الرؤية في شلال الوجع - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-2019, 03:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فطنة بن ضالي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
المغرب

الصورة الرمزية فطنة بن ضالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فطنة بن ضالي غير متواجد حالياً


افتراضي

النص : شلال الوجع
الناص : زياد السعودي
رؤية : فطنة بن ضالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص:
ـــــــــــــ

شلّال الوجع

أديروا القهوَةَ السّادَهْ
وَصبّوا الليلَ في عَصَبي
فَحَزْني جاوَز العادَهْ
وَروحي حزَّها همٌّ
وَنفْسي أزَّهُا غمٌّ
وَطيني نالَ تَسْهادَهْ
يَنامُ الناسُ أيّامًا
وَيصْطادونَ أحْلامًا
وَلا يُبقونَ لي حُلْمًا لأصْطادَهْ
أخاتل كربتي فزِعًا
ولا أزَمات تنفرجُ
ألوذُ بِعَتْمَتي هَلِعًا
وقد ضاقَتْ بيَ الحُججُ
وَنارُ جَوايَ وَقّادَهْ
وَتَنْأى كَأسُ أفْراحي
لأشْرَبَ مُرّ أتْراحي
فَسَعْدي قَدْ أضاعَ الويْلُ أعْيادَهْ
وَإني قادَني صَحْوي
لوادي الموت كيْ أذْوي
فَفي جَنْبَيَّ أَرْسَى البَيْنُ أوْتادَهْ
هِلالُ الخَصْبِ مذ أفَلا
عراقي بات مُعتقَلا
وأدمى العلجُ بغدادَهْ
وَدَمْعُ الشّام مِدْرارُ
وفي لبنان أكْدارُ
وفي "ليبيا" لَظتْ نارُ
وَذا يمنٌ سجينٌ خانهُ الجارُ
حديدُ الخونِ أعياهُ فَباتَ يَجُرُّ أصْفادَهْ
تَفَرْعَنَ في الكنانةِ قمعُ فُجّارٍ
ومُذ صالَ الخَنا فيها أضاعَ النيلُ أجْنادَهْ
فِلَسْطينُ العَصيّةُ
لَمْ تَزَلْ تَشْكو دخولَ حِصانِ طُروادهْ
تقيّأتُ القَصائدَ في مَناحاتي
لأندُبَني وَأحْكي سِر مأساتي
ألا هبّي مفاعلتُنْ على ..
ماضٍ تُجنْدِلُه رزايا الحاضرِ العاتي
وأيامٍ تُداولُنا نداولها
ونسلبها تباشير الغد الآتي
أنا المهزومُ مُذْ غُزّتْ
عُروشُ البَغْيِ في ظَهْري الذي نَزَفا
أنا مِنْ أمّةٍ كانَتْ مُكَرَّمَةً
وَصارَتْ رَجْعَ وا أسَفا
أديروا القَهْوَةَ المُرّهْ
فمن قَـفْرٍ إلى فَـْقرٍ قدِ ائْتَلَفا
ومِنْ منفًى إلى مفنًى وما اختلَفَا
إلى ترفٍ تُصوِّرُهُ الرُّؤَى: الدُّوريَّ مُرتَجِفَا
يغني لي عَلى خَجلٍ:
بلادُ العُرْبِ أوْطاني!! فوا ترَفا
وَأوْطاني تَموتُ بِداخِلي نُتَفا
أمُطُّ مَدى مَجازاتي
أخاتِلُ وَجهَ مِرْآتي
فَتَحْقِنُني تآويلُ الرُّؤى تَلَفا
فوا عَسْفا ويا خَوْفَا
إذا ما الجُرحُ لَمْ يَبرَحْ
ولم يَلمَحْ
على الشُّطآنِ عُوَّادَهْ


الرؤيا في قصيدة " شلال الوجع"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأمل وتفكير في الذات المتشظية وأنات أوجاعها حزن عميق طويل عبر عنه الشاعر في القصيدة، إبحار موغل في الذات الجماعية، بين تأمل في الجسم العربي المثخن جروحا، وما نتج عن ذلك من وجع عميق متزايد ومستمر تعاني منه الذات الشاعرة، عبر عنه الشاعر بصور بليغة مؤثرة، بداية بالجملة الشعرية الأولى (أديروا القهوة السادة ) حيث يدل السواد فيها على الحزن والقتامة، وهي مصدرة بفعل الأمر "أديروا" و يؤكدها سطر شعري آخر مضيفا وصف المرة (أديروا القهوة المرة )، حزنا وقلقا من تأزم الأوضاع، ولا يسع الشاعر أمام هذا الوضع إلا أن يتحمل مسؤوليته معبرا عن وعيه وعن مواقفه كما يقول جابر عصفور " فيأتي الشاعر، مشروطا باللحظة التاريخية التي يتولد فيها كالشاهد أو العراف محكوما بها كالضحية ليغوص في أعماق الجرح كالباحث عن أصل الداء، أو يحلق في مدائن اللحظة التاريخية كغيمة لا تمطر إلا الأسئلة"1 . تلك الأسئلة التي لم يجد لها شاعرنا جوابا فقد أعيته الحيلة في التماسه، يقول معبرا عن ذلك :
ولا أزمات تنفرج
وقد ضاقت بي الحجج
وبهذا، يمضي شاعرنا ملبيا دعوة الشعر مصورا معاناته وحزنه وألمه، صارخا في وجه التعاسة، مغلوبا على أمره، بصور شعرية مجازية، تعمق المعنى منها :
أمط مدى مجازاتي
أخاتل وجه مرآتي
فتحقنني تآويل الرؤى تلفا
فقد عبر هنا عن موقفه الشعوري بدرجة عالية من الانفعال بواسطة الصور المركبة من الحسي والتجريدي المعنوي، في الفعل (أمط مدى...، وأخاتل ..المرآة)، حيث الإحالة إلى التعبير عن الحال في الأسطر الشعرية المبلورة للصور المجازية الدالة على ضبابية الرؤيا المستقبلية، إذ يسعى الشاعر من خلالها إلى تجاوز الواقع، بالصور الخيالية، التي قد تعيد تشكيل هذا الواقع بشكل جديد على مستوى الإبداع وفق التجربة الشعرية والرؤيا التي يصبو إليها الشاعر مصورا ذلك، لكنه هنا دون جدوى، إذ تتيه به التفسيرات، وتتلف الرؤيا، هي بحق صورة معبرة عن المعاناة، أعطت أبعادا لتآلف الصوت والمعنى في الدلالة على حرارة الموقف وتعقيد المشهد. ويزيد قائلا :
أنا المهزوم مذ غزت
عروش البغي في ظهري الذي نزفا
تقيأت القصائد في مناحاتي
لأندبني وأحكي سر مأساتي
إذا كانت القصيدة الحديثة قد غدت رؤية شعرية عمادها تقنيات فنية "تجعل الفكر شعرا، والشعر فكرا في الوقت نفسه" 2 ، فإن تأمل الواقع والتعبير عنه في الإبداع يخلق عند الشاعر زياد السعودي علاقة وطيدة في تأمل الذات الفردية باعتبارها واسطة إلى تأمل الذات الجماعية، معبرا عن واقع سلبي في قوله (المهزوم ، تقيأت ، أندبني )، حالة نفسية مزرية ، تسممت منها القصيدة، مع الحزن العميق، على الأوضاع العامة. وهكذا، يعمق الشاعر صورة الحزن والكآبة والهموم الملازمة له، من جراء أثر التحولات التي وقعت في الوطن العربي ، مستحضرا الوضع الماضي (أنا من أمة كانت مكرمة) وزمن تسمية (هلال الخصب ..)، ويقارنه بالوضع الحالي ، وما آلت إليه اليوم الأوطان يقول :
وأدمى العلج بغداده
ودمع الشام مدرار
وفي لبنان أكدار
وفي ليبيا لظت نار
وذا يمن سجين خانه الجار
خيال خلاق مبدع الصور الفنية الموحية المشحونة بطاقة عاطفية حركت وأسبغت على الأمكنة أبعادا أخرى على مستوى الصورة المتخيلة مبينة العلاقة الوطيدة بين الأمكنة وحزن الشاعر وقلقه وإظهار انفعالاته وتوتره، ذلك أن هذا الإحساس هو منبع الصور، قال الناقد صفوت عبد الله الخطيب: "إن الصور من حيث هي صور أو مثل للأشياء لا توجد إلا في اللحظة التي نتأملها فيها ، وكلما تجدد التأمل تجددت هي أيضا، أي خرجت من القوة إلى الفعل، إذ ليست الصور الكامنة موجودة إلا بالقوة، أي إنها استعدادات نفسية يتركها فينا الإحساس، أوهي كفاية المخيلة للتخيل "3.
وتتكئ القصيدة على الصور المجازية الإستعارية بكثرة منها صبوا الليل في عصبي ،...الحلم لأصطاده ، اشرب مر أتراحي ، ضاقت بي الحجج ، دمع الشام مدرار..ألخ.) وذلك للدلالة على ما يعيشه العالم العربي من تراكم الأزمات . وحزن الشاعر لهذا الوضع، وتأمله له.
جاءت جل الأفعال المضارعة في القصيدة مسندة إلى ضمير المتكلم إما ظاهرا أو مقدرا ، كما أتي الضمير في بعض المواضع بارزا منفصلا ، وذلك ليجسد الشاعر مأساته للقارئ ، فيحيل به إلى ذاته أولا، ثم إلى"العربي" بصفة عامة في السياق الحضاري ، كما قال جابر عصفور في تأملات حكيم محزون : "يبدأ من خطاب الذات التي تنقسم على نفسها في فعل التأمل ، فتغدو فاعل التأمل ومفعوله ، في آن مرورا بضمير المتكلم الذي هو المخاطب بمعنى من المعاني وانتهاء بتوجيه الخطاب إلينا ، عبر وسيط هو حكاية رمزية ."4
والقصيدة وإن كانت على مستوى البناء متسقة مشدودة الأوصال ، فإنها مسكونة بالآخر المعبر عنه بضمير الغائب (هم، هو) في مقابل" أنا الشاعر" والمستفاد من قوله :
لا يبقون لي حلما لأصطاده
يفرعن في الكنانة قمع فجار
فلسطين ...
لم تزل تشكو حصان طرواده.
وإنه سارق الأحلام ، طاغية ، سالب الحقوق بالحيلة ، يرمز الشاعر إلى كل ذلك مستغلا أسطورة حصان طرواده، من أجل تكثيف الصورة وإيحائيتها على مستوى المعنى.ومن التقابلات التي استعان بها الشاعر استعمال الطباق في (اختلف / ائتلفا ، أفراحي / أتراحي).
وإذا وقفنا عند بعض كلمات وتعابير معجم القصيدة فإننا نجد أولا الوجع، حزني ، أزمات، ضاقت ،مر ، الويل ..) وثانيا: ( السواد ، الليل ، العتمة ، النار، أسماء الأمكنة ) ، حيث يدل الأول على الحزن والألم، أما الثاني فيدل على الطبيعة وعلى أمكنة محددة جغرافيا ، وعلاقة الاثنين معا علاقة وطيدة تتجلى في توحدهما في ذات الشاعر، إذ ما يجري في واقع الأمكنة، ( سوريا ، العراق ، ليبيا ، اليمن ،مصر)،هو سبب حزن الشاعر المعبر عنه .بلغة مشحونة بالألم وبالطاقة الإيحائية ،فالطاقة الإيحائية للكلمات على حد تعبير كمال خير بك " لا يمكن أن تتحقق وتكتمل إلا عبر العلاقات التي توجه التقاءها وتراكيبها في الخطاب ، فجمال اللغة في الشعر كما يعبر أدونيس إنما " يعود إلى نظام المفردات وعلاقاتها ، بعضها بالبعض الآخر، وهو نظام لا يتحكم فيه النحو ، بل الانفعال والتجربة ""5.
في القصيدة إيقاع معنوي وصوتي قوي جدا تدل عليه المقاطع وتساويها من حيث ائتلافها وترتيبها ، ونمثل له بعلاقة المقطع الأول والمقطع الأخير إذ يتكاملان في المعنى والمبني، ، وكذلك ببعض الأساليب الإنشائية وتكرارها مثل النداء (وا أسفا، فواعسفا) الدالة على الندبة ، و تكرار القافية والروي في كثير من الأسطر رغم اختلافها : (هم ، غم /أفراحي ، أتراحي / مناحاتي ، مأساتي ) ويزيد التشابه في الصيغة الصرفية قوة ، مع تشابه أواخر المقاطع : (الساده، تسهاده، لأصطاده، أعياده..الخ) كل هذا يؤثر في القارئ ثأثيرا قويا.
وهكذا، فالقصيدة كثيرة الصور الأدبية التي تتألف من مواقف متخيلة مبنية على الاستعارة والمجاز، أو ما يسمى بالمؤشرات الأسلوبية - كما قال تمام حسان - التي تكون " انحرافا، إن لم يكن عن قياس لغوي ، فهو انحراف عن توقعات السامع "6. وهذا ما يحقق التأثير على المتلقي، حتى إن البلاغيين قالوا في وصف مثل أسلوب هذه القصيدة : أسلوب جيد السبك ، لطيف العبارة ، حسن الديباجة ، له ماء ورونق .
امتازت لغة القصيدة بالإيحائية والتكثيف الدال على الانفعال والقلق والتوتر ، والكشف عن موقف الشاعر، وعن رؤيته، في إيقاع قوي مؤثر، وهذا ناتج عن قدرة الشاعر على تحقيق الانسجام في تجربة فكرية إبداعية متميزة، لها القدرة والكفاية في التأثير في المتلقي يصدق عليها قول عز الدين إسماعيل : "والقصيدة الواحدة قادرة دائما على أن تحقق (...) الغايات المختلفة بالنسبة للأفراد المختلفين ، فهي في الوقت الذي تغير فيه موقف بعض الأفراد، تعدل من موقف بعضهم ، كما تؤكد موقف آخرين ."7 .
الهوامش
1- جابر عصفور ، رؤيا حكيم محزون، دبي الثقافية ، مارس 2016، ص18.
2 - نفسه ، ص212.
3- الخيال مصطلحا نقديا بين حازم القرطاجني والفلاسفة ، صفوت عبد الله الخطيب ، فصول م 7، ع3/4، 1987، ص 62.
4 - رؤيا حكيم محزون ، ص218.
5- حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر ، دار الفكر ، ط2، 1986،ص 148.
6 - تمام حسان، المصطلح البلاغي القديم في ضوء البلاغة الحديثة ، فصول م7،ع 3/4، 1987 ص33.
7- عز الدين إسماعيل ، الشعر العربي المعاصر ، دار الفكر ، ط3، ص 394.






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-09-2020, 11:55 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

بيدر ثري
اغدق به علينا الوارفة بن ضالي
وهي تحلل النص الى عواملة
وتلقي الضوء
على ردهات ديجوره

الشكر لكم على فارق وعيكم
وطوبى لنص
ينال عناية ذائقتكم

كامل التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-09-2020, 07:40 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

قراءة راقية واعية من شاعرتنا العزيزة فطنة بن ضالي
لحرف عميق يستحق هذا الإبحار.
بورك النبض والمداد
ولكِ ولعميدنا القدير كل الود والورد








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-09-2020, 09:48 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فطنة بن ضالي مشاهدة المشاركة
النص : شلال الوجع
الناص : زياد السعودي
رؤية : فطنة بن ضالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص:
ـــــــــــــ

شلّال الوجع

أديروا القهوَةَ السّادَهْ
وَصبّوا الليلَ في عَصَبي
فَحَزْني جاوَز العادَهْ
وَروحي حزَّها همٌّ
وَنفْسي أزَّهُا غمٌّ
وَطيني نالَ تَسْهادَهْ
يَنامُ الناسُ أيّامًا
وَيصْطادونَ أحْلامًا
وَلا يُبقونَ لي حُلْمًا لأصْطادَهْ
أخاتل كربتي فزِعًا
ولا أزَمات تنفرجُ
ألوذُ بِعَتْمَتي هَلِعًا
وقد ضاقَتْ بيَ الحُججُ
وَنارُ جَوايَ وَقّادَهْ
وَتَنْأى كَأسُ أفْراحي
لأشْرَبَ مُرّ أتْراحي
فَسَعْدي قَدْ أضاعَ الويْلُ أعْيادَهْ
وَإني قادَني صَحْوي
لوادي الموت كيْ أذْوي
فَفي جَنْبَيَّ أَرْسَى البَيْنُ أوْتادَهْ
هِلالُ الخَصْبِ مذ أفَلا
عراقي بات مُعتقَلا
وأدمى العلجُ بغدادَهْ
وَدَمْعُ الشّام مِدْرارُ
وفي لبنان أكْدارُ
وفي "ليبيا" لَظتْ نارُ
وَذا يمنٌ سجينٌ خانهُ الجارُ
حديدُ الخونِ أعياهُ فَباتَ يَجُرُّ أصْفادَهْ
تَفَرْعَنَ في الكنانةِ قمعُ فُجّارٍ
ومُذ صالَ الخَنا فيها أضاعَ النيلُ أجْنادَهْ
فِلَسْطينُ العَصيّةُ
لَمْ تَزَلْ تَشْكو دخولَ حِصانِ طُروادهْ
تقيّأتُ القَصائدَ في مَناحاتي
لأندُبَني وَأحْكي سِر مأساتي
ألا هبّي مفاعلتُنْ على ..
ماضٍ تُجنْدِلُه رزايا الحاضرِ العاتي
وأيامٍ تُداولُنا نداولها
ونسلبها تباشير الغد الآتي
أنا المهزومُ مُذْ غُزّتْ
عُروشُ البَغْيِ في ظَهْري الذي نَزَفا
أنا مِنْ أمّةٍ كانَتْ مُكَرَّمَةً
وَصارَتْ رَجْعَ وا أسَفا
أديروا القَهْوَةَ المُرّهْ
فمن قَـفْرٍ إلى فَـْقرٍ قدِ ائْتَلَفا
ومِنْ منفًى إلى مفنًى وما اختلَفَا
إلى ترفٍ تُصوِّرُهُ الرُّؤَى: الدُّوريَّ مُرتَجِفَا
يغني لي عَلى خَجلٍ:
بلادُ العُرْبِ أوْطاني!! فوا ترَفا
وَأوْطاني تَموتُ بِداخِلي نُتَفا
أمُطُّ مَدى مَجازاتي
أخاتِلُ وَجهَ مِرْآتي
فَتَحْقِنُني تآويلُ الرُّؤى تَلَفا
فوا عَسْفا ويا خَوْفَا
إذا ما الجُرحُ لَمْ يَبرَحْ
ولم يَلمَحْ
على الشُّطآنِ عُوَّادَهْ


الرؤيا في قصيدة " شلال الوجع"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأمل وتفكير في الذات المتشظية وأنات أوجاعها حزن عميق طويل عبر عنه الشاعر في القصيدة، إبحار موغل في الذات الجماعية، بين تأمل في الجسم العربي المثخن جروحا، وما نتج عن ذلك من وجع عميق متزايد ومستمر تعاني منه الذات الشاعرة، عبر عنه الشاعر بصور بليغة مؤثرة، بداية بالجملة الشعرية الأولى (أديروا القهوة السادة ) حيث يدل السواد فيها على الحزن والقتامة، وهي مصدرة بفعل الأمر "أديروا" و يؤكدها سطر شعري آخر مضيفا وصف المرة (أديروا القهوة المرة )، حزنا وقلقا من تأزم الأوضاع، ولا يسع الشاعر أمام هذا الوضع إلا أن يتحمل مسؤوليته معبرا عن وعيه وعن مواقفه كما يقول جابر عصفور " فيأتي الشاعر، مشروطا باللحظة التاريخية التي يتولد فيها كالشاهد أو العراف محكوما بها كالضحية ليغوص في أعماق الجرح كالباحث عن أصل الداء، أو يحلق في مدائن اللحظة التاريخية كغيمة لا تمطر إلا الأسئلة"1 . تلك الأسئلة التي لم يجد لها شاعرنا جوابا فقد أعيته الحيلة في التماسه، يقول معبرا عن ذلك :
ولا أزمات تنفرج
وقد ضاقت بي الحجج
وبهذا، يمضي شاعرنا ملبيا دعوة الشعر مصورا معاناته وحزنه وألمه، صارخا في وجه التعاسة، مغلوبا على أمره، بصور شعرية مجازية، تعمق المعنى منها :
أمط مدى مجازاتي
أخاتل وجه مرآتي
فتحقنني تآويل الرؤى تلفا
فقد عبر هنا عن موقفه الشعوري بدرجة عالية من الانفعال بواسطة الصور المركبة من الحسي والتجريدي المعنوي، في الفعل (أمط مدى...، وأخاتل ..المرآة)، حيث الإحالة إلى التعبير عن الحال في الأسطر الشعرية المبلورة للصور المجازية الدالة على ضبابية الرؤيا المستقبلية، إذ يسعى الشاعر من خلالها إلى تجاوز الواقع، بالصور الخيالية، التي قد تعيد تشكيل هذا الواقع بشكل جديد على مستوى الإبداع وفق التجربة الشعرية والرؤيا التي يصبو إليها الشاعر مصورا ذلك، لكنه هنا دون جدوى، إذ تتيه به التفسيرات، وتتلف الرؤيا، هي بحق صورة معبرة عن المعاناة، أعطت أبعادا لتآلف الصوت والمعنى في الدلالة على حرارة الموقف وتعقيد المشهد. ويزيد قائلا :
أنا المهزوم مذ غزت
عروش البغي في ظهري الذي نزفا
تقيأت القصائد في مناحاتي
لأندبني وأحكي سر مأساتي
إذا كانت القصيدة الحديثة قد غدت رؤية شعرية عمادها تقنيات فنية "تجعل الفكر شعرا، والشعر فكرا في الوقت نفسه" 2 ، فإن تأمل الواقع والتعبير عنه في الإبداع يخلق عند الشاعر زياد السعودي علاقة وطيدة في تأمل الذات الفردية باعتبارها واسطة إلى تأمل الذات الجماعية، معبرا عن واقع سلبي في قوله (المهزوم ، تقيأت ، أندبني )، حالة نفسية مزرية ، تسممت منها القصيدة، مع الحزن العميق، على الأوضاع العامة. وهكذا، يعمق الشاعر صورة الحزن والكآبة والهموم الملازمة له، من جراء أثر التحولات التي وقعت في الوطن العربي ، مستحضرا الوضع الماضي (أنا من أمة كانت مكرمة) وزمن تسمية (هلال الخصب ..)، ويقارنه بالوضع الحالي ، وما آلت إليه اليوم الأوطان يقول :
وأدمى العلج بغداده
ودمع الشام مدرار
وفي لبنان أكدار
وفي ليبيا لظت نار
وذا يمن سجين خانه الجار
خيال خلاق مبدع الصور الفنية الموحية المشحونة بطاقة عاطفية حركت وأسبغت على الأمكنة أبعادا أخرى على مستوى الصورة المتخيلة مبينة العلاقة الوطيدة بين الأمكنة وحزن الشاعر وقلقه وإظهار انفعالاته وتوتره، ذلك أن هذا الإحساس هو منبع الصور، قال الناقد صفوت عبد الله الخطيب: "إن الصور من حيث هي صور أو مثل للأشياء لا توجد إلا في اللحظة التي نتأملها فيها ، وكلما تجدد التأمل تجددت هي أيضا، أي خرجت من القوة إلى الفعل، إذ ليست الصور الكامنة موجودة إلا بالقوة، أي إنها استعدادات نفسية يتركها فينا الإحساس، أوهي كفاية المخيلة للتخيل "3.
وتتكئ القصيدة على الصور المجازية الإستعارية بكثرة منها صبوا الليل في عصبي ،...الحلم لأصطاده ، اشرب مر أتراحي ، ضاقت بي الحجج ، دمع الشام مدرار..ألخ.) وذلك للدلالة على ما يعيشه العالم العربي من تراكم الأزمات . وحزن الشاعر لهذا الوضع، وتأمله له.
جاءت جل الأفعال المضارعة في القصيدة مسندة إلى ضمير المتكلم إما ظاهرا أو مقدرا ، كما أتي الضمير في بعض المواضع بارزا منفصلا ، وذلك ليجسد الشاعر مأساته للقارئ ، فيحيل به إلى ذاته أولا، ثم إلى"العربي" بصفة عامة في السياق الحضاري ، كما قال جابر عصفور في تأملات حكيم محزون : "يبدأ من خطاب الذات التي تنقسم على نفسها في فعل التأمل ، فتغدو فاعل التأمل ومفعوله ، في آن مرورا بضمير المتكلم الذي هو المخاطب بمعنى من المعاني وانتهاء بتوجيه الخطاب إلينا ، عبر وسيط هو حكاية رمزية ."4
والقصيدة وإن كانت على مستوى البناء متسقة مشدودة الأوصال ، فإنها مسكونة بالآخر المعبر عنه بضمير الغائب (هم، هو) في مقابل" أنا الشاعر" والمستفاد من قوله :
لا يبقون لي حلما لأصطاده
يفرعن في الكنانة قمع فجار
فلسطين ...
لم تزل تشكو حصان طرواده.
وإنه سارق الأحلام ، طاغية ، سالب الحقوق بالحيلة ، يرمز الشاعر إلى كل ذلك مستغلا أسطورة حصان طرواده، من أجل تكثيف الصورة وإيحائيتها على مستوى المعنى.ومن التقابلات التي استعان بها الشاعر استعمال الطباق في (اختلف / ائتلفا ، أفراحي / أتراحي).
وإذا وقفنا عند بعض كلمات وتعابير معجم القصيدة فإننا نجد أولا الوجع، حزني ، أزمات، ضاقت ،مر ، الويل ..) وثانيا: ( السواد ، الليل ، العتمة ، النار، أسماء الأمكنة ) ، حيث يدل الأول على الحزن والألم، أما الثاني فيدل على الطبيعة وعلى أمكنة محددة جغرافيا ، وعلاقة الاثنين معا علاقة وطيدة تتجلى في توحدهما في ذات الشاعر، إذ ما يجري في واقع الأمكنة، ( سوريا ، العراق ، ليبيا ، اليمن ،مصر)،هو سبب حزن الشاعر المعبر عنه .بلغة مشحونة بالألم وبالطاقة الإيحائية ،فالطاقة الإيحائية للكلمات على حد تعبير كمال خير بك " لا يمكن أن تتحقق وتكتمل إلا عبر العلاقات التي توجه التقاءها وتراكيبها في الخطاب ، فجمال اللغة في الشعر كما يعبر أدونيس إنما " يعود إلى نظام المفردات وعلاقاتها ، بعضها بالبعض الآخر، وهو نظام لا يتحكم فيه النحو ، بل الانفعال والتجربة ""5.
في القصيدة إيقاع معنوي وصوتي قوي جدا تدل عليه المقاطع وتساويها من حيث ائتلافها وترتيبها ، ونمثل له بعلاقة المقطع الأول والمقطع الأخير إذ يتكاملان في المعنى والمبني، ، وكذلك ببعض الأساليب الإنشائية وتكرارها مثل النداء (وا أسفا، فواعسفا) الدالة على الندبة ، و تكرار القافية والروي في كثير من الأسطر رغم اختلافها : (هم ، غم /أفراحي ، أتراحي / مناحاتي ، مأساتي ) ويزيد التشابه في الصيغة الصرفية قوة ، مع تشابه أواخر المقاطع : (الساده، تسهاده، لأصطاده، أعياده..الخ) كل هذا يؤثر في القارئ ثأثيرا قويا.
وهكذا، فالقصيدة كثيرة الصور الأدبية التي تتألف من مواقف متخيلة مبنية على الاستعارة والمجاز، أو ما يسمى بالمؤشرات الأسلوبية - كما قال تمام حسان - التي تكون " انحرافا، إن لم يكن عن قياس لغوي ، فهو انحراف عن توقعات السامع "6. وهذا ما يحقق التأثير على المتلقي، حتى إن البلاغيين قالوا في وصف مثل أسلوب هذه القصيدة : أسلوب جيد السبك ، لطيف العبارة ، حسن الديباجة ، له ماء ورونق .
امتازت لغة القصيدة بالإيحائية والتكثيف الدال على الانفعال والقلق والتوتر ، والكشف عن موقف الشاعر، وعن رؤيته، في إيقاع قوي مؤثر، وهذا ناتج عن قدرة الشاعر على تحقيق الانسجام في تجربة فكرية إبداعية متميزة، لها القدرة والكفاية في التأثير في المتلقي يصدق عليها قول عز الدين إسماعيل : "والقصيدة الواحدة قادرة دائما على أن تحقق (...) الغايات المختلفة بالنسبة للأفراد المختلفين ، فهي في الوقت الذي تغير فيه موقف بعض الأفراد، تعدل من موقف بعضهم ، كما تؤكد موقف آخرين ."7 .
الهوامش
1- جابر عصفور ، رؤيا حكيم محزون، دبي الثقافية ، مارس 2016، ص18.
2 - نفسه ، ص212.
3- الخيال مصطلحا نقديا بين حازم القرطاجني والفلاسفة ، صفوت عبد الله الخطيب ، فصول م 7، ع3/4، 1987، ص 62.
4 - رؤيا حكيم محزون ، ص218.
5- حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر ، دار الفكر ، ط2، 1986،ص 148.
6 - تمام حسان، المصطلح البلاغي القديم في ضوء البلاغة الحديثة ، فصول م7،ع 3/4، 1987 ص33.
7- عز الدين إسماعيل ، الشعر العربي المعاصر ، دار الفكر ، ط3، ص 394.
مبدعة بنت بلادي الزينة السيدة فطنة
قرأتك شاعرة رقيقة وناقدة منصتة
بعض المراجع أعادتني الى أوج الدراسة منها عز الدين اسماعيل
لان الكتاب جاءني من العراق من طرف أستاذ علي الله يذكرو بالخيرأهداني إياه عبر البريد
فشكرا لقراءة تيتح مجال الإنصات وحزن الزياد حزن بنون جمع
وهنيئا لسيدي الزياد العميد الاسثتناء
وتحية حب للالة فطنة






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-09-2020, 10:35 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فطنة بن ضالي مشاهدة المشاركة
النص : شلال الوجع
الناص : زياد السعودي
رؤية : فطنة بن ضالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص:
ـــــــــــــ

شلّال الوجع

أديروا القهوَةَ السّادَهْ
وَصبّوا الليلَ في عَصَبي
فَحَزْني جاوَز العادَهْ
وَروحي حزَّها همٌّ
وَنفْسي أزَّهُا غمٌّ
وَطيني نالَ تَسْهادَهْ
يَنامُ الناسُ أيّامًا
وَيصْطادونَ أحْلامًا
وَلا يُبقونَ لي حُلْمًا لأصْطادَهْ
أخاتل كربتي فزِعًا
ولا أزَمات تنفرجُ
ألوذُ بِعَتْمَتي هَلِعًا
وقد ضاقَتْ بيَ الحُججُ
وَنارُ جَوايَ وَقّادَهْ
وَتَنْأى كَأسُ أفْراحي
لأشْرَبَ مُرّ أتْراحي
فَسَعْدي قَدْ أضاعَ الويْلُ أعْيادَهْ
وَإني قادَني صَحْوي
لوادي الموت كيْ أذْوي
فَفي جَنْبَيَّ أَرْسَى البَيْنُ أوْتادَهْ
هِلالُ الخَصْبِ مذ أفَلا
عراقي بات مُعتقَلا
وأدمى العلجُ بغدادَهْ
وَدَمْعُ الشّام مِدْرارُ
وفي لبنان أكْدارُ
وفي "ليبيا" لَظتْ نارُ
وَذا يمنٌ سجينٌ خانهُ الجارُ
حديدُ الخونِ أعياهُ فَباتَ يَجُرُّ أصْفادَهْ
تَفَرْعَنَ في الكنانةِ قمعُ فُجّارٍ
ومُذ صالَ الخَنا فيها أضاعَ النيلُ أجْنادَهْ
فِلَسْطينُ العَصيّةُ
لَمْ تَزَلْ تَشْكو دخولَ حِصانِ طُروادهْ
تقيّأتُ القَصائدَ في مَناحاتي
لأندُبَني وَأحْكي سِر مأساتي
ألا هبّي مفاعلتُنْ على ..
ماضٍ تُجنْدِلُه رزايا الحاضرِ العاتي
وأيامٍ تُداولُنا نداولها
ونسلبها تباشير الغد الآتي
أنا المهزومُ مُذْ غُزّتْ
عُروشُ البَغْيِ في ظَهْري الذي نَزَفا
أنا مِنْ أمّةٍ كانَتْ مُكَرَّمَةً
وَصارَتْ رَجْعَ وا أسَفا
أديروا القَهْوَةَ المُرّهْ
فمن قَـفْرٍ إلى فَـْقرٍ قدِ ائْتَلَفا
ومِنْ منفًى إلى مفنًى وما اختلَفَا
إلى ترفٍ تُصوِّرُهُ الرُّؤَى: الدُّوريَّ مُرتَجِفَا
يغني لي عَلى خَجلٍ:
بلادُ العُرْبِ أوْطاني!! فوا ترَفا
وَأوْطاني تَموتُ بِداخِلي نُتَفا
أمُطُّ مَدى مَجازاتي
أخاتِلُ وَجهَ مِرْآتي
فَتَحْقِنُني تآويلُ الرُّؤى تَلَفا
فوا عَسْفا ويا خَوْفَا
إذا ما الجُرحُ لَمْ يَبرَحْ
ولم يَلمَحْ
على الشُّطآنِ عُوَّادَهْ


الرؤيا في قصيدة " شلال الوجع"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأمل وتفكير في الذات المتشظية وأنات أوجاعها حزن عميق طويل عبر عنه الشاعر في القصيدة، إبحار موغل في الذات الجماعية، بين تأمل في الجسم العربي المثخن جروحا، وما نتج عن ذلك من وجع عميق متزايد ومستمر تعاني منه الذات الشاعرة، عبر عنه الشاعر بصور بليغة مؤثرة، بداية بالجملة الشعرية الأولى (أديروا القهوة السادة ) حيث يدل السواد فيها على الحزن والقتامة، وهي مصدرة بفعل الأمر "أديروا" و يؤكدها سطر شعري آخر مضيفا وصف المرة (أديروا القهوة المرة )، حزنا وقلقا من تأزم الأوضاع، ولا يسع الشاعر أمام هذا الوضع إلا أن يتحمل مسؤوليته معبرا عن وعيه وعن مواقفه كما يقول جابر عصفور " فيأتي الشاعر، مشروطا باللحظة التاريخية التي يتولد فيها كالشاهد أو العراف محكوما بها كالضحية ليغوص في أعماق الجرح كالباحث عن أصل الداء، أو يحلق في مدائن اللحظة التاريخية كغيمة لا تمطر إلا الأسئلة"1 . تلك الأسئلة التي لم يجد لها شاعرنا جوابا فقد أعيته الحيلة في التماسه، يقول معبرا عن ذلك :
ولا أزمات تنفرج
وقد ضاقت بي الحجج
وبهذا، يمضي شاعرنا ملبيا دعوة الشعر مصورا معاناته وحزنه وألمه، صارخا في وجه التعاسة، مغلوبا على أمره، بصور شعرية مجازية، تعمق المعنى منها :
أمط مدى مجازاتي
أخاتل وجه مرآتي
فتحقنني تآويل الرؤى تلفا
فقد عبر هنا عن موقفه الشعوري بدرجة عالية من الانفعال بواسطة الصور المركبة من الحسي والتجريدي المعنوي، في الفعل (أمط مدى...، وأخاتل ..المرآة)، حيث الإحالة إلى التعبير عن الحال في الأسطر الشعرية المبلورة للصور المجازية الدالة على ضبابية الرؤيا المستقبلية، إذ يسعى الشاعر من خلالها إلى تجاوز الواقع، بالصور الخيالية، التي قد تعيد تشكيل هذا الواقع بشكل جديد على مستوى الإبداع وفق التجربة الشعرية والرؤيا التي يصبو إليها الشاعر مصورا ذلك، لكنه هنا دون جدوى، إذ تتيه به التفسيرات، وتتلف الرؤيا، هي بحق صورة معبرة عن المعاناة، أعطت أبعادا لتآلف الصوت والمعنى في الدلالة على حرارة الموقف وتعقيد المشهد. ويزيد قائلا :
أنا المهزوم مذ غزت
عروش البغي في ظهري الذي نزفا
تقيأت القصائد في مناحاتي
لأندبني وأحكي سر مأساتي
إذا كانت القصيدة الحديثة قد غدت رؤية شعرية عمادها تقنيات فنية "تجعل الفكر شعرا، والشعر فكرا في الوقت نفسه" 2 ، فإن تأمل الواقع والتعبير عنه في الإبداع يخلق عند الشاعر زياد السعودي علاقة وطيدة في تأمل الذات الفردية باعتبارها واسطة إلى تأمل الذات الجماعية، معبرا عن واقع سلبي في قوله (المهزوم ، تقيأت ، أندبني )، حالة نفسية مزرية ، تسممت منها القصيدة، مع الحزن العميق، على الأوضاع العامة. وهكذا، يعمق الشاعر صورة الحزن والكآبة والهموم الملازمة له، من جراء أثر التحولات التي وقعت في الوطن العربي ، مستحضرا الوضع الماضي (أنا من أمة كانت مكرمة) وزمن تسمية (هلال الخصب ..)، ويقارنه بالوضع الحالي ، وما آلت إليه اليوم الأوطان يقول :
وأدمى العلج بغداده
ودمع الشام مدرار
وفي لبنان أكدار
وفي ليبيا لظت نار
وذا يمن سجين خانه الجار
خيال خلاق مبدع الصور الفنية الموحية المشحونة بطاقة عاطفية حركت وأسبغت على الأمكنة أبعادا أخرى على مستوى الصورة المتخيلة مبينة العلاقة الوطيدة بين الأمكنة وحزن الشاعر وقلقه وإظهار انفعالاته وتوتره، ذلك أن هذا الإحساس هو منبع الصور، قال الناقد صفوت عبد الله الخطيب: "إن الصور من حيث هي صور أو مثل للأشياء لا توجد إلا في اللحظة التي نتأملها فيها ، وكلما تجدد التأمل تجددت هي أيضا، أي خرجت من القوة إلى الفعل، إذ ليست الصور الكامنة موجودة إلا بالقوة، أي إنها استعدادات نفسية يتركها فينا الإحساس، أوهي كفاية المخيلة للتخيل "3.
وتتكئ القصيدة على الصور المجازية الإستعارية بكثرة منها صبوا الليل في عصبي ،...الحلم لأصطاده ، اشرب مر أتراحي ، ضاقت بي الحجج ، دمع الشام مدرار..ألخ.) وذلك للدلالة على ما يعيشه العالم العربي من تراكم الأزمات . وحزن الشاعر لهذا الوضع، وتأمله له.
جاءت جل الأفعال المضارعة في القصيدة مسندة إلى ضمير المتكلم إما ظاهرا أو مقدرا ، كما أتي الضمير في بعض المواضع بارزا منفصلا ، وذلك ليجسد الشاعر مأساته للقارئ ، فيحيل به إلى ذاته أولا، ثم إلى"العربي" بصفة عامة في السياق الحضاري ، كما قال جابر عصفور في تأملات حكيم محزون : "يبدأ من خطاب الذات التي تنقسم على نفسها في فعل التأمل ، فتغدو فاعل التأمل ومفعوله ، في آن مرورا بضمير المتكلم الذي هو المخاطب بمعنى من المعاني وانتهاء بتوجيه الخطاب إلينا ، عبر وسيط هو حكاية رمزية ."4
والقصيدة وإن كانت على مستوى البناء متسقة مشدودة الأوصال ، فإنها مسكونة بالآخر المعبر عنه بضمير الغائب (هم، هو) في مقابل" أنا الشاعر" والمستفاد من قوله :
لا يبقون لي حلما لأصطاده
يفرعن في الكنانة قمع فجار
فلسطين ...
لم تزل تشكو حصان طرواده.
وإنه سارق الأحلام ، طاغية ، سالب الحقوق بالحيلة ، يرمز الشاعر إلى كل ذلك مستغلا أسطورة حصان طرواده، من أجل تكثيف الصورة وإيحائيتها على مستوى المعنى.ومن التقابلات التي استعان بها الشاعر استعمال الطباق في (اختلف / ائتلفا ، أفراحي / أتراحي).
وإذا وقفنا عند بعض كلمات وتعابير معجم القصيدة فإننا نجد أولا الوجع، حزني ، أزمات، ضاقت ،مر ، الويل ..) وثانيا: ( السواد ، الليل ، العتمة ، النار، أسماء الأمكنة ) ، حيث يدل الأول على الحزن والألم، أما الثاني فيدل على الطبيعة وعلى أمكنة محددة جغرافيا ، وعلاقة الاثنين معا علاقة وطيدة تتجلى في توحدهما في ذات الشاعر، إذ ما يجري في واقع الأمكنة، ( سوريا ، العراق ، ليبيا ، اليمن ،مصر)،هو سبب حزن الشاعر المعبر عنه .بلغة مشحونة بالألم وبالطاقة الإيحائية ،فالطاقة الإيحائية للكلمات على حد تعبير كمال خير بك " لا يمكن أن تتحقق وتكتمل إلا عبر العلاقات التي توجه التقاءها وتراكيبها في الخطاب ، فجمال اللغة في الشعر كما يعبر أدونيس إنما " يعود إلى نظام المفردات وعلاقاتها ، بعضها بالبعض الآخر، وهو نظام لا يتحكم فيه النحو ، بل الانفعال والتجربة ""5.
في القصيدة إيقاع معنوي وصوتي قوي جدا تدل عليه المقاطع وتساويها من حيث ائتلافها وترتيبها ، ونمثل له بعلاقة المقطع الأول والمقطع الأخير إذ يتكاملان في المعنى والمبني، ، وكذلك ببعض الأساليب الإنشائية وتكرارها مثل النداء (وا أسفا، فواعسفا) الدالة على الندبة ، و تكرار القافية والروي في كثير من الأسطر رغم اختلافها : (هم ، غم /أفراحي ، أتراحي / مناحاتي ، مأساتي ) ويزيد التشابه في الصيغة الصرفية قوة ، مع تشابه أواخر المقاطع : (الساده، تسهاده، لأصطاده، أعياده..الخ) كل هذا يؤثر في القارئ ثأثيرا قويا.
وهكذا، فالقصيدة كثيرة الصور الأدبية التي تتألف من مواقف متخيلة مبنية على الاستعارة والمجاز، أو ما يسمى بالمؤشرات الأسلوبية - كما قال تمام حسان - التي تكون " انحرافا، إن لم يكن عن قياس لغوي ، فهو انحراف عن توقعات السامع "6. وهذا ما يحقق التأثير على المتلقي، حتى إن البلاغيين قالوا في وصف مثل أسلوب هذه القصيدة : أسلوب جيد السبك ، لطيف العبارة ، حسن الديباجة ، له ماء ورونق .
امتازت لغة القصيدة بالإيحائية والتكثيف الدال على الانفعال والقلق والتوتر ، والكشف عن موقف الشاعر، وعن رؤيته، في إيقاع قوي مؤثر، وهذا ناتج عن قدرة الشاعر على تحقيق الانسجام في تجربة فكرية إبداعية متميزة، لها القدرة والكفاية في التأثير في المتلقي يصدق عليها قول عز الدين إسماعيل : "والقصيدة الواحدة قادرة دائما على أن تحقق (...) الغايات المختلفة بالنسبة للأفراد المختلفين ، فهي في الوقت الذي تغير فيه موقف بعض الأفراد، تعدل من موقف بعضهم ، كما تؤكد موقف آخرين ."7 .
الهوامش
1- جابر عصفور ، رؤيا حكيم محزون، دبي الثقافية ، مارس 2016، ص18.
2 - نفسه ، ص212.
3- الخيال مصطلحا نقديا بين حازم القرطاجني والفلاسفة ، صفوت عبد الله الخطيب ، فصول م 7، ع3/4، 1987، ص 62.
4 - رؤيا حكيم محزون ، ص218.
5- حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر ، دار الفكر ، ط2، 1986،ص 148.
6 - تمام حسان، المصطلح البلاغي القديم في ضوء البلاغة الحديثة ، فصول م7،ع 3/4، 1987 ص33.
7- عز الدين إسماعيل ، الشعر العربي المعاصر ، دار الفكر ، ط3، ص 394.


دام ألقك و ألق حضورك
القديرة فطنة بن ضالي
شكرا على هذه القراءة النقدية المبدعة
لقصيد القدير أ/ زياد
و له جزيل الشكر






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 02-10-2020, 09:19 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

بمثل هكذا عقل وعين ناقد لا تخطيء الهدف تضيء الطريق
وتقوم ما يحتاج لتقويم ..
ترسم لوحات لا مثيل لها ..
جهد كبير وقراءة عميقة أ. فطنة
سلم الناص وسلم الناقد

مع تحياتي ومحبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-01-2022, 01:03 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فطنة بن ضالي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
المغرب

الصورة الرمزية فطنة بن ضالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فطنة بن ضالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
بيدر ثري
اغدق به علينا الوارفة بن ضالي
وهي تحلل النص الى عواملة
وتلقي الضوء
على ردهات ديجوره

الشكر لكم على فارق وعيكم
وطوبى لنص
ينال عناية ذائقتكم

كامل التقدير
=============================================


كل نص يحقق نصيته بالمشترك من الصفات والمميزات ، لكن بعض النصوص تبقى لها فرادتها وتميزها الذي يجعلها تمارس سلطتها على المتلقي .
وهذا النص من هذا القبيل
لا يمكن تجاوزه في نسق التجربة الشعرية للشاعر الكبير زياد السعودي .
سعدت بدخول عوالم النص ومحاولة القبض على إيوالياته .
أرجو أن أكون عند حسن الظن
كل الشكر والتقدير لكم
عميدنا المحترم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-01-2022, 01:13 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

قراءة عميقة متزنة تفتح أفق الكلام وتعطينا أبعاد أخرى
كيف لا والنص بين يدي شاعرة قديرة تجيد الغوص
كل التحايا شاعرتنا






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-01-2022, 01:40 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

السلام عليكم
أجمل القراءات تلك التي تأتي من نافذة شاعر
قراءة تمكنت من إلقاء الضوء من ""نافذة الداخل "" على رأي أستاذنا العزيز السي احمد بوزفور
فنافذة الداخل تفتح مسامات الشعر على لحظة المخاض
والقراءة تجتبيه من نفس النافذة حين تكون من قلب شاعر
فتحية للمحتفى به الزياد عميدنا
وتحية لدكتورتنا الغالية أم أيمن
بارك الله فيكما






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2022, 03:09 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
إيمان سالم
فريق العمل
تحمل أوسمة الاكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية إيمان سالم

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

إيمان سالم متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

تناول رائع تغلغل في عمق القصيد و احاط بتفاصيله
شلال من الابداع هنا .. شكرا لك المبدعة الراقية ا.فطنة
على هذا الفيض من الافادة و الثراء..

تحياتي و كل الاحترام لك و لسيادة العميد

ودي و باقات ورد..






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-04-2022, 05:27 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فطنة بن ضالي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
المغرب

الصورة الرمزية فطنة بن ضالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فطنة بن ضالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد مشاهدة المشاركة
قراءة راقية واعية من شاعرتنا العزيزة فطنة بن ضالي
لحرف عميق يستحق هذا الإبحار.
بورك النبض والمداد
ولكِ ولعميدنا القدير كل الود والورد
================================================
بارك الله فيكم
صاحبة الحرف البهي
والحضور الراقي
الاستاذة عبير محمد
اسعدني مروركم ورايكم .
*
محبتي واحترامي.






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-04-2022, 05:35 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
فطنة بن ضالي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
المغرب

الصورة الرمزية فطنة بن ضالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فطنة بن ضالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

مبدعة بنت بلادي الزينة السيدة فطنة
قرأتك شاعرة رقيقة وناقدة منصتة
بعض المراجع أعادتني الى أوج الدراسة منها عز الدين اسماعيل
لان الكتاب جاءني من العراق من طرف أستاذ علي الله يذكرو بالخيرأهداني إياه عبر البريد
فشكرا لقراءة تيتح مجال الإنصات وحزن الزياد حزن بنون جمع
وهنيئا لسيدي الزياد العميد الاسثتناء
وتحية حب للالة فطنة
=========================================
الرائعة الغالية لا لة فاطمة الزهراء العلوي
"يسمعك خير سيدتي "
حفظك الله ورعاك
*
كل التقدير والاحترام .






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-04-2022, 10:28 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جمال عمران
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية جمال عمران

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

جمال عمران غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

مرحبا ست فطنة
قصيدة ولا أروع، وقراءة وضوء غاية العمق والروعة.
مررت من هنا تحت ظلال الابداع والطرح والقراءة والرؤى والشرح.
مودتى






تحيا الأخطاء عارية من أي حصانة، حتى لو غطتها كل نصوص الكون المقدسة.
(غاندى)
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-04-2022, 05:40 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
فاتي الزروالي
فريق العمل
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
تحمل لقب عنقاء عام 2010
المغرب

الصورة الرمزية فاتي الزروالي

افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

الشاعرة والأستاذة فطنة بن ضالي

دراسة نقدية راقية
بكل المعايير التي جعلت النص شفافا
ينساب رغم قوة شلال الوجع الهادر بباطن القصيد
كماء زلال
فشكرا لك غاليتي
ولعميدنا المكرم كل التقدير لنصه الرائع
تقديري وكل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-07-2022, 02:59 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
فطنة بن ضالي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
المغرب

الصورة الرمزية فطنة بن ضالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فطنة بن ضالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
دام ألقك و ألق حضورك
القديرة فطنة بن ضالي
شكرا على هذه القراءة النقدية المبدعة
لقصيد القدير أ/ زياد
و له جزيل الشكر
==============================
شكرا لحضورك البهي
الأديبة المحترمة أ.أحلام المصري
*
تقديري ومحبتي .






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-07-2022, 03:03 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
فطنة بن ضالي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
المغرب

الصورة الرمزية فطنة بن ضالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فطنة بن ضالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الرؤية في شلال الوجع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد علي مشاهدة المشاركة
بمثل هكذا عقل وعين ناقد لا تخطيء الهدف تضيء الطريق
وتقوم ما يحتاج لتقويم ..
ترسم لوحات لا مثيل لها ..
جهد كبير وقراءة عميقة أ. فطنة
سلم الناص وسلم الناقد

مع تحياتي ومحبتي
=================================
بارك الله فيكم شاعرنا وأديبنا المحترم
ما أسعدني برأيكم سيدي
*
شكري وامتناني .






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط