العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-2014, 11:56 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
آمال محمد
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل لقب عنقاء العام 2012
تحمل وسام الاكاديمية للابداع الادبي والعطاء
تحمل ميدالية الأكاديمية للتميز 2011
عضوة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية آمال محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


آمال محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رصد للقيم البلاغية في قصيدة " من المسرى اليكم سلام للشاعر عدنان حماد

.
.



من النتيجة وترتفع إلى المشهد الكليّ
وقد أحاطت بكل واردة نزلت على الأمة وعقدتها على راية خليل الشعر..

منظومة تكاد تنطق بمسرى تكوينها وظرفها الذي تهيأ بصبر الراصد وعمق التجربة وتحليل العاقبة

هنا الشعر وقد أتم أسبابه .. من فكرة وبلاغة وقالب
اجتمعوا على نية التحقيق وبث سطر طويل من آه مواربة حملت شجون وطن يكاد يفلت من خارطة الأمل

تبدأ بتضييق وتتسع حتى تتشابك كل خيوطها
لتنفرج و هل تنفرج!!


عنوان القصيدة"من المسرى" قام على حديّن
حدّ يفصل الشاعر ويبرئه من المحيط الدائر
وحدّ ألقى السلام وكشف عن "تعاطف ويقين" ما أحوجنا إليه

انتقاء كلمة مسرى يفتح باب الأسئلة فعن أي مسرى يتحدث الشاعر وهو بيننا لم يزل
"أيكون مسرى المطلع " مسرى العارف الذي خمن وأوقن واستشعر
أم مسرى التارك " الذي أبرئ شخصه من فوضى المكان وفوضى النفوس

الحقيقة العنوان يفلت من العادية ويضعنا أمام حيرة تفسيره
وفي هذا جذب يسند توالي النص ويثبتها في الذاكرة


"
تَضـيـقُ عليـنـا يــا نـديـمُ المـنـاكِـبُ وتُحْجَبُ عنْ دربِ الكِرامِ الكواكِـبُ
وتُحْجِـمُ عـن شـدِّ الـرِحـالِ جَحـافِـلٌ و تَجْنَحُ عـن دارِ الجهـادِ المراكـبُ
يَمـيـنُـكَ عَـجْــزٌ والـيَـســارُ مُـكـبَّــلٌ على أيِّ وجْهٍ سوفَ تأتي العَواقِبُ


تبدأ القصيدة بعرض الصورة اللاحقة والنتيجة المعاشة المرئية
وهو دخول مناسب لتهيئة القارئ إلى فحوى ونية القصيدة
وقد أطعمت االعبارة باللفظة الدوارة المؤدية والتي أتمت فيما أتمت ظرف مكانها
"من المسرى" لتضعنا أمام الصورة الواقعية وهي صورة مؤلمة وليست بصادمة فنكاد نراها ونُسقى سعيرها



قِــذاءٌ بعـيـنـي والـسَـمـاعُ مُـشـتَّـتٌ فَعـن أيِّ شـيءٍ قــد يُـحـدِّثُ غـائـبُ
وَيُؤكـلُ لَحْمـي فـي مَحافِـلِ إخـوَتـي وتَنْشَطُ نَهْشًا في الظُهورِ المَخالِـبُ
وأُقْـسِـمُ أنــي قـــد خَـبِــرْتُ نِبـالَـهـا فأنـفَـذُ سـهـمٍ مــا رمَـتْـهُ الأقـــاربُ


بعد رصد المشهد العام يدخلنا الشاعر إلى الخاص .. يدمج الماهية الكلية بخلاياه الشاعرة
وليرصد نتيجتها على مشاعره وحياته والتي توزعت بين أسف وألم وعجز
فلا حيلة للواحد بتغيير الواقع وقد تكابلت عليه صنوف المنع
من خيانة وتكبيل وحجر

الملفت في القصيدة " إعتمادها اللغة الشعرية المفخمة والتي تذكرنا بروائع الشعر العربي
وعصره الذهبي والذي اعتمد على قوة الأداء اللفظي وتوظيفه لملكات البلاغة والبيان في تحقيق
معاني القصيدة وترسيخ أفكارها
وهو أسلوب قد لاحظته في معظم قصائد الشاعر العدناني والذي يطلعنا على موروثه القرائي وبحور منهله الثقافي


وقفتُ على (اليرموكِ) أسـأل قَلبَـهُ بــأيِّ الخَطـايـا أثخـنـتـه الأعـــارِبُ
يَلـومُـكَ سَـعْـدٌ لــو قَـبـلْـتَ بمُـسْـعَـ دٍ ورأسُــكَ مَطْـلـوبٌ وقتْـلُـكَ واجـــب



ويأتي بالحجة ومن واقع التاريخ القريب ليسند ما والاه وتبناه في أبياته العليا
وكان اليرموك مرصده .. هذا المخيم الذي شهد الجوع ولم يزل يبصم وينقش بدمه " خيانتنا وعجزنا
ويمثل أفكاره بالمثل الدارج ليقرب الصورة وفي اختيار موفق لظرف سعد وما يسقطه ذلك من سخرية سوداء


مذاهبُ في ( آل النظيرِ ) تَرَعْرَعَتْ كَـآسِـنِ مــاءٍ خالـطـتـهُ الـشـوائـبُ
فتنشـرُ مــا بـيـن الـركـامِ خيوطـهـا وأوهــنُ بـيـتٍ مــا بنـتـهُ العـنـاكـبُ


ويقع على الأسباب وفي ذروة تأبى إلا تفرض نفسها ويعطيها اللقب وحتى يخلعها عن الاسم المزيف
"آل النظير" اللقب مُحير وفي نفس الآن هو بارع مؤدي.. وقد لا أقف على سطوعه وأسباب اختياره إلا تلميحا
فربما أراد الشاعر أخراجهم عن منظومة البشر وإلى النظير الغير مشابه وربما أراد الإشارة دون التصريح
وأيا يكن السبب أو المسبب
فقد حقق الوصف ترسيخه في الذاكرة وفسر نفسه وبذكاء
وعاد ليثبته ويحقق بالمثل وكان اختياره ل أوهن البيوت وفي إشارة تأملية مستقبلية
إلى أن لا بد أنه زائل , فما قام على الزيف واهن ضعيف


أقلِّـبُ فـي سـفـرِ الـزمـان ولا أرى سـوى إسـمِ دورٍ أفرزتهـا المثالـبُ
تُـقَـرِّبُ مَــنْ هــادوا وتُبـعِـدُ أهلَـهـا ألا بـئـس دارا جــلَّ فيـهـا الثعـالِـبُ
قِصـاعٌ علـى بـاب الغريـب تناثَـرتْ ويُـحْـرَمُ مـنـهـا نـاسِــكٌ ومُـحــاربُ



القصيدة تكاد تتكامل ولا تكتفي بالشعر وبث المشاعر
بل تتوالي لتضعنا أمام الأسباب وتشير بجرأة إلى المسببين ثم تعرج على الوقائع في رؤيا منظمة بعيدة الرصد
وتعرض علينا ما نملك وما لا نملك وحلول الخروج وكل ذلك في قالب لغوي رفيع المستوى
تسنده الصورة الفنية ويقربه المثل ويقويه الموروث الفكري والثقافي الذي يحمله الشاعر

وهذ يعيدنا إلى القيمة الفاعلة التي حملتها القصيدة
من فكرة محيطة وفكر واعي وطريقة عرض شعرية بلاغية
تقنعنا وتغنينا وتمتعنا وتؤلمنا


.....





المشهد البلاغي للقصيدة يتمم ويوثق الخط البياني الذي تبناه الشاعر في القصيدة وفي قصائدة عموما
وهو حصر الفكرة وعرض أسبابها
ثم التشهيد عليها بالقرائن والأمثال ثم تحريرها ودمجها بفنية وبلاغة اللغة القوية الذي يملك..

والذي يجعلها"الفكرة" مستأنسة مقبولة وخاصة لذوي الثقافة العالية والشاربين من جواهرها الجينية الأولى
وأقصد بذلك شعراء الميسرة وواضعي أسس الشعر العربي وأنماطه الأولى

وأكاد أشف" القرينة التي ينتهجها الشاعر في رصف وتنظيم قصائدة
والتي تتمهل وتحيط بالفكرة الأم وحتى تصورها بالكلمة وتدعمها بالبيّنة

ويرصد لها مشاعره ويشير بأصبعه "الأوسط" بجرأة إلى أمراء السوء
متبرئا ذاما محيطا بثمن الكرسي الذي باعوا أرواحهم من أجله

ويطعم أفكاره بحلوى البلاغة واللفظة القيمة المناسبة , والتي تؤدي ميثاقها
عن حذر وعن سبق حتى تكاد تدخل عرينها الفراغي مكللة بالثقة واليقين

ونعم بعضها الغريب الغير متدوال
ولكنه ما أخلى إلا ليثبت رسالته وقائمة عرفانه التي يوجه رسالته إليهم
وهم فئة الشعراء والمثقفين

فكلمة مثل القريضة وأوثب والقواضب وغيرها ما وضعت إلا مقصودة موجهة
ولها ما لها من وظيفة تؤكد جوهر رسالته وتدعمها


في القفلة الطويلة يعود الشاعر إلى الأنا وبعد أن عرض المشهد الشعري وفكرته وأسبابه
ليحرر مشاعره وسط هذا الغيّ ويعلن رفضه وفي قلبه غصة وجرأة وأصرار على المضي
في مقارعة هذا الواقع

ويختم بالحل ولا منجي غير السيف

فأقدس قول ما تقول القواضب " وهو الرأي القطع " جملة مقررة شاملة تحيط بكل بينات القصيدة
وترصد الغية والغاية

وتتوهج

حاملة معها خلاصة المدخل والمشرب والمحتوى ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 09-11-2014, 03:43 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
آمال محمد
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل لقب عنقاء العام 2012
تحمل وسام الاكاديمية للابداع الادبي والعطاء
تحمل ميدالية الأكاديمية للتميز 2011
عضوة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية آمال محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


آمال محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رصد للنمط البلاغي في قصيدة " من المسرى اليكم سلام للشاعر عدنان حماد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
الراقية جدا آمال محمد حضور لاشكرك على هذه المبادرة الكريمة التي افرحتني ولي عودة
تقديري

قصيدة تستحق

وشاعر يحمل الوطن في قلبه

ومدارات تطوف بمدن الفصاحة .. من المسرى وإلى ما شاء الشعر






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط