نتفق او نختلف...

ربما عليَّ أن أتردد كثيرا قبل أن أخالف الكثيرين فأتهم ,مثلهم, إسرائيل فقط وأعوانها في الغرب بأنهم ,جمييييعا, قد تمكنوا ,بتحالفهم القائم والمستمر طوال عقود, من غرس بذور التحول في الفكر الفلسطيني أو حرفه عن جذوره العربية نحو جذور أخرى مختلفة تعتاش على وقائع العدوان اليهودي الخصبة والنامية ,فلا يتجاوز هذ الفكر ,في أقصى حالات نموه , سقف المطالب والاحتياجات "الإسرائيلية " فقط.
بل أتهم أيضا وقبل ذلك مجمل النظام العربي ,قطريا وقوميا, هذا النظام الذي زعم كذبا بأنه قد أعد بنيانه وأسسه ,منذ أول انقلاب, فقط على قواعد الحق الفلسطيني وتحرير فلسطين!! فكان لفلسطين الفضل, منذ نكبتها, بأن أصبحت بمثابة العمادة التي تُكسٍب أي انقلاب عربي شرعيته القومية والدينية !! على كثرة الانقلابات العربية وتنوع دوافعها .. حيث هؤلاء جميعا الذين جعلوا من فلسطين عنوانهم المشترك (بينما قلوبهم شتّى)لم يلتفتوا , إن كان بغباء أو بحسن نية أو بقصد مقصود, إلى ضرورة تحرير وعيهم وفكرهم ,بداية, من أسر الوهم " الكثرة غَلَبَت الشجاعة" بالانتصار السهل والسريع على " إسرائيل" !! ولم يلتفتوا أيضا إلى ضرورة اليقظة على هذا العدو المتمكن والذي يستعد ,هو الآخر, بأدوات علمية , غير الرغبة والأمنية كالعرب , للانتقال باحلام التوسع من إطار الأسطورة "الدينية" ليفرض في الواقع العربي أو ليعيد فرض احتياجات الاستعمار الغربي القديم ...
معقول لم يدرك هؤلاء أن إسرائيل التي جاءت إلى فلسطين من الغرب قد لخصت بوجودها على الجغرافيا العربية نفس الاحتياجات والمطامع الغربية القديمة فأظهرت الغرب من جديد " وما زالت تظهره حتى اللحظة" بشكل جديد لكن بنفس الدوافع القديمة التي خلت وتخلو كعادتها من أية بواعث أخلاقية ؟! أولم يدرك هؤلاء حتى الآن أن إسرائيل مازالت ,وبحكم المنشأ الغربي, تستطيع ,من دونهم, أن تترجم لغة الغرب, غزوا وسيطرة ومصادرة , في الجغرافيا العربية ؟!
ونتيجة لهذا الغباء العربي أو نتيجة لغياب الوعي العربي على مستوى أطراف المعادلة الرسمية الحاكمة في بلادنا قطريا وقوميا .. أو نتيجة لعدم اتفاقهم ربما عمدا كل لأسبابه الفردية والعائلية ,ترسخ الانقسام بعد أن تم تعزيزة بانخراط الأطراف العربية المختلفة في تحالفات مجدية ومجزية فرديا وعائليا أيضا .. تم لفظ العنوان وتمزيقه فأصبحت فلسطين ضحية أخرى ليس فقط للعدوان الغربي بل وللفشل العربي كذلك .. هل تغير الحال اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
والسؤال الآن .. إذا كانت اهمية أي مسألة او قضية أو دولة تتحدد ,في موازين الأقوياء, بقربها أو بعدها عن احتياجاتهم .. بما تقدمه لهم من خدمات او بما تعجز عن تقديمه .. فما الذي يستطيع الفلسطيني , المضيَّع والمغيَّب عربيا, أن يقدم للغرب من خدمة أكثر من إسرائيل ؟ وليس لديه نفط على الأقل ؟!
وماذا يستطيع الفلسطيني , بغير دعم الأشقاء ومساندتهم بالمال والسلاح والمواقف, أن يفعل ضد الغرب ؟!
أظن أن جل ما يستطيع الفلسطيني أن يفعله اليوم , خصوصا بعد أن اصطف الأشقاء ,علانية , في طابور الأمريكان هو أن يقدم, للتاريخ
و للأجيال, ما حل به من كوارث كترجمة أمينة وصادقة لعجز العرب جميييييعا حتى عن حماية أنفسهم .. ........

[فاطمة الزهراء العلوي]

استاذي احمد
الاشكال فينا نحن فكلما انزهمنا علقنا الهزيمة على الاخر ونفضنا عنا كل ما يلصقنا بمسئوليتنا
وهذا ما فهمه العدو ويمارسه ضدنا
فمتى استفاق العرب وبدؤوا بتحمل المسئولية ومحاسبة النفس اولا استطاعوا التغلب على الاخر

تقديري واحترامي الكبيرين لقلمك

اهلا ومرحبا صديقتي النقية فاطمة العلوي .. جميلة وفي الصميم مداخلتك.. تحياتي لروحك