العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2012, 11:43 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الشاعر عبد الحفيظ بن جلولي / الجزائـر /


فنجان الزهراء حاور
الأستاذ عبد الحفيظ بن جلولي
ذات يوم قريب





تخصص حقوق ..يعمل في قطاع الصحة والطب وينحت الحرف بحرفية رائعة
من بلد المليون ونصف مليون شهيد الجزائر






( الحقيقة التي تحتاج إلى برهان هي نصف حقيقة ) جبران خليل جبران
والحقيقة هي حين تقرأ للشاعر عبد الحفيظ بن جلولي أول مرة ، يستضيفك الحرف طواعية لتكون فيه إقامة دائمة وحقيقة لا تحتاج إلى برهان ، لأنها من جمال اللغة ترتشف نصوصه قصائدة أفكاره .
فما بين سؤال الإرجاع وسؤال الإبداع / الكتابة/ ، ينسج شاعرنا الأديب عبد الحفيظ ما يمكن أن يوحد لعلاقة الواقع بآلية التغيير..نستضيفه في هذه الجلسة ونرحب به كثيرا ونقول له :

فاطمة الزهراء :

مساء الخير أستاذ عبد الحفيظ بن جلولي لو تقدم بطاقة شخصية لحضرتك حتى يتعرف عليك القارىء الكريم عن كثب ..تفضل :

ج/ عبد الحفيظ :


عبد الحفيظ بن جلولي من مواليد 1963 بمدينة بَشّار جنوب الجزائر، لي ثلاث أبناء، متحصل على ليسانس في الحقوق، اشتغل في مجال الصحة كتقني رئيسي في الأشعة.

فاطمة الزهراء :


/ جميل هذا التناغم / ما بين البدلة البيضاء وريشة الإبداع سنرى لاحقا كيف تم ذلك هههه



{العمل الأدبي الإنسان أو لا شيء على الإطلاق} جورج صاند , أستاذ عبد الحفيظ انطلاقا من هذا الرأي هل الكاتب / الشاعر/ يسبح اليوم في هذه المدارات المفتوحة على كل الأسئلة من خلال استقطاب الواقع في كل مواطنه ؟ أم الانفرادية / الذاتية/ حد الإنفصال قيمة النص اليوم وضبابية لا تنقشع فيها الرؤيا ؟؟

ج/ عبد الحفيظ:

علينا أن ندرك أن الكاتب هو الإنسان في تفاعله المعرفي مع المحيط، وبالتالي مع اندراجاته المعرفية في خلال الحركة في الواقع، لكن جدوى هذه العلاقة تنكشف عندما ينزل الكاتب من البرج العاجي الذي لا يتفكك إلا عندما يتخلى ذات الكاتب عن مدوّنة الترتيب المعرفي للأشياء، ليقارب حياة الناس، لا أقول من نفس مستوى الرؤية البسيطة، لأنه درج على مستوى معين من التعاطي مع جوهر الأشياء في مدارات التفكير، قلت ليقارب حياة الناس في خضم العراك الإجتماعي الذي يشمل الجميع ويشكل بانوراما الإنسان في تدافعيته الحياتية.
الهم الإنساني هو متوّج الذات العارفة التي تحاول أن تنصّص الواقع، والانخراط في هذا الهم هو الذي ينتقل بالنص من ضبابية الأفق إلى إضاءة الرؤيا، هذا لا يعني البتة أن كل كاتب هو بالضرورة يمثل هذا النموذج، هناك الاستثناءات، وهناك أيضا الخصوصية الإبداعية والفكرية التي تؤهل الكاتب إلى مستوى التعامل الخاص مع عناصره الوجودية أو الوجود في العالم كما يقول هايدغر، وفق ما منحته إياه تجربة الكتابة.


فاطمة الزهراء :


في نفس السؤال الأول وتعميقا له من جانب آخر ..هناك مقولة نقدية تؤكد على أن المبدع الحقيقي هو الأقدر على تطهير أوراحنا من قذارة العالم ،، ليس بالإبداع الإعتباطي أو العبثي بل بالجدية والصرامة ..
وهذه المقولة قد تنفي ما يسمى بلحظة " شيطان الشعر مثلا " فهل نتحدث عن الوجه الآخر للمبدع إذا انفرد بالذاتية ؟؟

ج/ عبدالحفيظ :

إن مصطلح " تطهير " هو ذات المعنى الذي تحدث به "أرسطو" حول مهمة الشعر، غير أنه كان يقصد التطهير من ضغط العواطف، لكن هل الشعر يخلصنا من العواطف أو يثيرها فينا؟ أما عندما نعود إلى " أفلاطون " نجد أنه أقصى الشعراء من جمهوريته، لكن هناك من يرى بأنه أقصى الشعراء الذين مهمتهم المتعة فحسب، وبالتالي حينما نتكلم عن جدية المبدع، فهي حسب رأيي لا تتعلق بالصرامة التي تحيل الإبداع إلى عملية حسابية، بل العكس من ذلك أن هذه الجدية تجعل من المبدع يتعاطى مع ما ينتج وفق السلوك العارف الذي يتيح للآخر أن يتعامل مع عناصر كينونته وفق منظومة معينة من القيم، على من أنتجها أن يلزم بها ذاته ويسير بها صوب الآخر في إبداعية تضاهي لحظة انخلاقها، ولحظة إبداع القصيدة هي لحظة سحرية لا يمكن بأي درجة من درجات المعرفية أن نفسرها، وهو ما ينفي عن المبدع الصرامة التي تخرجه من دائرة الإبداع إلى فضاء المستهلك، فشيطان الشعر حاضر على الدوام، وذاتية الشاعر ليس معناها الإنطواء أو الإنغماس في الأنا، بقدر ما هي حركة واعية تدمج التجربة في ترميم العلاقة مع الآخر، الذاتية في الشعر هي استكناه مداليل الخلق الإبداعي في محيط الذات لكن في شراكتها مع الآخر، وهذا يفسره عنصر بسيط يتمثل في القراءة التي تعطي للذاتية ايجابيتها الإبداعية، وفي نفس الوقت تجعل من المشاركة عنصر الذاتية الجوهري.

فاطمة الزهراء :

وظيفة الشعر لدى أدونيس هي وظيفة { الخلق لا التعبير} على اعتبار أن الوظيفة الأولى في المتن الشعري " الإرث" كانت ملامسة عابرة للواقع ، اليوم يتحتم على الشاعر أن يخلق أشياءه بطرق جديدة وفق التطور.
أستاذ عبد الحفيظ ، هنا نرى خطين متوازيين ربما لا يلتقيان في الوظيفة والجدار اللغة
فهل هذه دعوة لقطيعة مع الوظيفة الأولى أم هي إحداث خلخلة لرصد خيط الربط بين الوظيفتين معا؟؟ حتى نفهم إشكالية اللغة مع أدونيس مثلا ؟ تفضل أستاذ

ج/ عبد الحفيظ :

أدونيس وهو يقدّم لديوان الشاعر صلاح ستيتيه، يقول أن صلاح ستيتيه يصدر في شعره عن حدس يرى بأن اللغة بدئية كأنما هي قبل الأشياء، فهي لا تعمل وإنما تسمي، ثم يضيف قائلا أن يسمي الشعر الأشياء لا يعني أنه يوجدها من عدم، بل يعني انه يضفي عليها بعدا لا تنوجد إبداعيا إلا به، وهو بالتالي يشير إلى ما ليس معروفا، فليس الشعر تعبيرا إنه تأسيس.
إذا فليس نفي التعبير عن لغة الشعر هو إعدام للغة بقدر ما هو إنتاج للغة الإبداع المميزة، والشعر خصوصا، وبالتالي تتكامل الوظيفة واللغة عند تماسات التطور الذي تشهده البنيات، والذي تحركه السرعة في عالم الحداثة الذي نعيشه، وهو ذات ما أشار إليه الشاعر الاسباني لويس غارثيا مونتيرو حينما يربط بين الإبداعية والتحولات السريعة التي تشهدها المدينة، فضجيج المكان كان يوحي له بالصباح لكن بالنسبة لابنته فالضجيج قد يعني الليل أيضا على أساس تواصل الحركة وهو ما يبرر اجتلاب الأدوات التغييرية لإنتاج اللحظة الشعرية المتمادية

فاطمة الزهراء :

{ {الإنسان الذي لا يقوى على معارضة ماضيه لا ماضي له ، او بالأحرى لن يتمكن أبدا من مغادرته ، إنه يعيش فيه باستمرار } شيلينغ .
هل خرجنا من ماضينا لحظة مواجهة مع الحاضر ..ام ما زلنا نقرا هذا الماضي على ضوء شمعة و تكتكات – دعني اقول – عقارب ساعة رملية عبد الحفيظ؟؟؟

ج/ عبد الحفيظ :

إن الإشكالية التي تطرحينها تضعنا في جوهر اليمّ النقدي، على اعتبار أن الانفكاك من الماضي لا يعني الانسلاخ منه، يظهر لي على الرغم من كل ما يقال على أننا منسجنون في الماضي، إلا أن العكس هو الحاصل برأيي، لأننا في لحظة انسلاخنا من الماضي هي ذات اللحظة التي لم نعرف فيها كيف نتعامل مع ماضينا دون أن ننسجن فيه، وللعروي أظن رؤية جد رائعة في تطورات التاريخانية حينما يرى بأن الاندراج المعرفي في حركة التاريخ هو أن نتحول من أمة ثراتية إلى امة لها ثرات، وبالتالي التوازي مع حركة الماضي هو الذي يمنحنا الرؤية إلى التعامل معه على أساس الجدوى، فزكي نجيب محمود يرى في هذه الحركة مع التراث انه علينا أن نأخذ من الأقدمين طرائق التفكير وليس طرائق العيش، أي كيف استطاعوا أن ينتجوا أدوات المعرفة التي أتاحت لهم الانطلاق، والشيء بالشيء يذكر فان دائرة التاريخ في الجامعة العبرية تدرس منذ سنين في أسباب سقوط الدولة العباسية، أي ما هي الأدوات المنهجية التي تتيح إسقاط القائم، حتى يتسنى لهم التحكم في عناصر الوجودانية الحاضرة لتاريخية اللحظة العربية. علينا ان نستفيد من هذه الرؤية في التعامل مع الماضي

فاطمة الزهراء :

نعم صحيح أستاذ فالإنعتاق هنا لا يعني القطيعة مع الماضي بل توظيفه بقراءته موضوعيا لنستطيع برمجة رؤية تقدمية لمستقبل قد يغير ركود ما نعيش
حسنا

اليوم الساحة العربية في مهمة كبيرة جدا { القدس عاصمة الثقافة العربية} وهذا العنوان يستحضر جملة تساؤلات حول القضية الأم / الهوية/ فالخطاب الصهويني المنبثق من خطاب إيديولوجي محض والهادم للتواجد الفلسطيني بحجج دينية يستلزم الحوار لخرق الحجة الواهية
لماذا يفشل الحوار في كل مرة أستاذ الحفيظ ؟ ويعمق هذا الفشل كما نلاحظ على مضض ،العناصر الدينية والإديولوجية الصهيونية ؟

ج/ عبد الحفيظ :

أستاذتي الكريمة الحوار مع من، هل هو مع من اغتصب الأرض ويحاول هدم الهوية الأصيلة للأرض، أم هو حوار مع الذات التي تناكف ذاتها عبر إنتاج أسئلة عقيمة لا ترقى إلى مستوى التحدي الوجودي الذي يلامس عمق الهوية والحضور العربي والإسلامي على مسرح الكينونة.
الحوار يستلزم أولا الاتفاق على عناصر مشتركة، أي أرضية للإنطلاق في عملية الحوار، ويبدو لي أن الدين هو القاسم المشترك الذي تتفق على وجوده البشرية، والدين في جوهره هو احترام إنسانية الإنسان في خصوصيته الحضارية والاعتراف بحقه في الوجود، إذا حصل الاتفاق حول هذه العناصر فان الايديولوجيا تتحول إلى مشترك بنائي يضم عناصر إنسانية ترتكز أساسا على الحرية، وبالتالي يكون الحوار حول المختلَف فيه منطلِقا من قاعدة الاتفاق، وهو عكس ما يحدث، لأن الحوار وفق أرضية الإتفاق يحرّر آليا عنصر الإعتراف، وهو الغائب الأكبر في كل حواراتنا، لذلك يستقوي الطرف الصهيوني لان ايديولوجيته تقوم على المتخيل السلبي(الهولوكوست وارض الميعاد) وتوظيفه في المجال السياسي، وفي ذلك خطورة استراتيجية، لأنه عبر ذلك يحاول أن تدمير بنية وجودية أصيلة لصالح بنية شتاتية(دياسبورا) لم تملك مقوّم الوجود، وسلبها حقها في البقاء وبالتالي ينتفي عنصر الاعتراف، ويتحكم العامل العنصري، وعليه يتأسس ما نلاحظ من تفاهة الحوار القائم على كسب المزيد من الوقت لصالح الإيديولوجية الصهيونية.

فاطمة الزهراء :
الحوار مع الذات أولا استاذ عبد الحفيظ لأن من نجاح هذه المواجهة سيكون التحدي ويفرض الحوار مع الآخر ..هل نحن في علاقة مشوهة مع الذات؟؟

أستاذي :

في نفس سياق السؤال الأول ولا نبرح فلسطين الحبيبة غزة مؤخرا وقد كنت َ حاضرا شاعرنا بقوة الكلمة في اكثر من نص كما الاقلام العربية كلها..غزة إثر الاعتداء الأخير سجلت وبقوة خواء الحوار وسقوطه مرة أخرى واعادت ترتيب اوراق التاريخ بفضحه علانية بالإستشهاد وإراقة الدماء هل استطاعت غزة دماء أن تعيد إنتاج الهوية العربية بهذا التضاد؟؟

ج / عبد الحفيظ :

إشكالية الواقع العربي تتجلى في عدم قدرته على التوائم بعد مع إيديولوجيته المنتجة لحقيقة مساره التاريخي، فالامتلاك الحضاري الذي أسس للّحطة الفاعلة في التاريخ العربي، دَمَج بين عنصرين ذوا أهمية كبرى، يتمثل الأول في فعل المقاومة لتكريس مستوى الحرية، بينما يتمثل الثاني في إنتاج مقوم الهوية المدعّم بكافة الإحاطات الجمالية، كلا العنصرين يصبّان في جوهر الخصوصية الشخصانية، وبالتالي أي تخلٍّ في مجال العنصرين، هو إطاحة بقاعدة الإصرار الوجودي، ومن ذلك الحوار من موقع الضعيف مع العنصر الغالب، فجاءت غزة لتعيد ترتيب أوراق الوجود العربي في تاريخيته المنتجة للهوية المقاوماتية التي حررت الفعل العربي من هيمنة الانكسار و أسطورة الغلبة الصهيونية وبالتالي تكسير الحاجز النفسي بين الكلمة والفعل، ولقد قال سعد الله ونوس يوما أن الكلمة ليست فعلا وذلك سر مرارتي.

فاطمة الزهراء :


طيب شاعرنا عبد الحفيظ ،، نعود إلى ظلال الشعر والذي لم يبرح القضية الفلسطينية على امتداد 60 عاما و ربط "هايدجر" في العصر الحديث مسألة البناء والسكن / الشعر/ بفلسفة { حيث هدف البناء هو هدف السكن } ،، بمعنى علاقة هدف ووسيلة.
أستاذ هل خرجنا عن أو من الإلتباس سكن / بناء / لغة الذي يكتنف النص وقد أشرنا إليه في السؤال الأول والآن نراه من هذه الزاوية قصد تعميق السؤال
أم القارىء في صِدام كل يوم مع لغة متجددة باستمرار؟ والى أي حد يكتب حرا اليوم الشاعر؟؟

ج/ عبد الحفيظ :

سيدتي أرى أن الشاعر يكتب لحظة اندماجه الشعري من فراغ العناصر المحيطة، أي أن العملية الإبداعية تخضع للاوعي لحظة انكتابها، فالشاعر من هذه الزاوية يكتب حرا من أي ارتباط يعيق عملية الاندفاق الوجداني، لكن هل نكتب الشعر باللغة أم بالأفكار، هنا نستطيع أن نرجع عملية إنتاج الشعر إلى علاقة الشاعر بالمحيط الذي ينتج داخله فضاء الكتابة، حيث يكتسب اواليات انتاج النص ومفردات اللغة من ذات الواقع الذي يعترك معه لإفتكاك لحظة الدهشة الصادمة، التي لا تكون إلا عبر غرابة الفعل الإبداعي، ولذلك لما قيل لأبي تمام، لم لا تقول ما يفهم، أجاب ولم لا تفهم ما يقال، لان حرية الشاعر تتطلب عدم المصادرة على انهماكه ألتنقيبي في عوالم الغرابات المؤسسة للحظة المقول الشعري، لذلك اللغة مسكن الوجود بمعنى أنها تحقق لحظة الاندراج الوجودي من حيث هي تضيف قيما جمالية غير مستهلكة وتلك هي مناطق التوهج الشعري

فاطمة الزهراء :

سنكون في لحظات الولادة ونشهد أول مولود شعري , نستقدم معا أولى الخطوات نقشا على صفحة الكتابة مع شاعرنا عبد الحفيظ ..متى كان ذلك ؟؟ وهل تذكرلنا ابياتا مما كتبت َ ؟؟

ج/ عبد الحفيظ :


الكتابة الشعرية جاءت في إطار التجريب والاستفزاز، لكن أولى المحاولات اذكر انها كانت مع وفاة الراحل هواري بومدين في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ولا اذكر منها شيئا الآن، فالتجريب جعلني انتقل من المقالة الفكرية ومرورا عبر القصة القصيرة حيث أمتلك في رصيدي الإبداعي مجموعة قصصية موسومة بـ" دموع فوق سطوح الغربة"، ثم بعد ذلك الإنخراط في عملية النقد، وأخيرا قصيدة النثر، حيث ارتبط التجريب فيها بالاستفزاز الذي مارسته هذه القصيدة من حيث كون الشعر احتمالي وفعل خيلولة، فهو مثير للضجيج الثقافي، فركبت التحدي لعلي ابلور استفزازا يدمج قصيدة النثر في مسار المقاربات الشعرية الإلتحامية في سيرورة الشعر العربي وليس الإنشطارية التي تراها غريبة عن هذا المسار لدحض شرعية هذا المنتج الجمالي، عكس العقل الأوربي الذي قعّد للتجربة عبر محاولات سوزان بيرنار ارتكازا على شعرية بودلير.

فاطمة الزهراء :


لو عدنا إلى قصائدك شاعرنا اكيد ارتبطت بلحظة ما حركها الواقع او نسجها الخيال لما يمكن ان يكون واقعا
ساقرا الان احداها ..ما هي القصيدة التي تفضل ؟ واعرف بان لكل واحدة لحظة جميلة لكن لابد من الاختيار اللحظة هههههه


ج/ عبد الحفيظ
هههههه، أضحك معك استاذتي واختار نص" حيث ينتهي العياء..يبدأ الضوء" لأنها فالتة إنسانية شفافة امتزجت فيها لحظة الضعف بلحظة التشبث بالبقاء لأجل مروة ونصيرة ومحمد، وهو نص يدمج الذاتي بالقومي عبر محمد الدرة وإيمان حجو، وبالتالي يصبح العياء الذاتي معادلا موضوعيا للعياء القومي.

لا أريدك أن تموت يا أبي
ضع عينيّ في يديك
واشرب الضوء
امسح نظارتك كل صباح
وناولني كوب الحليب بيديك
وامرح معي حتى تشرق الشمس
كي نقبّلها معا ونمضي..


تعليق / فاطمة الزهراء :

وأنا ساقرأ هذا المقطع

مشت ليلى مشيتها الخفيفة
استدارت تلوّح بلمع عيونها
كانت سيمون دو بوفوار متعبة بعشقها السارتري
تذرف آخر دموع مغتالة
وحشرجة أنوثة لم يمهلها القدر ان تكون عشقا..
عشقا انثويا كما ليلى


من أجمل ما قرأت ربما لأنه قال ليلى كما الحلم في داخل ليلى العامرية يوم اضطهدوا حبها وحاصرته أوتاد خيمة فاشلة هل انتفضت ليلى وانتهت رواسي الخيمة ؟؟؟؟؟

حسنا

أستاذ عبد الحفيظ لنسافر عبر جمالية الحرف الى جمالية المدن والعالم ..لدي تذكرة سفر لك أستاذ بعد هذا اللقاء اي المناطق في العالم تستهويك أكثر ؟ ولماذا ؟؟

ج/ عبد الحفيظ :

اشتاق لمقهى ريش والفيشاوي، فهناك الاغتناء التاريخي لفكرة الصعلكة الأدبية والفكرية التي تحققت على يد الحرافيش، فنجيب محفوظ لم يمت وللقاهرة الق جوهر الصقلي في تجليات الأزهر الشريف المعرفية والعرفانية


فاطمة الزهراء
وأتوق مثلك لمعانقة مهد الحضارة


ابتسامة الموناليزا أثارت ولازالت تثير ألف سؤال وسؤال والجواب في بطن تلك الإبتسامة
وشهرزاد كانت وما تزال ورقة رابحة لتنمية السؤال إبحارا في الرؤية شرق/غرب
الموناليزا وشهرزاد ، أستاذ عبد الحفيظ كيف تقرأ الغموض في لوحة كل منهما ؟وهل يغريك الغموض في الكتابة ؟


ج/ عبد الحفيظ :


سوف ابعث إليك ثلاثية اشتغلت فيها على ليلى التاريخية في علاقة الراهن العربي بالراهن المنتج لخصوصيته المنطقية(الغربي).
الموناليزا عشق الأشياء في متاهاتها الموجبة للغموض، لذلك كانت رواية دان براون "شفرة دافنشي" والشفرة تستوجب التعمية، لذلك يبقى سر الموناليزا وجماليتها في استئثارها بهامش واسع للتأويل، تماما كما شهرزاد، التي استطاعت أن تحيل غضب شهريار من الرغبة في الانتقام إلى المتعة في الترقب الذي استمر ألف ليلة وليلة، وذلك هو هامش الاشتغال على النص في مدارات الغموض الفني الذي يبحث في سر التحولات، وليس في مباشر الإجابات، وتلك هي أيضا دراما الفعل الأنثوي المتخم بالجمالية لانفتاحه على الغموض المتعوي، المؤسس لمخيال ثري يجوب كل المناطق من خلال برهة الإسناد الجريء تماما كما هو صنيعك الذي استطاع أن يجوب عوالم الخفاء الإبداعي ويستنطق أماكن السكوت في دهاليز الصمت الدكوري، ولعل المرنيسي استطاعت أن تمثل الفعل الأنثوي في اشد حالاته شهرزادية في مؤلفها "طفولة في الحرم" عبر ما أسمته بالنزهة الجالسة التي كانت تمارسها وهي طفلة، فأنتج الخيال عالمة اجتماع تخطت كل حدود الحرملك المحلي، لتنتج فاطمة العالمية.

فاطمة الزهراء :

أستاذ عبد الحفيظ ما هو السؤال الذي أردت أن أساله لك وغاب عن ذهني اللحظة ؟؟وماذا تقول فيه ؟

ج/ عبد الحفيظ :

لماذا الصحة وما علاقتها بالإبداع؟
وسوف أجيب بلا دبلوماسية، قائلا أني وُجدت فيها بالخطأ، وأحيانا أحاسب نفسي على ذلك، أما علاقتها بالإبداع، فأرى أن العلاقة تتحدد بالإنتاجية، حيث هي علاقة مريض بمعالج على المستوى الإنساني في مجال الصحة، وهي إنتاجية نصية في مجال الإبداع، بعيدا عن كل محاولات الربط بين الجانب الإنساني والإبداع، أي كلاهما الإبداع والصحة يشتركان في تعلقهما بالإنساني.

فاطمة الزهراء:
تفضل سيدي بكلمة أخيرة للقراء في ملتقى المبدعين العرب لو سمحت؟

ج / عبد الحفيظ :

شكرا للملتقى الذي فتح لنا آفاقا رحيبة لمعانقة الفعل الإنساني في فضاءاته الأشد إنتاجية، ومنح لنا فرصة التواصل مع طاقات إبداعية عربية تمتلك من الفرادة الفاعلة ما يجعلها تمتلك زمام المبادرة في تجلياتها الكونية. شكرا لكم على أن منحتمونا لحظة للتواصل. شكرا لك أختي فاطمة وشكرا لأستاذنا الدكتور حسام.

فاطمة الزهراء :

ونحن بدونا نشكرك شاعرنا القدير عبد الحفيظ على تقبلك دعوتنا وهذا الحضور المميز فكرا إبداعا وأناقة لغوية تستضيفك لتكون فيها دائما شكرا جزيلا وباقة ورد لك اخترنا لك من كل اللوان التي تعشقها روحك الطيبة سيدي
السلام عليكم والى لقاء آخر احبتي ومع اديب / أديبة ووجه وقلم آخر بعون الله تعالى






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-04-2012, 12:43 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الشاعر عبد الحفيظ بن جلولي / الجزائـر /

اشكرك استاذي عبد الحفيظ واتمنى ان تسجل معنا هنا
لحرفك مد لا ينتهي ولعمقك مدرسة نتعلم منها
فاسمح لي وانا انثر عمقك هنا حيث الفينيق وطن الكلمة الكونية
شكرا

زهراء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-04-2012, 09:09 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زياد السعودي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الشاعر عبد الحفيظ بن جلولي / الجزائـر /

الوارفة الفاطم
بوركتم وانتم تحدثون الفارق في الصالون

كل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-04-2012, 06:49 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الشاعر عبد الحفيظ بن جلولي / الجزائـر /

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
الوارفة الفاطم
بوركتم وانتم تحدثون الفارق في الصالون

كل الود

وبوركت استاذي الطيب زياد
وانت تعيد الحياة للصفحات
شكرا

زهراء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-09-2021, 05:55 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الشاعر عبد الحفيظ بن جلولي / الجزائـر /

الاستاذ عبد الحفيظ جلولي شاعر ومبدع من الجزائر
ويكفي كتابة اسمه على محرك جوجل
التقيته في الملتقى سنوات 2009
قدمت له دعوة للانتماء حينها ولم اعد اراه
هنا
https://elcharkelyaoum.com/2020/12/1...-%D8%A7%D8%B5/






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط