قراءة نقدية لنص تداعيات بقلم الاستاذ عبد الامير محسن

[فراس المرعب]

تداعيات

بنفخات لهيبك
أسدل المساء
أرخي جفنك ..
لا صحو بعد اليوم
لا شمس تداعب
دفء الأصابع
لا زهرة تتعرى
من عطرها لأجلك
مكبل تجرك
عربات ذكرى
إلى ساحات
حزن
يبتلع مقترفي السعادة ..
حلزون وهم
متاهة أيام
تدور .. تدور
الثور المجنح
ربطوه
معصوب العينين
إلى طاحونة الأرواح
تلوك
أنفاسا صدئة
عفرها ميداس
بيد الوهم الذهبية
أحالها تراب
استيقظَ من حلم ٍ
إلى حلم ٍ
على ظهر الرخ
يطوف مدائن الصعاليك
يرميه إلى
أوطئ قعر
يصرخ بأشباح
غابات مسحورة
إليكم قربان الصمت
سجين الذكرى
لا تذروا من أحلامه .. حلم
لا سبيل للخلاص
من فك الحوت
لا أنت نبي
ولا صعلوك
فراغ غادره
الوقت يئن
يجرجر خيبات
يلفظه آخر حرف
في رقية الإنسان
إن عاش مات
وان مات ... مات

**القراءة النقدية من قبل الاستاذ الناقد والشاعر عبد الامير محسن **

امامي قصيدة (تداعيات )..للشاعر فراس المرعب..وهي من القصائد ذات الابعاد الدلاليه المفتوحة الافق الواضحة القصد حيث تكشف لنا مستويات الكتابه واقعية الخطاب رغم الرموز التي في النص المفعم بالوصف والايحاء..القصيدة صراع داخلي بين الشاعر وطموحه وربما بين الشاعر ونفسه وهذا النوع من الكتابه يحتاج الماما باليحاء فالشاعر لا يستطيع في هكذا ان يعبر عن النواحي النفسيه المستتره داخله لانه يحتاج قدرة من الخيال والابتكار والتوظيف ووجدناه يلجأ الى (الثور المجنح)(ظهر الرخ)(اشباح غابات مسحوره)(فم الحوت)(نبي صعلوك)(رقية انسان) وغيرها من استعارات وظفها الشاعر بنجاح في غاياته......................................قصة القصيده.........................القصيده حوار بين الشاعر الذي لم يرى الارض الخصبه لطموحاته المشروعه بل انه احس بقيود تثقل كاهله وتمنع انطلاق حريته نحو عالمها الارحب ..فالعالم ظلام اخرس يمنع توهج الشاعر ويمنع تواصله الانساني في مجتمع قاس ................................................................والان مع القصيده............بدأ الشاعر بداية فريده...
بنفخات لهيبك
اسدل الستار
لقد ابتدا الشاعر من حيث النهايه ..فكم من الالم كان يحمل اذن ليصل لاسدال الستار..وبحركة(فلاش باك) رائعه لجا الشاعر اليها (وهي ظاهره مهمه اسهمت في تطوير بنية النص الشعري) برز هنا صوت الشاعر المضمر للشخصيه المتمثل بصوت الذات حيث عبر الشاعر بشكل غير مباشر عن حالته النفسيه المستتره واقترب الى الحد الذي كشف اقنعة الزيف حوله
لا زهرة تتعرى من عطرها لاجلك
مكبل تجرك عربات الذكرى الى ساحات حزن
ولاحظوا الشاعر يصف بؤس زمانه وحزنه المقيم(يبتلع مقترفي السعاده حلزون وهم )
فالسعادة جريمه والحلزون خلاص ولكنها مفارقه رائعه..الحلزون خلاص بطيء يكاد لا ياتي مهما انتظرنا والسعادة باتت مستحيله وتهمة يخاف منها..فاي حياة تلك وكيف استطاع الشاعر بابداع منقطع النظير ان يزاوج الرمزين لنسج خيال مؤلم وربما واقع حي هي (متاهة تدور تدور )(الثور المجنح ربطوه معصوب العينين )..وتلك رحلة خياليه رسمها الشاعر من رموزنا التراثيه لجا اليها لتوظيفها في عملية الخلق الشعري حيث حاول ان يؤثر علينا ليسقط ذاته في تلك الرموز (فلا الثور المجنح ولا ميداس ولا ظهر الرخ )استطاعا ان ينقذا الشاعر بلنجد الشاعر محمولا على ظهر الرخ يطوف مدن الصعاليك كقربان صمت وسجين ذكرى يطوفون بجسده في البلاد ويصادرون احلامه الورديه..
استيقظ من حلم الى حلم
على ظهر الرخ يطوف مدن الصعاليك
يصرخ باشباح مسحوره
اليكم قربان الصمت سجين الذكرى
لاتذروا حلما من احلامه....لا انت نبي ولا صعلوك
نعم تتضافر الحاله التراثيه مع حالة الشاعر الانيه اذ لم تستوعبه الكلمات المباشره بسبب التنافر الحاد بينه وبين الواقع فجعل التجربه الذاتيه اطلاقا لرؤية ابعد....وبهذا كانت لغة الشاعر خارج اللغه عبرت حاجز الزمن ودليل ذلك انظروا معي مايقول :
فراغ غادره الوقت يئن.....يجرجر خيبات يلفظه اخر حرف
في رقية الانسان ان عاش مات وان مات مات
ينتهي الشاعر حيث تنتهي القصيده.. وتنتهي الحياة وينتهي الانسان فلا زمان ولا مكان والانسان هيولي متحرك متجول خاو الوفاض....انها نظرة حزينه وامال مقتوله وانا اتفق مع الشاعر في كل حرف وفكره...بنى الشاعر قصيدته بناءا قويا متماسكا اعتمد السلام الروحي الذاتي امام العدوان الخارجي وهي حرب لم ولن تنتهي ابدا..............................................موسيقى القصيده...............جاءت القصيدة متناغمة الايقاع سهلة البوح متلازمة اللحن قوية اللغه لم اشاهد اي نشاز لغوي او لحني الا ماندر ورغم ابتعاد الشاعر عن القافيه كونه لم يكتب الشعر العمودي المقفى الا انني رصدت له عومه في البحر الكامل بصورته الاصليه في بداية القصيده وتجول في فروع البحر في متونها الاخرى..بنفحات لهيبك اسدل الستار.....متفاعلن متفاعلن متفاعلن....ارى الشاعر قد نجح في رصد ما لم يستطع الاخرون ان يروه وشكا حاله....فهل من منصف.....

[فاطمة الزهراء العلوي]

قراءة فتحت نافذة احتمال في القراءة
عمق ودراية بالادوات النقدية
جعلتنا نقرأ القصيدة مرتين

النقد هو تأثيث آخر للنص عبر ادواته وعمقه وفنيته

راقت لي الجلسة هنا

همسة

بعض الهفوات في رسم الحروف فلتت فارجو اخي فراس تنقيح القراءة
ثم

تحية للناقد الاستاذ عبد الامير

وتحية لمبدعنا فراس

شكرا

زهراء

[حسين الدايني]

اهلا وسهلا بالاخ العزيز عبد الامير محسن في قراءته لقصيدة الاخ العزيز فراس