حياة فنية صعبة كما ذكرت آنفا..
ودعيني أشكر زوجتي التي أتاحت لي الكثير من الوقت كي أنفرد بنفسي في عالمي الخاص دون ضجر ولا ملل ولسنوات تعدت الثلاثين كانت فيها هي راعي الأولاد والبيت.
ليلى / العزام
رحم الله والدك الكريم وكل موتانا من المسلمين وحفظ الله لك زوجتك الكريمة ولها منا كل التقدير والتحية وللأولاد كل المحبة ،،،،
شلا/
أشكر لكما هذا الشعور الطيب يا عزام ويا ليلى ..

الجزء الثاني/ الحوار الثقافي

عزام /
متى بدأت الرسم ومن كان الأسبق لك، هل هو الرسم أم الكتابة الأدبية؟
شلا/
ربما أكون قد أجبت عن نصف السؤال في بداية حديثي بمعنى أن الرسم كاحتراف بدأ عندي أولا ،على الرغم أنني أذكر محاولة لكتابة الشعر منذ كنت في سن الحادية عشر ولكنني لم أعرها اهتماما وبقي الرسم سيد الموقف وقد صقلته بالدراسة والممارسة الجادة..المرهقة.
وفي بداية السبعينيات كتبت بعض المقالات الصحفية كما أسلفت بدون تفرغ حول الفن التشكيلي وتنامت رغبتي في الكتابة وسط انشغالي بالرسم وخاصة أنني كنت أكتب في معارضي الشخصية موضحا فلسفتي من أسلوبي الفني الأمر الذي ظهر واضحا فيه تطور أسلوبي في الكتابة...حتى هاجرت إلى كندا وبدأت الكتابة في الجرائد التي ساهمت فيها.
ودعني هنا أضيف بأن (دنيا الوطن) التي تعرفت عليها في شهرها الرابع كانت المساحة المفضلة عندي لنشر كتاباتي ورسوماتي ومازالت والتي أتمنى لها كل تقدم بضرورة إفساح المجال لكل قلم جاد والتدقيق فيما يطرح فنحن نغار على هذا الموقع لأكثر من سبب فهو تواصلنا مع الوطن وهو يصدر من الوطن..فتحية للجميع.

ليلى/
ذكرت بعض الأسماء مثل جمال قطب وحسين بيكار التي كانت بدايات انشغال العين بها إعجابا
هل تتذكر أول خربشة بالألوان والريشة ؟ ثم هل حضرت هذه الشخصيات المترسخة في الذاكرة إلى الحضور الفعلي تأثيرا؟
ج/ شلا
كلما كنت أكبر في السن كانت عيني ترى بصورة متطورة،وكانت هذه الأسماء حاضرة دائما في المجلات برسوماتها،،،لكنني حين ذهبت إلى القاهرة للتخصص أصبحت رؤيتي مختلفة وفاحصة أيضا، وقد يكون من الجميل أن أذكر أنني كنت سعيدا جدا في أحد أعوام الثمانينيات حين التقيت الفنان حسين بيكار شخصيا وأثنى على لوحاتي في معرض عربي عام وأنا أشارك في نفس المعرض بجانب لوحاته ولوحات آخرين من الفنانين العرب البارزين الذين قويت علاقاتي بهم فيما بعد.
أما أول لوحة رسمتها وكنت في الصف الخامس ابتدائي فهي لوحة المناضلة الجزائرية (جميلة بو حريد) وهي لوحة مائية على مساحة كبيرة بالنسبة لي في ذلك الوقت ولا زلت أذكر تفاصيلها وهي مقيدة اليدين ويجرها جندي فرنسي. وها أنا أذكرها فعليا..فهي في الذاكرة كالنقش..!!
ليلى / نعم يا شلا نعتقد أن لا شيء علق بينما الأسماء والأقلام والهدفية الروح العميقة في الكتابة تحضر دائما لأنها أبدا تترسخ في الذاكرة،،،
عزام/ وهو كذلك ليلى ، طيب أخي شلا ،،،،
سؤال/ ما هي أهم المعارض التي شاركت بها حتى الآن؟

شلا/
باختصار..أقمت 22 معرضا شخصيا في البلاد العربية وفي الخارج.
وشاركت في الكثير جدا تزيد على المائة والخمسين من المعارض الجماعية والدولية وحصلت فيها على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية ولي مقتنيات لدى المتاحف والمؤسسات والشركات والشخصيات السياسية والاجتماعية العربية والدولية .
وللمزيد يمكنكم زيارة موقعي الفني: www.shala.ca ففيه تفاصيل أكثر.

عزام/
سنرفق في التعليقات سيرتك الذاتية وفيها أيضا تفصيلا بالمعارض التي شاركت بها وبالمدليات التي حزت عليها وغير ذلك، سيكون ذلك في التعليقات إن شاء الله.
ليلى /
سنفعل بأذن الله ونبارك لك هذا العمل الجبار،،،،،
هل لنا أن نشاهد تلك اللوحة والقراء الكرام،أي لوحة جميلة بو حريد هل تضع لنا رابطا لها أم أنك فقدتها؟
شلا/
اللوحة رسمتها وأنا في الصف الخامس الابتدائي وكنت تلميذا لا يتعدى 10 أعوام ولاشك أنها فقدت خلال هذه السنوات والاحتلال.. ولكنني أذكر تفاصيل كثيرة منها ولربما ظهر بعض منها في إحدى لوحاتي اللاحقة عبر مشواري..لا أدري!!
س/ ليلى
طيب لننتقل بالريشة إلى القلم وهما متصلان متحدان فالفنان يرسم حين يكتب ويكتب حين يرسم كما نعرف كلنا،،،
كتبت القصة القصيرة والقصيدة واللوحة كتابة ورسما،،،
أين يجد نفسه شلا اكثر؟
ج/ شلا
هنا آه كبيرة....فأنا أجد نفسي حيث أكون. فإذا حضرت اللوحة أكون أسيرها بكل ما تثيرني ولا فكاك منها حتى تنتهي الحالة التي تتملكني وأسقط عليها كل أحاسيس التي أعيد إخضاعها لمقاييس أنا وحدي الذي يعرف سرها .
وإن سبقتها الكتابة فقد فازت بالشحنة العاطفية والأحاسيس التي تنتزعها مني..ولكن كلاهما عشق وحب لا يوازيه حب وفيهما من النشوة ما يسمو بي إلى الأعالي.!!
والذي أريد أن أؤكد عيه هنا..هو أنني أعطي الكتابة حقها فهي عندي مسؤولية واحترام للمتلقي وليست مجرد انفعالات وخواطر أفرضها فتضيع بين آلاف الكتابات.
وكذلك اللوحة فهي أشياء كثيرة مجتمعة معا في لوحة تحفظ للتاريخ.. وهي أيضا مسؤولية أكبر.
س/ ليلى اعتقد جازمة انك وأنت ترسم فالقصيدة حاضرة بالقوة وأيضا نفس الشيء مع الكتابة إنها عملية مخاض مضاعف ومشتبك الرؤيا أليس كذلك عزام ؟

عزام/

نعم يا ليلى، أنا أكثر ما لفت انتباهي في أسلوب الأستاذ شلا هو تقديمه للأسم على الفعل في الكثير من جمله وتراكيبه ، أو بالعكس فيقدم الفعل في الجمل الأسمية، فهو يقول مثلا، للبحر ارتحلت، وقمر بين الغيوم كان يذوي، وإلى القارب صعدت،،إلخ
لدي الآن ثلاث جمل من قصة "الحقير" يقول فيها كاتبها شلا:
حـركة غير عادية في البهو.. دَبَّت ، وإشارات بالأيـدي وهمس بين الموظفين.. تناقـَـلت، و عيونهم نحو باب الشركة الرئيسي..إتجــَهت.
وهناك الكثير هذه التراكيب الجميلة، إنه أسلوب مدروس والأستاذ شلا يتقنه وليس مثل جملي هذه غير المدروسة! هذا علاوة على الألمحية والتكثيف في قصصه فتشعر أحيانا كأنك تقرأ شعرا وليس نثراً، مع أنه أيضا يكتب الشعر العذب الذي يحتفظ فيه شلا بهويته وبأنفاسه وخصوصياته الأسلوبية وبتراكيبه اللغوية الخاصة.

ليلى/
تعرف يا عزام بأنه يجمل القصائد من خلال تكثيف الصورة بالتشبيهات الضمنية والصريحة والاستعارات تأخذ طابع الإبداع والجمالية التي تفقدها أحيانا لغة الإقرار الفعلية
فإذا سألتك أن تقرا لنا شعرا مما كتبته وارتبط بالذاكرة وعلق بها ، فماذا ستقرأ لنا الآن ؟
ج/ شلا
قد أخيب ظنك يا ليلى..فأنا لا أحفظ كثيرا ولكنني أتفاعل مع إحساسي حتى القمة وأسجلها ثم أعيد ترتيبها حسيا وعقليا ولكن لا بأس فهذه القصيدة فيها الكثير مما أحب.
( عطــرك... يمـلأ قــواريــري !! )
ما ســَقَطت أوراق أشـــجاري...
ولا... جــَفَّت ينــابيعي !
***
فمــازال عـــِطُركِ ...
يَمــلأ قـــَواريــري !
ومــَازالــَت تنــزفُ لـكِ ...
حــُباً شـــَراييني !
***
وأنتظــِرُ يــَومـــًا ...
تـُمطـــِرُ فيــه الســـَماء
نـُجـــومـاً ...
أقمـــاراً ...
وبـُشـــرى...
أنــَّكِ ... يــومــاً
ســـَوف تــَأتينـي!!؟؟
العزام / ليلى
جميل جدا أن تجد الأمل يغلف الحرف فأجمل القصائد التي تبدأ من غياب لتكون نهاية رائعة بحضور الأمل،،،

س/ ليلى /
هناك نص ما قرأته او لوحة شاهدتها وتمنيت لو كنت أم صنع اللوحة وكتب النص لمن ستكون اللوحة ولمن النص ؟
ج/ شلا
نعم...هناك قصة للكاتب الروسي (دوستوفسكي) وأسمها ( الصرصار أو الصرصور ) فقد قرأتها في العام 1972 وهي تحكي في نصفها الأول مقدمة لوصف رجل حقير كالصرصار وفي النصف الثاني يثبت ما سعى إليه بأنه صرصار حقا..أتمنى أن أستردها من شخص طلبها ولم يعيدها لي كي أرسم شخصية هذا الرجل الصرصار.
ولكنني استوحيت منها قصة كتبتها ونشرتها في العام الماضي وأسمها (الحقير)..وهذا ما قدرت عليه.!!
العزام / لا بد انها تتحدث عن أعماق النفس البشرية وتناقضاتها وهواجسها وصراعاتها مثلما كان يفعل دوستفسكي.
وقد تسنى لنا قرائتها أثناء إجراء هذا الحوار، وقد اقتبسنا منها الجمل السابقة، وهي فعلا ممزة وذات نفس روسي أو دوستوفسكي إن صح التعبير.
ج/ شلا
نعم..فقد كتبتها في بداية هذا العام على لسان بطلها يصف حقارة نفسه وبيئته وصولا إلى مبتغاه على حساب كرامته وخاصة أنه التقى ببنت الجيران ذات الأصول الوضيعة التي أصبحت صاحبة شركة يديرها رجل وضيع آخر.. محاولا المرور على أعماق روح كل شخص منهم.

ليلى/

على فكرة أحب كثيرا الريشة الروسية في الأدب اعشق أن أقرأ لهم لأن من حزن اللاموجود يصنعون متعة العين وإشباع أدبي متفرد ونشكر هنا الترجمة التي سهلت عملية القراءة لهؤلاء،،

عزام/

أرجوك يا ليلى بلاش سيرة الحزن، أعرف أنك تترصدين كل تلميح فيه حزن لتفسحي المجال لدموعك.
ليلى/
طيب شلا ، بلاش المواقف الحزينة،،، سأحتفظ بدموعي لأنني سأستخدمها لاحقا،،هههه
هل بعت لوحة ما وبكم؟ وهل ندمت على ذلك ؟ أم ترى بان مقاسمة الجمالية مع الآخر هي محفز أكثر للإبداع ؟

عزام/
شو يا ليلى، بدك الرجل يرسم ويخزن ، إنه مثلنا أيضا بحاجة إلى نقود وعنده مصاريف!! رجاء أسحبي القسم الأول من السؤال هههه.
ليلى/ أنا مصرة ، لا بل ملحة ، ألح يلح إصرارا،،،،
شلا/
ههههههههههه..كما قال لك العزام..اليد فرطه ( يعني بالفلسطيني الجيب مخروم!!!) صح يا عزام؟؟؟
عزام/ أكيد يا أخي أبا طارق، ولا يهمك ما تخلي أي شيء ببالك وبال الأولاد، وما حدا حوش يا شيخ ههه.
شلا/
إجمالا الكثير من لوحاتي منتشرة في كثير من دول العالم العربي والغربي وفي المتاحف ومؤسسات وشركات مشهورة وقد تم اقتنائها بالمواصفات التي حددتها أنا شخصيا..أما ثمن اللوحات فهو بالرغم من أهميته إلا أن ما يهمني هو أين ستستقر اللوحة.. هل في يد أمينة تحب الفن وتقدره أم لمجرد اقتناء لتزيين جدار في قصر؟ وفي الحالة الأخيرة قد أتردد في بيع أي من لوحاتي تحت أي أغراء.

ولكنني ما ندمت على لوحة بعتها وإنما أشتاق إليها..والحمد لله فأنا عندي صور جميع لوحاتي ما عدا ما فقد بسبب الحروب.
ليلى / ههههههههههه طيب
نبقى في إطار اللوحة والفن التشكيلي بصفة عامة ،،،

هناك مدارس غربية مهيمنة إن صح التعبير وأقول هذا جزافا نظرا للتغيرات التي حدثت اقول حاضرة هذه المدارس { الكلاسيكية والسريالية والواقعية والطبيعية } وصلح لي شلا أن أخطأت في إنموذجنا اللوحاتي التشكيلي بشكل أو بأخر
متى يمكن ان نبدع مدرسة خاصة بنا نحن كعرب لتكون ملهمة الغرب ؟؟ أم هي موجودة وقصر رؤيتي أم عدم اهتمامي الكامل لا يجعلني ارى ذلك ههههه

العزام /
سيدة ليلى أنت مثقفة فنيا ، لكن أحب أن أضيف، نعم أضيف مدرسة أخرى ابتدعها الفنان شلا وكتب ذلك في أحدى قصصه، وقد ذكر أن والده أحضر له حذاءً جديدا عشية عيد الأضحى عندما كان طفلا، وفي ذاك المساء، جلس الطفل عبد الهادي تحت الطاولة وراح يرسم بالشفرة أو السكين على حذائه خطوط فنية متشابكة، وكانت تلك أولى لوحاته، وقد علقنا عليها في حينه وقلنا أنها بداية تأسيس المدرسة التشطيبية في الفن، وهذا هو مؤسسها الأخ شلا ؟ هل تذكر أستاذ شلا عنوان تلك القصة الطريفة التي بحت لنا فيها بذلك السر؟
ج/ شلا
نعم يا عزام هي ضمن مجموعة قصص ((من الأيام الجميلة.. رقــم 6))
وتحمل إسم " أول عــمل فــني .. كان على حــذاء " كتبتها في شهر يوليو الماضي ونشرت في دنيا الوطن فقط.

ونعود إلى ليلى في سؤالها المركب والمحير..

ليلى /

أنت من نصحني والعزام باختزال السؤال تفضل شلا ..
شلا متابعا ومبتسما
سيدتي.. لكل أمة طبيعة مختلفة عن الأخرى فإن كانت لها فنون فهي أمة حية!!

لماذا؟ باختصار شديد لأن فنون الأمم هي الشاهد على حيويتها فإن كانت هذه الفنون قاصرة فهذا يعطينا فكرة أن هذه الأمة لها وضع أقل ايجابية في التعامل مع الحياة.
أما شخصيتنا الفنية العربية فمنذ الانفتاح على الحضارة الغربية واستعمارنا لمدة طويلة فقد امتزجت الحضارات فكانت التقنية عندهم تتصاعد وتنمو وكنا نحن نتراجع ونتوارى خلف عادات أصبحنا نعاني منها إلى الآن فانعكس هذا بدوره على الحالة الفنية.هذا بداية ولكن سرعان ما نشطت الحركة التشكيلية العربية حتى تشكل اتحاد الفنانين التشكيليين العرب الذي أسفنا شديد الأسف أنه ضاع وسط التجاذبات بين الدول العربية وخصاماتها..وهذا جرح لا نريد له أن ينزف هنا.
إلا أن خصوصيتنا تجعل لنا مميزات ننفرد بها وقد أخذ الغرب منها وأقول هذا رغم أنني لست من أنصار التغني بالماضي والركون إليه بل أحب أن يكون هذا الماضي التليد دافعا لنا لنكون أمة في الصف الأول..!!

أما كيف لنا أن نكون ملهمين للغرب فقد ألهمتهم فنونا واستنبطوا منها العديد من المدارس الحديثة القائمة للآن ولكن دعيني أقول لك يا سيدتي بكل صراحة أن وقتنا هذا ليس هو الزمن المناسب كي نمنح الإنسانية المزيد لأننا لسنا في حالتنا الصحية الكاملة.
س / ليلى
يقال { انصع مظاهر الإثبات النفي }

ماذا يمكن أن ننفي من ماهية الإبداع العربي ليكون في واجهة الأحداث بوجه ايجابي اكثر ؟
ج/ شلا
لم يتخلف الفنان التشكيلي العربي عن دوره في إثبات مكانته العالية بين فناني العالم ولوحاته منتشرة في المتاحف العالمية وفي قاعات العرض الدولية بالإضافة أن الفنان التشكيلي العربي وجد نفسه ملتزما بقضايا أمته من إحساسه بأن لا قيمة لفنان لا تكون أمته بكل تفاصيلها حاضرة في أعماله ولا أقصد المدارس التعبيرية والواقعية فقط بل والمدارس الفلسفية كالسيريالية والتجريدية وغيرها فهي انعكاس الوجه الحضاري للأمة ومشاعرها الظاهرة والباطنه...والكلام هنا يطول سيدتي..!
عزام/
نعم، من المؤكد أن الفنان الفلسطيني والعربي كذلك يجب أن يكون صاحب رسالة واضحة، ملحة، رسالة عادلة، ومن المؤكد أن الفنان شلا من هذا النوع،،،،لا بل إن الرسالة تفرض نفسها على الفنان الحقيقي عنوة وكذلك الحال في الأدب،،،
ليلى /
كثيرا ما ننتقل من الحب الى الطموح ونادرا من الطموح الى الحب

ماذا تقول شلا استحضارا مع مسيرتك الأدبية الفنية ؟
ج/ شلا
لربما كان حب الشيء سببا في الطموح، وقد (لا يتحقق الطموح بدون حب الشيء)..هذان الوجهان المقبولان لا تضاد بينهما بل هما يسيران منسجمان معا نحو هدف سام يقدره ويسعى إليه صاحبه ( الطامح والمحب معا ).
وقد كان حبي للفن لا يقل عن طموحي في تحقيق ذاتي وقد استغرق هذا مني عمري كله.. فصحوي ومنامي وصمتي وكلامي كله في هذا الاتجاه. فالعطاء لا ينشطر إما أن يكون مزهرا وإما أن يكون بورا..
عزام/
أخي شلا، نعطيك الآن مساحة حرة لتقول ما ترغب قوله بخصوص منبرنا المحترم منبر دنيا الرأي، هل لك ملاحظات قد تفيد في تطوير المنبر وتطوير أنشطته؟؟
شلا/
أعزائي عزام وليلى وإدارة دنيا الوطن وعلى رأسهم أخي عبد الله وكذلك كل رواد هذا الموقع الكرام.. ربما أكون أقدمكم وصولا إلى هنا وقد تابعت كل مراحل الموقع صعودا وهبوطا ومناصرة له وهجوما عليه، على مدى السنوات التسع ، وهذا أمر طبيعي ولكنه كان، ينمو بجهد القائمين عليه وبأقلام كتابه ومبدعيه في كل المجالات..
وإن لي حق في قول ( من باب العشم) فإنني أقول للجميع أن تجعلوا من هذا الموقع وكل المواقع الفلسطينية على وجه الخصوص وجها مشرقا لرسالتنا وقضيتنا.
ومن يبحث عن العبث وقضاء وقت فهناك الكثير من المواقع تتيح له مثل هذه العبثية..أما موقع يحمل اسم الوطن فلا مجال فيه للعب والعبث وأن هناك (موجات من الأقلام) ولا أقول من الكتاب مرت من هنا ولكن الأرض الطيبة لا تنبت إلا طيبا..وفق الله الجميع إلى الخير.

عزام /
آمل أن تلقى كلمتك هذه آذانا صاغية ونضم صوتنا لصوتك أخي أبا طارق.

ليلى /
الله الله عليك يا شلا فعلا في الآونة الأخيرة علينا بحزم أمورنا ككتاب أصحاب قضية بالدرجة الأولى ولنتخلص من ما يمكنه أن يغيب أوراقها في الرد ورد الرد لنكون يدا واحدة ..


القسم الثالث/ الترويح والمنوعات


ليلى/
إن قلنا لك بان صديقا قديما لم تره لمدة كبيرة وطويلة وتريد منا إحضاره لك اللحظة من يكون؟

عزام/
نعم يا أخي أبا طارق، فأنت تعرف أننا في المشرق نعتبر أن أخواننا المغاربة كلهم يتقنون السحر فيقربون البعيد ويبعدون القريب ويستخرجون الذهب وما شابه، ممكن ليلى لديها مثل هذه الكرامات، فأستفد منها وأطلب منها ما تشاء بلا وجل أو تردد،،ههههه.
ج/ شلا
أنا الآن أبتسم..وأود أن أبوح لكم أنني كتبت قصة لم تنشر وفيها حديث طويل عن الجن وسامحك الله يا عزام فإن أحداثها تدور في بلد من بلاد المغرب العربي ويبدو أنك أنت الذي يستحضرهم..أشتاتا أشتوت !!!
أصدقائي الذين أفتقدهم كثيرون فأنا لا أنسى أحدا ولا أقاطع أحدا..فكم أحب أن أقرا لأصدقائي القدامى الذين تعرفت عليهم هنا في السنوات الماضية وهم كثر وأخشى أن أذكر أحدهم دون الآخر ولكنني سأفرح إن هلوا علينا بوجوههم الطيبة.
ليلى
/ الله يسامحك يا عزام ..ألا تخاف أن أقول فقط جملة { ابرك دابرا } والجن سيدي شمهروش وتذهب بك إلى بلاد الوقواق ؟ طيب أنت أخي ونحن في حضرة شلا والأصدقاء القراء سأسامحك
عزام/ أنا نقلت لك ما أعرفه في ثقافة أهل المشرق، وليس بالضرورة قناعاتي، لكن لا دخان بدون نار كما يقال
ليلى /
رسمت لوحة بلون الأسود والأبيض أيهما سيكون الغالبية في جذب العين وهما لونان أصليان في الوجود اللوني ان صح التعبير ؟ على أي لون ستكون داخلية الموضوع مثبتة اكثر ؟
ج/ شلا
كثر هي لوحاتي التي رسمتها باللونين الأبيض والأسود ولكن دعيني هنا أذكر شيئا عن اللون الأبيض..فقد مررت بمرحلتين تحملان إسم المرحلة البيضاء الأولى والمرحلة البيضاء الثانية وكان لكل مرحلة رموزها وقد أثبت فيهما أن اللون الأبيض هو لون أصيل ذلك أنه في عرف الفنانين لون خارج الدائرة اللونية كالأسود أيضا ولكنني أدخلته ضمن الدائرة اللونية وقد وفقت في ذلك.
الرسم باللونين الأبيض والأسود له مواضيعه فمثلا في مجموعة اللوحات(12لوحة) رسمتها 1982 بهذين اللونين تحمل عنوان( العائدون من صبرا) وقد كان السواد سيد اللوحة. فهل يمكننا أن نرسم وجوه الناجين والعائدين مذبحة صبرا وشاتيلا باللون الوردي مثلا ؟؟؟؟

ليلى / بالطبع لا ..شلا بالطبع لا ...
عزام/

أنت كثيرا ما تشتاق للأشياء الصغيرة في غزة، أظن حي الشجاعية، أو شارع عمر المختار حيث كنت تعيش لفترة طويلة، كنا نعرف ذلك من خلال نصوصك القصصية، هل ينعكس ذلك على لوحاتك أيضا، مثل بائع السوس والخروب ورجل العربة الذي يوزع الإعلانات وما شابه من الشارع؟
شلا/
نعم فأنا أستحضر غزة بأزقتها وشوارعها العريضة والضيقة وأنا أضع رأس على الوسادة وذلك منذ غادرتها 1965 وعدت في زيارتها 1976 وفي 1994 وأتابعها عبر الفضائيات وأحزن وأتألم لحالها..أما كتاباتي عن رموزها الشعبيين فهي توثيق استحضره من ذاكرتي التي أنعشها يوميا كما قلت لك وأريد أن يتعرف عليها الجيل الجديد الذي ربما سمع عنها ويحتاج إلى تفاصيل وهذا واجب علينا ويشاركني في هذا أخي الكريم الأستاذ سليم عيشان فهو عايش تلك الأيام.
أما هذه الموضوعات فلم أرسم منها إلا القليل لأن منهجي الفني لا استثمار شخصي فيه كما فعل الآخرون.. واقول بصراحة أكثر أنا لا ارسم معاناة شعبي وصور حياته لأبيعها بدراهم..أنا أنظر لشعبي على أنه شعب عظيم يستحق أن يكون في الصف الأول بين الأمم.
س / ليلى
كثيرا ما يوحي البحر ولادة لوحة
ما هي الأماكن التي تستلهم ريشتك اكثر شلا؟
شلا/
أذكر أنني في العام 1966 وفي أول زيارة لي إلى غزة بعد التحاقي بكلية الفنون الجميلة ذهبت إلى البحر وكان الوقت ربيعا ورسمت البحر وجها لوجه وأذكر أنني شعرت بحميمية وعشق بيني وبين تلك الموجات الرقيقة التي كانت تنساب تحت قدماي..فالبحر سيدتي.. سر!! والأسرار تجذب الفنانين حبا بالاكتشاف فكيف لا يثيرني ؟؟!
وقد يبدو واضحا استخدامي كرمز مع النوارس في كتاباتي وعندي العديد من اللوحات التي كان البحر فيها سيدا.

ليلى /
آخر كتاب قرأته فكرته بالإجمال تدعونا منها للانجذاب إلى قراءته؟
ج/ شلا
هو قصة ( رائحة البحر ) لصديقي الكاتب الكويتي طالب الرفاعي حيث أرسل لي نسخة منها وهي قصة أهلته للحصول على جائزة الدولة فيها الكثير الكثير من الإمتاع والإبحار في عالم الحياة القديمة بجدها وصعوبتها.
س/ليلى
مباراة كرة القدم أخذت انعراجات خطيرة وتسيست بشكل رهيب عمق الحقد ما بين الدول الشقيقة في نصرة الفريق لكل دولة

ما هي أبعاد هذا التشتت الكروي ان صح التعبير ؟ وهل تتابع إقصائيات كرة القدم ؟ وأي فريق تتابع ونحن نعرف أن مقابلة مهمة ستجمع ما بين الفريقين مصر / الجزائر
وخسارة على المغرب لأنه انسحب مبكرا

عزام / أو أعطيك خيارا آخر، هل تغني ولمن تغني ، أتصور أن صوتك جميل ولا أعرف لماذا، هل تغني لأم طارق عندما تحضر لك الشاي والقهوة في المرسم، بالمناسبة هل تدخن مع القهوة، عشان ليلى تحتج على السؤال،،ههه؟؟
ج/ شلا
منذ المرحلة الثانوية قل اهتمامي بكرة القدم إلا كأس العالم وحتى وأنا في كلية الفنون فقد كنت ضمن فريق تنس الطاولة..أما الآن فأنا لا أتعاطى أفيون الشعوب ( كرة القدم).
أم الغناء فلي معه قصة لربما كتبناها في رمضان القادم أو تحدثنا عنها مستقبلا، ومكتبة أشرطتي تحتوي على مجموعات لفيروز وعبد الوهاب والأغنيات النادرة للسنباطي وأهم ما أملك 4 أشرطة بصوت الشيخ صالح عبد الحي كروان الغناء العربي..ولا تنسى عبد الحليم. وعلى فكرة أنا دائما أدندن وأغني..
أما موضوع التدخين فلتنتصر ليلى فقد توقفت عنه بعد 27 عاما ومنذ 9 سنوات والحمد لله،وأما القهوة فلا يغادرني فنجانها مادمت أرسم أو أكتب!

عزام/ بمناسبة الأغاني ، ما هي الأغنية التي تحبها ، والأغنية التي تهديها للقراء مع رابطها إن أمكن

شلا/
ولكن الأمر حسب المزاج،،،انا لا استمع عبر النت، لذلك فليس هناك رابط،وإنما عندي أشرطة قديمة جدا وأغنيات نادرة،،،
عزام / جيد،،،مثل ماذا،،هل تسمع أغنيات أثناء الرسم؟

شلا /
نعم ارسم والراديو أو المسجل مفتوح
فإن كان الراديو فهو على محطة الموسيقى الكلاسيكيه
ولكن الأغنية التي أحبها وأرددها كثيرا هي أغنية

(((كل ده كان ليه لما شفت عينيه لمحمد عبد الوهاب)))
عزام / أيوة،،عظيم ،،جميل،،،بس أنت حقيقي مش عارف ليه !!!؟
شلا/ طبعا ...عارف !!
عزام/ طبعا عارف وأكيد مش راح نضغط عليك لتعترف، وأظن أن لكل شاعر ولكل فنان أسراره".
شلا/
الصراحة أنتما مزعجان فقد عصرتماني كالليمونة..
ولكنني أحترمكما لأنكما أعدتماني إلى أيام جميلة وذكريات حلوة ربما لم أتي على ذكر تفاصيلها بشكل أكبر..ولكنني أستمتعت بهذا اللقاء الذي أرجو أن فيه للقارئ الكريم المتعة والفائدة .ودمتم
ليلى //
نشكر صديقنا الفنان الأديب شلا على قبوله دعوتنا ومشاركته لنا الحوار بكل رقي وأناقة وحضور مميز تمازجت فيه النوستالجية بكل تداعياتها الحنينية للوطن والأهل والخلان وأيام الصبا والشباب وكل الزمن الجميل الذي لازلنا وسنبقى نحس بحنين دائم إليه،،،
امتعتنا جدا شلا ونتمنى أننا كنا خفاف الظل عليك
شكرا جزيلا والى اللقاء أحبتنا مع وجه أدبي آخر






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 10-05-2012, 11:13 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ شلا عبد الهادي / فلسطين / كندا

الوارفة الفاطم
الشكر لكم على الرفد
وبسمنا وجهي دعوة لضيفتك
لتتقاسم معنا رغيف البوح

ودنا






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-05-2012, 11:22 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ شلا عبد الهادي / فلسطين / كندا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
الوارفة الفاطم
الشكر لكم على الرفد
وبسمنا وجهي دعوة لضيفتك
لتتقاسم معنا رغيف البوح

ودنا

استاذي القدير وشاعرنا الزياد
وجهت للفنان شلا الدعوة وارجو ان تصله رسالتي

شكرا عميدنا وانت تحرك الحرف والمواضيع لتنهض حركة القراءة والكتابة معا
بارك الله فيك
زهراء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-09-2021, 05:48 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ شلا عبد الهادي / فلسطين / كندا

الفنان والشاعر الفلسطيني المقيم بكندا عبد الهادي شلا غني عن التعريف
التقيته ب دنيا الرأي منذ 2008
ويمكن ان تتحققوا من ذلك والجميع الذي يعرف دنيا الراي يعرف الاستاذ شلا
وموجود على فيسبوك






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط